Saturday, August 7, 2010

نحن رافضة التاريخ

نحن رافضة التاريخ

23-04-2009

بقلم: محمد الوليدي

كل زعيم فينا إذا اهتز عرشه يصرخ : رافضة .. رافضة ، هذا العرش المبني من عظامنا والغارق في دمنا ، ومع ذلك نصرخ معهم ، وحتى حين صرخ الأعداء نفس الصرخة ، صرخنا جميعا معهم وبلا خجل.. رافضة .. رافضة ..
أما آن لنا أن نستيقظ ، نحن رافضة التاريخ شئنا أم أبينا.

نحن الذين ذبحنا فلسطين وشعبها ، إثنان وتسعون عاما ونحن نسبح في الدم الفلسطيني ، وما تعبنا ، الزعماء في المقدمة والشعوب خلفهم فاغرة العينين ، تشارك وتتفرج ، أبشع مؤامرة وأحط خيانة .. نحن رافضة التاريخ.

إن كان عندهم علقمي كتب للمغول ، فعندنا ألف علقمي كتب للمغول الجدد ، وما كاتبناهم فحسب ، بل قدمنا لهم الخيول وأسرجناها لهم ،وتركناهم يتسلقوا ظهورنا ليمتطوها ، ودفعنا لهم ثمن السيوف ، وثمن النار التي أحرقوا بها كل العراق ، إن عثروا أعناهم وإن سقطوا أخذنا بأيديهم ورفعناهم لمزيد من الذبح ،تسلحنا بلساننا العربي وأوثقنا لهم الضحايا لنضمن لهم الأريحية الكاملة ، وأهديناهم نساء العرب ليضاجعهن مغول العصر على وهج حريق بغداد ، ألم يفعل ذلك قوادا عربيا؟ !.
من بندر بن سلطان الى عمه عبد الله : "مطرت في الروضة" والسلام عليك يا بغداد .. وجعي عليك يا بغداد..
نحن الذين أعددنا لصالح الأعداء القوة ورباط الخيل وفوق إستطاعتنا ، وما أعددنا لأنفسنا سكينا صدئا.. نحن رافضة العصر.

إن كانوا ينتظرون إماما غائبا واحدا ، فنحن ننتظر عشرين شيطانا في سراديب ظهور زعاماتنا دون أن نعرف خيرهم من شرهم ، وعلى كل الأحوال ما رأينا منهم خيرا قط ، كل ما نعرفه بأنهم سيكونوا قدرا يجلدنا ولا ندري متى سيحل بنا..من شدة الوجع لم تعد تفرق كثيرا .. نحن رافضة التاريخ.

وإن لطموا أنفسهم برضاهم ، فقد لُطمنا غصبا عنا ، وسحلنا وقتلنا ومزقنا وأحرقنا و وقطعنا إربا .. نحن رافضة التاريخ.

إن كان عندهم ولاية الفقيه ، فعندنا عشرون ولاية فقيه لا يفقهون شيئا ، كلهم معصومون لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم ، الويل لك لك لو سائلت أحدا فيهم ، فلن يعرف لك أحدا خبرا ، نحن رافضة التاريخ.

وإذا كان البهرامي سرق الحجر الأسود ، فنحن سرقنا قبلتنا الأولى كلها وبعناها بالتقسيط المريح لبني صهيون ، أما قبلتنا الثانية فأجرناها لبريطانيا ثم أمريكيا ، أما منبر رسولنا فقد قدمناه "إكرامية "للمخابرات الأمريكية " فوق البيعة ، وأتخذنا البيت الأبيض قبلة أخيرة.

حاصروا الحجيج مرة ، ونسينا ماذا فعلنا في حجيج غزة ، أنتظرناهم كي يخرجوا من سجنهم الكبير ، عز علينا أن يذوقوا طعم الحرية ، فأنقضضنا عليهم وحاصرناهم في بر وبحر العرب ، لم نرحم مريضا ولا إمرأة ولا شيخا ، و طفلا ، كانوا يموتون أمام أعيننا ولم يرف لنا جفنا ، ولم يكن ذنبهم إلا إنهم رفضوا التنازل عن كرامتهم ، تبا لنا .. تبا لنا نحن رافضة التاريخ .

في مطار القاهرة أوقف أحد المصريين ، ونظر المحقق إلى أثر السجود في جبينه ، فقال له :" اللحية وحلقتها عرفنا ، بس دي (مشيرا إلى أثر السجود) فين تروح منها.. تعال .. تعال.." ليضيع في غياهب سجون المعلم والفقيه الأكبر الذي لا ينفك صراخا الآن : رافضة .. رافضة . . نحن رافضة التاريخ .

عندهم أحمدي نجاد تكلم فأخاف نصف العالم وأثلج صدور النصف الآخر ،وعندنا عشرون أرعنا لو صرخوا في كل بقاع الدنيا ما أخافوا أرنبا ، وما رأينا منهم في أحسن أحوالهم سوى الهم والغم والنكد.

نحن رافضة التاريخ .. ولتخرس كل الألسنة ، وقبل أن تنبسوا بحرف كان عليكم أن تقوموا من الحضن اليهودي وتتطهروا من على جبل ..
الحد قبل الكلام

No comments: