Sunday, July 24, 2011

هؤلاء أضاعوا فلسطين (لائحة العار: الحاج أمين الحسيني)

هؤلاء أضاعوا فلسطين (لائحة العار: الحاج أمين الحسيني)

محمد الوليدي

الحاج أمين الحسيني قومي فلسطيني ومفتي القدس والديار الفلسطينية من (١٩٢١- ١٩٤٨) ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي (١٩٢٢-١٩٣٧)، ولد عام ١٨٩٧، تعلم بداية في مدارس الإرساليات الفرنسية الكاثولوكية ثم في المدرسة اليهودية ( أليانس ازرائيلت يونيفيرسلي - أي كل اليهود رفاق)،كما درس في الأزهر لمدة ثلاثة أشهر وحتى هذه المدة قضاها مع الشيخ المتصهين رشيد رضا.

في نهاية عام ١٩١٤ ألتحق بالجيش العثماني وأمضى فيه مدة عامين، ثم تمت إعادته الى القدس بعد إحتلالها من قبل بريطانيا، حيث أشترك في الجيش البريطاني، ومن خلاله وجه نداء للشباب الفلسطيني للإلتحاق بهذا الجيش، وقد عمل بجد وهمة من أجل تحقيق هذا الهدف في القدس ودمشق، وكان أحد كتبة المنشورات التي كانت تلقيها الطائرت البريطانية على سكان القرى والمدن في فلسطين وسوريا، وكان من منشوراته " أن الإلتحاق بالجيش البريطاني هو من أجل وطني ومن أجل تحرير أرضنا من الأتراك!".
وقد وصفه الضابط البريطاني سي. بيرتون في تقرير له عن الحسيني بأنه كان مخلصا جدا لبريطانيا.

في عام ١٩١٩ زار دمشق لدعم الأمير فيصل ليكون ملكا على سوريا، وفي نفس السنة افتتح فرعا عن النادي العربي السوري في القدس وهو نادي للعرب المؤيدين للسياسة البريطانية - لانستبعد ماسونيته حيث كان يدار في سوريا من قبل الماسوني الشيخ! عبد القادر المظفر; صديق الحسيني المخلص -فيما بعد- وحافظ أسراره وجامع التبرعات له ولمؤسساته!، والذي أستدعاه الحسيني فيما بعد للقدس لإدارة جمعية لا تقل شبهة عن هذا النادي، وهي جمعية "الآخاء والعفاف"، وقد طرد هذا الشيخ من العديد من المساجد التي كان يرسلها له أمين الحسيني من أجل حمل الناس على قبول السياسة البريطانية - سياسة وعد بلفور.

ظلت بريطانيا تحاول صناعة بطل من المفتي أمام أعين الشعب الفلسطيني عبر إنتقاده وسجنه ومحاكمات صورية وحتى نفيه وأستطاعت أن تنجح الى حد ما في هذا.

بعد وفاة مفتي القدس كامل الحسيني أخو أمين الحسيني الأكبر، تم تعيين أمين الحسيني كمفتي للقدس وبتدخل مباشر من المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل وهو يهودي صهيوني أرسلته بريطانيا لفلسطين من أجل تطبيق وعد بلفور ولو بالقوة ، وقد أعتبرت صحيفة المورننق بوست البريطانية إرساله "خطأ تاريخيا عند كل البشر إلا اليهود".

وحين فشل أمين الحسيني في الفوز بإنتخابات "منصب المفتي" حيث سبقه ثلاثة أشخاص، أزاحهم المندوب السامي هربرت صموئيل وأختار الفتى أمين الحسيني والذي لم يكن قد وصل لسن الخامسة وعشرين عاما.

في عام ١٩٢٢ أنشأ المندوب السامي هربرت صموئيل "المجلس الإسلامي الأعلى" الأسلمة مفيدة!، وبالطبع لم يجد أكفأ من الفتى نفسه أمين الحسيني لرئاسة هذا المجلس، والذي كان يدعم مباشرة من الحكومة البريطانية والوكالة اليهودية، ولقد ثبتت إسلامية هذا المجلس ووطنيته حين رفض التدخل في من باعوا أرضهم لليهود وحتى في عدم حماية أوقاف للمسلمين أستولى عليها الصهاينة، بل لا يستبعد بأنه هو الذي منح وقف إسلامي للصهاينة لبناء مكتبة الجامعة العبرية مكانه، وعلى كل الأحوال رفض نداءات المقادسة من أجل إنقاذ هذا الوقف.

في عام ١٩٢٨ وافق المفتي أمين الحسيني على إتحاد ما بين سوريا وفلسطين أو بالأحرى جزء من فلسطين، في مملكة ويكون أحد أبناء الملك عبد العزيز آل سعود ملكا عليها، لكن فرنسا عارضت مشروعا كهذا.

وفي نفس العام تعاون مع سلطة الإنتداب البريطانية حين سمح بإعطاء المزيد من الحقوق والتراخيص اللازمة للصهاينة بالصلاة عند حائط البراق (المبكى عند اليهود) وحرية الوصول إليه متى شاؤوا، كما أوقف البناء الذي كان يعد لبنائه بعض المقدسيين من أجل حماية حائط البراق من الصهاينة، وذلك بناء على طلب تقدم به المندوب السامي للحسيني.

في ٢٣-٨-١٩٢٨ وبعد أن أستشهد ثلاثة من الفلسطينيين على أيدي يهود، أشتم الأنجليز بأن ثورة ستحدث خاصة وأن اليوم يوم جمعة كما تواردت لهم أنباء أن بعض المصلين الذين يتوافدون على المسجد الأقصى من القرى التي حوله يأتون ومعهم عصي وسكاكين، مما حدا بمساعد الحاكم العسكري البريطاني "هاري ليوك" الذهاب الى بيت أمين الحسيني والطلب منه أن يلقي خطبة الجمعة ويهدئ الجموع القادمة، وذلك بدلا من الشيخ الآخر الذي كان من المفترض أن يلقي الخطبة، فأمتثل الحسيني للأمر وطبعا كانت النتيجة أنه لعن من قبل المصلين والذي أتهموه بممالأة الأنجيز والصهاينة ووصموه بأنه عار على المسلمين، وما نجحت تهدئة المفتي وكانت الثورة التي قتل فيها ١٣٣ يهوديا وأستشهد فيها ١١٦ فلسطينيا.

وبعد كل هذا كان كل من يختلف مع المفتي أو يعترض على قراراته يصبح خائنا أو عميلا، ونعلم حين تأتي هذه التهمة من قبل المفتي للعوام، فغالبا ما يقتل هذا المتهم أو أن يحرق بيته أو يشرد، الناشر الفلسطيني عيسى العيسى تعرض لنفس المصير حيث أحرق بيته وشرد الى بيروت والشيخ محيي الدين عبد الشافي تعرض لنفس المصير وغيرهم كثر.

وفي عام ١٩٣٦ تكاتفت جهود أمين الحسيني والزعماء العرب ونجحوا في إيقاف الإضراب العام في فلسطين والذي أستمر لأكثر من نصف سنة، أطول إضراب في تاريخ الإنسانية، لكنهم حتما لم يستطيعوا إيقاف الثورة التي أشتعلت أثر وقفه.

حينها شعر الإنجليز بأن المفتي الذي صنعوه قد مات سياسيا، أما دينيا فقد مات في فترة الحضانة منذ زمن، والأنجليز ليس في كل الأحوال يطبقون نظرية الليمونة، فأحيانا يحتفظون بقشرتها خاصة إذا تعبوا كثيرا على تسميدها، ففي هذه المرة أحتفظوا بالقشرة طويلا من خلال إنشاء الهيئة العربية العليا وتعيينه رئيسا عليها ومن ثم رميه.

حاولت بعض أجهزة الإستخبارات الغربية الإستفادة منه كالمخابرات الفرنسية والألمانية والإيطالية، لا نعلم حجم الفائدة التي أستفادتها منه، عندما كان في فرنسا طلبت بريطانيا تسليمه إليها بوصفه (المفتي) يحمل الجنسية البريطانية، بالطبع رفضت فرنسا تسليمه.

وما أنقطعت علاقة الود بين المفتي والأنجليز، ففي عام ١٩٤١ "زار"! المفتي المناضل العراقي رشيد عالي الكيلاني والذي كان يقود ثورة ضد الأنجليز في العراق- سبق وأن أوقف رواتب الفلسطينيين الذين شاركوا في ثورة الكيلاني - وعندما غادر العراق أقنع مجموعة منهم بالحضور معه الى إيران حيث تم إعتقالهم هناك من قبل الأنجليز ومنهم إبن عمه الدكتور داوود الحسيني، أما المفتي لوحده فقد تم تهريبه الى تركيا ومن ثم الى أيطاليا، وسجنت المجموعة في أسوأ سجن يمكن أن يتخيله إنسان، وقد توفي في غضون شهر ثلاثة من المجموعة وهم أمين التميمي وعارف الجاعوني وناجي الوادي وذلك بسبب مشاركتهم في ثورة الكيلاني.

بعض المؤرخين حاولوا ربط منظمة الجهاد المقدس بأمين الحسيني أو بهيئته العربية العليا، وهذا غي رصحيح، فمنظمة الجهاد المقدس أسسها البطل عبد القادر الحسيني وبدأت سرا، ولم يعلم المفتي عنها شيئا الا بعد إنشائها بسنة، كما أن عائلة امين الحسيني وعائلة عبد القادر ووالده موسى كاظم الحسيني ليست على توافق ما بينهما، أما لقاء البطل عبد القادر الحسيني مع أمين الحسيني في دمشق أثناء الحرب على فلسطين، فلم يكن من أجل تلقي أوامر أو نصائح، فشهد عليه من حضره أنه لم يخرج عن رجاء حار ومبكي في سبيل أن يقنعهذا البطل المفتي أمين الحسيني أساطين جامعة الدول العربية بتسليمه السلاح والأمانات "يا عم ..فلسطين تضيع .. القدس تضيع" وما وجد منه سوى صمت القبور من هذا العم ،وغادر خالي الوفاض وأستشهد بعد ثلاثة أيام من هذا اللقاء في معركة القسطل، وليت المفتي ألتزم الصمت وحسب فقد حاول أبعاد كبار رفاق البطل عبد القادر الحسيني عنه قبل بداية معارك القدس وكان يحاول إرسالهم لمكاتبه في بيروت وبرواتب مغرية!.

في عام ١٩٤٨ وفي أثناء الحرب على فلسطين تمنى مع عبد الرحمن عزام وشكري القوتلى أن تحتل العصابات الصهيونية كل فلسطين حتى لا يستفيد أمير شرق الأردن عبد الله شيئا منها.

بعد إحتلال فلسطين، ضم أمير شرق الأردن عبد الله الضفة الغربية الى مملكته، لتبقى غزة والتي رفضت الحكومة المصرية ضمها اليها في البداية بعد أن طلبت من الصهاينة أن يأخذوها مقابل جزء من النقب، إلا ان الصهاينة رفضوا بحجة عبء اللاجئين فيها حيث أجتمع فيها معظم اللاجئين من المدن والقرى التي حولها، لذا كان الحل بإنشاء حكومة عموم فلسطين تحت إشراف المفتي أمين الحسيني، وهو مشروع سبق وأن عرضه أمين الحسيني لمواجهة مشروع الأمير عبد الله ، وقد أصبح المشروع ضرورة لحل مشاكل اللاجئين الضرورية، حاول المفتي تسييسها وفشل، وما نجحت هذه الحكومة لا سياسيا ولا حتى إنسانيا.

وعندما قامت دولة الكيان الصهيوني قامت بتغيير كل أسماء شوارع القدس إلا الشوارع المسجلة بإسم المفتي.

لا أعتقد أن هناك شخصية فلسطينية أستطاعت أن تخدم المشروع البريطاني والصهيوني في فلسطين وعلى مدى فترة طويلة -خمسون عاما- وبمثل هذا النجاح مثل المفتي أمين الحسيني، كان من أكبر المساهمين في تخدير الشعب الفلسطيني وتهدئته والأنجليز والصهاينة يمزقون فيه إربا ويطحنوه، كما أمات الحس الوطني لدى الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني والدماء تسيل تحت أقدامهم ومقدساتهم تنتهك، وقد وصل بهذا المفتي إستدعاء الماسوني الوضيع الشيخ عبد القادرالمظفر لإماتة الشعور الوطني عند العامة عبر مساجد فلسطين.

وتعب الشعب الفلسطيني وما تعب هذا المفتي فقد أستمر من خلال هيئته العليا على نفس المنوال ثم سلم راية الهزيمة والإنحناء والعمالة والخيانة والعار لمن جاؤوا بعده.

في منتصف الستينات طلب ياسر عرفات من الحكومة السعودية دعم منظمته ماديا، فقيل له: إن كانت كهيئة أمين الحسيني العليا فلا مانع عندنا، فقال: نعم، فغادر بملايين الدولارات.

في بداية السبعينات زوج المفتي حفيدته لإبن ياسر عرفات بالتبني علي حسن سلامة; موقع "لا لسفك الدم الأمريكي في لبنان مقابل الدولار" مع المخابرات الأمريكية.

في ٤-٧- ١٩٧٤ مات أمين الحسيني في بيروت.

بثت فضائية "الأقصى" برنامجا خاصا عنه تحت عنوان "رجال من التاريخ " قالت فيه: ".. لم يجرؤ أحد من القادة الفلسطينيين أن يدعو الى حل سياسي إلا بعد إختفاء روح المقاتل أمين الحسيني من ساحة القضية الفلسطينية".

أما الجزيرة.نت -الحاج أمين الحسيني -ملفات خاصة ،2002 فذكرت " .. نادى الحاج أمين الحسيني بوجوب محاربة الحكم البريطاني والتسلل الصهيوني لفلسطين"

كذلك موسوعة الإخوان المسلمين :"لا يموت حق وراءه مُطالب".. إن كان هناك مثال عملي لهذه المقولة فإنه محمد أمين الحسيني، عاش الرجل بهموم قضية فلسطين حتى آخر نفس في حياته".

أيضا مركز الشرق العربي ذكر: "كان الحاج أمين القوة الدافعة للحركة الوطنية، ومركز الثقل في المقاومة الفلسطينية، والعنصر الفعال الموجه في المحيط العربي الفلسطيني، السياسي والوطني على السواء".

هؤلاء أضاعوا فلسطين (لائحة العار: رفيق بك العظم)

هؤلاء أضاعوا فلسطين (لائحة العار: رفيق بك العظم)

محمد الوليدي

رفيق بك العظم، قومي سوري ماسوني، ولد عام ١٨٦٧ في دمشق في أسرة مشهورة سبق للعديد من أبنائها وأن حكموا مدينة دمشق، ومع إنتشار هذه العائلة في العديد من الدول العربية إلا أنه لم يعرف لها أصلا واضحا. رفيق العظم نفسه يعيد أسرته الى قبيلة بني عزيم العربية، وهناك من يقول بأنهم أتراك وسلاجقة.

تعلم في دمشق ثم غادر الى مصر ثم الى الإستانة مركز دولة الخلافة العثمانية عام ١٨٩٢، حيث ظل لمدة عامين مع الماسونيين والذين كانوا يحيكون إحدى أخطر المؤامرات لتحطيم دولة الخلافة العثمانية، ومن خلالهم ألتحق بجمعية الإتحاد والترقي وصار أحد كبار رجالاتها ومندوبها في دمشق، ومن خلالها أنيط به تأسيس جمعية الشورى العثمانية الحرة في القاهرة وهدفها مكافحة استبداد السلطان عبد الحميد!!
وتم تعيين الشيخ رشيد رضا رئيسا لها.

ثم أنيط به تأسيس حزب اللامركزية الإدارية في القاهرة أيضا والذي كان يُدعم مباشرة من قبل جمعية الإتحاد والترقي مع أن هذا الحزب عربي وهدفه دق أول أسفين بين مركز الخلافة العثمانية والعالم العربي التي كانت تنتظر القوى الغربية عزلة عن الدولة العثانية لتتمكن من الإنقضاض عليه وبلعه، ورغم أنه منع غير المسلمين من دخول الحزب إلا أنه سمح للعديد من اليهود في فرع الحزب في فلسطين بالعضوية في الحزب، ولم يخجل صاحبنا ( رفيق العظم) أن يقدم (أو بالأحرى تم تقديمها له) فكرته في دستور هذا الحزب فيما يخص فلسطين على نفس النحو الذي تراه الحركة الصهيونية كبداية لإحتلال فلسطين وهو أن يسمح لليهود بالهجرة الى فلسطين شرط أن يكونوا مخلصين للدولة العثمانية ويتجنسوا بجنسيتها ويكون حكمهم فيها لامركزيا إداريا وأن يتعلموا اللغة العربية ويبنوا مدارس عربية من أجل أطفالهم!، وكانا رفيق العظم ورشيد رضا على علاقات وطيدة مع العديد من الصهاينة، حيث تعهدا لهما أن لا يذكروا الصهيونية الا بكل خير مقابل مساعدتهم بالمال اليهودي ضد الدولة العثمانية.

عندما عرض مندوب الحركة الصهيونية وزعيم اليهود في سالونيك عمانوئيل قرة صو على السلطان عبد الحميد رحمه الله تسليم اليهود مثلث يافا وغزة والبحر الميت مقابل خمسة ملايين ليرة ذهبية للسلطان كهدية وعشرين مليون ليرة ذهبية كدين بدون فوائد لدولة الخلافة; كان على أساس ان يتحكم اليهود بهذا المثلث حكما لامركزيا إداريا! أي على نفس منوال دستور حزب العظم، بالطبع طرد هذا الصهيوني عمانوئيل قرة صو من حضرة السلطان عبد الحميد طردا شنيعا.

لا أدري لماذا تخيلت لو أن عريقات أو قريع أو عباس كانوا مكان السلطان عبد الحميد رحمه الله في تلك اللحظة، أنها رحمة القدر.

يعتبر رفيق العظم الأب الروحي لأكثر العرب الذين عبدوا الطريق للصهاينة نحو فلسطين، وهم الذين ألحقهم هذا العظم بالجمعيات السرية المختلفة التي أنشأها الصهاينة ودعمها الغرب وكانت أفكارهم وأفعالهم وبالا على العرب والمسلمين وبالأخص فيما يتعلق بقضية فلسطين، لا حظوا معي أن رفيق العظم قام بإنشاء جمعيته الشورى العثمانية وحزب اللامركزية الإدارية في القاهرة حيث كان الإستعمار البريطاني ونعلم دور بريطانيا الرئيسي في تدمير دولة الخلافة العثمانية وإبتلاع العالم العربي ومن ثم تسليم فلسطين لليهود.
وكم من المحزن أن العظم لاقى دعما بلا حدود من علماء لا زال البعض يجلهم ويقدرهم أمثال رشيد رضا ومحمد عبده.

لقد ثبت بالدليل القاطع بأن كل العرب الذين وقفوا ضد السلطان عبد الحميد كانوا مع هرتزل وقرة صو وحركتهم الصهيونية.

وقد أهتم المجمع العلمي العربي في دمشق وأعجب بكتابات العظم و"روعة أسلوبه وجميل خدماته للعربية"!، فانتخبه عضواً مراسلاً إكباراً لأياديه!!، ولكنه لم يتح له أن يشارك في أعماله.

أوصى العظم بمكتبته كلها للمجمع العلمي العربي، توفي في القاهرة سنة 1925.

التاريخ العربي المزيف بالطبع لم يذمه :

"لم يكن رفيق بك عظاميا فحسب بل هو من خيار العظاميين وقادة جيوش العصاميين جمع بين نبل الأرستقراطية الشريفة وحرية الديموقراطية النزيهة ......." الشيخ سعيد الباني .

".. اشترك في كثير من الاعمال والجمعيات الاصلاحية والسياسية والعلمية، ونشر بحوثا قيمة في كبريات الصحف والمجلات.." خير الدين الزركلي، الأعلام.

ووصف بالمفكر الإسلامي والأديب الألمعي في العديد من المصادر.

كتب فيه الدكتور بسام البطوش كتابا: رفـيـق العظم مفكرا ومصلحا، دراسة في فكره و دوره في الحركة الإصلاحية!.

كما سميت شوارع بإسمه في بعض عواصم العرب.

Sunday, July 10, 2011

حكام المغرب.. آن الرحيل بعد كل هذه الفظائع

الجمعة, 08 يوليو 2011 13:22

محمد الوليدي

عندما بدأ الشعب المغربي بالتحرك إسوة بالعرب الثائرين، تذكر ملك المغرب محمد الخامس بأن دستوره يحتاج ترميم وإصلاح والذي قام به للضحك على ذقون الشعب المغربي المنتفض، ورأينا كيف باركت بعض دول أوروبا هذا الإصلاح!.

بالأحرى أمريكيا والدول الغربية والكيان الصهيوني الوصي على هذا الملك الشاب; هم من أجروا هذا الإصلاح وأعلنوه على لسانه، فهذا الملك المغربي بالذات لا خلق له بالسياسة وأهلها ولا يريد الملوكية، ضائع أختار اللذة والمجون على هكذا منصب، وكان على هذا الموقف حتى في أثناء حياة والده مما أحدث العديد من الخلافات بينهما فوالده كان يطمح أن يكون خليفته على العرش المغربي، وعندما توفي والده دُفع للعرش دفعا وظل حتى يومنا هذا أشبه بملك صوري بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ولعله يقول الآن لشعبه في زمن الثورات هذا " جت منكم" ولكن ليس سهلا عليه هذا، فلا أمريكيا ولا الغرب ولا الكيان الصهيوني يتخيل كيف سيكون المغرب دون أسرة الحكم هذه التي قدمت لهم ما لم تقدمه أسرة حكم عربية في تاريخهم كله على الإطلاق.

فمن هم هؤلاء؟ بإختصار شديد هم من بقايا تلاميذ اليهودي عبد الله بن سبأ، أعلنوا أغبى ثورة في التاريخ على الخلافة العباسية وهي في أوج قوتها، وشقوا عصا الطاعة على الخليفة وعينوا من بينهم خليفة في مكة المكرمة، مما حدا بالدولة العباسية محاربتهم في موقعة فخ قرب مكة المكرمة وأبادتهم وهرب من تبقى حيا منهم الى المغرب حيث بدأوا بنشر دعوتهم بين غير العرب في البداية، حيث أستطاعوا تأسيس قاعدة لهم هناك عبر الترغيب والترهيب والإغتيالات والإعتماد على أعداء المسلمين كالبرتغاليين والأسبان وفيما بعد الفرنسيين وطبعا أمريكيا والكيان الصهيوني في الوقت الحالي، لقد كانت هذه الأسرة أشبه ما تكون كهدية نزلت على أوروبا من السماء بعد ما ذاقوه على يد أهل المغرب خاصة بعد فتح الأندلس ومن ثم تهديد معظم دول الغرب حيث كانت جل هذه الجيوش التي أرعبت أوروبا من المغرب العربي، ولكن أستطاع حكام المغرب من هذه الأسرة السيطرة على الشعب المغربي قدر الإستطاع وأدوا جميلا للغرب لا يثمن بثمن.

أما في هذا العصر فرأينا منهم كل ما لا يتخيله المرء من طوام وكوارث، فقد تعانوا حكام المغرب مع الوكالة اليهودية ومن ثم حكومة الكيان الصهيوني منذ عام ١٩٤٨ وحتى وقت قريب في تهجير يهود المغرب الى فلسطين، وعلى رأسهم الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، من أكثر من ربع مليون يهودي مغربي كانوا قبل عام ١٩٤٨ في المغرب، لم يبقى منهم الآن سوى ثلاثة آلاف يهودي، وقد وصل بأن يفتخر الملك الحسن الثاني بأن هؤلاء اليهود المغاربة هم حزبه داخل الكيان الصهيوني. في عام ٢٠٠٧ تقدمت الحكومة المغربية للكيان الصهيوني بطلب سري طلبت فيه أن يوضع إسم الملك محمد الخامس من ضمن لائحة المكرمين بأرفع وسام يهودي وهو الوسام الذي يمنحه اليهود لغير اليهود الذين أنقذوا يهودا من مذابح النازيين وجازفوا بحياتهم في سبيل ذلك، ولم ينكر الصهاينة في ردهم على الحكومة المغربية أن الملك محمد الخامس قد ساعد اليهود في تلك الفترة لكنهم غير متأكدين من أنه قد جازف بحياته في سبيل ذلك!.

عندما جض الشعب المغربي من خيانات الملك محمد الخامس، سارع النائب العام الفرنسي في المغرب بصناعة بطل منه وقام بنفيه لمدة عام ونصف خارج المغرب عام ١٩٥٤ وذلك خوفا من إنفجار الشعب المغربي وحصول ما لم يحمد عقباه لفرنسا والتي كان جيشها مشغولا في عدة جبهات آنذاك، وحتى الحكومة الفرنسية عارضت فكرة نائبها العام الفرنسي في المغرب وقامت بفصله من منصبه ووضع بديل عنه بسبب هذا النفي لحاجتهم الضرورية للملك في ذلك الوقت، فأعيد وبإصرار أيضا من الكيان الصهيوني والذي تضرر هو الآخر بسبب هذا النفي.

فلم يعرف التاريخ العربي الحديث إجراما بشعا وهمجيا كالإجرام الذي أرتكبه الملك المغربي السفاح محمد الخامس وولي عهده الحسن الثاني ومحمد أوفقير في طريقة تعاملهم مع ثورة الريف في عام ١٩٥٨ و١٩٥٩، حين ثار أهل الريف على الظلم والفقر وتهميشهم من قبل الحكومة المغربية، فقد أرسل الملك محمد الخامس إبنه وولي عهده الحسن الثاني وأوفقير ومجموعة من الضباط الفرنسيين على رأس ما يقرب من ثمانية وعشرين ألف جندي مغربي، أرتكبوا من الجرائم ما لا يمكن تصوره، فقد أستخدموا الأسلحة المحرمة دوليا والغازات السامة في حرب إبادتهم للريف، وكان الحسن الثاني يشارك بإطلاق النار من مدفع رشاش على متن طائرة هليكوبتر رفقة أوفقير، قتلوا أكثر من ثمانية آلاف من أبناء الريف، دفن أكثرهم في مقابر جماعية، وكان الجيش يغتصب النساء ومن ثم يبقرون بطونهن حتى الأطفال الرضع تم قتلهم بدم بارد، بل أن بعض الأطفال كانوا يقتلون عبر دوسهم بحوافر الخيول، وكان أوفقير يضع القنابل في ثياب أهل الريف ثم يطلب منهم أن يتسابقوا لتنفجر بهم بعد عدة أمتار، بل وصل بأوفقير أن يقوم بذبح أبناء الريف كما تذبح الخراف تحت أقدام الحسن الثاني، كما وضعوا الألوف على طائرات ومن ثم قذفهم منها وهم أحياء، سميت هذه العملية بإسم "الممسحة" والتي أرتكبت وفقا "لتقاليد الأسرة العلوية الحاكمة"! كما أعلن عنها الملك محمد الخامس، وقد ظلت منطقة الريف المنكوبة منطقة عسكرية حتى عام ١٩٦٢، كما أرتكب هذا الحسن مجزرة في حق المضربين عن العمل عام ١٩٨١ قدرت منظمة العفو الدولية ضحاياها بأكثر من ألف شهيد، وحتما وفق تقاليد الأسرة العلوية الحاكمة!، وغير ذلك من الجرائم التي أرتكبت في حق الشعب المغربي من قبل هذه الأسرة الإجرامية.

وفي عام ١٩٧٥ لم يجد الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز والذي تعز عليه القدس كثيرا! وكان يحلم بالصلاة في أقصاها قبل موته، لم يجد سوى الملك الحسن الثاني ليكون رئيسا للجنة القدس التي أنبثقت عن إجتماع لمنظمة المؤتمرالإسلامي، وهي اللجنة التي لم تجتمع سوى مرة واحدة خلال أربعة وعشرين عاما وذلك لهدف إعلامي بحت.

وعندما قرر الملك الحسن الثاني إنشاء الساتر الترابي لحماية حدود مملكته من جبهة البوليساريو على نسق خط "بارليف" الصهيوني عام١٩٨٠، لم يجد سوى الكيان الصهيوني ليقوم ببناء هذا الساتر والذي كلف بليون دولار دفعها النظام السعودي بالنيابة عن حكام المغرب، وذلك كرد جميل لما قدمته المغرب في إنجاح مفاوضات السلام بين مصر والكيان الصهيوني المشهورة بكامب ديفد، والتي بدأت أول إجتماعاتها في الرباط عام ١٩٧٧.

في عامي ١٩٧٧ و١٩٧٨ مول النظام السعودي إرسال ألوف الجنود المغاربة الى الكونجو (زائير) من أجل إنقاذ رئيسها موبوتو عميل المخابرات الأمريكية وأحد أشهر السفاحين والفاسدين على مدى التاريخ وجزار المسلمين في الكونجو وناهبهم، وذلك عندما حدثت الإضطرابات ضده، أول دفعة كانت عبارة عن ألف وخمسمائة جندي مغربي شحنتهم الطائرات الفرنسية الى الكونجو وأستخسرت فيما بعد إعادة المئات من جثامينهم الى بلدهم، وكل ما يهم أن تصل عدة ملايين من الدولارات من المال السعودي لحسابات الحسن الثاني السرية في سويسرا، والأهم من هذا أن يرسم الأمير فهد بن عبد العزيز(أدار هذا الملف في عهد أخيه الملك خالد) أن يرسم البسمة على وجوه أساطين الحكومة الأمريكية وشياطين مخابراتها، أما أسر الضحايا من الجنود المغاربة التي قد تكون تسولت بعدهم فلم يسأل عنهم أحد، بل ربما تسرب أطفالهم وصاروا من ضمن الأطفال الذين تعج بهم قصور آل سعود في المغرب ليمارس معهم كل أساليب الشذوذ والمجون وبحماية من العرش المغربي، هل عرفتم الآن لماذا يريد النظام السعودي ضم المغرب لمجلس التعاون الخليجي؟

وما أكتفوا ملوك المغرب وسلاطينهم بكل هذا، بل تنازلوا عن بلاد الأمة لصالح محتليها الأسبان، تنازلوا عن مدينتي سبتة ومليلة وعن جزر عائشة وليلى وصخرة الحسيمة، وقد تم إحتلالها من قبل الأسبان بأمر من الفاتيكان بعد إستردادهم للأندلس، ولا زال يقبض حكام المغرب أموالا طائلة مقابل سكوتهم عن هذه البلاد وليس من العجب أن يكون النظام السعودي هو من يدفع مقابل هذا الصمت، وما أتفه المقابل والذي هو عبارة عن السماح لأمراء آل سعود بشراء منطقة من أجمل مناطق أسبانيا لتكون لهم كملاذ آمن فيما لو طردوا من الجزيرة العربية، وهي منطقة "ماربيا" التي تعج بقصورهم وقصور الخارجين عن القانون من رجالاتهم في العالم العربي، "ماربيا" الأرض التي باركها الله! كما قال الملك الراحل فهد بن عبد العزيز لصحفي فرنسي والذي سأله بخبث عن سرإختيار الملك لبناء قصره الخيالي في "ماربيا".

عندما فرط الملك الحسن الثاني تبين لنا أن اليهود هم أكثر من خسره، وظهر ذلك من خلال عزائهم فيه، فهذا جزء من بيان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود باراك بمناسبة موته :" .. لقد صُدم الشعب والحكومة في إسرائيل بإعلان وفاة الملك الحسن الثاني ملك المغرب، فطوال حياته أظهر الحسن الثاني شجاعة نادرة وحكمة سياسية جعلت منه رائداً في التقارب مع إسرائيل، وفي بناء جسور سياسية واقتصادية بين البلدين. وقد أصبح صديقاً لشعب إسرائيل كما كان حبيباً ليهود المغرب. إن إسرائيل كلها تحني رأسها أمام ذكراه وتشارك في الحزن العميق للشعب المغربي".
وهذا بعض ما كتبه محرر القسم السياسي في صحيفة الجيروساليم بوست : " لقد كان سلوك الملك الحسن صاحب الوجه الصخري والعلاقة الوثيقة مع الغرب تجاه اليهود وتجاه إسرائيل سلوكاً يدعو للإعجاب. وفي حين أن معظم النظم العربية ناصبت إسرائيل العداء إلى درجة التهديد بإبادتها فإن الحسن سمح للموساد ( جهاز المخابرات الإسرائيلي ) بأن تقيم مركزاً كبيراً لها في المغرب ، وكذلك فقد كان هو الرجل الذي استضاف الاجتماع الأول بين موشى ديان وبين حسن التهامي مبعوث الرئيس السادات وكان هذا اللقاء (سنة 1977) هو الذي مهّد فيما بعد لاتفاقية كامب ديفيد"، ناهيك عن عمالة هذا الملك للمخابرات الأمريكية، بل أن مدير المخابرات الأمريكية روبرت كيسي أعتبر الحسن الثاني عميل من النوع الخاص في الثمانينات من القرن الماضي.

كما تورط الحسن الثاني في مساعدة المخابرات الفرنسية في إختطاف قادة الثورة الجزائرية وعلى رأسهم أحمد بن بلة حين ترك فريق تابع للمخابرات فرنسية مع طيارين بقيادة الطائرة المغربية التي أستقلها قادة الثورة الجزائرية حيث تم خطفهم عام ١٩٥٦.. ولا ندري إن كان ذلك وفق تقاليد الأسرة العلوية!.

وليتذكر العرب كم من مؤتمر أجري في الرباط، بالطبع ما أكثرها وكان يتم التصنت عليها مباشرة من قبل الكيان الصهيوني وأعترف أحد عملاء الموساد الصهاينة بأنه أستمع لكل مناقشات الزعماء العرب في مؤتمر قمة الرباط سنة ١٩٦٥ مباشرة، ثم ألا يمكن أن تكون قد زرعت قصور حكام وأمراء آل سعود أيضا بكاميرات وأجهزة تصنت تابعة للصهاينة وأجهزة إستخبارات غربية أخرى، لا بد وأن حدث أمرا كهذا ونقل ما جرى فيها من فضائح وتم إبتزازهم بها، ولا ننسى أن للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز نفسه قصرا في المغرب ويقضي جل "إجازاته" فيه.

ثم يأتي لجوء حكام المغرب إلى إفشاء العنصرية البغيضة بين أبناء الشعب المغربي كي يستقووا على هذا الشعب، وبالأخص ما يتعرض له الأمازيغ من تمييز عنصري وظلم وإنتهاك فاضح على مدى مئات السنين والذي أنتهى بمحاربتهم في الصحراء الغربية، فقط قبل أيام تذكر ملك المغرب محمد السادس في خطابه الأخير لغتهم الأمازيغية ووضعها من ضمن لغات الدولة، وفي ظل صمت رهيب من قبل العالم الإسلامي، فهل نست الأمة ما قدمه هؤلاء في سبيل نصرتها عندما فتحوا الأندلس وأستطاعوا حماية حدود الدولة الإسلامية على مدى مئات السنين من خطر الأسبان والبرتغاليين والفرنسيين، بل أن أكبر وأجد محاولات إستعادة الأراضي المغربية السليبة كسبتة ومليلة كانت على يد البطل الأمازيغي عبد الكريم الخطابي رحمه الله، آن لنا بأن نعيد الإعتبار لهؤلاء فكفاهم ظلما، مع أنا لن نفي بذلك لو مهما فعلنا، بعد أن كافأنا بطلهم الكبير وبطل الأمة طارق بن زياد فاتح الأندلس بأن تركناه يموت وهو يتسول على أبواب جوامع دمشق، لا لذنب إلا لأنه رفض طلب سليمان بن عبد الملك تأخير إعلان فتح الأندلس حتى وفاة أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك والذي كان على فراش الموت وذلك كي يجيّر هذا الفتح بإسمه .. آه ما أنذلنا.

أما ما نتج عنه من فساد وسياسة حكام المغرب فقد أدى إلى أن يكون أكثر من نصف الشعب المغربي يعيشون فقرا مدقعا، وقد تحدثت وثائق "ويكيليكس" عن فساد مستشر على مستوى عال ونطاق واسع من قبل العائلة الحاكمة المغربية; ما يقرب من تسعة ملايين دولارا تصرف كرواتب شهرية لموظفي القصر، مئة وستون ألف دولارا تصرف شهريا على صيانة سيارات القصر، ستة وثمانون ألف دولارا تصرف شهريا لإعلاف حيوانات قصره; قارن ذلك بمتوسط دخل الفرد في المغرب والذي وصل إلى ألف وخمسمائة دولارا سنويا، أما ما تتكلفه الخزينة المغربية للملك محمد الخامس بشكل عام سنويا فيصل إلى ثلاثمائة وثلاثة وخمسين مليون دولارا، ثمانية عشر مرة أكثر مما تكلفه الملكة اليزابيث للخزينة البريطانية!.

يلقبون أنفسهم بإسماء كبيرة ك"أمير المؤمنين" و"الخليفة السلطاني" ويحيطون أنفسهم بقدسية وهالة هم بعيدون عنها كل البعد، ويجبرون أبناء المغرب على الركوع لهم وتقبيل أياديهم حتى أن من يرفض هذه العادة القبيحة يتعرض لإذلال وعقاب بسبب ذلك وكأني بهم يخدعون المسلمين بهذه المظاهر، كما أنهم يخبئون خلفها حقيقتهم، فأفعالهم أفعال يهود وإخلاصهم لليهود ولا يستقوون الا باليهود ولا يفتخرون الا بقوة اليهود .

هكذا علم سوري يحتاج الى عمود أطول!

السبت, 02 يوليو 2011 11:50

محمد الوليدي

يستهبل الرئيس السوري مرة أخرى وهو يحتفل في تظاهرة رفع أكبر علم سوري مع من لف لفيفه ومخابراته وأبناء طائفته وحراسه وأسرهم وطبعا لا يخلو الأمر من مكرهين ومجبرين ومرتشين، اللهم لا يوجد بينهم مندس أو قناص.

لا أدري ما فائدة هذا العلم كبر أو صغر .. ما سبق وأن رفع في مجد قط، وما بيّض صنيعا ولا حمّر موقعة غير غرس سواريه في أجساد رافعيه. وما كان محط فخر، تحت ساريته ذبحوا جنود سوريا عام ١٩٤٨.. كانوا بلا ذخيرة ولا خرائط عسكرية ولا حتى طعام، عثر على آخر رسالة من قائد الجنود الى جميل مردم رئيس وزراء سوريا آنذاك يقول فيها قبل إستشهاده " هل قبضت ثمن السفينة" يقصد فيها سفينة الأسلحة التشيكية التي دفع ثمنها الشعب السوري وباعها إبن عم هذا المردم للعصابات الصهيونية .. واصل ميناء حيفا!. وفي عام ١٩٦٧ مسح الصهاينة بهذا العلم بساطيرهم في الجولان التي باعها حافظ الأسد والد هذا الكائن بشار.

ثم ما فائدة هذا العلم والشعب السوري يفر من الموت من وطنه ليحتمي بظل علم آخر .. ما فائدته وثمنه مدفوع من لقمة الشعب السوري الذي يتضور جوعا .. ما فائدته وهو مسروق من أكفان الشعب السوري .. ما فائدته واليد التي خاطته ترتجف ..

لا أدري عما إذا كان هذا البشار يريد أن يثبت وطنيته بهذا العلم وقد رأت كل الدنيا وطنيته في أرفع حالاتها مكتوبة بدم شعبه ودموع الفارين من بيوتهم ورصاص الغدر من خلفهم، لقد رأينا وطنيته في أرفع حالاتها مسجلة بالدماء على أجساد الأطفال الغضة.

الآن فقط يتذكر الرئيس السوري لواء الأسكندرون ويطالب بإعادته على الخريطة وذلك نكاية بتركيا التي مدت العون للسوريين الفارين من مذابح الجيش والأمن وشبيحة طائفته، وكأن أهل لواء الأسكندرون سيرحبون بهذه العودة الميمونة وهم يرون ما يجري لإخوتهم في الطرف السوري.

كفى إستهبالا وإستغباء فليس هذا الذي يريده شعب سوريا، فلا غنى عن الرحيل، والمحزن أن ثقافة الإستهبال هذه أمتدت لأناس كنا نحترمهم، ولا ندري عما إذا كانوا قد أكرهوا على هذا وليس هذا بغريب على النظام السوري.

بالأمس دخلت غرف الحوار المحسوبة على النظام السوري على شبكة الأنترنت، فوجدته يحاولون أن يقنعوك بوجهة نظر نظامهم بكل الأساليب الإستهبالية ودون خجل، وحين دخلت معهم في نقاش وجدت السباب يأتيني من كل جانب، حينها كتبت على صفحتهم ما يلي فأستحسنوا ذلك: مجزرة حماة كانت كذبة هدفها تشويه تاريخ حافظ الأسد وما جرى لأهل درعا وغيرها كان من فعل الأشباح، والطفل حمزة الخطيب عذب ومثل بجسده وقطع قضيبه نتيجة إشكال حدث بينه وبين أطفال الحارة، والآلاف الذين فروا الى تركيا كان ذلك من أجل السياحة، والطفلة التي قتل والديها أثناء فرارهما كانت كاميرا خفية أعدها زياد سحتوت ..

شيء وحيد تبقى; هذا العلم الكبير يحتاج الى عمود أطول ليس لرفع العلم عليه طبعا .. بل لرفع هكذا رئيس..

لماذا تقف أمريكيا ودول الغرب مع الثورات العربية..

الثلاثاء, 28 يونيو 2011 12:26

محمد الوليدي

لا شك أن أمريكيا ومعها دول الغرب كانت ولا زالت في وضع لا يحسد عليه، بدأت جيوشها تنهار في أفغانستان والعراق، ووصلت خسائرها البشرية والمادية حدا لا يطاق، فكانوا كناطح صخرة يوما ليوهنها ..، وبلغ العداء لأمريكيا ودول الغرب من قبل المسلمين حدا غير مسبوق، أيقنت منه أنه لن ينتهي الى خير أجلا أم عاجلا، كما وصل بها الحال أنها لم تستطع فتح المزيد من الجبهات رغم حاجتها الماسة لذلك، خاصة وأن الخطر صار يزداد عليها من كل صوب.

وفوق هذا وعت أمريكيا والغرب أخيرا، وبعد المرارات التي ذاقوها في فترة رئاسة بوش الصغير ووالده من قبل، بأن الصهيونية العالمية ليست بتلك الصديقة، وهي التي أستسلما لها بوش وتشيني بالكامل حيث قادتهما من دمار الى دمار ودون ان يفكر الصهاينة للحظة واحدة في مصلحة الشعب الأمريكي والشعوب الغربية التي جروها معهم في حروبهم الدموية ضد المسلمين، بل في أول مواجهة خفية ما بين امريكيا والغرب من جهة والصهيونية العالمية من جهة أخرى، حركت الأخيرة أساطينها اليهود من أجل تدمير النظام المالي في أمريكيا والعالم، حيث كان اليهود هم المسيطرون على البنوك في أمريكيا وأكثر دول العالم، ويكفي ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية من أن أشهر البنوك التي أفلست وهو ليمان براذرز قد تم السطو على حسابات العملاء فيه من قبل مالكيه اليهود وحولوها الى الكيان الصهيوني، بل أن صحيفة البرافدا أمتلكت الشجاعة وذكرت أن اليهود نهبوا الشعب الأمريكي والشعب الروسي وحولوا هذه الأموال لبنوك إسرائيلية، كما المحت صحيفة الأنبندت لكلام قريب من هذا، مما أدى لإنهيار هذه البنوك والذي نتج عنه الأزمة المالية العالمية والتي لا زال يعاني منها العالم حتى يومنا هذا، ومع أن الحكومة الأمريكية حاولت تفادي هذه الأزمة بضخ أموال ضخمة لليهود أنفسهم في محاولة منها لإنقاذ هذه البنوك، وبأموال من؟ طبعا أموال العرب وعلى رأسها السعودية، لقد أجبرت الحكومة الأمريكية الدول الخليجية حتى على فتح الصناديق الإئتمانية لتنهب منها ما تشاء لإنقاذ نفسها من هذه الأزمة، وليس غريبا أن يعثر على أحد مدراء هذه الصناديق في نفس الآونة قتيلا في أسباخ المغرب بعد سقوط طائرته ونجاة طيارها! وهو الشيخ أحمد بن زايد والذي يبدو أنه أظهر ترددا ما.

كما وجدت أمريكيا نفسها أمام أنظمة عربية جامدة، رفضت ان تصلح حتى حين أمرها السيد الأمريكي بالإصلاح، فلقد أعتادت الجمود حين كان الجمود في مصلحة هذا السيد، وظلت على ديدنها من دكتاتورية ولصوصية وبطش وإرهاب لشعوبها، فمن شب على شيء شاب عليه.

كما أن هذه الأنظمة فشلت في نفس الوقت في السيطرة على شعوبها وهذا ما يهم أمريكيا في الأساس، مما جعل السيد الأمريكي يتخلى عنها ويعتبرها أنظمة آبقة، فأمريكيا كانت على يقين بأن صبر الشعوب قد نفذ بل أستغربت كيف أن هذا الصبر طال الى هذا الحد، ومع ذلك وظلت هذه الأنظمة على حالها ولم تغير شيئا، متكبرة صماء ران على قلوبها كإبن نوح حتى جاءها الطوفان.

إزاء هذا الوضع المزري كانت أمريكيا تفتش لها عن منقذ من الوضع الذي تعيشه - حتى لو رأسه كالزبيبة-، منقذ يكون قريبا للعرب والمسلمين أو على الأقل تستطيع أقناع العرب والمسلمين به، فوجدته أخيرا في باراك حسين أوباما، والأخبار والإشاعات التي كانت تنشر عندما تولى الرئاسة وما قبل ذلك من أن الرجل قد يكون مسلما كأبيه، وأنه درس في مدارس إسلامية وغير ذلك من الأخبار كانت موجهة في الأساس للرأي العام الإسلامي وليس لتخويف الشعب الأمريكي منه كما أعتقد البعض، ثم جاءت خطاباته في مصر وتركيا والتي أستشهد فيها بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية وبز الزعماء العرب في ذلك، ثم جاء مؤتمر تقارب الأديان، وكل هذا فشل فشلا ذريعا.

إذن لا بد من التفكير جديا بإرضاء الشعوب نفسها والإنحياز لها مهما كلف الثمن لأن أمريكيا أقتنعت في النهاية أنه لا ضمان لهؤلاء الحكام في زمن الصحوة هذا ولا أمل من هؤلاء الحكام بالقيام بأي إصلاح حقيقي لأنهم جبلوا على الفساد والإفساد منذ زمن، وقد رأينا كيف أن بعضهم سحقوا وهم متشبثون بفسادهم وعنتريتهم التي لم تظهر منهم الا على شعوبهم، كما أن أمريكيا تعرف أن الشعوب العربية كفرت بحكامها وزيفهم وأنظمتهم البالية منذ أمد بعيد.

بعد المؤامرة على فلسطين عام ١٩٤٨ توقعت أمريكيا ثورات عربية على أنظمتها كتلك التي تحدث الآن، ولتوقعها هذا أستبقت أحداث قد تأتي في غير مصلحتها، فقامت بتغيير الوجوه الحاكمة عبر إنقلابات وإغتيالات وحتى تسميم، كما يُشك بأنه حدث مع الملك عبد العزيز خاصة بعد أن تبين أن طبيبه الخاص جاسوس لدى عدة أجهزة إستخبارات غربية، وبهذا تكون أمريكيا قد حققت التغيير المنشود! الذي تريده الشعوب العربية وأستطاعت تخديرها لفترة من الوقت، كما في نفس الوقت وضعت عملاء لها أكثر نشاطا، كما وفرت على نفسها الثمن المؤخر الذي تعهدت بدفعه لتلك الوجوه القديمة لقاء إشتراكها في المؤامرة على فلسطين.

والآن عندما قامت الثورات العربية ضد حكامها، حاولت أمريكيا بداية التدخل لصالح الحكام، لكنها حين لاحظت جدية هذه الثورات وبدأت شعوب الغرب تعرف ما يجري على أرض الواقع; وجدت نفسها تقف مع هذه الثورات وتسايرها في محاولة منها لتوجيهها لصالحها، وبرز هذا واضحا في الثورة المصرية، لكننا لا نستطيع التيقن من نجاح المخطط الأمريكي في الثورة المصرية الا في حالة مثلا فوز محمد البرادعي أو عمرو موسى في إنتخابات الرئاسة المصرية، وإذا حدث هذا فأنه يعني فشل الثورة المصرية ككل، فما الذي أختلف فيه هذان عن حسني مبارك; الأول من نفس مستنقع العمالة والثاني حمل لواء العارين، العمالة والفساد.

وما أعجب أن هؤلاء الحكام الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل إرضاء أمريكيا، ودمروا أمتهم في سبيلها; وجدوا أن السيد الأمريكي غير مستعد أن يتنازل حتى عن أبسط مبدأ عنده في سبيل حمايتهم، ورفض حتى أن يكلف بسطار جندي أمريكي للتحرك من أجل نفس الشيء، بل أعتبروا أن من العار أن يقيموا على أراضيهم بل حتى أن يمروا من أجواء بلدانهم، لكنها تظل نهاية الخائن ومصير من خان شعبه وأمته.

يجب على أمريكيا أن توفر على نفسها المزيد من الجهد فهي أمام شعوب أنفجرت بعد صبر طويل، فلن تفلح من حيث أتت بعد كل الذي جاء منها، فهذه الشعوب التي واجهت الرصاص بصدورها العارية في سبيل حريتها وكرامتها، لن تقبل أن تنتهك من أي كان، فلا أغلى من الكرامة التي سقتها الدماء، وهذه الشعوب التي أسقطت العروش، لا بد وأن تسقط الحدود، حينها ستنتظر صلاح دين جديد يعيد ترتيب البيت ليغسل العار الذي سجل على جبين الأمة منذ عقود.

الأردن من أغني البقاع على وجه الأرض

الاثنين, 20 يونيو 2011 10:56

محمد الوليدي

نعم، ولا أبالغ، ولكن على رأي الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم " تحلب قنطار .. لكن مسلوب" فهي من أغنى بقاع الدنيا بالفعل، وقلما تجد بقعة بمساحتها وعدد سكانها أجتمعت فيها كل هذه الثروات كما أجتمعت في الأردن.

على رأس هذه الثروات، الثروة البشرية، فأكثر سكانها الستة ملايين نسمة يملكون قسطا وافرا من التعليم والثقافة والوعي، فهي تحتل المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعليم، الأطباء بلغوا أكثر من واحد وعشرين ألفا، وهم الأعضاء في نقابة الأطباء وحدها، وأثنان وثمانون ألف مهندسا، وهم الأعضاء في نقابة المهندسين، ثلهم يعملون خارج الأردن، وأنظروا معي كم عدد الباحثين في مجال البحوث والتطوير حسب ما ذكرته دورية (نيشر- الطبيعة) العلمية ٢-١١-٢٠٠٦، ذكرت أن عدد الباحثين وصل لألف باحث لكل مليون شخص في الأردن، وبهذا تكون أعلى من أيطاليا وتساوت مع بريطانيا، وقس على هذا التقدم في المجالات الأخرى والتي لا تقل عن المجالات التي ذكرناها.

وأكثر هؤلاء منتج أو يعمل أو يقود عملا سواء في الأردن أو خارجها، ووصل ببعضهم أن يتقلد مناصب عليا في بعض دول العالم، ناهيك عن من صاروا وزراء ضل وحكام ضل أيضا في بلدان قريبة.

كما أن هناك رجال أعمال أردنيين بلغت إستثماراتهم كافة أنحاء المعمورة، كما أصبحت الأردن قبلة للمستثمرين العرب وغير العرب، ناهيك عن تجار الحروب ولصوص القضية من العراق ولبنان وفلسطين والذي أصبحت إستثماراتهم تضاهي إستثمارات كبار رجال الأعمال، والمؤلم أن هؤلاء قد تم إعفائهم من أبسط القيود والتي فيها خير للشعب الأردني ككل وذلك لصالح أفراد أقلة في حين تفرض القيود على المستثمرين الأردنيين في الداخل، أيضا لا ننسى بأنه لا زال الأردنيين من أصول فلسطينية يرتبطون بأعمال شتى في فلسطين، كذلك الأشراف ومنهم من يحكمون الأردن، لهم إرتباطات بأعمال عديدة في الحجاز، كما أن لهم أوقافا ودخلا ثابتا كفلته لهم جميع الدول الإسلامية منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، هذا على المستوى المدني.

أما على المستوى العسكري، فحدث ولا حرج، فعشرات الألوف من العسكريين الأردنيين يتم الإستفادة منهم أو خبراتهم في مختلف دول العالم وفي قوات حفظ السلام الدولية، ومنهم من يعمل بشكل دائم كما في بروناي وبعض دول الخليج العربي، وحتما سيؤدي هذا الى دخل مميز.

ثم تأتي الزراعة، فهي من أنجح الدول في العالم العربي زراعيا، وحظاها الله بثلاث مناطق جغرافية مناخية وهي غور الأردن والأراضي المرتفعة والبادية الشرقية، ومصدرة وبوسعها تصدير المزيد دون الأضرار بسعر السوق لو كانت هناك وزارة زراعة فعلية تقوم على أمور المزارعين، فلم يعرف من مهمات هذه الوزارة سوى فرض القيود التي أجبرت المزارع على ترك أرضه ليفتش عن مهنة أخرى، ولا أدل على ذلك من أن المهندس الزراعي الذي حول البادية الشرقية من صحراء قاحلة الى جنة، تركها وهاجر! بسبب قيود وزارة الزراعة، قائلا: أفضل أن أكون راعي أغنام على أن أكون مزارعا في ظل هذه القيود، ومع ذلك ثمة دخل لا يستهان به من الصادرات الزراعية.

ثم تأتي الصناعة في الأردن فهي في تطور مستمر ومصدرة لبعض الصناعات، خاصة بعد أصبحت مركز جذب للإستثمارات العربية والأجنبية، أيضا لوفرة الموارد الطبيعية فيها كالبوتاس الفوسفات، حيث تعتبر الأردن ثالث دولة مصدرة للفوسفات في العالم، ومن أغنى دول العالم بمخزون الصخر الزيتي، وفي المرتبة الحادية عشرة عالميا بين دول العالم في مخزون اليورانيوم، هذا غير الأملاح والغاز الطبيعي والحجر الكلسي.

ثم تأتي الصناعات الطبية حيث يصدر الدواء الأردني لستين دولة في العالم، ووصل أن تصدر ثلاث أضعاف ما تستورده من الدواء، ومع ذلك ثمة قيود على الصناعات الطبية، بل أن دواء مشهورا مخصصا للأطفال حتى الآن مقيد تصنيعه في الأردن لأن شخصا نافذا يستورده بشكل دائم!، مع أن هذا الدواء الأجنبي طعمه مر ولا يستسيغه الأطفال ومن يريدون تصنيعه لديهم إمكانية تصنيعه بطريقة تفوق جودة الدواء الأجنبي وبطعم حلو دون أن يفقد جودته، لكن يبدو لي أنه رغم مرارة هذا الدواء الأجنبي إلا أمواله أحلى لذلك المستورد.

ثم تأتي الرعاية الصحية فالأردن الأول في هذا المجال بلا منازع، حيث تستفيد العديد من الدول العربية من مستشفياتها ومراكزها الطبية، وتشمل الرعاية الصحية أدق العمليات الجراحية وعلى درجة عالية من النجاح من زراعة القلب والكلى وحتى زراعة شبه لسان كما جرى مع الشاعر اليمني الذي عولج في الأردن مؤخرا بعد بتر لسانه، وقد بلغ الدخل الناتج عن السياحة العلاجية مليار ومائتان ألف دولار أميركي لعام ٢٠٠٩ .

ثم تأتي السياحة التعليمية والتي وصلت عائداتها عام ٢٠٠٦ على الأردن ما يقرب من ربع مليار دينار أردني، وبالطبع لا زالت الجامعات والمراكز التعليمية في إزدياد وأعداد الطلبة من الخارج من العرب وغير العرب في إزدياد.

ثم تأتي ثروة النفط والمياة والتي يوجد شبه إجماع على أن الأردن يفتقر إليها، بالطبع هذا لا يعقل فمنطقة بهذا الإنخفاض لا بد وأن يكون فيها، وكل الدول التي حولها تحوي هذه الثروة.

ثلاثة دول وهي الأردن السودان واليمن تم تقييدهما لفترة طويلة من إستخراج ما تملكاه من نفط - الأردن قيدت حتى من إستخراج المياه - وذلك من الجارة السعودية، وذلك لأسباب عديدة منها الخوف على المخزون السعودي ولجعل هذه الدول ضعيفة إقتصاديا، ثم الخوف من إستقواء هذه الدول عليها، اليمن والسودان أستطاعتا أن تتحرر من هذه القيود; اليمن بشكل جزئي، والسودان تحررت بالكامل بعد مجيء عمر البشير للسلطة وأستخرجت ما لديها من نفط.

قبل فترة سمحت الأردن بالنقيب عن النفط وكانت النتيجة مبشرة، إلا أن سلطة المصادر الطبيعية أنكرت ذلك، رغم أن الشركة المنقبة "ترانس غلوبال" أكدت وجود النفط وبكميات تجارية، وحدث تضارب في الأقوال مما يوحي بأن القيود لا زالت، وكم أتمنى لو تتم الإستفادة من الخبرات الفنزويلية والسودانية في هذا المجال والإبتعاد قدر الإستطاعة عن الشركات الأمريكية والبريطانية، بسبب الإبتزاز الذي تتعرض له هذه الشركات من الجارة نفسها، كما حدث في السودان في بداية التنقيب عن النفط فيه.

أما بالنسبة للمياة فمصيبتها لاتختلف كثيرا عن النفط فأهم مخزون مائي هو حوض الديسي والذي بدأ العمل بجر المياه منه قبل ثلاث سنوات الى العاصمة عمان ومدن أخرى، وكانت الأردن مقيدة في إستخراج المياه منه لفترة طويلة لأن جزء من هذا الحوض يقع داخل الأراضي السعودية، ولا ندري ان ظلت بعض القيود، فلا زالت ثمة أمور تبعث على الريبة.

طبعا لم نتحدث عن الدخل الذي يأتي من السياحة بشكل عام، والتي يتوفر فيها ما يجذب ملايين السياح سنويا كالأماكن الدينية والمواقع الأثرية والمشاتي والمصايف والينابيع الطبيعية والشواطئ ..

هذه الدخول مجتمعة تشكل رقما مذهلا في دولة عدد سكانها ستة ملايين، ولكن حين ننظر الى مستوى دخل الفرد فيها حيث تأتي الأردن في المركز مائة وسبعة عالميا، حينها سنرى خللا خطيرا بحاجة الى مراجعة ماسة وعاجلة، فالوضع كمن صنع طائرة وعجز في النهاية عن صناعة مفتاح لتشغيلها، وصناعة مفتاح تشغيلها يتمثل في محاربة الفساد، كما أن اللجنة التي تم تشكيلها لا تكفي بل بحاجة الى رفدها بالمزيد من الأسماء وبالذات من المتخصصين في المجالات التي ذكرناها آنفا.

أما الفاسدون فقد يكون لدى الكثيرين منهم وقتا ليراجعوا ضمائرهم فيه قبل أن تصل لهم يد العدالة، وكم عجبي أن يظلوا طلقاء وهم الذين يدمرون الوطن ويخنقون المواطن فيه في حين يسجن البسطاء على كلمة.

ولتكن لهم عبرة في ما جرى مع غيرهم من الفاسدين في بلاد أخرى حين فضحوا على رؤوس الأشهاد ولاقوا مصيرهم الذي يستحقوه جراء لصوصيتهم، وليأخذوا العبرة من الفاسدين الذين تمت تجميد أموالهم في الخارج وضاعت هباء والتي ما أكتسبوا سوى إثم جمعها، وليأخذوا المثل من أثرياء أمريكيا الذين تبرعوا بنصف ثرواتهم من أجل شعبهم وهي الثروات التي جمعوها نتيجة عمل وكد وفكر لا سرقات ولصوصية ومحسوبيات، بل أن ملك المايكروسفت "بيل قيت" وعد بالتبرع بكل ثروته، وتأملوا فيما قال وهو الغربي المتحرر" لن أترك لأطفالي المزيد من الأموال لأن كثرة الأموال تفسد الأطفال!" وكيف ببعض الفاسدين الذين كدسوا ثروات لا تنتهي لأولادهم، وفوق ذلك مالا حراما.

تذكروا أن هناك من الأسر لا تستطيع تدبير قوتها، تذكروا الذي صرخ في البرلمان وهو يطلب ما يعيل به أطفاله، وأعلموا بأن مثله كثر لكن لا حيلة لهم سوى الدموع، وغيرهم ممن تقطعت بهم السبل بسبب هؤلاء الفاسدين، كيف يرتاح ضميركم حين تتركون الدنيا وكل هؤلاء في رقابكم....

لهذا السبب تم طرد دحلان

الجمعة, 17 يونيو 2011 11:49

محمد الوليدي

أسباب كثيرة تلك التي قيلت في أسباب طرد محمد دحلان منها ما ذكرتها قيادات فتح وقريب منها ما ذكره دحلان نفسه، وخاض الكتاب والمحللون في هذه الأسباب، ألا أن أحدا منهم لم يذكر السبب الحقيقي لطرده، ومنهم ياسر الزعاترة الذي أتحف الجزيرة. نت بمقال طويل قال فيه كل شيء الا السبب الحقيقي وراء طرده، ويبدو لي عن تعمد فمن مثله يعرف، كما يعرف دحلان نفسه، لكن عذر دحلان أنه ما أراد ان يعترف بإنتصار طارديه عليه، مع أنه لم يخف بغضه الشديد لهم في رسالته التي رد فيها على عباس في قضية الطرد والإحالة للمحاكمة.

الأسباب التي ذكرت هي أن دحلان قذف عباس وأولاده وسرق وقتل، لاحظوا مع أن القتل جاء في المؤخرة وكقضية ثانوية في أسباب الطرد، وقد يسقط لاحقا وربما تكون عقوبته "توبيخ" في القضاء السلطوي، أما قذف عباس وأولاده في المقدمة وأعتبر سببا رئيسيا لا تهاون فيه!، كما لاحظوا أن الخيانة المتلبس بها دحلان من رأسه وحتى أخمص قدميه لم تذكر، فأحمد الله أنهم يؤمنون بكلمة المسيح عليه السلام "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".

بالطبع أكثر محاكميه قتلوا وخانوا وسرقوا، ومنهم من قال أكثر في عباس وأولاده وما قذفوا بالطبع.

ثم لا يعقل التضحية بفرد أشترك معهم في جل المؤامرات والأسرار لأسباب تعتبر تافهة عندهم لو لم تكن هناك أسباب أهم وأخطر.

لقد كان عباس وسلطته ينتظرون ضياعا حقيقيا، فأمريكيا والغرب والصهاينة لديهم ما يشغلهم عنهم الآن، كما أنه أصبح في نظر أمريكيا والغرب غير مكفول الصلاحية، حاله كحال الزعماء العرب الذين أنكشفت أمورهم وبدأت شعوبهم الثورة عليهم، فالغرب يقف الآن مع من لديه رصيد شعبي على الأقل ليحاولوا أخذ المستطاع منه حسب مصالحهم.

كذلك الأنظمة العربية لم يعد يهمها عباس وقد تتخلى عنه كليا، ناهيك أن أهم نظام داعم لعباس قد سقط وهو نظام مبارك، والأنظمة العربية الأخرى لديها ما يشغلها الكثير عنه، فتضرعها الوحيد لباريها " اللهم حوالينا و لا علينا ، اللهم على الآكام و الأجام و الأوديه و منابت الشجر.. اللهم سلم " وحتما ليس لعباس الذي تعتبر الشعوب العربية أي تقرب منه، خيانة.

فالسلطة الفلسطينية تواجه مصيرا أسوأ بكثير من مصير منظمة التحرير الفلسطينية قبل التوقيع على إتفاقيات أوسلو ، وإذا كانت أوسلو هي التي أنقذت جيوب الثوار من الإفلاس على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته، فأن حركة حماس هي التي أنقذت السلطة وقدمت لعباس طود النجاة على طبق من ذهب بموافقتها على المصالحة.

ومحمد دحلان لم يكن سوى النطيحة التي قدمت ككبش فداء على مذبح المصالحة، فقد أشترطت حماس على عباس بعزله ومحاكمته، كأحد أثمان هذه المصالحة، المصالحة التي لم أفهمها بعد، فهل كانت حماس تقاطع الشعب الفلسطيني في الضفة لتصالحه الآن؟ وإذا كان لا، فإن المصالحة تكون مع تلك المجموعة ما غيرها، عباس وصحبه فقط، وهي المجموعة التي تتحكم في الشعب الفلسطيني ورأت منه المآسي تلو المآسي، وإذا كانت المصالحة مع هذه المجموعة، لماذا يتم تحريم التفاوض مع الصهاينة في حين يجوز ذلك مع عملاء الصهاينة .. ثم لماذا يعدم العملاء الصغار ويعطى العملاء الكبار صك البراءة.
ولا أدري هل سيصبحون ملائكة الآن دون محمد دحلان.

يقول أحد الشيوعيين لقد خفت على حماس بعد إستشهاد أسدها الرنتيسي رحمه الله، أما أنا فأخاف عليها الآن أكثر من أي وقت مضى.

ترسيخ الضياع : أحمد جبريل مثالا

الثلاثاء, 14 يونيو 2011 13:59

محمد الوليدي

لم أنس يوم أن قدم لي صديق رسالة من والده كان قد أرسلها له، وقال لي أقرأها ولا تذكر لي السيء فيها.. وبعد أن قرأتها قلت له مزقها أفضل فكلها سوء، لقد بدأها والده بسب الذات الإلهية، وقلت له حينها والدك وجبهته الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، لن تحرر فلسطين، فوالده كان نائب زعيم هذه الجبهة.

تذكرت هذا وأنا أرى زعيم هذه الجبهة يذبح أبناء شعبه في مخيم اليرموك ليرضي النظام السوري المجرم، وقبلها بأيام أستخدمهم كأداة إبتزاز رخيصة لمصلحة النظام السوري الذي يواجه ما يواجهه الآن.

لست ضد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وبأي طريقة، لكني أرفض أن تستخدم "محاولات" عودتهم كأداة بتزاز في يد هذا النظام أو ذاك، ومن المعيب والدناءة أن يزج بهم في هكذا مصير، فاللاجئون الفلسطينون لم يقيموا على أرض سوريا دون أن يقبض النظام السوري الثمن على ذلك، وظل يقبض على مدى فترة طويلة مقابل السيطرة عليهم، فما معنى أن يستشرف الآن ويتذكرهم في ظل ما يواجهه من ظروف.

لكننا نلوم أكثر هذا الذي يدعي النضال في سبيل تحرير فلسطين، أحمد جبريل، والذي ينفذذ مؤامرات النظام السوري بحق أبناء الشعب الفلسطيني على أرض سوريا، ولقد سبق لهذا المأجور أن قصف أبناء شعبه في المخيمات في لبنان ليرضي ولي نعمته آنذاك حافظ الأسد، بل وأودى بحياة إبنه في إحدى مهمات الإرتزاق التي أنشأ منظمته من أجلها، فقد عرفه العالم بندقية للإيجار لدى النظام السوري والأيراني والليبي، أما فلسطين التي يأكل بإسمها فلم ينالها منه سوى ذبح أبنائها وحرفهم عن مهماتهم الوطنية ليرضي هذا الطرف أو ذاك، وهناك من يتحدث عن إرساله ألف فلسطيني الى ليبيا والزج بهم كحطب في نيران حرب إنتحارية قذرة يقودها القذافي من باطن الأرض في محاولة أخيرة لإنقاذ عرشه.

أن مأساة الشعب الفلسطيني أن كثيرا منهم لا زال يضع الآمال بقيادات مكشوفة، أضاعته وشتته في سبيل مصالحها الرخيصة، قيادات أجيرة ومرتزقة، سلاحها للإيجار ومبادئها للإيجار، عبيد لغيرهم، والعبد الذي لا يستطيع تحرير نفسه لا يمكنه تحرير ذرة تراب من فلسطين، وقديما قيل لعنترة: كر يا عنترة، فقال: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلب والصر، فقال له أبوه: كر وأنت حر.

أما فلسطين فلا نصيب لها عندهم، سوى تسجيل إسمها في بياناتهم الثورية وتذويب من يفكر حقا بتحريرها في برك الأسيد، وكأنهم لم يكتفوا بالذي فعله الذين أضاعوا فلسطين، فأستمروا على نهجهم ورسخوا الضياع بأبشع ما يكون.

دماء الثورات تسيل على يد النظام السعودي

الأحد, 12 يونيو 2011 14:11


محمد الوليدي

لقد ثبت بالدليل القاطع أن النظام السعودي هو الذي أطال أمد الثورات العربية وكلفها المزيد من الدماء. لا يمكن لأي نظام عربي تحمل هذه الثورات العارمة وعلى مدى فترة طويلة دون الدعم السعودي، ولا يمكن لأي نظام عربي محاربة هذه الثورات وبهذه الشراسة وعلى مدى فترة طويلة دون الدعم السعودي، خاصة وأن الغرب تخلى عن هذه الأنظمة بعد أن تكشفت دكتاتوريتها أمام الشعوب الغربية، ناهيك أن هذه الثورات داهمت هذه الأنظمة على غفلة ولم تكن مستعدة لها، النظام السوري بدأ يدرب قوات متخصصة للتعامل مع الشعب فقط منذ أيام.
وهناك دول ستصبح خليجية بقدرة قادر من أجل قواتها المدربة والمتخصصة.

حتى الثورات التي أنتصرت رغم أنف النظام السعودي، لم يكتمل إنتصارها، بسبب المعوقات التي يضعها هذا النظام، ناهيك عن إبتزاز وإفساد متواصل من أجل حمل الشعوب العربية التي تحررت من طغاتها على الأخذ بسياسات هذا النظام، فلا زال يعيق محاكمة مبارك ولا زال يحتفظ ببن علي ومؤخرا بعلي عبد الله صالح لغاية في نفس يعقوب وليس بهدف علاج الأخير فحسب.

لقد كنا لفترة طويلة نعتقد بأن النظام السعودي عميلا للغرب، لكن ما بدأ يظهر هو عكس ذلك، وها نحن ترى كيف يهدد هذا النظام أمريكيا والحكومات الغربية بقطع النفط والإرهاب فيما إذا أستمر وقوف أمريكيا والغرب مع الشعوب العربية الثائرة، ونلاحظ أن هذا النظام لا يتفق مع الغرب الا إذا كان الهدف هو الأمة، وهذا يجعلنا نعيد النظر في الماضي القريب وما جرى للأمة من كوارث على أيدي الغرب; حينها سنرى أن كل هذا تم بطلب وتمويل وأصرار سعودي، وسيصدم القراء لو قلت بأن أكبر مذبحة جرت في تاريخ المسلمين على الإطلاق وهي مذابح باكستان الشرقية (بنغلاديش) ١٩٧١، مولها النظام السعودي، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من مليوني نفس مسلمة، وعلى يد من؟ على يد الملك فيصل الذي زال البسطاء يتغنون بمآثره في قطع النفط والذي لم يفعل ذلك الا حين احرجه الشيخ زايد بن سلطان حين سبقه بإسبوع في قطع النفط، كما فعلها بعد أن وافقته على ذلك الشركات النفطية سرا بهدف رفع سعر النفط، كما فعلها لأنه بحاجة لرصيد بطولي يبعد عنه الشكوك فيما كان يعد له مع السادات من إتفاق مخز وهي إتفاقيات كامب ديفد، فلم ينجب النظام السعودي بطلا في تاريخه قط ولا حتى حاكما عاديا، بل أسوأ حكام الخليقة عل وجه الأرض، وكفاهم عارا أن نصف ثروة الأمة التي في أيديهم يبذر جلها في مؤامرات ضد الأمة.

أيضا جريمة النظام السعودي في حق فلسطين ومؤامراته التي لم تنتهي عليها وعلى شعبها منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى يومنا هذا، خدمة للكيان الصهيوني. لست من مجذوبي جمال عبد الناصر، لكنه قال كلمة حق لها ان تكتب بماء الذهب حين قال:" لا يمكن تحرير القدس دون تحرير الرياض قبلها".

لذا لا يمكن للشعوب العربية أن تحلم بنيل حريتها وكرامتها بالكامل دون خلع النظام السعودي ومحاكمته على كل ما فعل من جرائم في حق الأمة، فإن لم يستطع شعب الجزيرة فعل ذلك فعلى الشعوب العربية أن تتحد وتنقض على عدوها الأول والأكبر وتقتص منه على ما فعل، آملا أن تكون الشعوب العربية هي السباقة في فعل ذلك، قبل أن تفعلها أيران.
لا بد من إيجاد إبراهيم باشا جديد يديل الرياض على رؤوس نظامها، تماما كما أدال إبراهيم باشا دولتهم يوما ما حين هدم الدرعية على رؤوسهم عام ١٨١٨عندما أحتلوا مكة وطردوا الحجاج قبل تأدية مناسكهم بعد أن نهبوهم.

لقد أستبشعت كل الضمائر الإنسانية الحية ما فعله النظام السوري النصيري في الشعب السوري، خاصة حين بلغ به إختطاف أطفال صغار وتعذيبهم حتى الموت والتمثيل في أجسادهم، وإزاء كل هذا وجدنا النظام السعودي قد أنحاز لهذا النظام الباطني الآخر رغم كل ما فعله.

لقد ثبت أن النظام السعودي أخطر على الأمة من أمريكيا والغرب، فالغرب عنده شعوبه التي يخشاها وتأبى الظلم على أحد وعنده عدالة، وثبت أنه رغم كل ما فعله فينا أرحم علينا من النظام السعودي فهذا النظام لا يوجد عنده شيئا يخشاه، لا شعب ولا رب شعب، وأحاطوا أنفسهم بشيوخ يزينون لهم أفعالهم أما العوام شيوخ من منهم ليس بأعمى بصر فهو أعمى بصيرة، ولم تقف مأساتهم عند هذا الحد، فقد سيطروا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبعدوه عن قضايا الأمة، فما أحوج الأمة ودماؤها تسفك في سبيل حريتها وعزتها وكرامتها أن تسمع موجها لها عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ما حدث هو عكس ذلك فقد تم تشتيتها و تضليلها عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.


يقينا أننا أمام نحلة خبيثة لا تختلف عن الخوارج أو الحشاشين أو القرامطة الذين سرقوا الحجر الأسود، ولو أنهم يظهرون أمام الأمة بوجه إسلامي متشدد، وما هذا الا تمويه لوجههم الباطني القبيح.. نحلة حاقدة على الأمة ويتكشف المزيد من غلها يوما بعد يوم في ظل صمت رهيب ومريب من قبل علماء الأمة وإعلامها، فإلى متى يظل الصمت عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" الساكت عن الحق شيطان أخرس" البعض يعتقد بأن هذا الحديث مثلا، ولكنه حديث وورد في في " الجواب الكافي " للإمام ابن القيم . وقال تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ".

فمن تابعهم فقد خسر خسرانا مبينا، فلا تخسروا آخرتكم، واللهم أشهد بأني قد بلغت.