فتنة الهولندي وأمة صارت مشاعا
محمد الوليدي Wednesday 02-04 -2008
مخطئ من يعتقد إن هذه الإساءات التي ترتكب بحق ثوابت ديننا من قبل الغرب ، هي مجرد حوادث عرضية ، يقوم بها هذا الخنزير أو ذاك الأزعر ، طمعا في الشهرة أو المال مثلا ، وهم الذين يتبولون على أنفسهم من شدة الرعب بعد إقترافهم لجرائمهم بحق هذا الدين ، بل أصرت إحدى الدول على إلباس أحد هؤلاء نقاب إمرأة قبل الدخول لأحد مطاراتها كأحتياط أمني .
أبدا ، فالذي يجري قد خطط له منذ زمن بعيد ، ويوجد بوضوح في بروتكولات حكماء صهيون ، ففي البروتوكول السابع جاء ما يلي : " لقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين(غير اليهود) في اعين الناس ، وبذلك نجحنا بالأضرار برسالتهم التي يمكن ان تكون عقبة كئودا في طريقنا ، وأن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضائل يوما فيوما "، وفي الوثيقة اليهودية التي تركها "ميرابو " احد قادة الثورة الفرنسية : " رجال الدين وهم اقوى الطوائف تأثيرا في الرأي العام لا يمكن هدمهم الا بالسخرية من الدين والتشهير بأقطابه وتصويرهم اوغادا ، ذلك ان محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) مهد لأنشاء دينه! بالطعن في الوثنية التي يعتقدها العرب ، و من الواجب ان تقوم النشرات القاذفة في كل وقت بحملات جديدة على رجال الدين فتبالغ في تصوير تراثهم ونعيمهم وتنسب اليهم كل الرذائل والمفاسد ".
وقد تم تنفيذ هذا المخطط من قبل المستشرقين في زمن مضى ، وبأسلوب ساذج وغبي ،استهجن من قبل المفكرين الغربيين المنصفين قبل المسلمين ، مما أدى الى إلى نسيانه فترة من الوقت.
أما الآن وبعد أن تم جس نبض الأمة ووجدوا أنها بلا نبض، أعادوا الكرة مرة أخرى ، واتخذوا الحرب الشاملة ضد الأسلام والمسلمين كمظلة لهم ،
وفي نفس الوقت استهدفوا الشعوب الغربية نفسها التي بدأت تتقبل الإسلام على نطاق واسع في السنوات الماضية.
في الهجمة الأولى من قبل المستشرقين أدت الى ان يراجع العديد من المفكرين الغربيين المنصفين هذا الدين الحنيف ، وخرجوا بآراء وضعوها بحيادية وصدق، وهي التي نرى الكثير منها قد سجلت في عبارات تمتدح الإسلام والقرآن الكريم ومحمد صلى الله عليه وسلم، كما وأدت هذه الهجمة إلى إسلام بعضهم ،كالمفكر الفرنسي المسيو اي. ادينيه ، كما أدت إلى أمر لم يكن بالحسبان، وهو إكتشاف بعض المفكرين هؤلاء سرقات علمية قام بها هؤلاء المستشرقون من علماء مسلمين،ونسبوها لأنفسهم ،كنظرية الشك التى نسبها ديكارت لنفسه وهي للإمام أبو حامد الغزالي .
أما فلم " فتنة " الذي خرجوا لنا به ، للطعن في القرآن الكريم ، فيقينا إنه لا يستحق الإلتفات إليه ، ولا يستحق الهالة الإعلامية التي أثيرت حوله ، لكن كان ذلك من أجل الدعاية له لا غير ، وأكاد أجزم إنه حتى اكثر الإدانات التي صدرت ضد الفلم كانت من باب الدعاية أيضا ، وحتى القضية المرفوعة ضد صاحب الفلم من قبل الرسام الخنزير الآخر ، من باب الدعاية أيضا.
ولكن من له الحق بمقاضاة صاحب الفلم هم نحن ، ويمكننا ذلك ولو في إمور جانبية ، فالأمور الرئيسية لا عشم فيها لأن أنظمتنا العربية مبتلاه بالديوثة.
فصاحب الفلم ، مدلس بأمتياز وكذاب ومخادع ، بوضعه الآيات القرآنية الكريمة في غير مكانها ، وأبسط ما يمكن فعله أن يقاضيه الشيخ عبد الرحمن السديس ، لإستخدامه أشرطته في هذا الفلم دون إذن منه وفي موضع غير لائق بها ،مع تلاعب في الصوت من ناحية تضخيمه ، وأسأل الله عز وجل ان لا يخزيني ويكون قد طلب الإذن فأذن له.
الشيخ صالح كامل أيضا يمكنه مقاضاة صاحب الفلم ، فعدة لقطات سرقت من قناة إقرأ ، ولا اعتقد أيضا أن صاحب الفلم أستأذن المحطة فيها ، وعشمنا من الشيخ غيرة موازية على الأقل لغيرته التي أدت الى سحب فلم " عماشة في الأدغال" ومنع عرضه ، ولنر القرآن الكريم عنده أم حرمه المصون.
ولتعلم أيها القارئ الكريم أن الحكومات العربية لن تسمح بأي رد حقيقي وعلمي على محاولات النيل من ثوابت ديننا،وقد تصدم حين تعلم أن جميع القنوات الفضائية التي تراها عبر شاشتك ، قد وقع اصحابها على ميثاق دولي مذل يحد من حرياتها ، وأكثره خطوط حمراء لايمكن تجاوزها ،حتى لا تقع في المحظور الذي لا يريده الغرب ، مع أن أكثر اصحاب هذه القنوات توجد هذه الخطوط الحمراء في أنفسهم قبل أن تكون في هذا الميثاق.
كما وصل الأمر حتى ان يخرج من أبناء جلدتنا ، من حاول إفشال ما استطاع له بعض أبناء الأمة المخلصين دفاعا عن هذا الدين ، ومنهم من فعل ذلك بإسم الدين ، وقصة شد رحال عمرو خالد وطارق سويدان والجفري للدنمرك معروفة ، أيضا الشيخ الرقاص العبيكان ، وطلبه من أهل الكويت عدم مقاطعة المنتجات الدينماركية ، بحجة عدم رضى ولي الأمر عن ذلك ، وأين ولي الأمر ؟ ووالله لا يوجد أيها المدلسون ، وإلا ما أهين كتاب الله عز وجل و الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الدين،وهم في صمت ، بل مع ما يجري .
لقد حاولوا طعننا بأكاذيبهم وتدليسهم ،وأبسط ما يمكن فعله هو أن نفضح حقيقتهم وبنفس إسلوبهم،وها هو تاريخهم كله خزي وعار ، فأين شركات الإنتاج الفنية العربية لتغوص فيه ،والتي لا بد وأن يوجد من اصحابها من عنده غيرة على هذا الدين ، وأيضا أصحاب الثروات الطائلة التي لا خير فيها إن لم يذد أصحابها عن هذا الدين بشيء منها.
فظائع أمريكيا في سجن أبو غريب يمكن تسجيلها في فلم ، وفظائع سجن غوانتمالو أيضا ، مذبحة دير ياسين يمكن تسجيلها بكل فظائعها في فلم أيضا ، جريمة أمريكيا في حق الهنود الحمر والمسماة بطريق الدموع والتي سبق وأن كتبت عنها مقالة طويلة بعنوان "سادية أمريكيا في طريق الدموع" وما ذكر فيها يكفي لقصة فلم مذهل ،يفضح حضارة الغرب المزعومة إلى الأبد ، وغير ذلك الكثير ، وما أكثر الآيات الموضوعة من كتبهم المقدسة التي يمكن اختيارها لكل جريمة من جرائمهم.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment