يوسف في جهنم
محمد الوليدي
يوسف،صبور قوي الشكيمة
كان يعيش في الهند والسند
في حي المتقاعدين
في قرية صغيرة
لكنها اكبر من عواصم العروبة
اعلنت الثورة مرات ومرات
من وطأة الجوع
صديقي من فلسطيني اللجوء العشرين
رمته الأقدار هناك
في تلك القرية الفقيرة
ومن على سطوحها احب وتزوج
وله خمسة صغار كالقرود
قال حين تعرفت عليه اول مرة
بأنه لم ير أمه منذ عشر سنين
وأحيى هنا كأي سجين
فعندي "وثيقة سفر"
والذي يحملها محروما من الحنين
ومن حقوق كل البشر
قال لي"بلاد العرب اوطاني"
لكني محروما من الدخول اليها
البلاد التي منحتني "الوثيقة"
محروما من الدخول اليها
بيوت العرب الكرام
مفتوحة لمن هب ودب
الا اني محروما من الدخول اليها
تحدثنا يومها عن اشياء كثيرة
عن هبوط آدم من الجنة وحواء
وعن العروبة والنخوة والنفط
وحقوق تأبط شرا في الوطن العربي
وان عاصمتنا ستكون في القدس
كما جاء في التكليف السامي
قال:اطفالي ينتظروني والجوع كافر
ونظر الي طويلا وتمتم بكلمات
لم اسمعها جيدا وغادر
بالأمس عرفت بأنه رمى
وثيقته وسافر
.... .... .....
الى اين يا يوسف الى اين؟
وكل البلاد جهنم
ان لم يكن طريقك الى الوطن
الى الوطن..الى الوطن
اسمك يا يوسف في المطارات
على كل الحدود ..في الموانئ
اسمك محفوظا في كل الملفات
فالى اين يا يوسف؟
كلهم لصوص و لا عزيز هنا
ووطنك بدريهمات قليلة رهنوه
فخافوك يا يوسف
لم يتبقى سوى قميصك المدمي الآن
فحذاري ان يبيعوه.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment