الإرهابيون..نحن أم هم؟بقلم:محمد الوليدي
تاريخ النشر : 2008-03-20
لم تظلم أمة على وجه الأرض ،كما تظلم أمتنا الآن ،أحتلت أراضينا ولا زالت، ونهبوا خيراتنا ولا زالوا ينهبون، جاؤوا لنا بسادة دوما معهم وعلينا، فتتونا بلدانا وأستفردوا فينا بلدا..بلدا.. قتلا وتدميرا وتشريدا..
وما وجدوا منا سوى تقديس مخططاتهم ، وإذا أرادوا أن يستريحوا قليلا يستعدون الأخ منا على أخيه . وإزاء كل هذا ؛ إن قلنا لا، قالوا: إرهاب، وإن صرخنا، قالوا: إرهاب، وإن حاولنا الدفاع عن أنفسنا، قالوا: إرهاب، حتى وصف الطعنة ورسم الدمعة، صار إرهابا ، وأقرأوا ميثاق الشرف الأعلامي العربي أو المعرب .
وها نحن نرى مستشارة المانيا تعتذر للصهاينة عن المحرقة المسرحية والتي تواطئ فيها زعماء الحركة الصهيونية من أجل إستدرار العطف على مخططاتها الخسيسة، في نفس الوقت الذي يرتكب فيه الصهاينة محرقة حقيقية في غزة بإعترافهم، مع حصار جائر لا يقل إجراما عنها.
هذا هو التاريخ أمامنا، ودعونا نعرف من هم سادة الأرهاب في التاريخ ، نحن أم هم؟
من الذين تآمروا على المسيح عليه السلام، وحاولوا صلبه ؟
من الذين قتلوا وأحرقوا وشردوا أتباعه عليه السلام؟ ألم يكونوا اليهود.
ألم يكن نيرون، حارق روما ، كالخاتم في يد المرابين اليهود، وهم الذين دفعوه لإرتكاب هذه الجريمة ، والذي كان ينتشي وهو يسمع صرخات الضحايا عندما أحرق المدينة عن بكرة أبيها.
من الذي أحرق آلاف النصارى في نجران عام 524 م ؟ ألم يكن ذلك على يد اليهودي ذي نواس.
وعندما تمكن النصارى من اليهود ، ردوا عليهم بنفس الفعل ؛ قتلا وحرقا.. فعندما أحتل الصليبون القدس في حملتهم الصليبية عام 1097، لم يرتكبوا جرائمهم البشعة ضد المسلمين فحسب ،بل أحرقوا اليهود في معابدهم.ومنذ عام 1253 م وحتى السيطرة اليهودية الشاملة على كل مناحي الحياة في أوروبا، لا تكاد توجد دولة أوروبية إلا وأرتكبت مذبحة بحق اليهود ،أو طردتهم من أراضيها .ففي عام 1492 أرتكب الأسبان مذابح عامة بحق اليهود ، ومن تبقى منهم كدسوا في سفن وإرسلوا في عرض البحر بلا طعام ، حيث مات جلهم جوعا، ولم يجدوا من يعينهم غير المسلمين في الدولة العثمانية و المغرب العربي ،والذين عطفوا عليهم ونقلوهم الى الدولة العثمانية وبلاد المغرب العربي ، وما كانوا بشاكرين. وما كان ليحدث لهم هذا لولا نهاية حكم المسلمين في الأندلس.
يقول أحد المفكرين اليهود: إن العصر الذهبي الذي عاشه اليهود ، كان تحت حكم المسلمين في الأندلس.
أما ما فعله الأسبان ومعهم ملوك أوروبا في مسلمي الأندلس، فذلك ما لم يخطر على بال أحد من البشر، فقد بلغوا أرفع درجات الهمجية والأنحطاط في أساليب إبادتهم للمسلمين، لم يتركوا إسلوبا في القتل والحرق يعرفوه ، إلا وطبقوه على المسلمين، وما كانوا يفرقون بين كبير أو صغير أو بين رجل أو إمرأة. فعندما طال حصار الأسبان وأنصارهم من بلاد أوروبا على غرناطة أحرقوا كل شيء حي حولها، وأغلقوا كل منفذ فيها، وقد أضطر المسلمون الى أكل لحم الخيول والكلاب والقطط ، ومات العديد منهم جوعا ،حتى أضطرت للإستسلام بمعاهدة تكونت من سبعة وستين شرطا لم ينفذ الأسبان منها شرطا واحدا، بل كانت الإبادة وأي إبادة نصيب أهل غرناطة.
كانوا يغتصبون الفتيات المسلمات ثم يربطوا أقدامهن في الخيول ثم يطلقونها تنطلق في إتجاهات مختلفة ،ليتم شق أجسادهن بهذه الطريقة الوحشية.
وحتى من أجبر من المسلمين على التنصر ، كان القساوسة يتنصتون على حمامات بيوتهم وقت صلاة الفجر، فإذا سمعوا صوت ماء ، فحينها يقررون أن رب الأسرة يتطهر من أجل صلاة الفجر ،وهذا يعني إبادة الأسرة بأكملها. أما ما فعله النصارى بالنصارى فحدث ولا حرج ، فالحروب الأهلية التي حدثت بين بعضهم البعض تنبئ بالكثير عن مدى الهمجية المتأصلة فيهم ، أيضا الحرب العالمية الأولى والثانية والتي بلغ مجموع ما قتل فيهما كان أكثر من أثنين وتسعين مليونا من البشر ، غير من قتل بأسباب غير مباشرة ، وغير الجرحى ، وحتما ما كانت هذه الحروب لتحدث لو لم تكن يد اليهود فوق أيديهم.أيضا حروب الأنجليز والفرنسيين والأيطاليين ضد المسلمين في العالم العربي والتي قامت على الغدر والخداع وأنتهت بإستعمار العالم العربي حتى يومنا هذا، وإن تغيرت الراية.
أما أمريكيا ؛أكبر دولة إرهابية في التاريخ، فهي الدولة التي أقامتها جموع الهاربين من العدالة على حساب دماء الأبرياء، وتوطدت على حساب دماء الأبرياء، وتوسعت على حساب دماء الأبرياء ولا زالت تعيش على الدم وها هو حاضرها في العراق وأفغانستان، ودعمها الشامل لجرائم الصهاينة في فلسطين ، شاهد على ذلك ، فقد شنت المئات من الحروب منذ ولادتها ،وكانت كلها قائمة على الأكاذيب والغدر والخداع،ولم تتورع عن إستخدام كل سلاح محرم في سبيل أطماعها، وفوق ذلك سيطرت على كل المنظمات الدولية بل أسست أكثرها لتوظيفها من أجل مصالحها ومن أجل فرض مخططاتها الإجرامية.
أما الحروب التي خاضها المسلمون في عهدهم النقي، فلم يعرف التاريخ أكثر منها عدلا وتسامحا على الأطلاق في تاريخ الإنسانية، فلم تخرج عن نطاق مصلحة البشرية جمعاء ،و لا عن المواثيق الربانية ،ولا القيم الإنسانية ،،ولا عن تعاليم خاتم النبيين وسيد المرسلين الذي أرسل للناس كافة صلوات الله عليه.
وهذه تعاليم الأسلام واضحة فيما يخص نشر الدعوة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما من يتهم الأسلام بالأرهاب ، فلينظر إلى تاريخه أولا ، وإلى كتبه التي يقدسها، وهذه كتبهم ولنر إن كانت تطفح إرهابا أم سلاما : " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح ،وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك التسخير ويستعبد لك . وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصَرْها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما فى المدينة كل غنيمة فاغتنمها لنفسك ، وتأكل غنيمةَ أعدائك التى أعطاكها الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيها لك الرب إلهك ميراثًا فلا تستَبْقِ منها نسمة " الكتاب المقدس ص 311 سفر التثنية :20 / 10 – 17 .
وهذا من سفر حزقيال : الإصحاح 9 : " اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق أعينكم و لاتعفوا الشيخ و الشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي فابتدئوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت. وقال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى أخرجوا فخرجواوقتلوا في المدينة". وهذا من سفر العدد : " وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار " العدد (31/9/10). ومثل هذا الكلام ورد الكثير والكثير منه في كتبهم المقدسة، التي تطفح إرهابا ودموية.
أما ما جرى مع يهود بني قريظة من المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد لقوا ما يستحقون ، حيث كانوا يعيشون بين ظهراني المسلمين في المدينة وبينهم وبين المسلمين عهود ومواثيق ، لكن أثناء غزوة الأحزاب نكثوا بالمواثيق والعهود مع المسلمين، عندما أعتقدوا أن غزوة الأحزاب ستديل الأسلام، فظهر ما في قلوبهم من غل وحقد فساندوا الأحزاب وغدروا بالمسلمين في أحرج اللحظات التي واجهتهم في زمن الدعوة ، ولكن بعد ن هزمت الأحزاب ، ظلوا لوحدهم في مواجهة المسلمين حيث دعوا للإسلام ، لكنهم أبوا ذلك، ورفضوا النزول عند حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبوا إلا النزول عند حكم سعد بن معاذ ، لأنه كان حليفا لهم في زمن مضى ، فأشترط سعد على الرسول صلى الله عليه وسلم، أن ينفذ حكمه إذا حكم، فأجاز الرسول صلى الله عليه وسلم حكمه ،والذي قضى أن يقتل رجالهم المقاتلون ،وأن تقسم أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم ، وهذا ما جرى لهم ، وقيل أن سعد بن معاذ حكم فيهم من توراتهم.
هم الإرهابيون إذن وهذا هو ماضيهم وحاضرهم يشهد على ذلك، لكنه الأدعاء الظالم والأفتراء الباطل على ديننا الحنيف، وعلى طريقة المثل العربي " رمتني بدائها وانسلت " .
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment