Saturday, August 7, 2010

فضائح تحقيق كتب التراث الأسلامي

فضائح تحقيق كتب التراث الأسلامي بقلم: محمد الوليدي

تاريخ النشر : 2010-04-12القراءة : 941
فضائح تحقيق كتب التراث الأسلامي

محمد الوليدي


التحقيق علم جليل وواسع وكبير وليس مهنة او هواية لمن هب ودب ؛ عرف قسطا من اللغة وشيئا من علومها وفنا من فنونها ، واغتر، فركب المركب ليحقق مخطوطة لينال بها شهادة علمية ما ،او وجد ذلك اسرع الطرق للحصول على مبلغ من المال وعدته به دار نشر تجارية ما ، او طالب شهرة زائفة.. وقد تجد من يريد خدمة التراث لكن الدقة خانته.

مهنة التحقيق امانة ومسؤولية ينبغي لمن يحمل لواءها ان يكون على قدر حملها والا فأن بقاء التراث في بطن مخطوطاته وأسفاره اشرف واطهر من اخراجه ممسوخا .. نعم اشرف واطهر واعف ان يؤذى السلف الصالح وهم في قبورهم..هل هذا جزاؤهم؟ من صنعوا اعظم تراث في تاريخ الأنسانية كلها..

الملامون هنا هم العرب كالعادة واهل اللغة نفسها.. حتى العالم الغربي عندما نبش التراث العربي حققوه باسلوب علمي رصين وعلى درجة عالية من الدقة لم يصل لها عرب الحاضر حتما.. ولم يكن الخبث الغربي في التحقيق بل كان في اخراج ما يريدون هم من هذا التراث وفي اختيارهم الأغلب للغث منه.

دائرة المعارف العثمانية وهي دائرة غير عربية هي أهم وأدق من اخرج التراث العربي رغم كل الصعوبات التي واجهتها وقدمت للأمة ما لم تستطع حكومة او جهة عربية معنية بالتراث الأسلامي ان تقدم مثلها.

قبل فترة كان احد الكتب على طاولة التشريح في دائرة المعارف العثمانية والكتاب هو كتاب المقفى الكبير لتقي الدين المقزيزي ، تحقيق الدكتور محمد اليعلاوي طبع دار الغرب الأسلامية..لا توجد صفحة - ولا ابالغ- دون خطأ كبير او صغير او فادح او مسخ او زيادة او نقصان ..يصرخ العلماء في الدائرة على صفحة الا قليلا مضافة الى الكتاب ولا اصل لها في كل مخطوطات المقفى الكبير.. فمن اين جئت بها يا دكتورنا؟ هل هذه هي امانة التحقيق؟

وننظر الآن لهذه الجريمة التي ابكت علماء الدائرة وسيتبين القارئ ان ثمة نصوص يتمنى المرء لو اكلتها دودة الأرض في مخطوطاتها ، او لو ذوبها المغول في نهر دجلة وما خرجت ممسوخة بهذه الطريقة التي اخرجها بها هذا المحقق العربي الجهبذ، والنص من كتاب سبيل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد : محمد بن يوسف الصالحي ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1993م ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض ..

ولكم النص: روى ابو يعلى والبزار وابن خزيمة والبيهقي وابن حبان عن زيد بن اسلم- رحمه الله تعالى، قال رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يصلي محلول الأزار، فسألته عن ذلك ، فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كذلك.!!! انتبه ايها القارئ الكريم لكلمتي (محلول الأزار) وقل لا حول ولا قوة الا بالله تعالى واسأله العفو والعافية واعلم ان هذا المحقق الجهبذ عمي بصرة وان ما في مخطوطة الكتاب وكتب الأحاديث لو عاد لها كأي محقق في الدنيا ما هي الا ( محلول الأزرار)..ونعلم مدى خطورة الفرق بين المعنيين.
فماذا

No comments: