وجدي غنيم القابض على الجمر في زمن اللئام
محمد الوليدي Tuesday 20-11 -2007
كان كبيرا كمصر التي أنجبته ،لكن مصر لم تحتمله ،فأودعته سجونها حتى أكتشفت أنه كان " خطرا " حتى في السجون . في كل مرة تلقي به في غياهب السجون تكتشف أنه كان هو المحقق والجلاد بكلمة الحق أمام من غسلت الدولة عقولهم وسلطتهم على عباد الله. ففكرت بطرده ،لكن مصر أقتنعت بأن طرده خطيرا أيضا وثقيلا،خاصة على الأنظمة العربية المستسلمة الزميلة. فتم تحذيره بأنه أذا خرج فلن يعد ،وظل صابرا حتى جاءت اللحظة التي لا يسأل فيها مثله عن روحه ،الا وهي زيارة بيت من أحبه جل جلاله،فخرج حاجا وما عاد ،لأن مصر مبارك وفت بوعدها.
حاولت أمريكيا أن تستوعبه بديمقراطيتها المزورة وظل فيها حتى أكتشفت أمريكيا بأنها الخاسرة أمام هذا الداعية العملاق،فحاولت ألصاق تهمة التزوير بحقه تمهيدا لطرده،لكنها وجدت أنها كذبة سمجة ،فأعترفت أنها أتخذت القرار بطرده لأنه كان"خطرا على أمنها القومي" وطرد.
فأستقبلته البحرين بشروط ،وقلنا لأول مرة، ما أكبرالبحرين !..
نعم نسينا كل شيء، فمن يتحمل غير الكبير ،داعية العصر ،هذا الذي دخل القلوب من أوسع أبوابها ،ولا يخشى في الله لومة لائم ،و وطأ بقدميه كل
دعاة الحرية والديمقراطيات الزائفة وفضحهم.
لم نكن نعرف بماذا كان يفكر المضيف ،هل تعهد أن يفعل ما عجزت عنه مصر وكندا وأمريكيا؟ لا ندري.
ما كنا ندري أن المضيف سيفتش بليل عن عذر لطرد ضيفه ويحاسبه على كلمة قالها قبل ستة عشر عاما، وما كذب الشيخ.
لكننا نحمد الله أن البحرين لم تعلن أن هذا الداعية كان خطرا على الأمن القومي للبحرين!.
هل تصدق هذا العذر أيها القارئ الكريم؟
أنا لا اصدق لأسباب عديدة منها :أن هذا ليس من عادات أدنى وأنذل الأعراب والمستعربين والعرب في الجاهلية الأولى.
ثم الحقد التاريخي ما بين الأسرتين الخليفة والصباح،والذي يكاد يبين ما بين الحين والآخر،يجعل هذه النخوة، في مثل هذا الظرف أمرا عسيرا،فعائلة
الصباح طردت عائلة الخليفة من الكويت شر طردة بعد أن نهبتها وسبت نساءها ورمت بها في الأرض التي صارت بقدرة قادر،دولة البحرين .
ثم عرف عن حكام الخليج رغم سلبياتهم،العفو عند المقدرة، وهي كلمة حق تقال، فالنظام السعودي عفى عن العديد من العلماء والشيوخ ممن لعنوا وكتبوا ضد مؤسس الدولة السعودية ،وقبل فترة بسيطة ٍسمحت دولة الأمارات العربية بأقامة وعلاج أحد أكبر من سب الأنظمة العربية ،وهو
الشاعر العراقي مظفر النواب والذي سب حتى حكام الأمارات أنفسهم ،وسب حكام البحرين أيضا عندما قال : " عفوا أستثني منكم ملك البحرين له ذيل أرفع من ذيل الفأر يظهر حين يسجد للشاه " .
وما سئل ؛كيف قال هذا ،وما واجهوه بشريط أوكتاب،مع أنه قال ما قال ، ليس لوجه الله ، فما الذي جرى لحكام البحرين..وما هذه الغيرة التي نزلت من السماء فجأة؟
ثم منذ متى صار للتجمع السلفي الكويتي قيمة عند حكام البحرين والذي أخذوا بتوصيته بطرد الداعية،وهل يعقل أن حكام البحرين نسوا أحكام قضاة السلفيين في السعودية والذين يرتبط بهم هذا التجمع ،عندما حكموا بأحكام مضحكة ومخففة جدا ضد مغتصبي الشيخة البحرينية نوال الخليفة والذين قاموا بتصويرها وتوزيع الفلم المصور لها بين العامة، في القضية التي عرفت بقضية برجس.
فهل توصية هذا التجمع السلفي صارت الآن مقدسة عند حكام البحرين ؟ .
أبدا ،لكن يبدو أن أمريكيا لاحقت هذا الداعية في البحرين،وأمرت عبيدها بترحيله والتضييق عليه ،بعد أن أكتشفت أن ألفا مثل حكام البحرين لا يستطيعون أسكات داعية لا يخشى في الله لومة لائم.
وقبل فترة قام هذا الداعية بزيارات دعوية ناجحة للعديد من مدن اليابان والصين ،وهذا حتما يخيف أمريكيا .
ثم جاء الكشف عن رسائل ما بين هذا الداعية وما بين عمروخالد يحذره فيها من السير في الضلال الذي هو فيه ،ووصلت هذه الرسائل للعامة، مما هدد بالدمار للبرنامج الأسلامي الأمريكي الذي يقوده عمرو خالد في المنطقة والذي كلف أمريكيا عشرات الملايين من الدولارات، وحتما هذا أشد ما يغضب أمريكيا .
ثم جاء أيقاف برنامج الداعية في تلفزيون البحرين من قبل الحكومة البحرينية، ثم محاولة الداعية لجم رئيس تحرير صحيفة الأيام والذي تطاول على دعوة الأسلام الحقة ،الذي تعرض بسببها هذا الداعية الى كل أنواع الأبتلاء.
وكم من المحزن أن يستقبل حكام هذه الدويلة أحد رموز العهر والشذوذ في العالم وهو مايكل جاكسون،ويفتحون كل الأبواب للمعجبات به من بلاد العرب والعالم ، للوصول اليه بحرية ، وكل شيء بثمنه ، كما وتستقبل الكثير من أمثاله ،في حين تطرد رجلا يقول ربي الله.
وكم من المحزن أن دويله كالبحرين ،لم تستطع طرد جندي مارينز أمريكي من اراضيها لأشهر طويلة بعد أكتشاف أن له علاقة مع أحدى شيخات العائلة ،بل أكتفت بحبس أبنتهم عنه ،حتى خطفها وتزوج بها في لاس فيجاس وعلى سنة لاس فيجاس!.
وصور الأعلام الغربي هذا الجندي وكأنه ظفر بسليلة أحد الخلفاء الراشدين أو أحد القادة العرب الفاتحين ،في حين تطرد رجلا يقول ربي الله.
لقد اصبحت هذه الدويلة عبئا ورقما أضافيا بغيضا،لا داعي له ،نصفها قواعد أمريكية والنصف الآخر مرتعا للظلم والفساد والفقر والوباء،ويكفي أن ثلاثين يهوديا في البحرين يملكون ما يعادل نصف مجموع ما يملكه الشعب البحريني المسحوق،بل أن يهوديا واحدا من عائلة نونو لا يعرف الى أي مدى وصلت أستثماراته والتي يشترك في بعضها حكام البحرين ،ووصل الأمر أن يمثل هذا العدد الصغير من يهود البحرين؛يهوديا في البرلمان ويهودية في مجلس الشورى البحريني.
ومن أجل هذا فأن الواجب يحتم على رد الجميل لأسرة الخليفة من قبل آل الصباح ،بأن يعيدوا الأسرة الى الكويت ،ومن ثم تضم البحرين الى قطر حيث موقعها الطبيعي والتاريخي.
وعلى التجمع السلفي الكويتي ان ينظر شرعا في التعويض المناسب لأسرة الخليفة التي شردت ظلما من الكويت على يد الصباح.
مع أننا لا ندري حتى الآن عن هذا التجمع السلفي ،ولا على أثر أي سلف يسيرون، لكننا بكل تأكيد نقر بأنهم لا يسيرون على أثر السلف الصالح ، والشواهد التاريخية تشير الى أنهم أقرب الى أثر الحشاشين في قلاع آلموت الذين حاربوا الدعاة والمجاهدين وساعدوا جيوش الصليبيين ضد المسلمين ، تماما كما يفعل هذا التجمع الذي ساعد بدعم نظام حكم حول بلده لقاعدة أمريكية ،أبادت أمريكيا من على أرضها مئات الألوف من أبناء المسلمين في العراق.
وأخيرا تبا لمصر أن لم تعد هذا الداعية اليها حرا كريما بعد أن تجهمه رعاع الناس وسقطهم وشرارهم.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment