البرلمانيون العرب وهشام يانس !

البرلمانيون العرب وهشام يانس ! بقلم:محمد الوليدي
تاريخ النشر : 2007-03-


البرلمانيون العرب وهشام يانس !


تحدثت وسائل الأعلام عن اللغط الذي جرى في جلسة عشاء لمجلس الأتحاد البرلماني العربي ، بخصوص تقليد الممثل هشام يانس لشخصيات فلسطينية..

لكن احدا لم يسأل ماذا كان يفعل هشام يانس الفنان الأكثر تطبيعا مع الكيان الصهيوني في جلسات ممثلي الشعوب العربية ، ناهيك هل وجدوا وقتا كافيا وبالا مستريحا لهذه المسخرة ، خاصة وانهم ناقشوا الاحتلال الاسرائيلي المتواصل للاراضي الفلسطينية والممارسات الاسرائيلية القائمة على الاغتيال والاعتقال وهدم البيوت وتجريف الاراضي واقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وفرض الاملاءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ونددوا واستنكروا وشجبواحتى كادوا ان يعبروا الى ايلات من القهر ! ، مع وجودهم في العقبة القريبة من أولاد العم ، ولا أدري لماذا العقبة، لعل يديعوت احرنوت تقول لنا شيئا في القريب ،وانتهي الأمر بان يضحك عليهم هشام يانس وضحكوا عليه وجميعهم ضحكوا على كل المغفلين العرب وعلى الفلسطينين جميعهم وليس الشخصيات التي تم تقليدها.

البرلمانيون العرب لا يختلفوا عن هشام يانس، وان كانوا أقل سوء من حكامهم ، واكثر رداءة في التمثيل والضحك على ذقون شعوبهم وعلى قضية فلسطين العزيزة على قلوبهم، فأكثرهم لم يتعلموا اساليب التمثيل والدهاء كزعمائهم في الأكاديميات الغربية ، والكل يمثل حسب دوره المعطى اليه وحسب قدرته.

أجتمع في احدى المرات ،أحد رؤساء أمريكيا مع زعيم عربي وكان هذا الزعيم قد تعرض لمحاولة اغتيال ،فبادره الرئيس الأمريكي بتهنئته على سلامته ومازحه بقوله " القط بسبعة ارواح " وترجمها المترجم ترجمة حرفية لهذا الزعيم العربي كما قالها الرئيس الأمريكي "القط بتسعة ارواح " مما جعل الزعيم العربي يسأل المترجم لماذا القط عندهم بتسعة ارواح وعندنا بسبعة أرواح ، واهتم الرئيس الأمريكي بالأمر ليدور الحديث حوله حتى انتهى الأجتماع الذي صدر بيانه الختامي في دولة ذلك الزعيم بأن الجهود تركزت خلال الأجتماع على أعادة كل الحقوق الثابته للشعب الفلسطيني .

هناك ثمة مثل أجنبي آخر يقول "الهم قتل الهرة " لكن السياسيين العرب بحكامهم وحكوماتهم وبرلمانييهم ما رف لهم جفن أزاء ما يجري من مآسي وهموم وكوارث لحقت بفلسطين وغيرها..فمزيدا من التمثيل ولكن مع دقة في الأخراج رحمة بعقولنا.