الفلسطينيون في العراق والجرح الغائر
بقلم:محمد الوليدي
تاريخ النشر : 2006-02-
2
يتعرض الفلسطينيون في العراق الى مذبحة الآن..جرح غائر يضاف لهذا الفلسطيني المعذب اينما ذهب.
لم يستطيعوا الرحيل كمن رحلوا..و كم مرة سيرحلوا بعد ان سقطت آخر قلاع لجوءهم؟ ..والى اين وقد اغلقت بلاد العروبة كل الممرات في وجوههم؟
حاتم الطائي يأكل لحم ضيفه الفلسطيني دائما وأبدا..ولكن غريبا ان يجري هذا في العراق..لا اتهم العراق الأبي الجريح في ما يجري..فليست تلك من عادات العراق.. فهو براء مسبقا من الجريمة..فالذين ارتكبوها لا ينتمون للعراق و ان حملوا اسمها زورا وبهتانا.
فهم الذين خانوا العراق اولا..وذبحوا العراقيين جنبا الى جنب مع المحتل وقبلها زينوا للمحتل سهولة احتلاله تماما كما حدث مع المغول قبل اقتحامهم بغداد.
هم الذين تآمروا على الشرف العراقي وصفقوا للخنازير المحتلين وهم ينتهكون اعراض العراقيات العفيفات .
هم الذين دمروا ثروات العراق ونهبوها مع المحتلين .
هم الذين حملوا دم جيل عراقي بأكمله على رقابهم ولم يرعووا بعد..
هم اسواط الجلادين ورصاص القتلة في سجن ابو غريب وغيره من السجون و الفالوجة وكل مكان تكبر وطغي فيه المحتل .
هم الذين الذين فجروا القبة ..هم مشعلي الفتن ليريحوا القاتل من القتل..
و ما علاقة الفلسطينيين بالقبة ؟! هل يحقدون على الهادي رحمه الله الذي اقام في كنف ثلاثة من الخلفاء العباسيين ،معززا مقدرا؟! .. ما اكبر اللعبة اذن .
هم تجار الحروب و اسياد المرحلة في كل انتكاسة تصاب فيها الأمة.
ليست هذه المرة الأولى التي يسقى التراب العراقي بالدم الفلسطيني ،فعندما وجه رشيد عالي الكيلاني نداءه للأمة بالوقوف معه في الثورة ضد الأنجليز عام 1941 ، لبى نداءه الفلسطينيون وقاتلوا مع اخوانهم العراقيين وسالت دماءهم معا، في حين كان الرد العربي الرسمي على رشيد عالي الكيلاني:"ما عندنا لك الا انك تتعاون مع اخوانك الأنجليز"، هذه المرة طعمها مر.. مر جدا .. تختلط فيها الدماء والدموع ، فالقاتل لسانه عربي ، ولكنته عراقية ويحمل اسماءا كبيرة ؛بدرا والحسين! .
تعرضت عراقية للتوبيخ لأنها تزوجت من فلسطيني: لماذا تزوجتي من هذا الفلسطيني النجس؟! فترد: ما لقيت احسن منه!! فيتمنى السائل لو ما سأل.
في حرب فلسطين عام 1948 رفض بطل العراق ؛عمر علي الأوامر العسكرية من قبل حكامه آنذاك والتي كان مطلوبا منه تمثيلها ،ولم يبع ضميره كما باع غيره ضمائرهم ،وحارب بشرف،وتم سحبه وهو في اوجه انتصاراته،واستبدل بمن يعرف اللعبة جيدا والذي عجل بالأمر و نقل ما يستطيع نقله من ابناء فلسطين في عربات الجيش العراقي الى العراق بعد ان قبض حكامه آنذاك الثمن على كل رأس منهم..وهم الذين يذبحون الآن..هم الذين يعذبون شتى انواع العذاب..هم الذين ترمى اجسادهم على جوانب الطرقات وخارج حدود المدن..هم الذين يمثل بأجسادهم بعد قتلهم ..هم الذين يقتلون بعد ان تقبض الفديه على رؤوسهم..
هم الذين يعتدى على اموالهم وأعراضهم و مساجدهم .. لك الله ايها الفلسطيني..هل هذا هو قدرك ان يكون دمك مطلوبا في كل زمان ومكان.
لم تنقطع صرخاتهم لجامعة الدول العربية وهيئة الأمم والسلطة الفلسطينية .. و الذين تصرفوا و كأن لا علاقة لهم بأي شيء انساني.
لا اعتقد ان هناك اكثر من متانة الترابط الأجتماعي بين الفلسطيني والعراقي فقد عاش الفلسطيني عزيزا كريما بين اخوته العراقيين، يقول فلسطيني اقام في العراق زمنا:" ما تمنيت لو ان يدي شلت في موقف الا في ذاك الموقف الذي اقتتلت فيه مع عراقي والذي عندما نبهه بعض المارة بانني فلسطيني ، عانقني وهو يقول سامحني يا اخي والله ما ادري انك فلسطيني !".
وتقول فلسطينية احبت العراق اكثر من اي مكان" لا ارى التلفاز الآن و لا اسمع الأخبار..لا اريد ان اشاهد بغداد وهي تدمر".
ايها العراقيون الأحرار الشرفاء انهم اضيافكم و أمانة في اعناقكم ..والآن يذبحون بأسم العراق في لعبة كبيرة لصالح أعداء الأمة..فمن لفلسطين غير ابناءها أن ذهبوا؟.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment