Saturday, August 7, 2010

امة قتيلة : لا تريها وجه ابيك يا هدى

امة قتيلة : لا تريها وجه ابيك يا هدى بقلم: محمد الوليدي
تاريخ النشر : 2006-06-12


منذ ان سقطت دولة الخلافة الأسلامية والعرب من سقوط الى سقوط من ذل الى مهانة من موت الى موت.

انتظروا الوعود والعهود دهرا بعد ان باعوا دينهم للمستعمرين ولعملاء المستعمرين، فخدعوا ، بعدها هان عليهم كل شيء ، فهانوا.

لن تقرأي هذا في كتب التاريخ ، يا هدى ، فكل كتب التاريخ التي تعلمتيها وستتعلميها مزورة وقد رأيت ذلك بعينيك واقعا وانت لا زلت طفلة ، لذا ستفهميني.

قسم المستعمرين بلاد العرب ووضعوا عملاءهم على صدور الشعوب حتى يومنا هذا ، ان مات عميلا وضعوا فرخه ،وقع واستلم، تكاسل .. جاؤوا بأبنه وقع واقتله وخذ مكانه..

رأت الشعوب العربية كفرا بواحا .. رأت زندقة.. رأت نكاحا..رأت قهرا .. رأت عهرا.. ولم تغير لا بيدهها ولا بلسانها ولا بقلبها..لم تفتح فمها، رضت بالذل والخنوع ، فهان عليها كل شيء فهانت ..

عندما احتلت فلسطين وقف كل الحكام العرب مع الصهاينة بأمر من الغرب ، تماما كما يجري مع العراق الآن، الا ان في قضية فلسطين كان يجري كل شيء تحت الطاولة ، أما الآن" فعلى عينك يا تاجر"، فماذا فعلت العرب ..لا شيء ..لا زالت تطبل لحكامها ..و"الشعوب على دين حكامها" مهما كانوا الا ما رحم ربي.

باعوا مدينتك يا هدى قبل سنين من احتلالها ، وبثمن بخس لم يقبضوه ، وسلموا خرائطها وتفصيلا عنها للعصابات الصهيونية ، وها هم يتفرجون عليك وانت تموتين الف ميتة على شاشات محطات تلفزتهم.

لم يتوقف نزيف دم الشعب الفلسطيني ،و لا زالت الشعوب العربية تتفرج..و لا زالت تتمسك بذيول حكامها و لا زالت تسبح بحمدهم بكرة واصيلا..

عندما احتلت العراق وقفت انظمة العرب مع المحتل تحت مختلف الأعذار ودعموا المحتل حتى بالأعراض وتحت مختلف الأعذار ايضا، واغلقت الحدود ليأخذ القاتل راحته في القتل، وخوفا من ان تستيقظ الضمائر الميتة التي قد لا تكتفي بنصيحة عمرو خالد بالأتصال بأرقام عشوائية في بغداد والقول لهم "بأننا معكم" !! ،يا امة ضحكت من جهلها وتخلفها وغباءها وحمقها الأمم ..اهكذا يقف المسلم مع اخيه المسلم وهو يقتل وينتهك عرضه وتحتل ارضه وتنهب ثرواته.

يا امة ارتدت وشبعت ردة ،ويا علماء الأمة بكل انواعكم، من لم يقلها ، واضحة في هذا الزمن فهو خائن ومتواطئ .. خان الدين والضمير وخان ما تبقى من الأمة على الحق، واشترك في بحور دمها ، فكفى تدليسا.

غاليتي هدى : اقولها لك والدمع يجري ،ان خسرت اهلك في هذه الدنيا الفانية فقد خسر كل من تآمر عليك بفعله وقوله وصمته ، آخرة لا تنتهي.

فلا تريهم وجه ابيك ،فلا كرامة و لا عزة عندهم..لا تستنجدي بهم فلا نخوة عندهم..فقد تنازلوا عن هذا الأرث منذ زمن الا من رحم ربي.

No comments: