Sunday, May 8, 2011

التضليل الإعلامي والثورات العربية

الأحد, 08 مايو 2011 10:38

محمد الوليدي

التضليل قديم بقدم البشرية، ويجوز في الشرع الإسلامي ضد العدو وقت الحروب، لكنه لا يجوز في أي حال من الأحوال بين الحاكم والمحكوم، وعند الغرب يمارس على نطاق واسع مع العدو وبين الحاكم والمحكوم، ولعل أشهر صور التضليل عندهم هو ما حدث مع الهنود الحمر حين رسموا صورة إجرامية بشعة ومتوحشة عنهم كي يعطوا أنفسهم الحق بإبادتهم، وساروا على نفس النهج في الحروب التي خاضوها فيما بعد، ولكن عن علم وفن ودراسة، ولها أقسام متخصصة في دوائرهم الإستخباراتية، مع أن التضليل لا يجوز في القوانين الغربية، وله عقوبات تتراوح حسب الأضرار التي يسببها هذا التضليل فيما إذا كشف، ونعلم ما حدث من عواصف للإدارة الأمريكية في عهد ريغان عندما تم الكشف عن برامج التضليل التي أرتكبتها المخابرات الأمريكية في الثمانينات، أيضا نفس الشيء حدث مع بوش الصغير ورأينا كيف تهاوت قيادات حوله بسبب التضليل الذي أنتهج في الحرب على أفغانستان والعراق، حتى أوباما يبدو أنه سقط في تضليل ما بشأن مقتل أسامة بن لادن.

أما الأنظمة العربية فعندها بحر من التضليل، بين الحاكم والمحكوم وفي وقت السلم والحرب وضد الصديق والعدو، فقط نظرة لصحيفة عربية رسمية تغني عن قول الكثير.

ومع ذلك فقد بلغ التضليل العربي الرسمي أثناء الثورات العربية، حدا لا يطاق، سخيف وممجوج ومخجل، ومورس نفس هذا التضليل حتى من قبل أنظمة تخشى حدوث مثل هذه الثورات، لكنها تظل كما الغريق الذي يحاول التعلق بقشة.

في الثورة التونسية، قال النظام: القاعدة تجتاح تونس، لا حظ أن هذا التضليل موجه للصديق (الغرب)، ثم للشعب: الذين يتظاهرون يسعون لخراب تونس لصالح الأعداء، الذين يتظاهرون عملاء مندسون، ولم يصدقه الغرب بالطبع والذي رفض حتى أن تنزل طائرته في مطاراتهم، ولم يصدقه الشعب الذي ما أعتاد أن يصدقه في أي لحظة مضت، وجرفه التيار وهو يقول: فهمتكم .. فهمتكم.

وفي الثورة المصرية كرر النظام المصري نفس أكاذيب سابقه، لكنه أضاف: بلطجية، لصوص، عملاء للغرب الذي يريد السيطرة على مصر، وثبت للعالم كله أن هذا الشعب الذي أنتهكت حقوقه على مدى عشرات السنين، شعب متحضر أبى أن يمس ممتلكاته القومية بسوء، بل رأينا شبابه يحمي هذه الممتلكات بصدورهم العارية من بلطجية مبارك نفسه، والذي يتظاهر بالمرض الآن كي لا يرمى في زنزانة ما بسبب بلطجته هو ولصوصيته وعمالته.

والنظام اليمني لا زال يكرر نفس الأكاذيب، أنتهج التضليل بطريقة مخجلة في قضية تراجعه عن الوعود التي قدمها بشأن إستقالته وتركه الحكم، ولا زال يحاول أخذ المزيد من الوقت بشتى الأكاذيب، في محاولة منه للخروج من الحكم بطريقة شبه مشرفه تعفيه على الأقل من عدم الملاحقه في ما نهبه من أموال عامة وفيما أرتكب من جرائم بحق الشعب اليمني، وأستطاع الى حد ما أقناع الغرب عندما لعب على وتر القاعدة وساعده على ذلك وجود تأييد لهذا التنظيم داخل اليمن.

النظام الليبي جاء بالطوام الكبرى في التضليل الذي أنتهجه خلال الثورة التي تسعى لخلعه، فهؤلاء الثوار هم تارة عملاء للغرب وها هم يستعينون بدول غربية وقوات الناتو من أجل نهب النفط الليبي من قبل هذه الدول، وتارة هم فئران، يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة، ومرتزقة وهو من جاء بالمرتزقة طبعا، ومجانين حيث رمى شعبه بدائه، فتاة يغتصبها خمسة عشر وحشا من مرتزقته على مدى يومين، تصبح مجنونة عندما كشفت للعالم وحشية ما حدث لها، ووصل الحد بإعلامية ليبية أن تحاول إقناع المشاهدين بعدم شرعية القرارات التي تبنتها الأمم المتحدة بحق النظام الليبي جراء ما فعله من إنتهاكات بحق شعبه، بقولها أن التبني في الإسلام حرام!.

أما النظام السوري فأمتاز بسرعة برامج التضليل وكثرتها والتي أتخذها في مواجهة الثورة التي تدعو للإطاحة به، الأردنيون دخلوا درعا، مشروع سوريا الكبرى: خطط له الملك عبد الله الأول وسينفذه الملك عبد الله الثاني، مشروع بندر بن سلطان لإحداث فوضى يتم من خلالها الإطاحة بالنظام السوري ويتم تنفيذه من داخل الأردن ولبنان، قيل لهم أن بندر مريض جدا وربما يلعن اليوم الذي ولد فيه، قالوا: خطط له عام ٢٠٠٨ ، و لم تنتهي المخططات الخارجية على سوريا والتي ينفذها مدسوسون وخونة وعملاء للأردن ولبنان واسرائيل والسعودية وزد كما تشاء، وحتى الأطفال الذين قتلوا في الصنمين بدم بارد وجد لهم النظام العذر بقتلهم وذلك لأنهم حاولوا الإستيلاء على الأسلحة من الجنود بالقوة!.
وإعلامية سورية لا تختلف عن الإعلامية الليبية آنفة الذكر كثيرا، تقول بأن هؤلاء المتظاهرين هم عبارة عن مصلين خرجوا ليشكروا ربهم على الأمطار التي هطلت، وتنتقد الجزيرة اللعينة لأنها لم تذع خبر هطول الأمطار ولأنها فبركت الخبر عندما وصفت هذا الشكر الرباني الجماعي على أنه تظاهرة، لكن لم توضح لنا هذه الإعلامية لماذا يطلق النظام النار على أناس خرجوا لشكر ربهم.

أما الأنظمة العربية التي واجهت مظاهرات محدودة وبمطالب محدودة، وكان من الأسهل والأقل تكلفة; الإستماع لهؤلاء المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم بدلا من مواجهتهم بأمور قد تؤدي الى كوارث كما جرى في البحرين والأردن، ففي البحرين تم اللعب على وتر الطائفية ووجهت هذه المظاهرات بوحشية وأستنجدت البحرين بدول أخرى لقمع هذه التظاهرات، ولعمري أن معالجة حقوق هؤلاء الناس اسهل من مواجهتهم بهذه الطريقة لو حسبناها من منطلق الربح والخسارة، أما في الشرع فيعلم الملك البحريني بأنه هو المسؤول عن حقوقهم وليس أحمدي نجاد بالطبع.

أما في الأردن فكان التضليل الأسهل والأخطر، حين تم اللعب وتر العنصرية، فهؤلاء المتظاهرون من أصول فلسطينية والويل لكم أيها الأردنيون لو سيطروا على البلاد، ثم يأتي هذا التحذير للأردنيين من أصول فلسطينية، هؤلاء أردنيون وسيسعون لطرد الأردنيين من أصول فلسطينية- وها أنظروا أين بلغ بهم الحقد: شاب يقوم بتحطيم صورة الملكة علياء طوقان.. على يقين أن هذا الشاب لا يعرف من هي الملكة علياء، ولكنها الأوامر تتطلب هذا، تضليل خطير كاد أن يؤدي الى كارثة لو لم يسارع الأمير حسن بما عرف عنه من حكمة ويعيد الأمور الى نصابها، وكم تحسب لهذا المفكر الذي آثر الإنعزال لكنه أبى الصمت والأمور تنحدر بهذه الطريقة الخطيرة.

أيتها الأنظمة: رأفة بأنفسكم وبنا، التزموا الصمت ووفروا على أنفسكم الكلام ووفروا علينا الإنصات، دعوا الأمور تسير كما هي، فلم نصدقكم وقت الرخاء الذي قلما رأيناه، فكيف نصدقكم وقت الشدة، وأعلموا أن حبال الكذب قصيرة، لكنكم رغم قصرها كنتم تتعلقون بخيوط من هواء، أستمرأتم الكذب لكنا ما أستمرأنا التصديق، وسكوتنا لا يعني الرضا، وإطراقتنا لا تعني الإذعان، وصمتنا لا يعني القبول فكنا نواسيه بدعوة للمولى آخر الليل وأنتم نائمون، فثمة دموع غضضتم البصر عنها، صارت بحرا الآن وهي الطوفان القادم اليكم ...

Thursday, May 5, 2011

وداعا يا أسامة .. وداعا يا أيها البطل

الأربعاء, 04 مايو 2011 08:06

محمد الوليدي



١
جرح على جرح
ارفع كلماتي الآن
لهذا الزمن..زمن الغضب
زمن الفرار والبلاد القفار
زمن الرويبضات وعروش الحطب
زمن الكلام من افواه اللئام
زمن الظلام ..ما احلك الظلام
لولا نهارك يا سيد القاعدة
انت النهار الوحيد في ليل العرب
انت السيف الوحيد ..السيف الحديد
وسيوفهم كلها من خشب

٢

انت الفارس الوحيد
الذي تبقى في الميدان
الف طعنة من الخلف تأتيك
من ذليل الى وضيع الى جبان
الف طعنة من اخيك ؟
هذا الأخ ليس باخيك
والخنجر الذي معه ليس لك بل عليك
وان ضحك في وجهك
وان قال السلام عليك
فهذا الأخ ليس باخيك
ها هم يتآمرون عليك عليك
اياديهم في يد قيصر الزمان
من ابي جهل الى ابي لهب
وخلفهم كل العرب
تفتش عنك في كل مكان
لأنك ما ركعت
لغير الله كما ركعوا
لأنك رفضت ان تجرع كأس
الذل كما جرعوا
بجبنهم وحقدهم وكفرهم حاصروك

٣

ها هم يعرضون عليك
يقولون لك المال والذهب
ولك لات وعزى جديد
وما شئت من بنات العرب
او احدى حمالات الحطب
وان شئت البسناك العمامه
وعباءة من قصب
وتكون سيد القوم
ولكن دع التخوم للروم
فبيننا وبينهم عهود
وان سفكوا دم اخيك
وان استباحوا عرض اخيك
فهي عهود .. عهود
ان يظلوا السادة ونحن العبيد !
يقولون لك هو إبن عمك
فلا تطيل الخضومة
وبيننا عهود ووعود
ونحن بعنا وهو أشترى
فلا تفضحنا بين أهل الورى
يا أخي أجرناه
ولا نسد الطريق في وجه دخيل
ونفك العاني والأسير
وإن أعتدوا وإن غدروا
ترف العين ونصفح
فنحن خير من يجير

٤
يقولون لك مال قارون
والدماء تهون
والأوطان تهون
يا أخي جنة في اليد
بعدها فليكن ما يكون.
ويرسلون لك العمائم تلو العمائم
تقول لك لست حملهم فانتظر
غدا سننبذ اليهم سواء
وانظر احوال البلاد الآن واعتبر
يا اخي جاهد باللسان !
اليس ذلك باضعف الايمان
او اقعد مع القاعدين
يقولون لك اغنم بالعافيه
والذئب لا ياكل الا
من الغنم القاصيه
فاقعد مع القاعدين
يا اخي البلاد بلادهم !
والحرب سجال بيننا
وهذا اليوم يومهم
والظرف لا يناسب الآن
فاقعد مع القاعدين
والحرب الآن فتنة !
وقد تكون كل معارك الفاتحين!
ويقولون شيوخ الندامه
ها قد تكالبت عليك الأمم
وقد حذرناك يا اسامه
فاغنم قبل فوات الاوان بالسلامه
وخير لك ان تعتزل الناس
وخذ بدلا من الشعب شعاب
وان شئت قصر اليمامه
فاهل الثغور اهل القبور
ودمك غال علينا
وهذه الحرب انتحار
ويفتشون لك عن دليل
مما خطته ايديهم
او مما خطته الاحبار
يقولون لك اعتزل الناس
ودع نهارك صوم وليلك قيام
اغسل الخطايا يقولون لك!!
كأن عينيك تنام
يا اسامه..يا اسامه

٥
يقولون لك
تركت القصور
وأخترت الكهوف
تركت نعيم الدنيا
وأخترت السيوف
ونسيت بأننا خير
من يغيث الملهوف

٦

يا من أستصغرت الدنيا
يضنون عليك بلحد الآن
ضاقت عليك جزيرة العرب
كل الآبقين لهم فيها
قصورا وقبورا
إلا أنت ضاق عليك المكان
لأنهم خافوا طهرك
أن يزلزل العرش الجبان.

عمر البشير ليس منهم

الأحد, 01 مايو 2011 12:35

محمد الوليدي


يرتكب بعض الكتاب الذين يناصرون الثورات، خطأ "شائعا"، وذلك حين يضعون النظام السوداني على أنه من بين الأنظمة العربية المستبدة والمؤهلة للسقوط.

الشعب السوداني من أوعى الشعوب العربية وأسبقها في إختيار الرجل المناسب لحكمة، وثاروا على طريقتهم الخاصة عندما أرتضوا عمر اليشير كرئيس لهم، ونلاحظ بأنه حتى الآن لم تحدث أي حركة من شأنها تعكير صفو النظام القائم.

وعندما قال بإنه لن يهرب خارج البلاد في حال ثار السودانيون عليه "سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض وعندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم من دون أن يقول لنا أحد غادروا".

صدقته وصدقه الشعبي السوداني قبلي، هل تعلمون لماذا صدقوه؟ لأنه لم يكذب عليهم قط، ولا يوجد زعيم عربي على الأطلاق صارح شعبه وأمته مثل عمر البشير.

حاك الغرب حوله المؤامرة تلو المؤامرة لإسقاطه، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرتي توقيف بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة فى دارفور غرب السودان، في قضية الجنوب والتي ثبت أن للغرب والصهاينة وبعض العرب اليد الطولى في إشعالها لزعزعة إستقرار السودان، وزعزعة النظام السوداني نفسه.

فعلى مدى عشرات السنين التي سبقت حكم البشير، حوصر الشعب السوداني في لقمة عيشه وبأسوأ ما يكون وحرموا حتى من الخيرات التي حباها الله لهذا الشعب وكان ذلك يتم عبر إفساد حكامه ورشوتهم أو عبر رشوة الشركات النفطية والزراعية لإبعادها عن الإستثمار في السودان، لكن حين جاء البشير رفض أن يساوم في لقمة عيش هذا الشعب، وسلم النفط لشركات صينية وهندية، ضاربا عرض الحائط بكل الذين حاولوا حماية مصالحهم على حساب مصلحة الشعب السوداني.


كما وصل بهم تسريب وثيقة مكذوبة عبر ويكيليكس تفيد بأن عمر البشير قد سرق تسعة بلايين دولار وأودعها في حسابات أجنبية، وصاحب هذا الإتهام هو لويس أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية، وهو الذي أصدر مذكرتي التوقيف بحق البشير، وفي نفس الوقت رفض توجيه أي إتهام لمجرمي الحرب الصهاينة في غزة أو أمريكيا والغرب في العراق، ناهيك أن أوكامبو نفسه متورط بتحرش جنسي حينما أستولى على مفاتيح سيارة صحفية من جنوب أفريقيا واشترط ممارسة الجنس معها كي تستعيدها!.

عندما قال السكرتير الصحفي لعمر البشر " أن البشير لا يملك أي أرصدة مالية في بنوك سويسرا بالخارج أو حتى البنوك المحلية بالداخل"

أيضا صدقته وصدقه الشعب السوداني، هل تعلمون لماذا صدقته؟

قبل عامين ألتقيت بضابط إماراتي متقاعد سبق وأن زامل عمر البشير في فترة شبابه أثناء تأدية إحدى دورات الصاعقة،قال عنه: كان من أعجب من رأيت في حياتي .. محط إحترام من قبل الجميع، لكن ما أذهلنا أن أحد الزملاء كشف فيه أمرا عجيبا، وحين راقبناه وجدنا ذلك حقا، قال : كنا نعطى قربة ماء صغيرة في اليوم - على سبيل التقشف في دورات الصاعقة - وهي بالكاد تكفي لساعة بسبب المجهود الذي يبذل وحرارة الجو، إلا أن عمر البشير ما كان يشرب من قربته، كان يتركها للوضوء ويحتمل العطش بقية يومه ..!

لا خير في أمة تجحد أبطالها

الجمعة, 29 أبريل 2011 11:47

محمد الوليدي

من منا لم يذهل وهو يشاهد المقابلة التي أجرتها قناة المحور الفضائية مع أحد أبطال الأمة; أيمن محمد حسن، هذا البطل الذي حرر سيناء بحق وجزء من النقب لمدة ساعات عام ١٩٩٠ولقن الصهاينة درسا لن ينسوه، وفضح زيف الكذبة الكبرى "جيش إسرائيل الذي لا يقهر"، حين صرع كل من واجهه حتى قتل واحد وعشرون ضابطا وجنديا صهيونيا وجرح مثلهم، فعل ذلك ببندقية وستمائة رصاصة، لم يملك مدفعا ولا دبابة ولا غطاء جوي، كان راجلا على قدميه والتي أرفع من هامات كثيرا من جنرلات العرب، ومع ذلك حتى قدميه أنذرهما: " عند وصولي للحدود الاسرائيليه ارتعشت رجلي اليسرى كلمتها قلتلها هتثبتي معايا اثبتي والا هقطعك ونطقت الشهاده ".

وحين عاد من عمليته البطولية منحه حسني مبارك وساما; حكم بالسجن لعشر سنوات مع أشغال شاقة، وربما شاء قتله لولا الخوف من تكرار فضيحة قتل البطل الشهيد سليمان خاطر، ولم يكتف مبارك بسجنه بل لاحقه بعد السجن عبر مخابراته بتضييق كل السبل في طريقه من أجل عيش كريم و لحمل هذا البطل على الإتجار بالمخدرات من أجل تشويه سمعته، لكن هذا البطل أبى وفضل شغف العيش على أن يلوث تاريخه الناصع بالطهارة والعزة والكرامة، فعمل سباكا.

كان بودي لو رأيتك أن أقبل يدك وجبينك وأقول لك: يحق لك أن تأخذ الجزية من كل عواصم العرب ولا منّة من أحد عليك.

ليس هذا البطل وحده من عانى الجحود، فحتى أسرة سليمان خاطر عانت الجحود بعد أستشهاده، أيضا أسرة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز لا نستبعد أنها لاقت نفس المصير خاصة إذا ما عرفنا أن قاتل هذا البطل وهو صلاح سالم ترفع بعد جريمته من صاغ الى أرفع المناصب في مصر.

ليس في مصر وحدها يلاقي الأبطال هذا المصير، فخالد أبو أصبع أحد أبطال العملية الشهيرة التي قادتها دلال المغربي، أنتهى به المطاف بائعا متجولا للمثلجات ومن ثم سائق سيارة أجرة.

ناهيك عن أبطال الأردن; البطل أحمد الدقامسه والذي لا زال خلف القضبان في وطنه، كذلك البطل سلطان العجلوني فحتى الآن معاناته لم تنتهي وإن أطلق سراحه.

بعد مضي فترة على إنتهاء الثورة الجزائرية، أراد أحد الباحثين مقابلة رموز الثورة الجزائرية الذين شغلوا العالم ببطولاتهم وقتها، فذهب هذا الباحث لمسؤول جزائري على معرفة بهم، وطلب مقابلتهم، فبشره المسؤول بأن خمسة منهم يتواجدون في مكان واحد لحسن حظه،
وكم كانت صدمة الباحث حين أخذه المسؤول لسوق الخضار وأخذ يشير إلى عرباتهم واحدا .. واحدا...