Friday, June 22, 2012

حتى لا تكون الإمارات العربية زنجبار أخرى

محمد الوليدي التاريخ العربي مليء بتجارب الدول التي سقطت وأصبحت نسيا منسيا بسبب ظلم حكامها وهمجيتهم، وكم من سقوط جر كوارث ودمار ومذابح للرعية فيها والذين لا ذنب لهم سوى صمتهم على ظلم الحاكم وجبروته. فقد أسقط المغول بغداد وذبحوا أهلها بسبب حماقات وظلم وإستهتار آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله أو المستهتر بالله، والذي كان يلهو حتى وجيش هولاكو يحاصر بغداد، وسقطت الأندلس بسبب فسق وخيانة وظلم ملوك الطوائف وتخلفهم حين قسموا الأندلس لإقطاعيات تقاسموا حكمها فيما بينهم. وكي لا نبتعد كثيرا دعنا نلقي نظرة على عصرنا هذا ومن الخليج العربي والذي ينتمي له حكام الإمارات العربية، فلا عجب أن ثاني وثالث أكبر مذبحة أرتكبت بحق المسلمين في التاريخ العربي كانت نتيجة حماقة وظلم الحاكم; الثانية كانت مذبحة المغول بحق أهل بغداد والثالثة كانت بحق العرب في زنجبار على يد التانزانيين عام ١٩٦٤ والتي كانت تحكم من قبل السلطان العماني وكأنها مزرعة عبيد تحت صولجانه، وفي عام ١٩٢٥أحتلت إيران ثاني أكبر دولة خليجية بعد السعودية وهي الأحواز أو عربستان وحملت حاكمها الشيخ خزعل وهو سكران الى طهران ثم قتلته المخابرات الإيرانية خنقا فيما بعد، وكان أول من بنى المحافل الماسونية في الخليج العربي وأحد أسوأ حكامهم شذوذا، ومن ثم نكبت إيران سكان هذه المنطقة وسلبت حقوقهم وأفقرتهم رغم أن سبعين في المائة من النفط الإيراني المصدر يستخرج من هذه المنطقة العربية. ثم أحتلت أيران جزر الإمارات الثلاث في ظل صمت مخز من قبل حكامها أو كلام فارغ لا فائدة فيه من باب "أوسعتهم شتما وأودوا بكل الإبل"، حتى أن ولي عهد رأس الخيمة الشيخ خالد القاسمي حين قام بمحاولات جدية من أجل إنقاذ الجزر أتحد حكام الإمارات وعلى رأسهم الشيخ زايد نفسه ليس من إنقاذ هذه الجزر بل أتحدوا من أجل عزل هذا الشيخ عن ولاية العهد وجاؤوا بمن يسايرهم في كل شيء. وإذا نظرنا لظروف الدول التي سقطت قبل سقوطها نجد أن الأمر متشابها تماما لما يجري في لإمارات العربية إن لم يكن اسوأ في الإمارات، فقد فسق حكامها وشذوا وظلموا بلا حدود، أمنوا السفهاء على أمن البشر وأعراضهم، وحكموا بإستهتار واضح ومفضوح من أجل إرضاء سادتهم الغرب، فحاربوا الإسلام وأهله وسجنوا الدعاة والعلماء وسحبوا جنسياتهم وحاربوا الناس في أرزاقهم ونهبوا أموالهم ومن يعترض فالسجن أو الطرد مصيره، وحولوا الدولة سوقا لتجارة السلاح والمخدرات والأعراض، حتى القراصنة الصوماليون شاركوهم في غسيل الأموال من خطف السفن حين رأوا أنها تجارة تدر الملايين من الدولارات، أما العرب الذين خدموا دولتهم لسنين طويلة قاموا بطردهم وتشتيت أسرهم فلم يرحموا السوريين في بلادهم والشعب السوري يتعرض للإبادة في سوريا ولم يرحموا الفلسطينيين من غزة في بلادهم في نفس الوقت الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة لمحرقة من قبل الصهاينة، ولا زال مسلسل الطرد قائما، ووصل بهم التعاون مع الصهاينة في قتل قائد فلسطيني وتمويل عمليات أمنية داخل فلسطين لصالح الصهاينة، لقد أبتلي أهل الإمارات بعصابة من أولاد لم يكن حتى والدهم يأمن جانبهم فحين أختار الشيخ زايد أحد أولاده على أمنه وهو ناصر بن زايد عثر عليه في إحدى نوبات الحراسة لوالده مغشيا عليه بسبب جرعة مخدرات زائدة ( قتل مؤخرا في حادث طائرة مع صديق وعشيقة بريطانية له حيث أتهمت أم القتيل في يوم العزاء أن محمد بن زايد هو قاتل أبنها )، فلم يكن لهم خيرا حتى في من أنجبهم فكيف يكون لهم خيرا فيمن يتحكمون فيهم. وما يدمي القلب أن هناك أن هناك العديد من الفضائح المخزية لحكام الإمارات والتي تكفي لدثر أي أسرة حكم لو هناك قضاء عادل حقيقي (محامي إيراني يدعى حبيب الملا من يستغفلهم ويدير شؤونهم القضائية على طريقة قراقوش) وهذه الفضائح هي بعض ما اشتملت عليها القضية المرفوعة من قبل رجل الأعمال بسام النابلسي على الشيخ عيسى بن زايد، لقد سمح لي بالإطلاع على بعضها مع التعهد بعدم نشر أي منها، مع أنها غير صالحة للنشر لبشاعة ما فيها; فسق وفجور بلا حدود وزنا وزنا محارم وسحاق، يعلم الله أنني ذهلت رغم أنني سبق وأن أطلعت على آلاف الوثائق التي تخص بعض الأسر الحاكمة العربية، حيث أنني رجوت صاحب القضية أن لا يمكّن الإعلام الغربي من الإطلاع على هذه الفضائح، مع أن وثيقة سرية خطيرة كشفتها ويكيليكس تطلب فيها هيلاري كلينتون من سفارتها في أبو ظبي في جمع كل معلومة كبرت أو صغرت عن الشيخ عيسى بن زايد وحتى من لهم علاقة به، وثيقة تشي بطرف من الإبتزاز الأمريكي المفضوح الذي لا يستثنوا منه حتى الأصدقاء. الإمارات العربية تخاف الربيع العربي وليست كل الدول العربية قد تحلم بهذا الربيع فأني أرى في أفق هذه الدولة زنجبار أخرى بسبب حماقات حكامها، أرى أهلها يبادون كما أبيد أهل زنجبار إن لم يأخذوا على أيدي حكامهم أو يغيروهم، فحكام هذه الدولة التي يجمعها إتحاد كاذب بين مجموعة من الإمارات الصغيرة (إحداها كانت مجمعا لإسطبلات خيول الإنجليز) لن يكون بوسعهم حماية هذا الشعب بل سيكونوا أول الهاربين في حالة وقوع أي خطر، ولتكن لهم عبرة في بعض حكام دول الخليج الأخرى حين كانوا يهربون من صدى صيحة عليهم.

مخاطر الإتحاد السعودي البحريني

محمد الوليدي يعلم الله بأني لست ضد أي إتحاد حقيقي ما بين أي من الدول العربية أو وحدة الدول العربية مجتمعة، لكن ليس في ظل أنظمتها المهترئة الحالية والتي حتما ستكون في إتحادها قوة لصالح أنظمتها وأسيادهم لا الشعوب. فمنذ أبوق الدول العربية عن محيطها رأينا محاولات لإتحادات وهمية ما كانت لصالح الشعوب قط بل فرضت علينا من الغرب كجامعة الدول العربية ومنظمة دول المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والأخير لم يتفق بعد حتى على توحيد المناهج المدرسية بين دول هذا المجلس. لكن الأخطر ما يتم تداوله الآن من مخطط لوحدة ما بين السعودية والبحرين، وكأن البحرين نسيت أطماع النظام السعودي التوسعية منذ بداياته، ونسيت أساليب المكر والإحتيال التي تتخذها في سبيل هذا التوسع، فقد بدأ النظام السعودي أول توسع له حين أحتل العينية عندما أستنجد حاكمها بآل سعود من أجل حمايته من الأخطار المحدقة به فأسرعوا له لا كمنجدين بل كمحتلين فما أن سيطروا على العينية حتى قاموا بمحاصرة قصر حاكمها وقتله وضم بلاده لإمارتهم، وحين أستنجد حكام عسير الأدارسة بالملك عبد العزيز آل سعود لحمايتهم من شريف مكة والأئمة في اليمن، كانوا كما قال الشاعر كالمستجير من الرمضاء بالنار، فما أن وقع الملك عبدالعزيز مع الأدارسة معاهدة الحماية وحسن الجوار! عام ١٩٢١ حتى سارع بإحتلالها وضمها للسعودية ووصل به إجبار من هرب من الإدارسة على العودة الى عسير بالقوة حيث أقتضى مع حسن الجوار حسن الضيافة أيضا ولكن على الطريقة السعودية حيث قدمت لهم القهوة المسمومة ليموتوا الواحد بعد الآخر وهل تسمع لهم منذ زمن حسيسا ؟. وحين ضموا واحات البريمي الإماراتية الى السعودية، ضموها بكبشة خراف دفعت ثمنها شركة أرامكو والتي أشتروا بها ذمة سكان هذا الواحات حيث كانوا يبصمون على عرائض الولاء للنظام السعودي بعد أن تشبع البطون. والأعجب ولا أعتقد بأن حكام البحرين نسوا ذلك، وهو أن النظام السعودي هو الذي شرد آل خليفة من الزبارة في قطر الى البحرين حيث يحكمون الآن، فإلى أين المفر بعد ذلك .. هذا في حالة أن تنازل النظام السعودي عن حسن الضيافة!. من حق البحرين أن تحمي نفسها وأن تتحد مع من تشاء، ولكن عليها أن تحسن الإختيار والأفضل أن تتحد مع دول الخليج الأخرى كقطر وعمان والإمارات والكويت، فهي دول قريبة منها وعلى "قدها" ولا تملك أطماعا في دول الجوار مثل السعودية، مع أن جميع الدول الخليجية بما فيها السعودية هي محميات أمريكية وتبحث عن من يحميها في ظل قلقها من تقصير أمريكيا معها في الآونة الأخيرة، حيث أضطرت السعودية للإستنجاد بمرتزقة من الأردن من أجل حماية البحرين، إذن ما قيمة هذا الإتحاد السعودي البحريني لو أفترضنا حسن نية النظام السعودي؟ أن أكبر قهر وظلم تعرضت له الشعوب العربية من حكامها أنها لم توفر له الوسائل التي تحمي أنفسها بها من أي عدوان طارئ، لا سامحهم الله من حكام.

إجرام إماراتي تخطى كل الحدود

محمد الوليدي 2012/05/09 لا يمكن تخيل مدى حجم الجريمة والفضيحة التي كشفها التلفزيون السويدي عن تعرض أمريكي مسلم من أصل سوداني لتعذيب وحشي من قبل الأمن الإماراتي بإوامر أمريكية على مدى أكثر من مئة يوم، تم تعذيبه فيها بكل همجية ليلا ونهارا، لا لسبب إلا لأنه رفض أن يكون جاسوسا للإف بي آي والتجسس على أحد أئمة المساجد في أمريكيا، جريمة تخرج النظام الإمارتي عن نطاق الأمة وتضعها في صف الأعداء وتخرجها من دين الأمة وتضعها في بوتقة العبودية والذل والإسترزاق لدى أمريكيا، جريمة تكشف الى أي مدى منحط وذليل وخياني وصل اليه حكام الإمارات، وهذا يؤيد تماما ما ذهبنا اليه في السابق من أن جهاز الأمن الإماراتي قد تورط وأشترك مع الموساد الصهيوني في إغتيال المجاهد الفلسطيني محمود المبحوح، لذا على حركة حماس وحالا ان تتقدم بطلب رسمي للإنتربول من أجل إلقاء القبض على ضاحي خلفان الذي تشير دلائل عديدة لتورطه في دم هذا المجاهد مع الموساد الصهيوني، فلتقم حماس بهذا وإلا تكون قد فرطت بدم هذا المجاهد، كما أن مثل هذا الطلب سيكشف مصداقية جهاز الإنتربول والذي لطالما كان في خدمة أعداء الأمة. لقد ذهب حكام الإمارات بعيدا في عدائهم للأمة وأصبحوا يشكلون خطرا عليها، فلم يوفروا شعبهم حين سجنوا وعذبوا الدعاة والعلماء منهم ولا نستبعد أنه يتم ذلك بطلب أمريكي أيضا، بل هناك ثمة إشارات الى أن من يعد اللوائح القانونية ضد هؤلاء العلماء والدعاة هو محامي إيراني في الإمارات يدعى الدكتور حبيب الملا! ولم يوفروا أيضا الوافدين لبلادهم، ناهيك أن شرورهم تخطت كل الحدود في تمويلهم عمليات قذرة لصالح أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وفلسطين، وكم من المحزن والمخزي أن هولندا عندما أطلعت على العرض الذي قدم لها بخصوص تمويل عمليات أمنية خاصة في الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع الكيان الصهيوني، قامت برفض هذا العرض وقالت أن شرف الدولة الهولندية يرفض القيام بإعمال كهذه!، لكن الإمارات وافقت حالا أن تحل بديلا عنها، فقد كان شرف قادتها واسعا وكيف لا وهي تحكم من قبل مجموعة من الشواذ والمدمنين. نعم، شواذ ومدمنون ويستحقون الحجر عليهم أو إعادتهم الى مأرب من حيث جاؤوا، فشعب الإمارات الطيب ضاق بهم ذرعا، فما أن مات والدهم حتى بدأت خلافاتهم وشنوا حملات تخوين بين بعضهم البعض أدت في النهاية الى قتل بعضهم في حوادث طيران وهمية، وبعضهم لا يستطيع الخروج من الإمارات كالشيخ فلاح بن زايد بسبب القضايا المرفوعة عليه في قضايا لواط في سويسرا، أيضا الشيخ عيسى بن زايد وهو شاذ وسادي آخر والذي برأه قضاء الزور الإماراتي مؤخرا رغم شريط فاضح بث له وهو يعذب أفغانيا بكل سادية، وأدعوا أن الشيخ كان مخدرا دون أن يدري،كما أن القادم أعظم حيث ثمة من يتفاوض مع أحد ضحايا هذا الشيخ وهو رجل الإعمال النابلسي من أجل الحصول على كافة الأشرطة التي تفضح هذا الشيخ وجهاز أمنه من أجل كشف الطابق كله، ولا أدري فيما لو كشفت لقطات تتعلق بمجموعة من السودانيين وهم يُجرون في الأصفاد كعبيد القرون الوسطى على يد أفراد من رجال الأمن الإماراتي من قصر الشيخ عيسى بن زايد الى صحراء الرعب والعذاب حيث يرتكب فيهم هذا الشيخ السادي حفلة تعذيب جماعي بحقهم، ولا أدري حين كشف ذلك هل سيقول قضاء الزور الإماراتي أن رجال الأمن والشيخ خُدروا دون علمهم.. قد يحدث أي شيء لكن لا أعتقد أن الشعب السوداني سيلزم الصمت بعد هذه الجريمة. قطاع طرق أبتلي بهم أطيب شعوب الخليج .. نسأل الله عز وجل أن يريحهم من هذا البلاء.

Tuesday, May 8, 2012

بيت الله الحرام يصبح مصيدة لضيوف الرحمن

بيت الله الحرام يصبح مصيدة لضيوف الرحمن محمد الوليدي بداية لم أر أكبر من جريمة إستخدام بيت الله الحرام كمصيدة لمعارضي النظام السعودي، ولم أر أحط من هكذا نظام يرتكب هذا العمل الخسيس في حق ضيوف الرحمن الذين جاؤوا يتقربون لربهم عز وجل بحج أو عمرة أو زيارة ثم يلاقون هذا المصير. فها هي تتكشف الخطوط العريضة في قضية المحامي المصري والناشط الحقوقي أحمد الجيزاوي مع النظام السعودي الذي حاول زجه في قضية مخدرات وهو قادم مع زوجته لتأدية العمرة وذلك لخلاف سابق معه حين رافع عن مصريين في السعودية، وإنكشاف هذه الخطوط هو بتأكد مطار القاهرة بأن المغدور به لا يحمل أي ممنوعات وأنه وزوجته لا يحملا أكثر من حقيبتين ( كمية المخدرات المعلن عنها تحتاج لبرميل وليس لحقيبتين - واحد وعشرون ألف حبة مخدرة)، تخيلوا معي رجل قانون يحمل هذه الكمية الكبيرة من مطار دولي الى مطار دولي آخر وهو أعرف الناس بالحكم الذي يتلقاه من يحمل هكذا كمية في حالة إنكشافه في الدولة المسافر اليها! ، ثم عودة زوجته دون توجيه أي سؤال واحد لها عن حيثيات حمل زوجها هذه الكمية من المخدرات ولم تتعرض لأي إستجواب من وصولها وحتى خروجها ( شرعا وقانونا لا بد من إستجواب مرافق حامل المخدرات فقد تعين إفادته في التحقيق وقد يكون شريكا، وهذا يدل بأنه وحده المطلوب وأن أمره قد بيت بليل وبغباء مستفحل. من حظ هذا المحامي المصري أن من خطط لتوريطه في هكذا قضية غبي جدا وربما راعي إبل أحمق، أو لعل الله أراد أن يكشف للأمة أي غبن يتعرض له بيته عز وجل الذي وعد أن يكون آمنا لضيوفه جل جلاله. ثم جاءت غضبة الشارع المصري والتي جاءت بعد يقين أن مواطنها وقع ضحية ظلم بيّن، والكارثة أن ردة الفعل السعودية أشعلت المزيد من الغضب وهذا ليس في مصلحة النظام السعودي الذي تكلف كثيرا في سبيل تهدئته في محاكمة حسني مبارك أو وقوفها عن الحد الذي وقفت عنده دون أن تصل الى إنكشاف الأوراق التي لعب بها النظام السعودي ومبارك على مدى عقود مضت. ليست هذه الجريمة سابقة في تصيد معارضي النظام السعودي من ضيوف الرحمن فالمخابرات السعودية وشقيقتها المخابرات الأمريكية سبق وأن أعتقلتا العديد من المطلوبين لديهما وهم بملابس إحرامهم ومنهم من جعلوا ملابس إحرامه كفنا له، كما وسبق وأن أعدم الملك عبد العزيز رسول عز الدين القسام رحمهما الله بتهمة إحداث فوضى في الحج وذلك حين نبه المسلمون ما تتعرض له فلسطين على أيدي الإنجليز واليهود، وفي الثلاثينات طرد الملك عبد العزيز وفد الخليل من مكة بعد أن سبهم وعنفهم وذلك لأن أهالي الخليل طردوا اليهود من مدينتهم!. الوضع يختلف الآن فقد وقع النظام السعودي مع شعب كان للتو قد كسر أصفاده، كما أن هذا النظام السعودي لم يقرأ التاريخ جيدا .. لم يقرأ أن حملة إبراهيم باشا المصرية قد أُجلت أكثر من مرة لكن حين تعرض بيت الله الحرام للخطر طوت هذه الحملة صحاري نجد حتى وصلت الدرعية وأدالتها فوق رؤوس أهلها وأنهت حكم آل سعود لعقود. ما يبقى الآن وهو الذي يجب يناقش بعد هذه الجريمة ومطلوب من كل علماء الأمة أن لا يتركوها تذهب سدى، وهو الى أي مدى أصبحت أهلية النظام السعودي لإدارة ليس بيت الله الحرام بل الحجاز كله.

لماذا محاكمة الدعاة وترك العصاة يا إمارات ؟

لماذا محاكمة الدعاة وترك العصاة يا إمارات ؟ محمد الوليدي حتى فرنسا التي اشتهرت بكرهها للإسلام والمسلمين والدعاة لم يصل بها درجة محاكمة أحدهم أو سحب جنسيته. لكن الإمارات الآن تحاكم سبعة من خيرة مواطنيها، لا ذنب لهم عند الدولة سوى أنهم دعاة الى الله عز وجل وأعتبرتهم أعداء يستحقون المحاكمة والتجريد حتى من حق المواطنة . كان هؤلاء الدعاة ولا زالوا وجه الإمارات المتحضر والراقي في زمن الإنحلال والتخلف والفسق والفجور، فعلى ماذا يحاكمون وتتخذ فيهم مثل هذه القرارات الجائرة؟ وما أكتفت الدولة بهذا بل الحقتهم بداعية كبير وجليل وأحد أبناء الأسر الحاكمة في الإمارات وهو الشيخ سلطان بن كايد القاسمي الذي عرف بحكمته ونهجه الرفيع وفعل الخير ودفاعه عن كرامة المواطن الإماراتي وهو الذي خلع عن نفسه زيف السلطة وفتنتها وأتخذ من الدعوة الى الله طريقا له، ووصل بهم سجن هذا الداعية الكبير في غرفة إنفرادية في أحد قصورهم على طريقة ملوك الظلام في العصور الوسطى حين كانوا يسجنون من يخالفهم في قلاعهم. والعجيب أن معظم العالم العربي غيّر من سياساته الفاسدة والقمعية في زمن صحوة الشعوب ولو بطريقة مسرحية، إلا أن الإمارات ذهبت بعيدا عكس التيار حيث رفعت من وتيرة سياساتها الظالمة والقمعية إزاء شعبها فكانت كالنملة التي تركض نحو النار لتنقذ نفسها من لهيبها. فالدولة الآن تعلن حربها على هؤلاء الدعاة وتحرمهم حتى من حق الإنتماء الى وطنهم في حين تخشى من طرد دبلوماسي إيراني واحد من الذين أحتلوا جزرها وأستفزوها من أجل ردة فعل كان جوابها الصمت. فمن الأولى محاكمة الدعاة أم محاكمة المحتلين؟ من هم الأولى بالمحاكمة؟ محاكمة الدعاة أم محاكمة من صدر الأمراض والأيدز والإنحلال للإمارات عبر إستيراد آلاف الداعرات الأوكرانيات أمثال حسين السجواني صاحب ورئيس شركة داماك القابضة وهاشم الدبل الرئيس التنفيذي لشركة دبي للعقارات المملوكة لحكومة دبي واحمد بن بيات الامين العام للمجلس التنفيذي، وغيرهم الكثيرون مما شاءت الأقدار أن لا تكشف العامة أمرهم. فهؤلاء الذين جعلوا من دبي عاصمة الفسق والفجور في العالم العربي ورفعوا أكبر راية حمراء في سمائها أم الدعاة الى الله؟. لماذا يحاكم هؤلاء الدعاة ويترك عم حاكم دبي ورئيس شركة الطيران الإماراتي الشيخ أحمد آل مكتوم والذي أستلم قضاة الإمارات دلائل أبوته لإبن من عارضة أزياء مصرية تدعى نيفين الجمل لكنه أنكره وأنكر حتى زواجه أمه. ومن الأولى: محاكمة هؤلاء الدعاة أم محاكمة الإماراتي المتصهين محمد العبار رئيس شركة أعمار العقارية، الذي كُشفت رشاويه الخيالية لأكبر الرؤوس في كل بلد تحط شركته فيه، حتى الكيان الصهيوني زاره وتعاون معه في بناء المستوطنات، في ظل صمت رهيب من قبل الإعلام العربي والغربي معا، فقط قبل أربعة أيام أدخل أحد كبار هذه الشركة السجن في إحدى دول شرق آسيا بعد إدانته بدفع رشاوى لمسؤولين كبار ومحاولة إعاقة التحقيقات بشأن عمل الشركة والإعلام العربي نائم في العسل - للعرب عامة: فتشوا عن هذه الشركة في بلادكم قبل أن تعوون في الصحراء بلا مأوى. لماذا يحاكم هؤلاء الدعاة ويترك مسؤول الصحة الإماراتي الدكتور إبراهيم علي القاضي الذي تاجر بصحة الإماراتيين بل بصحة أهل الخليج عامة وذلك من خلال اللجان الفنية الفاسدة التي أنشأها مع دكتور سعودي يدعى توفيق خوجة والتي مهمتها تصدير العمالة المريضة للخليج منها حالات أيدز وذلك مقابل المال والنساء (أسرة سعودية لم تعرف أن خادمتها ذكرا الا بعد سبعة أشهر) ولم يُسأل هذا المسؤول عن كارثة ألمت بأسرة بأكملها، وحتما لم يُسأل زميله توفيق خوجة الذي أختير: الشخصية العربية المتميزة في عالم الصحة لعام 2010، يا أمة!. أن ما يجري في الإمارات هو حرب على الإسلام، ردة جديدة ولا أبا بكر لها، عودة للجاهلية الأولى، وإن كنا نبكي جزرا محتلة أحتلت منها، فإننا نبكي دولة بأكملها تغربت وأحتلت ووسد أمرها لشر من فيها، مما أوجب تحريرها حقا، فأمرها أصبح في يد غلمان يفترض محاكمة الكثير منهم قبل التفكير بمحاكمة هؤلاء الدعاة، فأكثرهم غير مؤهل للتحكم بعباد الله ومنهم حتى من لم ينهي علاجه من إدمان المخدرات من المخيمات الصحية البريطانية، ومنهم من كشف شذوذه وساديته بلا حدود في تعذيب أحد الوافدين.

الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان

الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان تاريخ النشر: 2012/03/28 محمد الوليدي الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان لم يٍُعرف الفريق ضاحي خفان في العالم العربي إلا بعد إغتيال مجاهد فلسطيني في مدينته دبي، وهو الشهيد محمود المبحوح، وكان ضاحي خلفان هو المتحدث الوحيد لوسائل الإعلام العربية والعالمية بصفته قائد عام شرطة دبي، حيث شرح كيفية دخول مجموعة من "الموساد" الى دبي وكيف أستطاعت قتل هذا المجاهد، ومن ثم كيف غادرت هذه المجموعة بسلام، وعلى يقين أنه جرى ثمة تسهيل للقتلة من قبل المضيف (قبل إغتيال المبحوح بإسبوع وصل وزير صهيوني مع وفد كبير للإمارات، وقبل ذلك بعدة أشهر وعندما رفضت هولندا الطلب الأمريكي بالإشراف المالي على عمليات أمنية خاصة! داخل الأرااضي الفلسطينية وافقت الإمارات العربية أن تحل بديلا عنها!!). بلغة أخرى: شرح كيف دخلت مجموعة من القتلة الى مضاربه وقتلت ضيفه وغادرت ديرته سالمة غانمة، وما خاف أن تقول القبائل ولد خلفان سهّل لليهود ذبح دخيله الفلسطيني، وصنعت منه وسائل الإعلام -قاتلها الله - بطلا! مع أن ما جرى لا يصنع منه بطلا ولا يرفع رأسا لأحد إلا عند طرف القتلة إن أردنا التعامل مع بواطن الإمور، وصدق الرجل نفسه ولا زال!. وبلغ به أنه لم يفرج عن جثمان الضيف إلا بعد تسعة أيام وبعد وساطات عديدة، حتى أن أمن هذا الأعرابي كان يسأل إبن الشهيد المبحوح عندما وصل لإستلامه عما يريد أن يفعله بالجثمان، وكان رد إبن الشهيد "سأدفنه" مما هوّن من مصيبته في والده بعد ما رأى فيهم من مصائب. وقال خلفان فيما بعد للإعلامية في الجزيرة إلسي أبي عاصي، بأنه لو علم مسبقا عن تفجير قنبلة في تل أبيب لأخبر الطرف الصهيوني بها!. وفي موقف آخر أختلفت معه صحفية فهددها بأنه سيدق رأسها في الحائط عشرين مرة!. كان إعرابيا جلفا أخذته الأضواء واستهوته الشهرة بلا حدود، ذكرني بالإعرابي الذي بال في زمزم ليشتهر أمره بين الناس، تصريحات لا تنتهي ..تصريحات أكبر منه .. تصريحات غريبة وشاذة ..تصريحات متناقضة، وكأني به خير من يتكلم في القوم، وما كان يهمه إلا: إسمعوني .. صوروني ..تكلموا عني! فمن غير خلفان حامي حمى القبائل!. شرّد خلفان مائة أسرة سورية في ظرف محزن، وحملها أحزانا فوق أحزانها ومآس فوق مآسيها، وسحب الجنسيات الإماراتية من بعض المتجنسين السوريين، لا لسبب إلا أنهم وقفوا بطريقة ما مع شعبهم الذي يسحقه النظام النصيري في سوريا والذي تعينه إيران في جرائمه هذه بسبب موقف هذا الخلفان ومعه أنظمة الخليج عامة الداعم للنظام البحريني لقمعه للشيعة في البحرين، في حين كانت تستقبل إمارة هذا الإعرابي كل من هب ودب الا أنها تبعد السوريين المنكوبين من أراضيها .. ما تركوا داعرة روسية وأوكرانية حسناء الا وفرشوا لها الورد.. ما تركوا سفاحا أو لصا سرق شعبه الا وبخروا له الطريق .. ما تركوا مال حرام الا وغسلوه لناهبيه لقاء أجر معلوم ..سمحوا بمجرمي الحروب وقطاع الطرق والعصابات الدولية وتجار الأسلحة والمخدرات، وجعلوا من دبي "جنة" لهم، بنازير بوتو نهبت بلدها بلا حدود ولم تجد سوى دبي لتحمي ما نهبته، أسرة سفاح المسلمين في بورما; "تان شوي" رفضت أمريكيا وجميع دول الغرب إستقبالها بسبب ما أقترفته من جرائم يندى لها الجبين في حق الإنسانية في بورما، إلا أن دبي أستقبلتهم وأسكنتهم تحديدا "برج العرب". وعندما طالبت إحدى الدول أمن دبي بتسليم أفراد عصابة من مواطني تلك الدولة كانت قد وجدت لها ملاذا آمنا في دبي، كان رد أمن دبي هو طلب تسليم شيخة من شيخات دبي كانت قد فرت مع عشيقها من مواطني تلك الدولة، مقابل تسليم أفراد العصابة لها. وحتى رسائل أسماء الأسد وزوجها المسربة مؤخرا، كشفت أنهم يستخدمون دبي كسوق سوداء لهم وعبرها يتم نقل ما يريدون من أسواق العالم. أيضا تهريب السلاح أشترك فيه شيوخ دبي أنفسهم، وقد كُشفوا حين قاموا بتهريب صواريخ أمريكية متطورة الى الصين، مع أن أمريكيا حذرت بشدة كشرط للبيع من نقل هذا السلاح للصين، فما الثمن الذي أرتضت به أمريكيا مقابل هذه الخيانة؟!. وبلغ بهم العار أن ينفضوا أيديهم من كل فضيلة عندهم، ففتشوا عن خير من فيهم وهم علماؤهم وسحبوا جنسياتهم وهم الأفاضل: د.على الحمادي ومحمد عبدالرزاق الصديق ود.شاهين الحوسني وحسين الجابري وإبراهيم المرزوقي وأحمد غيث السويدي، فأي عار بعد هذا. ولكن أي عدالة نرجوها في إمارة تم الإستيلاء على الحكم فيها بجريمة ما مرت في التاريخ; وهي الشهيرة بليلة الوهيلة، حين قام والد حاكم دبي الحالي بسمل عيون أبناء عمومته ووضعهم في سفن وتركها تمخر البحر حتى ماتوا على هذا الحال. وعندما أدان الشيخ يوسف القرضاوي الموقف الإماراتي في طرد الأسر السورية، ثارت ثائرة ضاحي خلفان على الشيخ دون إحترام لمكانته وسنّه، مع أن موقف الشيخ لا يمكن إلا لعديم شرف وضمير أن يعترض عليه فقد كان موقفا شرعيا وعرفيا وإنسانيا، ووصل الأمر بخلفان هذا أن يهدد الشيخ بإعتقاله!، ويقينا أن ثورة الخلفان هذه على الشيخ تكشف أمرا خطيرا ومستورا، فالقرضاوي أحد أكبر مشجعي الثورات العربية، وهذه الثورات أطاحت وستطيح بزعماء عرب وجماعات فاسدة محيطة بهؤلاء الزعماء وهؤلاء هم الذين تقوم على أكتافهم سوق دبي السوداء بفضل ثرواتهم المنهوبة من شعوبهم، هل عرفتم لماذا ثارت ثائرة هذا الإعرابي الى هذا الحد؟ وذهب به الأمر الى ما هو أبعد من هذا الحد، فقد حدد أعداء الخليج العربي ودعا الى مواجهتهم قبل فوات الأوان، ووصل به الأمر الى تحديد مجموعة من الأعداء وكأنه الجنرال مونتغمري أو الجنرال رومل - يحمل خلفان أوسمة ونياشين أكثر منهما!- وهؤلاء الأعداء الذين أختارهم هم: أمريكيا وأيران والأخوان المسلمون; حتى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش صاحب أكبر قوة في العالم لم يستطع تحديد هذا الكم من الأعداء، فلم يستطع شن حربه على العراق الا حين قام بمهادنة كوريا الشمالية وضمن مشاركة حلفائه من دول الغرب وضمان ولاء ومشاركة جيران العراق (دول الخليج وإيران)، فهو يكذب ولعله نسي أنه حارس أمني لشركة نفطية مملوكة أمريكياً، وما أختار أمريكيا إلا بهدف دغدغة مشاعر العرب الذين يؤمنون أنه لا عدو إلا أمريكيا. أما العداء مع أيران فمشكوك فيه أيضا وما كان له التظاهر به دون أخذ إذن من أمريكيا، وحتى إحتلال الجزر الثلاث من قبل إيران ما كان ليعني شيئا لخلفان هذا ولا لحكام لإمارات، فواحات البريمي الإماراتية والغنية بالنفط والتي أحتلتها السعودية منذ أكثر من ستين عاما لم يأتوا على ذكرها وهي أهم بكثير من هذه الجزر التي يكاد الماء أن يأتي عليها، حتى خلفان نفسه قلل من قيمة إحتلالها حين قال أن أيران أحتلت هذه الجزر قبل إتحاد الإمارات لينتصل كدولة من مسؤولية إستعادة هذه الجزر، وبهذا يحمل المسؤولية لإمارتي رأس الخيمة والشارقة وحدهما والتي أحتلت الجزر منهما قبل هذا الإتحاد الهلامي الذي يُمنع فيه تكسي أم القيوين من دخول عجمان دون تصريح!. يظل الإخوان المسلمون هم العدو الأوحد والحقيقي لهذ الرجل، لكنه لا يدري بأنه يحارب فكرا سبق وأن أستسلم في الصراع معه ممن هو أدهى منه وأعتى وهو جمال عبد الناصر، فقد شاءت الأقدار أن تكون مخابرات عبد الناصر مشغولة بتسجيل أشرطة فيديو لحكام الخليج وهم يمارسون الجنس مع سعاد حسني من أجل إبتزازهم، في نفس الوقت الذي كان ينهي فيه المفكر الإسلامي العظيم سيد قطب "في ظلال القرآن" حينها أنتبهوا له وأعدموه ولكن بعد فوات الأوان، فيأتي خلفان ليستمر في هذه المعركة، ومتى؟ حين بدأ يتحول هذا الفكر الى تطبيق!. فكان "كمن ذهب للحج والناس راجعة". ومرة أخرى، ماذا لديك يا خلفان؟ أمريكيا لم تعد أمريكيا التي كانت، في ظل صحوة الشعوب هذه، والعراق الذي كان يحمي ظهر الخليج ذهب بفضلك وفضل حكامك، وسوريا القادمة لن تغفر لك ما فعلت معها، وأيران تنتظر فرصة الإنقضاض عليك لجعل خليجك كله ضاحية من ضواحي الأحواز، فإلى أين المفر يا خلفان؟ تبقى القضية الأهم : من الذي منح هذا الإعرابي الجلف كل هذه النياشين في زمن الهزائم .. من الذي علق على صدره كل أوسمة الشرف هذه في زمن اللاشرف؟ هل نسي هذا الخلفان أن إمارته لا زالت تأكل بثدييها منذ نزول أول بحار نزل رمالها كي يفرغ شبقه وحتى آخر داعرة أوكرانية رفض دستور دبي منحها إستراحة رغم حيضها.

فرخ البط عوام

فرخ البط عوام محمد الوليدي تاريخ النشر : 2012-03-19 إذا كانت أسماء الأسد مسخت زوجها الجزار من أسد الى بطة، فماذا نقول عنه نحن؟ قد لا نهم نحن، ولكن حين انكشفت هذه الرسائل التي ورد فيها هذا "المسخ" ما بين الجزار وزوجته، سارع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمطالبة بإبدال النشيد الوطني السوري بنشيد: "بطة بطة شفناها جوى البركة محلاها ربي خالقها حلوة عم تسبح وسط الميه نعمل من ريشها مخدة ونزينها بالوردة وبتعمل واك واك واك واك واك واك" وعرض الدعوة على فرقة طيور الجنة من أداء النشيد في ساحة الأمويين في دمشق. سارع البرلمان السوري بالتأييد في تغيير بعض نقاط دستور حزب البعث السوري، مثلا كأمة عربية واحدة ذات رسالة مبططة. كما اقترحوا تغيير العلم السوري وضع بطة بدلا من النجوم، أما شعار الجمهورية; النسر، فقد أقترح وضع البطة بدلا منه. كتب الشبيحة على الحيطان: البطة وإلا احرقنا البلد.. البطة أو لا أحد البطة وإلا نتفنا ريش البلد .. بالدم بالبيض نفديك يا بطة.. كتب الثوار ردا عليهم: لا خير في صيصان سلمت أمرها لبطة. طالبت أسماء الأسد في ندوة دولية بالمطالبة بالحفاظ على حقوق البط في العالم وعلى رأسها بطتها. الكاتب السوري عوض السليمان كتب على حائطه في الفيسبوك ساخرا: الله سوريا البطة. أرسلت شهرزاد الجعفري لمعلمها البطة سمفونية "بحيرة البجع" وقالت أنها للروسي تشايكوفسكي وروسيا وقفت معنا يا زغلولي. أما هديل العلي فقد أرسلت برسالة مرفقة بصورة لقفاها وعليه تاتو بطة. وأبراهيم علوش وضع على رأسه قفة بط ووقف أمام السفارة السورية في عمان في وقفة تضامن، وقال في بيان مقتضب " من لا بط له لا بيض له ولا عمرو حيقبض كمان" وقال لأتباعه: من لا يحمل بطة على رأسه لن ينجح في مادتي في جامعة الزيتونة .. ما بيكفي أنو سعر الليرة السورية صار في الحضيض". وصرخ الممانعون معه: عقود وأنتم تدافعون عن حقوق الفلسطينيين دون فائدة، فلندافع عن حقوق البط المنتهك من قبل الصهاينة. أما العلويون فقد حرموا أكل البط، وما حدا أحسن من حدا. كما كتبت مياسة آل ثاني لأسماء الأسد : "تعالي انتي وبطتك وأفراخك جهزت لك أحلى خم في الدوحة وأوعدك ما حد ينتف الكم ريشة" ردت أسماء: ما تخافي علينا فرخ البط عوام". أما مفتي سوريا أحمد حسون فقد قال في خطبة الجمعة " من عظمة البط أنه حمل عرش بلقيس لسيدنا سليمان في لمحة بصر" فقال أحد المستمعين: هذا الهدهد يا شيخ! فرد المفتي: أخرس يا عرعوري!. أما مرتضى حسين صاحب محطة العالم فقد أكد على قدسية البط كما ورد في مصحف فاطمة. بثت الجزيرة في خبر عاجل تحذيرا لها من إنتشار أنفلونزا البط، فردت لونا الشبل بأنها مستعدة للنوم في خم البط وفي حضنه كمان لإثبات كذب الجزيرة.

كفار قريش الجدد

كفار قريش الجدد محمد الوليدي لأول مرة أرى لائحة عار أو لائحة كفار وقّع أفرادها عليها برضاهم وإعترافا منهم بكفرهم ونذالتهم وديوثتهم وجاهليتهم، وأعادوا تاريخ من وقعوا على صحيفة مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب وكل من آزر الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته. أنني أقصد بهؤلاء المائتين والثلاثين مرتدا ( بينهم أحد عشر إمرأة أشك إن كن قد مارسن أمومة حقيقية في لحظة ما) وهم الذين وقعوا على عريضة يطالبون فيها الحكومة الأردنية بعدم التدخل فيما يجري في سوريا، وترك الضحية وحدها أمام الجزار; مجازر إبادة يقوم بها النظام النصيري في حق الشعب السوري الأعزل; قتل وتشريد ونهب وتعمد قتل الأطفال وإنتهاك الأعراض ; مجازر ما رأينا لها نظيرا إلا في مجازر الأسبان في حق مسلمي الأندلس، طائفة بأكملها مرخصة بالإغتصاب والقتل والنهب وإضطهاد الشعب السوري حتى في عقيدته. الديوثون هؤلاء خذلوا الشعب السوري في أخطر مرحلة تواجهه وأمام عدو أسوأ من العدو الصهيوني الذي يدّعي هؤلاء الديوثون مقارعته، والتي أزدادت وتيرتها قليلا الآن في محاولة لإبعاد الشكوك عنهم، وهم الذين انطبق عليهم قول محمود درويش “يدعو لأندلس إن حوصرت حلب “. ما يجري في سوريا الآن أخطر مما يجري في في فلسطين، ومعركة فلسطين لا يمكن إنجازها بدون الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة حقيقية، بل من أجل هذا يُباد. آخر معارك الأمة كانت معركة حطين، والتي أعاد قائدها البطل الكردي العظيم صلاح الدين الأيوبي الجيش بعد إنطلاقه حيث أجتث آخر فلول الحشاشين حين غدروا بالمسلمين في بيوتهم بعد إنطلاقهم نحو حطين، وحين أكمل المهمة أمر الجيش بالسير نحو حطين. أننا لسنا أما جماعة خانها الرأي فبعض هؤلاء وصل به العهر والخسة أن يطالب بمزيد من القتل والإجرام في حق الشعب السوري، وكأن هذا النظام الدموي مقصر في هذا أو بحاجة الى نصح أي منهم. أنني أطالب الشرفاء في الأردن بإعلان البراءة من هؤلاء ومن كافة أعمالهم أو مؤازرتهم أو إنتخابهم أو الإستعانة بهم في خدمة ما، بل معاملتهم معاملة المرتدين، ونحمد الله أن لا لقيمة لهؤلاء النفر بين أهلنا في الأردن فهم كالنطيحة والمتردية وما أكل السبع، قال تعالى “ومن يتولهم منكم فإنه منهم” صدق الله العظيم. وهم كما وردت أسماؤهم في ذاك البيان، فلتحتفظ بها الأمة لتعرف من معها ومن الطاعن فيها مع الطاعنين: محمد هاشم السقاف، المحامي د. هاني الخصاونة، المحامي سميح خريس، منصور مراد، عامر التل، ضرغام الهلسة، د. عمر عبد الهادي، عاطف الكيلاني، المهندس ابراهيم حسين، المحامي صالح المغربي، محي الدين غنيم، مالك نصراوين، المحامي مجلي نصراوين، المحامي عوني السيوف، المحامي فايز شخاترة، المحامي محمود العبد اللات، المحامي نبيل حدادين، المحامي جواد يونس، المحامي عمر حامد، السيد حسين النعيمي، السيد عمر النسعة، السيد حسين العدوان، المحامي أيمن الجمال، جهاد ملحم، المحامي ناصر بقاعين، المحامي فواز خلايله، راسم الجابري، رسمي الجابري، د. رياض زريقات، إياس بقاعين، المحامي سالم الزعبي،المحامي حازم خرفان، د. معاذ المعايطة، د. أحمد القطاونة، م. جورج حدادين، المحامي ماجد حباشنة، نزار بقاعين، د. بشار بقاعين، أمجد الحجاب، محمد الحمايدة، المحامي ناصر البرقان، خالد برقان، ماهر خيطان، مظفر حفناوي، نزار صوالحة، فواز الشوبكي، أحمد جابر، د. طارق الكيالي، المحامي يوسف حمدان، عماد حطبة، خالد حطبة، سامر هنداوي، مراد بني حمد، المحامي مروان العيسى، المحامي عمر البطوش، المحامي طارق رشيدات، المحامي عمر رشيدات، السيد سودي الروسان، أحمد الضامن، المحامي عبد الناصر الغبيضي، المحامي نعيم أبو نواس، المحامي هشام العبد اللات، المهندس علي حتر ،المحامي رومل أبو مرخية، المحامي علي المعايطة، المحامي عماد أبو سلمى، المحامي حسن الصقور، المحامي حسن حفناوي، المحامي شاهر الكواليت، المحامي بولس الكواليت، عطية جبريل، عبد المجيد أبو نجمة، موسى مخلد، بسام البوريني، هشام الرواد، أحمد أبو شاويش، محمود أبو جابر، أحمد أبو نجم، جهاد بدارنة، بسام الجابري، عبد الوهاب المجالي، د. يوسف الصرايرة، محمود الحباشنة، د. ابراهيم العضايلة، د. وجدي مدانات، المحامي صليبة مدانات، د. جودت قسوس، د. ابراهيم علوش، المهندس شادي مدانات، د. خلف مدانات، المحامي أوس محاسنة، د. سري بقاعين، محمود العناسوة، مصطفى الخدام، سامي الكيلاني، خميس الهواري، عيسى قطيط، مناف مجلي، كايد حدادين، هايل السرحان، حسين السرحان، جمعة السرحان، محمد صالح السرحان، جمعة فرج السرحان، المحامي نبيل حدادين، محمود الدويري، محمد ذويب، محمد شريف الجيوسي، محمود الحارس، بدري الصناع ،رشيد أبو شاشية، بسام العزة، المحامي حلمي الدرباشي، حسين مطاوع، نافذ الساريسي، اسماعيل قطيط، ثائر الاشقر، محمد حسن الساريسي، غسان أبو فايد، عطاالله عقل، راشد الرمحي، خالد السكجي، ضرار البستنجي، طه حشيش، محمد البستنجي، د. غازي عبيدات، رامز أبو يوسف، نزيه الدبس، المحامي نبيه حدادين، عاكف الداوود، المحامي باسل الداوود ، المحامي عاطف الداوود، المحامي شاكر الداوود، المحامي طارق حداد، المهندس خالد حداد، د. أحمد ديباجة، ناظم الزعبي، ياسر الضمور، المحامي حمزة قطاونة، المحامي زكريا الرواشدة، المحامي معتصم العلاونة، المحامي ناصر العلاونة، أحمد عودة، المحامي أمجد أبو زهرة، المحامي سمير التل، المحامي رائد الشنار، المحامي أشرف الدقامسة، المحامي بشار الطويل، المحامي قاسم الميمي، المحامي محمد الشراه، المحامي حاتم بني حمد، المحامي خالد الاحمد، المحامي محمد الشوملي، نعيم أبو نواس، المحامي محمد حسين ضمور،المحامي محمد يوسف الضمور، المحامي تيسير ذياب، المحامي عمار البكري، المحامي ماهر العموش، المحامي فراس الشراري، المحامي حاتم الشريدة، المحامي ضامن عكروش، المحامي حازم الزعبي، المحامي عبد الله زريقات، هشال العضايلة، د. أيمن مدانات، د. خالد بقاعين، نسيم مصاروة، يامن مصاروة، فتحي البشابشة، المحامي عزمي خريف، صلاح الزعبي، موفق محادين، عطا الشراري، عصام زغير، سالم قبيلات، حسين أبو راس، يحيى خريس، جاد الله أبو غزال، محمود عبيدات، أمجد عبيدات، محمود طه، حسن حمزة عبيدات، سمير أبو طربوش، عبد الله عبابنة، قاسم أبو غزال، د. غالب فريجات، محمد هزاع البطاينة، عليان بني هاني، المحامي بشير العبوه، المحامي أحمد خويلة، أحمد حميد عبيدات، فاعور عبيدات، جهاد عبيدات، محمد جهاد عبيدات، عوني عبيدات، د. تيسير الجديفات، عصام يخلف، المحامي شريف أو الليل، المحامي رياض خريس، المحامي عاصف برغش، عايد حدادين، معين بقاعين، غسان سوداح، علي البرايسة، جمال عبد الناصر ديباجه، د. مصطفى معايطه، حازم شخاترة، عبد الله طيراوي، النائب عاكف المقبل، النائب موسى الزواهرة، النائب سمير العرابي، حلمي الفزاع، جمال أبو زهرة، أمجد عبيدات، نعيم المدني، د. سعيد ذياب، الصحفي فهد الريماوي، المحامي حسين مجلي، النائب المحامي ناريمان الروسان، المحامية نهلة زريقات، المحامية فاطمة قصاد، سوسن أبو عجمية، كوثر عرار، رحاب السلاخ،، هيفاء مساعدة، المحامية سعودة السالم، منيرة القهوجي، د. ازدهار الحمود، ،سمر خرفان.

Wednesday, March 14, 2012

التاريخ الأسود للبنك العربي ودوره في كارثة فلسطين

الأحد, 23 أكتوبر 2011 09:35 محمد الوليدي - تم تأسيس البنك العربي في عام ١٩٣٠، في فترة تعتبر من اسوأ الفترات التي مرت على الشعب الفلسطيني، سياسيا وإقتصاديا. فقد كانت سياسات سلطة الإحتلال البريطاني تسعى بكل ما أوتيت من قوة ومعها قوة المال اليهودي لإيصاله لهذه المرحلة من أجل تحطيمه وإجباره على بيع أرضه وهجرها لتسهيل تطبيق وعد بلفور التي تعهدت بتطبيقه للصهيونية العالمية في فلسطين. الا أن هذه الفترة شهدت أيضا ثراء فاحش لدى ملاكي الأراضي ومن يطلق عليهم الشعب الفلسطيني: العوائل النافذة والأفندية والباشوات بعد بيعهم لأراضيهم لليهود، حيث تدفقت الأموال بين أيديهم، وساد التبذير بينهم، فكانت نصيحة الإنجليز أنه لا بد من حفظ الأموال في مؤسسات مالية ما وبينت مخاطر وجود المال في اليد والذي يسهل من تبذيره. لذا اشارت على رجلها الموثوق به، أحمد حلمي عبد الباقي باشا، بإيجاد حل لهذه القضية. وأحمد حلمي عبد الباقي، لبناني من مواليد صيدا (١٨٨٢ - ١٩٦٣) ومن أصل ألباني، أنتقل مع أسرته لفلسطين حيث استخدمه الإتحاديون في عدة وظائف مالية في فلسطين، ثم حكام عرب، ثم سلطات الإحتلال البريطاني والتي عينته مديرا على الأوقاف الإسلامية في فلسطين عام ١٩٢٥، فأي مأساة بعد هذا؟!، ثم أستخدمته جامعة الدول العربية عام ١٩٤٨ رئيسا على حكومة عموم فلسطين التي خدعوا بها الشعب الفلسطيني. بعد إنتهاء خدماته من إدارة الأوقاف في فلسطين، أنشأ مع ثلاثة أنسباء له البنك العربي، أولهم: عبد الحميد شومان، أمي، إبن تاجر مواشي، عمل في المحاجر، ثم هاجر الى أميركيا عام ١٩١١وعاد منها الى فلسطين عام ١٩٢٩ ليبدأ مع نسيبه قصة البنك العربي، متزوج من سنية إبنة أحمد حلمي عبد الباقي. ثانيهم: رشيد الحاج إبراهيم، من أصول مغربية، مدير أهم فرع للبنك العربي آنذاك وهو فرع حيفا، من المشهور للفلسطينيين على أنه من الوطنيين، وهو أحد كبار الهيئة العربية العليا، باع مساحات شاسعة لليهود في ضواحي حيفا،(١) كما وقبض مبلغا كبيرا من الصندوق القومي اليهودي في صفقة وادي الحوارث المنكوب (٢)، طلب رشيد هذا من الشيخ الشهيد عز الدين القسام رحمه الله نبذ العنف لإرضاء السلطات البريطانية،(٣) أثناء حرب ١٩٤٨ دعا سكان حيفا الى الهدوء والخلود للسكينة،(٤) إبن أحمد حلمي عبد الباقي الوحيد، محمد متزوج من إبنة رشيد. ثالثهم: منصور بن قدارة، ليبي، متزوج من إبنة أحمد حلمي عبد الباقي، وصفية، أدار فيما بعد الشؤون المالية في المملكة الليبية الأدريسية، من أسرته أيضا فرحات بن قدارة محافظ البنك المركزي الليبي خلال حكم معمر القذافي، وعضو في إدارة المؤسسة العربية المصرفية في البحرين، هرب أثناء الثورة على القذافي الى تركيا ومن ثم للغرب، أتهمه الليبيون في عهد القذافي بالتلاعب بالمال العام والتصرف في الأموال المجندة.(٥) والناظر لهذا البنك عن قرب عند تأسيسه سيجد بأنه لم يكن مؤسسة إقتصادية فحسب، بل وسياسية أيضا، وحين يختلط الإقتصاد بالسياسة على أرض محتلة، فإن ذلك أكبر مجلبة للشك والشبهات، ناهيك عن صعوبة فتح دكان من قبل فلسطيني عادي في تلك الفترة تحت الإنجليز، فكيف ببنك؟! فلو نظرت لوجوه مؤسسي البنك والذين شاركوا في التمويل ليخيل لك أنك أمام الهيئة العربية العليا; بريطانية التأسيس، وأضف على هؤلاء باعة الأراضي والسماسرة ومتواطئون مع سلطة الإحتلال البريطاني والحركة الصهيونية. منهم فؤاد سابا، مسيحي مقدسي، من رجال سلطة الإحتلال البريطاني الموثوق بهم في فلسطين، كان مسؤولا عن حسابات الهيئة العربية العليا والبنك العربي في نفس الوقت،( ٦) كما أنه مشارك في التأسيس، لا زالت شركة هذا الرجل حتى يومنا هذا مدققة حسابات البنك العربي وهي شركة سابا وشركاه. ومن الذين شاركوا في تمويل البنك العربي، الفرد روك، رئيس بلدية يافا ورئيس الحزب العربي الفلسطيني ( عبد الحميد شومان الأول كان عضوا في هذا الحزب ومن الداعمين له)، عضو في الهيئة العربية العليا، باع أراض لليهود منها أرضا في الرنطية وبيت دجن والفجة في ضواحي يافا، وباع أرضا في جباليا في غزة عام ١٩٤٢، وفي عام ١٩٤٣باع ٧٠٠ دونم قرب تل أبيب، كما باع أفراد من أسرته ٦٠٠ عام ١٩٣٩ على طريق القدس تل أبيب.(٧ ) ومن ممولي البنك العربي أفراد من عائلة عريقات( أنسباء لعائلة شومان) منهم حسن محمد عريقات من أبو ديس في القدس، بائع وسمسار أراضي لليهود، باع أغلب أراضي أبو ديس للصهاينة، ومنها الأرض التي أقيمت عليها ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية وهي مستوطنة "معالي أدونيم" التي اصبحت جزء من القدس،(٨) كما أنها المكان الذي الذي عسكر فيه صلاح الدين الأيوبي وأطبق منه على القدس حين فتحها. بعد أكثر من سبعين عاما قال قريب له وهو المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لأولمرت "ها نحن نمنحكم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي" (٩) فهل كان يعني جيدا ما يقول؟ ومن ممولي البنك العربي عوني عبد الهادي، وساعد في الإنشاء، من باعة الأراضي لليهود والسماسرة هو ووالده قاسم عبد الهادي، طلب منه بن جوريون مساعدته في إيجاد طريقة تقنع الفلسطينيين بالرحيل، فأجابه بأن هذا يعتمد على عدد اليهود الذي يمكن تهجيرهم الى فلسطين! عندما قابله بن جوريون في ١٨/ ٧ /١٩٣٤ .(١٠) كما كان محاميا لسلطات الإحتلال البريطانية وفي نفس الوقت المستشار القانوني للمجلس الإسلامي الأعلى، كما عمل محاميا للصهاينة في قضية الحصول على ثلاثين ألف دونم من وادي الحوارث المنكوب،(١١) والتي قبض عليها ٢٧٠٠ جنيها استرلينيا عام ١٩٢٩، في عام ١٩٣٠ قدمت زوجته ملابس مستعملة لسكان وادي الحوارث لإبعاد الشكوك عن زوجها، وصف الملك أمير شرق الأردن عبد الله الأول بإبن ال(....) (١٢)، عندما أعترض على الأمير عبد الله حين علم بأن يفكر بتأجير أراضي غور الكبد لشركة يهودية، ولم يكن إعتراضه هذا لسبب وطني، بل كان خوفا على سوق بيع الأراضي الرائج آنذاك بين أمثاله، فكل الوفد الذي رافقه لشرق الأردن للإعتراض على هذا القرار كانوا من باعة الأراضي لليهود. ومنهم موسى العلمي، اشترك في تمويل البنك العربي، اختلف معهم فيما بعد، كان السكرتير الخاص للشؤون العربية للمندوب السامي على فلسطين آرثر ووجوب، عميل للمخابرات البريطانية، ومن باعة الأراضي لليهود، باع تسعمائة دونم لليهود في بيسان.( ١٣) وممن شاركوا في التأسيس والتمويل يعقوب الغصين، عضو في الهيئة العربية العليا ومؤتمر لندن١٩٣٩، من باعة الأراضي لليهود والسماسرة، باع الأرض التي أقيمت عليها مستوطنة "يتسي تسونيا" في يافا، كما وباع بالإشتراك مع محمد توفيق الغصين ٣٠٦ دونمات في بيت حانون في غزة.( ١٤) ومن الذين شاركوا في تمويل البنك العربي، أفراد من عائلة البيطار من يافا، على رأسهم رئيس بلدية يافا عمر البيطار وأخوه عبد الرؤوف البيطار رئيس البلدية بعده، وقريب لهم يدعى سليمان البيطار، كانوا من باعة الأراضي والسماسرة المشهورين في فلسطين، باعوا الأرض التي أقيمت عليها مستوطنة بني براك،(١٥) أستطاع الثوار الوصول الى إبن الأخير محمد، سمسار وقتلوه. ومن ممولي البنك العربي عاصم السعيد رئيس بلدية يافا عام ١٩٢٧، بائع أراضي وسمسار، من بين ما باع خمسة آلاف دونم لليهود بالإشتراك مع شكري التاجي الفاروقي.( ١٦) ومنهم أيضا رشدي الشوا، رئيس بلدية غزة وعضو في الحزب العربي الفلسطيني، باع أراضيه لليهود في غزة ومناطق أخرى،(١٧) اتهمه المصريون عام ١٩٤٨ بالخيانة والتسبب بمقتل عشرات الجنود المصريين.(١٨) في عام ١٩٣٢ وعندما بدأ أبناء الشعب الفلسطيني المطالبة بإنقاذ الأراضي من بيعها لليهود، سارع صاحب البنك العربي، أحمد حلمي عبد الباقي بإنشاء المطلوب، وهو صندوق الأمة وأعلن أنه من اجل إنقاذ الأراضي كي لا تصل لليهود!. ولننظر الى من تم اختيارهم لقيادة هذا الصندوق: أحمد حلمي عبد الباقي مديرا، أعضاء البورد: جمال الحسيني، رشيد الحاج إبراهيم، عمر البيطار، عوني عبد الهادي، يعقوب الغصين، رشدي الشوا، عزت طنوس، سليمان طوقان، عبد اللطيف صلاح، راغب النشاشيبي. هؤلاء من يريدون إنقاذ تراب فلسطين من البيع، فأي مأساة بعد هذا؟! يقول شاعر الثورة إبراهيم طوقان مثلاً تعليقاً وشعرا على إنشاء "صندوق الأمة" عام 1932 لإنقاذ أراضي فلسطين من البيع لليهود (وهو الصندوق الذي أنشأته وقتذاك القيادة الإقطاعية - الاكليركية بحجة عدم تسرب أرض فقراء الفلاحين إلى اليهود): "إن ثمانية من القائمين على مشروع صندوق الأمة كانوا سماسرة على الأراضي لليهود": حبذا لو يصوم منا زعيم مثل غاندي عسى يفيد صيامه لا يصم عن طعامه، في فلسطين يموت الزعيم لو لا طعامه ليصم عن مبيعه الأرض يحفظ نفعة تستريح فيها عظامه .(١٩) لقد قام صندوق الأمة والذي لم يكن يخص الأمة في شيء، بعكس الهدف المعلن عنه، والمحزن أن الشعب الفلسطيني رغم ظروفهم الصعبة هرعوا للتبرع له بناء على الهدف الذي أنشأ من أجله، كما قام أحمد حلمي بإشهار أهدافه الوطنية، بل ونشر أسماء المتبرعين في الصحف لتشجيع غيرهم، كما أرسلت الوفود الى كافة دول العالم العربي. أهالي شرق الأردن والذين لا تقل ظروفهم سوء عن أهل فلسطين تبرعوا بعشرين ألف ليرة فلسطينية، مبلغ كبير بالنسبة لتلك الأيام إذا ما عرفنا أن معدل راتب الموظف كان ثلاث ليرات شهريا، الملك عبد الإله، ملك العراق سلم موسى العلمي ١٥ ألف ليرة فلسطينية والتي وضعت في البنك العربي وكان موسى العلمي يتقاضى مبلغا من البنك العربي مقابل جلب التبرعات!.(٢٠) وقد اختلف موسى العلمي مع أحمد حلمي عبد الباقي فيما بعد، حيث كشف العلمي أن صندوق الأمة كان يبيع الأراضي لليهود ولم يحميها. (٢١) وبالفعل لم تكد تمضي فترة على إنشائه حتى بدأت فضائحه تخرج للعلن، فمثلا في قضية قطعة أرض قرب جبل طابور كان أصحابها قد باعوها لليهود وحين علم الصندوق بالصفقة ما تركها تمر حتى قبض مبلغا من ثمنها ثم تركها تمر!، كما تعاون الصندوق مع سماسرة كأسماعيل العزة وجورج صايغ، كما تعاون صندوق الأمة مع الصندوق القومي اليهودي في ترحيل فلسطينيين من الأراضي التي كان يشتريها الصندوق القومي اليهودي، ناهيك عن الفساد الذي نخر مكاتبه في كل أنحاء فلسطين، وقدمت فيهم العديد من الشكاوى للهيئة العربية العليا! وحتما ما كان من مجيب.(٢٢) وكفى أن أحد مدراء هذا الصندوق، سليم عبد الرحمن قد عمل مع والده من عام ١٩٢٠ وحتى عام ١٩٢٨ كمندوب في بيع الأراضي لصالح يوشوا هانكين من رجال الصندوق القومي اليهودي.(٢٣) لم يكتف أحمد حلمي بهذا الصندوق، فأنشأ البنك الزراعي وفشل، ثم أنشأ بنك الأمة العربية، ما أكبرها من أسماء! ولنر الأفعال في أحرج المواقف. بعد مجزرة دير ياسين كان هناك ثمة أطفال أيتام كتبت لهم الحياة من القرية، أغلبهم كانوا جرحى وبحاجة لمن يقوم على رعايتهم الصحية والنفسية، فأقامت عليهم لجنة نسائية وطنية، ولما ضاقت يدها توجهت للهيئة العربية العليا فرفضت تقديم أي مساعدة ثم توجهت الى البنك العربي وبنك الأمة العربية وكانت نفس النتيجة، حينها اضطرت لطلب دين من البنكين وقتها تمت الموافقة. (٢٤) بعد كل هذه الأموال التي جمعت بإسم فلسطين .. بإسم شعبها .. بإسم ترابها .. بإسم جراحها، وبعد كل هذه المسرحيات البطولية والعنترية، لم يصرفوا ولو ليرة فلسطينية واحدة على طفل ديرياسيني يتيم وجريح!. لمن تبرعوا إذن؟ تبرعوا لمحمد نمر الهواري ومنظمته "النجادة" والتي كانت على علاقة وطيدة بالبنك العربي، (٢٥) ومن أراد أن يعرف هذه المنظمة ولماذا أوجدت فليراجع مقالنا (هؤلاء أضاعوا فلسطين لائحة العار:محمد نمر الهواري). وعندما عينت جامعة الدول العربية أحمد حلمي عبد الباقي على حكومة عموم فلسطين في غزة عام ١٩٤٨ والتي كانت محط التقاء اللاجئين الفلسطينيين المشردين من ويلات الحرب، والذين عاشوا أسوأ ظرف إنساني يمكن ان يعيشه إنسان، فقد ووصل ببعض اللاجئين ان يسف التراب من الجوع، فماذا فعل أحمد حلمي عبد الباقي المسؤول عنهم؟ لا شيء، لقد كان مشغولا بأعماله الخاصة، (٢٦) فلم يشبع بعد، أرأيتم أي تجار حروب وسدت القضية لهم؟!. في عام ١٩٤٨ تشرد شعب فلسطين من وطنه بعد أن أجبر على ترك ممتلكاته وأغلى ما يملك، الا أن البنك العربي أستطاع بكل أريحية أن ينقل أرصدته وملفاته الى فرع عمان والذي كان قد أفتتح عام ١٩٣٤. ١- The Land Question in Palestine, 1917-1939 By Kenneth W. Stein p.232 ٢- المصدر السابق ص. ٧٠ ٣- STRUGGLE AND SURVIVAL IN THE MODERN MIDDLE EAST page. p.149. ٤- The Birth of the Palestinian Refugee Problem Revisited (Cambridge Middle East Studies) Benny Morris p.102 ٥- موقع شفاف الشرق الاوسط - التاريخ :٧ / ٦ / ٢٠١٠. ٦- Politics in Palestine: Arab factionalism and social disintegration, 1939-1948 By Issa Khalaf p.100 ٧- The Land Question in Palestine, 1917-1939 By Kenneth W. Stein p.236 ٨- صحيفة اللواء- ١٣ مايو ١٩٣٦. ٩ - وردت في اجتماع صائب عريقات بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2009 مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل ونائبه ديفيد هيل والمستشار القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية جوناثان شوارتز- الوثائق الفلسطينية - كشاف الجزيرة.نت. ١٠ - land without a people - Michael Palumbo, 1987 ١١ - The Land Question in Palestine, 1917-1939 By Kenneth W. Stein 231 ١٢- ملف تلفونات بيت عوني عبد الهادي التي تصنت عليها جهاز "الشي" التابع للهاجناه- ١١/ ٧/ ١٩٣٧ أرشيف بن غوريون- الأرشيف الصهيوني المركزي.. والوصف أخذ من هذه المحادثة:عوني عبد الهادي: كيف اقنعتك رسالة الأمير( عبد الله بن الحسين)؟ راغب النشاشيبي : إشي فظيع! عوني : إبن الشرموطة هذا بيغطي أفكاره بكلامه الحلو! راغب : ما تقلق عمرو ما حينجح بالرغم من كل أمانيه.. عوني : بس بيشتغل عن جد وحراب الإنجليز حتحميه. راغب : خلينا نستنى ونشوف ردة فعل الدول العربية والزمن حيحكي .. ١٣- The Land Question in Palestine, 1917-1939 By Kenneth W. Stein p. 69 ١٤- المصدر السابق ص. ٢٣٠ ١٥- المصدر السابق ص.٢٢٩. ١٦- المصدر السابق ص.٢٣٥. ١٧- المصدر السابق ص.٢٣٧. ١٨- تقارير العملاء - ٥ و٩ و٢٠مايو و٢٦ يوليو ١٩٤٨- ISA 65, 342/1278. الأرشيف الصهيوني المركزي. ١٩- حياة الأدب الفلسطيني الحديث –الدكتور عبد الرحمن ياغي–المكتب التجاري بيروت – ص232(عن: ديوان الفلسطينيات، ص٢٨٣) ٢٠- Politics in Palestine: Arab factionalism and social disintegration, 1939-1948 By Issa Khalaf p.102 ٢١- المصدر السابق. ٢٢-الأرشيف الصهيوني المركزي - اتصالات مع يهود، رسالة إصفيا للهيئة العربية العليا - ١٠/ ٩ / ١٩٤٧- ISA 65, 392/3142 ٢٣- Arab-Jewish relations: from conflict to resolution? By Elie Podeh, Asher Kaufman P.55 ٢٤-Politics in Palestine: Arab factionalism and social disintegration, 1939-1948 By Issa Khalaf p.149-150 ٢٥- Military preparations of the Arab community in Palestine, 1945-1948 By Haim Levenberg, p.146 ٢٦- The rise and fall of the All-Palestine Government in Gaza. Journal of Palestine Studies, Avi Shlaim(2001) p.50