Saturday, August 7, 2010

لماذا يكرهك الفلسطيني؟

لماذا يكرهك الفلسطيني؟ محمد الوليدي

لم يتطاول رعاة الإبل في البنيان فحسب بل تطاولوا في اللسان أيضا ،آخر المتطاولين كان تركي السديري أو أحد كتاب ظله لأني على يقين بأن رعاة الإبل لا يكتبون ، فقد شن هجوما على الفلسطينيين شامتا بما تعرضوا له من تشرد ،لأنهم ينتقدون سياسة النظام السعودي ، ودلس على القارئ حين لم يميز بين السعودي كنظام وكشعب وشتان ما بينهما ، وكأن هذا الهجوم منصب على الشعب السعودي ، والذين ضرب الكاتب بهم الأمثلة كعبد الباري عطوان وأسامة فوزي ، لم يسبقا وأن تعرضا للشعب السعودي بل كان هجومهما دوما على النظام السعودي وكل الخونة .

لا أعتقد أن تركي السديري وغيره من كتاب النظام السعودي يهمهم الشعب السعودي بل النظام لا سواه ، مع أن الشعب السعودي إلا ما رحم ربي غير بريء من جرائم النظام السعودي ضد الشعب الفلسطيني ولو بتخلفه وصمته وجبنه إزاء نظامه أو رضاه ومتابعته على سياسات نظامه القائمة على التآمر على فلسطين وشعبها منذ عام ١٩١٧ وحتى يومنا هذا ، فقد كان في ثورات الشعب الفلسطيني ضد الإنجليز من أجل وأدها ، وكان في مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ؛ بل أقسى العروض كان عرضهم والمعروف بمشروع إبن سعود - فيلبي والذي تضمن تهجيرا قسريا أي إرتكاب مذابح من أجل حمل الآخرين على الفرار وذلك بعد أن رفض قادة فلسطينون عرض سابق من إبن سعود يقضي بإعطاء كل فلسطيني يترك فلسطين خمس دونمات في نجد مقابل كل دونم له في فلسطين، ففلسطين بشعبها وقدسها لم تكن تعني لإبن سعود شيئا سوى أن تضع بريطانيا مقابل ذلك عشرين مليون جنيها أسترلينيا قابلة للتخفيض في حسابه ، وعندما قابل روزفلت الملك عبد العزيز آل سعود بخصوص القضية الفلسطينيه ؛ قال لبعض مستشاريه :"من هذا البدوي الذي تخوفوني منه فقط ببضعة ملايين من الدولارات أستطيع رشوته" ، ثم كان النظام السعودي مع الأعداء في كل الحروب التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وفي كل المجازر التي أرتكبت في حق الشعب الفلسطيني على أرضه وفي منافيه ، ويسأل هذا الأحمق لماذا يكرهنا فلسطيني ..

أما بالنسبة للأموال التي أخذها عرفات من النظام السعودي ويعاير بها الكاتب الشعب الفلسطيني ، فلا أعتقد أن مثله يجهل الطريقة التي أخذ عرفات بها هذه الأموال وهي بالطبع أكثر بكثير مما يتناوله المعايرون بين الحين والآخر .. ومع أني لست من مجذوبي ياسر عرفات إلا أن هناك كلمة حق أقولها في حقه وهي أن الأموال التي أخذها عرفات من النظام السعودي قبل إتفاق أوسلو ؛ أخذها غصبا ، فعندما كشف عرفات عن دور النظام السعودي في مجازر أيلول ،هدد بإحراق أنابيب النفط السعودية المنتشرة في الصحاري إن لم تدفع تعويضا عن ذلك ، ودفع فيصل ما طلبه عرفات وستر حينها ومرت على أنها مساعدة للشقيق الفلسطيني ، وعندما كشف الفلسطينيون في لبنان أن القذائف التي أطلقتها الكتائب المارونية على المخيمات الفلسطينية تحمل شعار الجيش السعودي ، أكتشفوا بعد التحقيق أن النظام السعودي هو ممول هذه الحرب على المخيمات في لبنان ، لذا طالب عرفات بالتعويض عن ذلك ، لكن فهد رفض أن يدفع فكان إختطاف وزير النفط السعودي وتهديد سفارات السعودية في الخارج؛ حينها دفع فهد المطلوب صاغرا ، وبعد الخروج من بيروت هدد عرفات بقتل الزعماء العرب في إحد القمم العربية عندما رفضوا دفع بليون دولار له وكانت على شكل مداعبة ، لكن عندما كشفت منصات إطلاق صواريخ قرب مبنى القمة سارع الحكام العرب بالدفع وجل المبلغ دفعه النظام السعودي ، أما ما بعد أوسلو فكل المبالغ التي دفعها النظام السعودي كانت بأمر أمريكي.

ويقينا لو دفع النظام السعودي كل ما ملك ويمتلك للشعب الفلسطيني مباشرة لن يعوضه ما تسببه النظام السعودي بحق الشعب الفلسطيني من جراح ومآسي لا زالت قائمة ، فلا سامح الله النظام السعودي ولا كل من دافع عنه ولا من دار في فلكه.
تركي السديري ننتظر مقالا جديدا منكم عنوانه : لماذا يكره اليهود فلسطيني؟

No comments: