زفرات شهيد قصيدة

زفرات شهيد

محمد الوليدي

كنت اعرف ان قاتلي سيأتيني
في يوم ما..في مكان ما سيلاقيني
هذا السفاح الذي يتبعني اينما ذهبت
بعد ان اخرجني من عريني
كنت اعرف..كنت اعرف
في كل مذبحة كان يناديني
وكنت اصرخ عاليا
استنهض الضمائر
ولكن خاب يقيني
هذه نهاية الليل الطويل
ما اكبر الجرح يا وطني
ها انا الاقي حتفي
ولم يطلع بعد نهاري
كنت احلم ان اراك حرا
ولو في لحضة احتضاري
لكن هذه هي اقداري
اين يافا التي وعدتني
ان تتراءى لي في ضيقي
اين نهر الأردن الذي وعدني
بقطرة ماء تبل ريقي
اين القدس التي وعدتني
ان تمشي في جنازتي
اين شمس اريحا اين؟
التي قلتم انها ثمرة كفاحي
وأنها التي ستداوي جراحي
وداعا يا وطني وداعا
تركت لك صمت العرب
من قطعوا طريقي
تركت لك وعدهم
وأنتظاري الف عام
على باب كهفهم
تركت لك صرخة ايوب
على طول صبرهم
تركت لك انتظارهم
للحجر والشجر حتى يتكلم
تركت لك كتاب خيانتهم الطويل
اقرأه وتعلم
واقرأ وصاياي للعرب
الذي حين عرفتهم
قرأت قدري على جبيني
هذه العروبة التي اسقتني السم
وهي تتدعي انها تداويني
استنجدت بها في حلكة ليلي
فوضعت عنقي على حد السكين
بعد ان طعنت خناجر خيانتها
صدر فلسطين
يا ايتها الأمة الصماء والخرساء
ويا ايتها الأمة التي جفت
فيها شرايين الدماء
وماء الحياء
يا امة اغتصبت وما صرخت
وما عرفت معنى الغضب
بل قبلت جبين المغتصب
وآخجلي من التاريخ
الذي كان فوق السحاب
هل كان اسياد التاريخ من الأعراب؟
هذا هو جسدي الآن مسجى بينكم
نادوا على القبائل
قولوا لهم باني الغنيمة
نادوا على القاتل
بشروه بأن جسدي هذه الليلة
هو الوليمه
نادوا على ناسجات الأكفان
قولوا لهن ها قد تحقق حلم العرب
نادوا على حمالات الحطب
نادوا على ابي جهل وابي لهب
ارقصوا على جراحي
يا من اكلتم لحم بعضكم
من اجل ناقة جرباء
يا من شربتم دم الحسين
الأعزل في كربلاء
يا من تركتم صبرا تغرق حتى
رأسها في الدماء
يا من نشبتم اظافكرهم
في لحم اطفال العراق
وتشهد عليكم فلسطين الذبيحة
بأن تاريخكم تاريخ الفضيحة
وتشهد قصة العشق بينكم وبين قاتلي
من بعد اليوم لا تذكروا
لبنى وقيس و لا ليلى والمجنون
قصة العشق الوحيدة في التاريخ العربي
كانت بين العرب وبني صهيون
آه لو اعرف سر هذا العشق الحميم
سر هذا اللواط..سر هذا الزواج العقيم
الذي باركه الشيطان الرجيم