ماذا يريدون من أبنة الأكرمين
2007-08-23
ذهب عملاء الأحتلال الأمريكي في العراق بعيدا بطلباتهم المتكررة بشأن تسليم السيدة رغد أبنة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ، وآخرها مذكرة التحري الغير واضحة التي نشرها "الأنتربول" أو الشرطة الدولية حسب طلب الحكومةالعراقية، التي تدير شؤون الأحتلال الأمريكي في العراق.
من الفاضح ان تحاول هذه المنظمة الدولية تجريم أنسان بجريمة لا يحرمها شرع ولا قانون ولا عرف ، أن كانت تقصد بالجرائم التي ضد الأنسانية ،أي شكل من أشكال المقاومة ،وألا فلتتفضل لنا الشرطة الدولية بذكر هذه الجرائم التي أرتكبتها السيدة رغد ضد الأنسانية ،وحتما لو تم ذكرها لكانت الفضيحة أكبر ،هذا ان ثبت على السيدة رغد أنها أشتركت في مقاومة المحتل أو أذنابه في وطنها،أو يا هل ترى دفاعها عن والدها جريمة ضد الأنسانية؟ لا يستبعد أي شيء في هذا الزمن الذي تحكم فيه شريعة الغاب، فهذه المنظمة الدولية من الطبيعي ان تتحول الى أداة من أدوات الأحتلال، شأنها شأن المنظمات الدولية الأخرى، تعمل لصالح من أنشأوها وقت المصلحة ..
كما أن القضاء الأردني حتى الآن لم يستلم تفصيلا عن الجرائم التي أرتكبتها رغد ضد الأنسانية ! ،ورغد ليست ضيفة على الأردن فحسب ،بل مواطنة أردنية وتحمل جنسيتها ،وتعهد الأردن على أعلى مستوى بحمايتها، وتقديم كل عون لها حسب شروط لم تخل بها ،واكدت الحكومة الأردنية على ذلك في مرات عديدة، وفي هذا أعتداء على كرامة دولة وتكذيب أيضا للحكومة الأردنية من قبل جواسيس الأحتلال الأمريكي في العراق.
فالجرائم التي ضد الأنسانية لم ترتكبها رغد ولا والد رغد ،وتكفي كلمة صادقة من معارض عراقي لحكم صدام رحمه الله ،والذي قال: " لو كنت أعلم بما سيجري بعده ما عارضته لحظة " .فالمحتل وأذنابه هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم ،وهم الذين أغرقوا العراق في بحر من الدم ،وهم الذين اشتركوا وصفقوا لأنتهاك أعراض حرائر العراق في السجون وخارج السجون،وهم الذين نهبوا ثروات العراق، وهم الذين أعتقلوا مئات الألوف من أبناء الشعب العراقي ،وأرتكبوا في حقهم جرائم مذهلة لا زال أكثرها طي الكتمان ،ومع ذلك يقول أحد اقطاب "الحكومة العراقية " ؛طارق الهاشمي للمساجين في أحد السجون التي زارها: "الناس في الخارج ليسوا أحسن حالاً منكم.. أنتم محظوظون.. على الأقل عندكم أمان هنا"!! .
هذا هو عراق ما بعد صدام حقا؛ السجين المنسي والذي لم يحاكم منذ عام وعامين وثلاثة،وكل يوم يتلقى صنف جديد من الأهانة والأذلال وأن خرج حيا فحتما لن يخرج سليما..هذا أفضل حالا من المواطن العراقي "الحر" خارج السجون.
هذا هو العراق الجديد وهذا ما فعله حكامه فيه،ومع ذلك يتصرفون وكأنهم حققوا كل ما يطلبه الشعب العراقي منهم، ولم يتبق لهم سوى محاكمة "رغد " أبنة من ضاع العراق برحيله، وها هم يتجولون في العالم العربي يفتشون عن بناة العراق وحماة أستقراره في يوم من الأيام لمحاكمتهم.
أنني على يقين أن مطلب تسليم حرة العراق سببه حب الأنتقام والخوف؛فلم يشفي غليلهم أن أعدموا والدها وقتلوا أخويها والذي بلغ بهم الحقد أن يعدموا والدها في يوم عيد الأضحى ،وما أدراك أنهم يريدون أبنته لعيد الفطر، كي يحرق مجوس العصر كرامة العرب للأبد ، فقد هان على هؤلاء القوم كل شيء.
ثم يأتي عامل الخوف؛ فكل الذين أشتركوا في المسرحية الأمريكية في محاكمة الرئيس الشهيد صدام حسين،والذين تقلدوا مناصب في هذا العهد ،وكل من أجرم في حق العراق ،جميعهم يخافون الثأر من هذه الحرة ،مع أنهم قد لا يدرون أن تعرضها لأي مكروه سيسبب لهم كارثة أسرع وأخطر؛ فهي تتمتع بمحبة كبيرة في قلوب ملايين العرب فلم تنس العرب ولن تنس التضحيات التي قدمها والدها ،ورباطة الجأش التي لديه ، وشجاعته وعزيمته القوية ،ورفضه المساومة على أرث العراق ،ورفضه مغادرتها بأي ثمن وحراب المحتل والخونة تحيطه من كل جانب ،ولم ينكسر لا في سجنه ولا في محاكمته التي حاول ان يحاكمه فيها الجلادون فحاكمهم ،ولم ينكسر في لحظة الموت أمام حبل المشنقة.
أحد المعلقين على نبأ يتعلق بهذه القضية - مجهول الأسم والهوية - يقسم ويقول : كل أسر هؤلاء ( حكام العراق ) معروف مكان تواجدها ولن يستثنى منهم حتى الرضع لو حدث مكروها لرغد .!!
كل شيء يحتمل ،وهؤلاء الحكام لم يتعلموا مما يجري حولهم فقد سبق وأن قدمت شرطتهم الحماية لأكثر من ألفي يزيدي رجموا فتاة مسلمة كانت تنتمي لليزيدية بطريقة في غاية البشاعة، وكشفوا عن عورتها أمام جموعهم ، فكانت النتيجة والتي رآها حكام العراق المحتل بأنفسهم؛ أن خسرت هذه الطائفة 1% من المنتمين اليها في العراق، وشرد أكثر من نصفهم من ديارهم.
الأعراض؛ لا ديننا ولا عروبتنا تسمح بالتفريط فيها، والعجيب أن أكبر المهتمين بتسليم رغد وهو موفق الربيعي ، يدعي الأنتماء لمنطقة ذي قار ،المنطقة التي حدثت فيها معركة بين العرب والفرس قديما ،وأنتصر العرب فيها لأول مرة على أعدائهم، وكان سببها أن كسرى حاول الأعتداء على أعراض عربيات ؛فخاب ، وأنهزم جيشه ومات كسرى قهرا بعد أيام من نتيجة هذه المعركة، هذا ما حدث في الزمن الجاهلي البعيد والأقرب لعصرنا الحالي ، فهل يتعض الربيعي ومن على شاكلته؟
ثم من الذي يحاكم من؟
ألم تطلب رغد بمحاكمة عادلة لوالدها؟ وكانت النتيجة المحاكمة المهزلة، وأنتهت بطريقة أعدام لا توجد في دين أو عرف.
ألم تطلب رغد بنقل جثمان والدها لدفنه خارج العراق حال تطهير التراب العراقي ؟ وكانت النتيجة التمثيل بجثمانه ووصل الى الحد الذي عبثوا بقبره فيما بعد..وحقوق شخصية غيرها..وما أكبر الحقوق العامة من حارقي العراق وناهبيه.
فليتوقف هؤلاء عن مطالبهم المخجلة ، ان كانوا يريدون مصلحة العراق الذي يدعون انهم يعملون من اجل مصلحته ،وتشكر الأردن التي رفضت أن تساوم على ضيوفها ؛أحرار العراق ، وتشكر سوريا التي رفضت مطالب نوري المالكي في مطلب شبيه،وذكرته أنه كان هو شخصيا لاجئا في يوم ما على أراضيها، ورفضت تسليمه، لكنه لا يخجل، ناهيك أن دور مستشاره موفق الربيعي مفضوحا في محاولات زج سوريا في هذه الحرب والذي كشفه بريمر في كتابه "عامي في العراق" ، عندما قال أن الربيعي أخبره بأن الرئيس السوري بشار الأسد حاول أن يشعل ثورة ضد أمريكيا وبريطانيا عبر السيستاني والشيعة في العراق.
أسال الله عز وجل أن لا أحيى في يوم تسلم فيه حرة عربية الى عدو.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment