ضيوف الرحمن بين فاطمي مصر وبهائي رام الله
محمد الوليدي
شردهم فاطمي مصر الجديد ،حسني مبارك في البر والبحر ثم سجنهم في العريش ، كي ترضى عنه اليهود والنصارى وما رضوا، وكم أذل شعب مصر وطعن في كرامته ،عندما أذعن لأوامر أسياده في تل أبيب و واشنطن
وأوامر مندوبهم في فلسطين ؛بهائي رام الله ،محمود عباس .. أذعن لأوامر أسياده على حساب سيادة وكرامة مصر بل على حساب إنسانيتها ، دون ان يحسب أي حساب لأحرار مصر الذين الذين أنفطرت قلوبهم بسبب هذا العار الذي جلبه مبارك لهم.. لم يأبه رخيص مصر وآبقها بمعاناة الحجيج
، وما لاقوه في خروجهم وعودتهم التي لم تكتمل ، أربعة أيام في عرض البحر والله يعلم كم سيظلون في بره، وكأن أحتلال مدينتهم غزة وحصارها وجوعها لا يكفي.. فليتذكر شعب مصر أن حاكمهم والذي لا يمثلهم، قد أعاد تاريخ أحمد بن القاسم وجوهر الصقلي عندما كانا يحاصرون الحجيج حتى الموت جوعا ،وما أختلف عنه هذا الطاغية ،الذين يريد تسليم ضيوف الرحمن للصهاينة لتمتهن كرامتهم وتذلهم أو تقتلهم كما جرى لأخوتهم على معبر أيريز ،والذي تعهد بسلامتهم من لا عهد ولا ذمة لهم ،أمثال عباس وفياض.
ثم ماذا اختلف هذا الذليل الذي أمر جنوده بمواجهة ضيوف الرحمن وظهورهم للصهاينة ، عن غيره من الحكام العرب ..؟.
لا ، حسني مبارك لم يختلف عن كل الحكام العرب الذين اختيروا على الشعوب العربية منذ إنهيار الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا ، فهم ليسوا حكاما أو ولاة أمر كما ينافق البعض؛ بل مندوبون عن الغرب في بلاد
العرب التي لم تعد بلادهم ، وها هو قد أتضح الأمر لمن على عينه غشاوة.
ظلت قضية فلسطين ؛ قضيتهم الأولى ، قولا.
لكنهم تآمروا عليها وعلى شعبها فعلا ؛ منذ وعد بلفور وحتى آخر دمعة حاج فلسطيني ذرفها في صحاري العرب على موت النخوة والكرامة العربية.
فالحكام العرب ساعدوا بريطانيا في أحتلالها لفلسطين ، ومكنوا بريطانيا من إنتدابها ،وساعدوا الصهاينة في تهجير اليهود اليها، كما وساعدت الحكام العرب بريطانيا في إيقاف الثورات والإضرابات الفلسطينية إعتمادا على نوايا صديقتهم بريطانيا الحسنة!. وفي حرب عام 1948 وما بعدها من الحروب أشترك الحكام العرب في تسليم فلسطين للصهاينة، وأعانوهم بأساليب عديدة كترحيلهم ،و سحب أسلحتهم بل حتى بتقديم السلاح لهم كما
جرى في أكثر من موقف، وأستمر التآمر على الشعب الفلسطيني حتى في منافيه ، حتى أن من قتل من الفلسطينيين على أيدي الحكام العرب كانوا أكثر ممن قتلهم اليهود، وما جرى ذلك الا عونا لأسيادهم الصهاينة وإن تعددت الأسباب. وغزة المطحونة جوعا وحصارا الآن، والذين ينتمون إليها ضيوف الرحمن هؤلاء؛ عرض الملك فاروق على الصهاينة إحتلالها عام 1948 مقابل التعجيل بتسليمه الشريط الذي وعدت به من النقب مقابل ذلك .
ما أكبر الخيانة التي تعرضت لها فلسطين وشعب فلسطين ، وما يتعرض له حجيجها الآن ليس إلا سوى نقطة في بحر الخيانة العربية ،لكنها واضحة هذه المرة وضوح الشمس.
اللهم شل أركان الحكام العرب ..اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، فأنهم لا يعجزونك.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment