Sunday, August 8, 2010

قضية بسام النابلسي وشيوخ الإمارات الذين لا يقرأون...

محمد الوليدي

2009-05-08






عرفت عن هذه القضية منذ أشهر وأطلعت على بعض تفاصيلها التي نشرت ، وحتى بعض ما لم ينشر منها لإسباب قضائية ، ورأيت كما رأى الكثيرون بعض المقاطع المصورة لشيخ مجرم سادي يدعى عيسى بن زايد آل نهيان ؛ يعذب فيه أفغانيا بإسلوب في غاية الوحشية.
هذا المقطع عرضته العديد من وسائل الإعلام الغربية والذي شوه سمعة الإمارات وصورتها بشكل لا سابق له ، خاصة وأن هذا المجرم هو شقيق حاكم الإمارات ؛ خليفة بن زايد .
الإعلام العربي إلا ما رحم ربي تكتم على القضية ، وحتى المواقع العربية التي تحدثت عن الفضيحة حجبتها الإمارات وفعلت كما يفعل النعام التي دفنت رأسها في الرمال وأعتقدت أنها بهذا قد نجت.
موقع إسلام أون لاين كتب عن القضية لكن لا أدري ما هي مصلحته في الكذب بأن القضية تم تسويتها ، مع أنه لم يحدث ذلك .
لقد أثبتت هذه القضية بأن شيوخ الإمارات لا يقرأون ولا الذين يحامون عنهم أيضا ، فبالرغم من كل التداعيات التي حدثت بسبب هذه القضية ، والقادم أعظم حسب ما علمت ، الا أنهم لا زالوا حتى الآن يرفضون تسويتها ، فمؤخرا رفض أوباما التوقيع على اتفاقية تعاون في الطاقة النووية السلمية بين الإمارات وأميركا بعد أن شاهد الشريط الفاضح للشيخ عيسى بن زايد ، أيضا ضغوطات الكونجرس قد تؤدي إلى قرارات أشد قسوة ، من بينها قد تكون جلب المجرم بالقوة ، ولعل تهريب الشيخ المجرم الى إلمانيا بسبب هذه التخوفات ، مع أن ألمانيا قد تطرده خاصة وأن هناك معلومات تؤكد بأن جواز سفره الألماني مزورا ، فيبدو أن اللعنة ستطارده أينما حل.
الضحية وصاحب القضية الرئيسي بسام النابلسي والذي سجن وعذب وروعت أسرته وجمدت أمواله من قبل شيوخ الإمارات وعلى رأسهم الشيخ المجرم عيسى بن زايد ،لأنه أعترض على ما جرى للمواطن الأفغاني من تعذيب ، الآن يتعرض لقضية مضادة ، حيث تم أتهامه بالإرهاب ! وربما من المخططين لأحداث سبتمبر ! ،هل تعلمون ما هو الدليل على إتهامهم ؟ أقرأوا يا علماء الإمارات .. أقرأوا يا من تعتبرونهم أولياء أمر .. أقرأي أيتها الأمة جمعاء .. دليلهم على ذلك هو أنه كان إماما للموظفين في الصلاة في مساجد قصورهم !! فالإمامة تعد إرهابا في لغة القوم الآن ، مع أن هذه التهمة هي أكبر دليل على حماقة المدافعين عنهم فإذا كانت الإمامة إرهابا ، فكيف بمن بنى هذه المساجد ؟! وهذا ما أضحك القضاء الأمريكي الذي أعتقدوا أنه مثل قضاء دولتهم.
لماذا لا يقرأون ؟
في عام ١٩٨٦ كشفت الصحافة الأمريكية عن قضية رجل أعمال أمريكي يدعى سام باميه ، كان قد أدى عبر شركته بعض الأعمال لصالح شركة سعودية يمتلكها أحد أبناء الملك فهد ، وذهب للسعودية لإستلام مستحقاته وهي أربعمائة ألف دولار ، ولكن ما أن وصل حتى قالوا له بكل بلطجية : يفتح الله ! وعندما أصر أحتجزوه لمدة ١٣٣ يوما حيث عذب وأجبر على التنازل عن كل مستحقاته ، ووصلت بإبن الملك فهد أن يشرف على تعذيبه شخصيا، حينها سمحوا له بالمغادرة ، لتتسع القضية بأكبر ما تكون ، حيث كشف للصحافة ما جرى له ورفع قضية يطالب فيها بخمسين مليون دولار تعويضا عن ما جرى له ، ورفضت الحكومة الأمريكية التدخل فمصالحها مع النظام السعودي أكثر بكثير من هكذا قضية ، مما أضطر رجل الأعمال لعرض القضية على لجان الكونجرس القضائية والتي حركت القضية في كل الإتجاهات وأجبرت الحكومتين الأمريكية والسعودية على التعاطي معها ( قضية بسام النابلسي وصلت لهذه اللجان).
وفي ظل بلادة النظام السعودي من إنهاء القضية وتسويتها توالت الصفعات لهذا النظام من قبل رجل الأعمال الأمريكي ووصلت أن يفضح كل ما عرفه عنهم وتعامل معهم فيه خطوة .. خطوة ، والنظام السعودي لا زال في بلادته ،حينها فجر تفاصيل فضيحة دعم النظام السعودي لعصابات الكونترا بناء على أوامر المخابرات الأمريكية ، ودعمهم أيضا لعصابات تحارب الشيوعيين في أنجولا ، ودعم القوات الجنوبية في السودان ، وتمويل عمليات قذرة في الصومال ، وهدد بالمزيد لكن النظام السعودي أستيقظ ودفع له بدلا من الأربعمائة ألف دولار عشرات الملايين وعوضوه عن كل ثانية أحتجزوه فيها ، ولكن بعد ماذا ؟ لك الله يا شعب الجزيرة.
شيوخ الإمارات لم يقرأوا هذا .. ولا ألوم هذا المجرم السادي فمكانه الحجز عليه في مستشفى للأمراض النفسية ، لكني ألوم إخوته الكبار والأكثر حكمة منه ، وألوم حكام الإمارات الأخرى فهذا المخبول سيجر الإمارات كلها للوبال ، وكأنه ينقصها وبالا في ظل ما يجري من ظروف إقتصادية .. أعيدوا للناس حقوقها وحاكموا وأعدلوا .. عل الله يرحمكم .. ولعنة الله على كل ظالم.

No comments: