من الذي اعتدى على سيادة وأمن مصر؟
محمد الوليدي Friday 15-02 -2008
يشكر وزير خارجية مصر ، أحمد أبو الغيط ؛ الذي عبر بصراحة عن مكنون ما تختلجه قلوب أكثر الساسة العرب في إتجاه الفلسطينيين ،عندما هدد بتكسير أقدام المنكوبين فيما إذا عبروا حدود مصر ، فالبلطجة والزعرنة لم تعد حكرا على القبضايات والفتوات والزعران بعد أن بدأ يزاحم عليها الساسة العرب أمثال أحمد أبو الغيط ، وهم حتما كذلك عندما تقتضي الضرورة ، ولكن تنقصهم الشهامة والكرامة التي تجدها عند أكثر القبضايات والفتوات.
فتكسير الأقدام ليس جزاء الفلسطينيين المحاصرين والمنكوبين الذين لم يجدوا سوى أخوتهم في مصر ليلتجأوا إليهم بعد أن ضاقت عليهم الدنيا من البعيد والقريب والعدو والصديق.
والأكرمون في مصر فتحوا أذرعتهم لأخوتهم الفلسطينيين الذين ألتجأوا إليهم وأحتضنوهم وما اعتبروا ذلك إعتداء عليهم،حتى يتبجح النظام المصري بأن ما جرى هو إعتداء على أمن مصر وسيادتها.
الذي اعتدى على أمن مصر وسيادة مصر ؛ هو النظام المصري نفسه ، هو الذي رهن قرار مصر الكبيرة بمشيئة الكيان الصهيوني الغاصب الصغير ، وينفذ أوامره في كل شاردة وواردة حتى ولو على شعبه..
الذي اعتدى على أمن مصر وسيادة مصر هم الذين سجنوا وأرهبوا الأحرار والشرفاء فيها ..
هم الذين ارتضوا الدنية في كل شيء من أجل منح لم يستفد منها شعب مصر ، و لا يحتاجها على حساب كرامته ، والتي أغلبها يذهب لبطون وحسابات المتنفذين في النظام المصري..
الذي اعتدى على أمن وسيادة مصر ؛ هم الذين أرتضوا إتفاقية كامب ديفد المذلة ؛ التي تم التوقيع فيها على أن تظل أرضا مصرية وهي سيناء بلا سيادة،وأرضا أخرى تظل في يد الغاصب..
الذي اعتدى على أمن وسيادة مصر ؛ هو أحمد أبو الغيط نفسه ،والذي أنكر أن تكون أم الرشراش أرضا مصرية في عام 2006 ، وهو الذي طعن أحرار مصر في وطنيته في قضية أم الرشراش نفسها في محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ، وما سمعنا إنه جرد من جنسيته وطرد حسب الدستور المصري ، بعد أن أنكر تراب مصر بل ودم ثلاثمائة وخمسين شهيدا مصريا في أم الرشراش والذين قتلهم الصهاينة بعد أن قطعت أوصالهم أحياء بعد أن ربطهم نظام مصر آنذاك بإتفاقية الهدنة المخزية مع الكيان الصهيوني الغاصب ، وما سمعنا تهديدا من "أبو الغيط " ولو بقص أظفر صهيوني ،،عندما نبش الصهاينة قبورهم قبل أسابيع، بل تأكيدا على الأحتفاظ وأحترام النصب التذكاري للجندي الأسرائيلي المقام في رفح المصرية ! هذا الجندي الصهيوني الغاصب والغدار الذي غدر بأسرى مصر ليس في أم الرشراش وحدها ؛ بل حدث نفس الشيء عام 1956 وعام 1967 .
الذي اعتدى على أمن مصر وسيادة مصر؛ هم الذين يعلمون أطفال مصر في المناهج المدرسية بأن أم الرشراش المحتلة هي أيلات .. هم الخونة والعملاء والذين خانوا شعب مصر قبل أن يخونوا فلسطين.
فالفلسطينيون لم يعتدوا على سيادة مصر وأمنها ، بل لن يقصروا في بذل أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن أرض مصر أيها الوزير ، لكن الذي فعل ذلك هو أنت ونظامك الذي شاخ ،ولم يجد سوى البلطجة قبل الرحيل.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment