Saturday, August 7, 2010

الطاعنون في خير البرية من بني جلدتنا

الطاعنون في خير البرية من بني جلدتنا

تاريخ النشر : 2006-08-



مدحت المالكين فزدت قدرا فحين مدحتك اجتزت السحابا

احمد شوقي في احدى روائعه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

ما كنت اتخيل يوما قط ان تبلغ الجرأة في ان يصل الطعن الى هذا الحد من بني جلدتنا في اكمل البشر واطهرهم واشرفهم واعزهم وفوق ذلك هو المصطفى الذي اصطفاه الله عز وجل لهذا الدين الخاتم.

غاب الصارم المصقول وغاب الموقف الرسمي بكل مشايخه وغاب الذين كانوا يغاروا الا ما رحم ربي فأزداد الطاعنين غيا وزندقة وكفرا.

ان طال هذا الغياب فسيزداد هؤلاء وسيصبحون اكثر جرأة على الأسلام وأهله وبهذا سيزداد الوزر اوزارا علينا بصمتنا عن الطاعنين في رسولنا وديننا.

احفاد ابي جهل وابي لهب ومسيلمة وأبن سبأ والأسود العنسي هم بيننا الآن كثر ويوم عن يوم يزدادون ضراوة وديوثة وبهيمية ..ما نقموا من رسولنا الكريم صلوات الله عليه سوى انه بعث رحمة للعالمين؛رحمة ضمنت للخلق حقوقهم وحفظت لهم كرامتهم وأنارت لهم الطريق ليعبروا الى دار البقاء فائزين.

نال الرسول الكريم من الطعن والأبتلاء الكثير والكثير منذ ان بدأت الدعوة وكان من اشد الطاعنين فيه عمه ابو لهب الذي تبت يداه ،وابو جهل الذي دفنته العرب بالرماح استقذارا منه، ومنهم عتيبة بن أبي لهب قال له صلوات الله عليه : ( أما إني أسأل اللّه أن يسلط عليك كلبه )وخرج متاجرا الى الشام وحين نزلوا بمكان رأى أسدا يحوم حول المكان فقال عتيبة: ويل أمي هذا واللّه آكلي كما قال محمد ، قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا في الشام ، فناموا ، وجعلوا عتيبة وسطهم . فأقبل الأسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة فمضغه فقتله. ومنهم كعب بن زهير ذم الرسول صلى الله عليه وسلم ذما شديدا فهدر دمه وهرب بعد ان رفضت حتى قبائل المشركين ان تحميه ولم يجد سوى الحليم صلوات الله عليه الذي عفا عنه بعد عاد له مسلما تائبا لتفيض جوارحه باشهر قصيدة مدح في الرسول الكريم وهي قصيدة البردة.

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب وظهر منهم من طعن فيه صلوات الله عليه كالأسود العنسي ومسيلمة الكذاب وكان لهم سيف الله المسلول الذي اذلهم ذلا ما ذلوه قط .

ثم اجتمعت اليهود والفرس على امر خطير وهو انه لا بد من ايجاد فكر ما داخل الأسلام نفسه يقوم على اساس الطعن في الرسول الكريم ودعوته بطريقة غير مباشرة كالطعن في امهات المؤمنين والصحابة الكرام،وأرسلوا لهذه المهمة عبد الله بن سبأ؛ ادعى الأسلام في خلافة عثمان رضي الله عنه وأخذ بنشر افكاره سرا بين الداخلين الجدد في الأسلام من العرب والفرس حتى جاهر بدعوته في عهد علي رضي الله عنه والذي حاول حرقه فأضطر للهرب و نشر دعوته في كل مكان ينزل اليه حتى انتشرت وصارت فرقا و لا زال لها اتباعا حتى اليوم.

في هذا العصر بدأت مع الحملات الغربية على بلاد المسلمين ثمة حملة فكرية مرتبطة بها كانت تهدف الى التشكيك في الدين الأسلامي من خلال الطعن في الرسول الكريم وحملة راية هذه الحملة هم من يسمون بالمستشرقين لغض النظر عن المهمة الخطيرة الموكولة بهم .وقد تعرضت هذه الحملة الى فشل ذريع في الغرب نفسه كما وتعرض الكتاب والمفكرين والمؤرخين المأجورين الى نقد لاذع لوضوح اكاذيبهم وعدم موضوعيتهم وبعدهم عن ابسط معايير البحث العلمي في كتاباتهم،فقد تكفلت بهم مجموعة من الكتاب الغربيين المنصفين كشفت التخبط الذي هم فيه ومنهم الكاتب الفرنسي المسيو اي. ادينيه وقد اسلم فيما بعد وتسمى بناصر الدين.

كما كان من اول الرادين على هؤلاء الغربيين من العرب عمر فاخوري من الشيوعيين الكبار لكنه لم يحتمل ان يطعن احدا في انسانية محمد صلى الله عليه وسلم فألف كتابه : آراء غربية في مسائل شرقية ؛كشف فيه عن امور مبكية ومضحكة ارتكبها هؤلاء الطاعنين فعن الراهب لامنس كتب بأنه كان ينقل احداث التاريخ كم هي لكنه ينقله بالعكس ..يعكس الصفات ويمدح المذمومين ويذم الممدوحين..كما ونبه الراهب ان ابا بكر وعمر ليسا بثلاثة بل اثنين فأبو بكر اسم لشخص واحد ..هؤلاء هم اساتذة الطاعنين من العرب..اساتذة طه حسين عينه الوفديون وزيرًا للمعارف وعلي عبدالرازق الذي عين وزيرا للأوقاف وعبدالله القصيمي حامل لواء الليبراليين العرب كما سماه موقع ****المنحرفين وشاكر النابلسي الأوضع فكرا وغيرهم من الحمقى والآفات الذين هبطوا الى حضيض فكر الغرب الذي صنع خصيصا لهم.

استدعي احد كبار شيوخ الازهر عاجلا لخطبة الجمعة في احد مساجد القاهرة لأن الملك فاروق سيحضر الصلاة فيه -وكانت صحافة مصر آنذاك تطبل وتزمر للمكرمة الملكية التي منحت للاعمى طه حسين بابتعاثه الى فرنسا ، فاراد الشيخ ان يشير الى هذه المكرمة فقال في خطبته عن فاروق: و ما عبس وما تولى اذ جاءه الاعمى !! .اقسم احد الشيوخ - وهو الشيخ الذي طلب من المصلين اعادة صلاتهم لان صلاتهم باطلة خلف هذا المنافق - اقسم انه رأى هذا الخطيب بعد عام من هذه الحادثة يعمل حافظا للاحذية في نفس الجامع ..فأتقوا الله حق تقاته ايها الطاعنون فلا استتابة لطاعن في من اصطفاه رب العالمين لدينه الخاتم ومن اعتقد انه نجا من عقاب الدنيا فلن ينج من عقاب الآخرة ولله الأمر من بعد ومن قبل.

No comments: