05-09-2011 01:42 PM
محمد الوليدي
عبد الحميد أبو نعمة، مختار قرية بتير من ضواحي القدس في نهاية العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وأحد مؤسسي جهاز \'الشي\' الإستخباراتي التابع للهاجناه (حراس المستوطنات) والذي صار فيما بعد جهازالمخابرات \'الشين بيت\' والذي أسسه مع صديقه أهارون حاييم كوهين، لا يمكن تصور الى أي درجة بلغت مدى إنحطاط هذا المختار وخيانته وعمالته، حتى أنه كان يسمى باليهودي بين من يعرفوه من الفلسطينيين.
باع أراض شاسعة لليهود وسمسر على غيرها لهم أيضا، وقد قادته عمليات هذه البيع والسمسرة الى التعاون مع الصهاينة في مجالات أخرى، خاصة في المجال الإستخباراتي حيث جند شبكة واسعة من المخبرين والجواسيس لصالح جهاز \'الشي\' هذا، وعلى رأسهم بعض مخاتير قرى ضواحي القدس.
وقد وصل به أن يسافر الى جميع أنحاء فلسطين من اجل جمع المعلومات الأمنية والسياسية لجهاز \'الشي\' الإستخباراتي التابع للهاجناة.
كما كان مخبرا لدى الأنجليز، وكان السبب في إستشهاد القائد البطل سعيد العاص رحمه الله عام ١٩٣٦، حيث أخبر أبو نعمة الأنجليز عن مكان تواجد البطل سعيد العاص ونائبه البطل عبد القادر الحسيني في منطقة الخضر مما أدى إلى أشتباك القوات البريطانية معهم، حيث أستشهد في هذه المعركة سعيد العاص وجرح فيها عبد القادر الحسيني، وما أكتفى الوضيع بهذا بل تتبع عبد القادر الحسيني وأخبر عن مكان وجوده مما أدى الى إعتقاله، حيث أعتقتلته السلطات البريطانية في احد المستشفيات تمهيدا لمحاكمته الا أن مجموعة من الثوار أستطاعت تهريبه من المستشفى.
كما سبق وأن أخبر هذا المختار عن سامي الحسيني شقيق عبد القادر الحسيني بأنه كان هو المخطط والقائد للهجوم على مستوطنة هارتوف عام ١٩٢٩ مما أدى الى إعتقاله على الفور.
وعندما كان الصهاينة يحتاجون الى شهود زور من العرب أمام اللجان البريطانية التي كانت تحقق في ثورة ١٩٢٩، كان عند هذا المختار الجرأة لتقديم نفسه كشاهد زور وهي المهمة التي كان يرفضها حتى العملاء لأن اللجان البريطانية ستكشف هذه الشهادات وستظهر في الصحافة وحتما سيواجه هؤلاء شاهدو الزور القتل من قبل الثوار، لأن في الأمر عمالة للعدو وشهادة زور لصالحه.
في إحدى المرات شهد هذا المختار بعد ثورة ١٩٢٩ بأن الثوار وزعوا منشورا في قريته يدّعون فيه أنه اليهود هدموا مسجد عمر وقتلوا خمسمائة مسلم!.
وفي احدى الجلسات لهذا المختار مع مخاتير ووجهاء من عدة قرى من ضواحي القدس، أحضر صديقه أهارون حاييم كوهين بلباس عربي والذي سجل الحديث الدائر بينهم ولا زالت أرشيفات الكيان الصهيوني تحتفظ بهذا التسجيل، وكان على هذا النحو : أحد المخاتير وهو سعيد موسى درويش وصديق مختار بتير، يخاطب المختار عبد الحميد أبو نعمه: وأنت يا يهودي حتظلك ساكت تكلم وأذبح أبوك في قبره .. تكلم وحنسمعك، يجيبه مختار بتير: قبل ما أتكلم بعرف ما حتاخذوا بكلامي لأني معروف عندكو بأني خاين وأنا باعترف أني خاين بس على طريقة الوطنيين وحظلني على طريقتهم خاين وحييجي اليوم اللي تذبحوني فيه زي النعجة بس هذا اشي ثاني أنا ما بقدر ااذي اللي غمست خبزي في ملحهم قولو لي يا القاعدين يا مخاتير الولجة وسريس وديربان وأشوع ايش عملوا فيكو يهود قاقون ويهود هارتوف.. تذبحوهم .. بحلفكو بعوكش باللي خلقكو جاوبوني.. وأنت ياكبير بيت صفافا يا حج (إبراهيم الخليل) جاوبني برب الملايكة جاوبني أيش عملوا فيكو يهود ميكور حاييم الفقرا .. رموا شرهم عليكوا؟ ..قولوا الي واطلع الكوا عيونهم .. رموا شرهم عليكو لما شغلوكو في مصانعهم ومزارعهم.. قالوا له: صدقت! النبي حرم الكذب ..\'
كان يتحدث هذا المختار عن إنتقام العرب من يهود هذه المستوطنات في ثورة البراق ١٩٢٩.
كان يعلم هذا المختار أن كلامه سيصل الى أسياده الصهاينة ...وكانوا هؤلاء الذين يستمعون اليه ممن جندهم لجهاز \'الشي\' الإستخباراتي الذي يعمل معه، وكان يعلم أن ثورة البراق لم تكن دون سبب وأن الصهاينة هم من بدأوها حين دنسوا المسجد الأقصى وضربوا المتظاهرين سلما بالقنابل فلقوا ما يستحقون.. وليس كما يقول هذا الوضيع.. لكن القضية أنه غمس خبزه في ملح اليهود لذا دافع عنهم.
حاول الثوار قتله أكثر من مرة وضرب بيته بالقنابل الا أنه لم يصب.
كان هذا المختار سببا في إتفاقيات الخداع التي جرت بين ممن جندهم لصالح الصهاينة من مخاتير القرى العربية القريبة من القدس والمستوطنات الصهيونية، ففي عام ١٩٤٨ اطمأنت هذه القرى لهذه الإتفاقات فغدر فيها الصهيانية والتى جرت فيها المذابح تلو المذابح وكان من بينها مذبحة دير ياسين.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 comments:
من انت يا مشبوه حتى تكتب عن الشيخ والحاج الطاهر عبد الحميد علي ابو نعمة
من قال لك يا أفاك بأن الشيخ عبد الحميد كان في يوم من الايام احد المخاتير
في بتير
عليك التأكد من معلومات ايها الكذاب الأشر
فالشيخ عبد الحميد اطهر من ان يتحدث عنه مشبوه مثلك
إن كان هناك خطأ في الاسماء فهذه مشكلتك وليست مشكلتنا فتحقق قبل ان تنشر يا صاحب الامانة العلمية في الكتابة والنشر
الذي كان مختار في بتير هو عبد المنعم ابراهيم ابو نعمة
Post a Comment