Tuesday, May 8, 2012

الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان

الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان تاريخ النشر: 2012/03/28 محمد الوليدي الربيع العربي وخريف ضاحي خلفان لم يٍُعرف الفريق ضاحي خفان في العالم العربي إلا بعد إغتيال مجاهد فلسطيني في مدينته دبي، وهو الشهيد محمود المبحوح، وكان ضاحي خلفان هو المتحدث الوحيد لوسائل الإعلام العربية والعالمية بصفته قائد عام شرطة دبي، حيث شرح كيفية دخول مجموعة من "الموساد" الى دبي وكيف أستطاعت قتل هذا المجاهد، ومن ثم كيف غادرت هذه المجموعة بسلام، وعلى يقين أنه جرى ثمة تسهيل للقتلة من قبل المضيف (قبل إغتيال المبحوح بإسبوع وصل وزير صهيوني مع وفد كبير للإمارات، وقبل ذلك بعدة أشهر وعندما رفضت هولندا الطلب الأمريكي بالإشراف المالي على عمليات أمنية خاصة! داخل الأرااضي الفلسطينية وافقت الإمارات العربية أن تحل بديلا عنها!!). بلغة أخرى: شرح كيف دخلت مجموعة من القتلة الى مضاربه وقتلت ضيفه وغادرت ديرته سالمة غانمة، وما خاف أن تقول القبائل ولد خلفان سهّل لليهود ذبح دخيله الفلسطيني، وصنعت منه وسائل الإعلام -قاتلها الله - بطلا! مع أن ما جرى لا يصنع منه بطلا ولا يرفع رأسا لأحد إلا عند طرف القتلة إن أردنا التعامل مع بواطن الإمور، وصدق الرجل نفسه ولا زال!. وبلغ به أنه لم يفرج عن جثمان الضيف إلا بعد تسعة أيام وبعد وساطات عديدة، حتى أن أمن هذا الأعرابي كان يسأل إبن الشهيد المبحوح عندما وصل لإستلامه عما يريد أن يفعله بالجثمان، وكان رد إبن الشهيد "سأدفنه" مما هوّن من مصيبته في والده بعد ما رأى فيهم من مصائب. وقال خلفان فيما بعد للإعلامية في الجزيرة إلسي أبي عاصي، بأنه لو علم مسبقا عن تفجير قنبلة في تل أبيب لأخبر الطرف الصهيوني بها!. وفي موقف آخر أختلفت معه صحفية فهددها بأنه سيدق رأسها في الحائط عشرين مرة!. كان إعرابيا جلفا أخذته الأضواء واستهوته الشهرة بلا حدود، ذكرني بالإعرابي الذي بال في زمزم ليشتهر أمره بين الناس، تصريحات لا تنتهي ..تصريحات أكبر منه .. تصريحات غريبة وشاذة ..تصريحات متناقضة، وكأني به خير من يتكلم في القوم، وما كان يهمه إلا: إسمعوني .. صوروني ..تكلموا عني! فمن غير خلفان حامي حمى القبائل!. شرّد خلفان مائة أسرة سورية في ظرف محزن، وحملها أحزانا فوق أحزانها ومآس فوق مآسيها، وسحب الجنسيات الإماراتية من بعض المتجنسين السوريين، لا لسبب إلا أنهم وقفوا بطريقة ما مع شعبهم الذي يسحقه النظام النصيري في سوريا والذي تعينه إيران في جرائمه هذه بسبب موقف هذا الخلفان ومعه أنظمة الخليج عامة الداعم للنظام البحريني لقمعه للشيعة في البحرين، في حين كانت تستقبل إمارة هذا الإعرابي كل من هب ودب الا أنها تبعد السوريين المنكوبين من أراضيها .. ما تركوا داعرة روسية وأوكرانية حسناء الا وفرشوا لها الورد.. ما تركوا سفاحا أو لصا سرق شعبه الا وبخروا له الطريق .. ما تركوا مال حرام الا وغسلوه لناهبيه لقاء أجر معلوم ..سمحوا بمجرمي الحروب وقطاع الطرق والعصابات الدولية وتجار الأسلحة والمخدرات، وجعلوا من دبي "جنة" لهم، بنازير بوتو نهبت بلدها بلا حدود ولم تجد سوى دبي لتحمي ما نهبته، أسرة سفاح المسلمين في بورما; "تان شوي" رفضت أمريكيا وجميع دول الغرب إستقبالها بسبب ما أقترفته من جرائم يندى لها الجبين في حق الإنسانية في بورما، إلا أن دبي أستقبلتهم وأسكنتهم تحديدا "برج العرب". وعندما طالبت إحدى الدول أمن دبي بتسليم أفراد عصابة من مواطني تلك الدولة كانت قد وجدت لها ملاذا آمنا في دبي، كان رد أمن دبي هو طلب تسليم شيخة من شيخات دبي كانت قد فرت مع عشيقها من مواطني تلك الدولة، مقابل تسليم أفراد العصابة لها. وحتى رسائل أسماء الأسد وزوجها المسربة مؤخرا، كشفت أنهم يستخدمون دبي كسوق سوداء لهم وعبرها يتم نقل ما يريدون من أسواق العالم. أيضا تهريب السلاح أشترك فيه شيوخ دبي أنفسهم، وقد كُشفوا حين قاموا بتهريب صواريخ أمريكية متطورة الى الصين، مع أن أمريكيا حذرت بشدة كشرط للبيع من نقل هذا السلاح للصين، فما الثمن الذي أرتضت به أمريكيا مقابل هذه الخيانة؟!. وبلغ بهم العار أن ينفضوا أيديهم من كل فضيلة عندهم، ففتشوا عن خير من فيهم وهم علماؤهم وسحبوا جنسياتهم وهم الأفاضل: د.على الحمادي ومحمد عبدالرزاق الصديق ود.شاهين الحوسني وحسين الجابري وإبراهيم المرزوقي وأحمد غيث السويدي، فأي عار بعد هذا. ولكن أي عدالة نرجوها في إمارة تم الإستيلاء على الحكم فيها بجريمة ما مرت في التاريخ; وهي الشهيرة بليلة الوهيلة، حين قام والد حاكم دبي الحالي بسمل عيون أبناء عمومته ووضعهم في سفن وتركها تمخر البحر حتى ماتوا على هذا الحال. وعندما أدان الشيخ يوسف القرضاوي الموقف الإماراتي في طرد الأسر السورية، ثارت ثائرة ضاحي خلفان على الشيخ دون إحترام لمكانته وسنّه، مع أن موقف الشيخ لا يمكن إلا لعديم شرف وضمير أن يعترض عليه فقد كان موقفا شرعيا وعرفيا وإنسانيا، ووصل الأمر بخلفان هذا أن يهدد الشيخ بإعتقاله!، ويقينا أن ثورة الخلفان هذه على الشيخ تكشف أمرا خطيرا ومستورا، فالقرضاوي أحد أكبر مشجعي الثورات العربية، وهذه الثورات أطاحت وستطيح بزعماء عرب وجماعات فاسدة محيطة بهؤلاء الزعماء وهؤلاء هم الذين تقوم على أكتافهم سوق دبي السوداء بفضل ثرواتهم المنهوبة من شعوبهم، هل عرفتم لماذا ثارت ثائرة هذا الإعرابي الى هذا الحد؟ وذهب به الأمر الى ما هو أبعد من هذا الحد، فقد حدد أعداء الخليج العربي ودعا الى مواجهتهم قبل فوات الأوان، ووصل به الأمر الى تحديد مجموعة من الأعداء وكأنه الجنرال مونتغمري أو الجنرال رومل - يحمل خلفان أوسمة ونياشين أكثر منهما!- وهؤلاء الأعداء الذين أختارهم هم: أمريكيا وأيران والأخوان المسلمون; حتى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش صاحب أكبر قوة في العالم لم يستطع تحديد هذا الكم من الأعداء، فلم يستطع شن حربه على العراق الا حين قام بمهادنة كوريا الشمالية وضمن مشاركة حلفائه من دول الغرب وضمان ولاء ومشاركة جيران العراق (دول الخليج وإيران)، فهو يكذب ولعله نسي أنه حارس أمني لشركة نفطية مملوكة أمريكياً، وما أختار أمريكيا إلا بهدف دغدغة مشاعر العرب الذين يؤمنون أنه لا عدو إلا أمريكيا. أما العداء مع أيران فمشكوك فيه أيضا وما كان له التظاهر به دون أخذ إذن من أمريكيا، وحتى إحتلال الجزر الثلاث من قبل إيران ما كان ليعني شيئا لخلفان هذا ولا لحكام لإمارات، فواحات البريمي الإماراتية والغنية بالنفط والتي أحتلتها السعودية منذ أكثر من ستين عاما لم يأتوا على ذكرها وهي أهم بكثير من هذه الجزر التي يكاد الماء أن يأتي عليها، حتى خلفان نفسه قلل من قيمة إحتلالها حين قال أن أيران أحتلت هذه الجزر قبل إتحاد الإمارات لينتصل كدولة من مسؤولية إستعادة هذه الجزر، وبهذا يحمل المسؤولية لإمارتي رأس الخيمة والشارقة وحدهما والتي أحتلت الجزر منهما قبل هذا الإتحاد الهلامي الذي يُمنع فيه تكسي أم القيوين من دخول عجمان دون تصريح!. يظل الإخوان المسلمون هم العدو الأوحد والحقيقي لهذ الرجل، لكنه لا يدري بأنه يحارب فكرا سبق وأن أستسلم في الصراع معه ممن هو أدهى منه وأعتى وهو جمال عبد الناصر، فقد شاءت الأقدار أن تكون مخابرات عبد الناصر مشغولة بتسجيل أشرطة فيديو لحكام الخليج وهم يمارسون الجنس مع سعاد حسني من أجل إبتزازهم، في نفس الوقت الذي كان ينهي فيه المفكر الإسلامي العظيم سيد قطب "في ظلال القرآن" حينها أنتبهوا له وأعدموه ولكن بعد فوات الأوان، فيأتي خلفان ليستمر في هذه المعركة، ومتى؟ حين بدأ يتحول هذا الفكر الى تطبيق!. فكان "كمن ذهب للحج والناس راجعة". ومرة أخرى، ماذا لديك يا خلفان؟ أمريكيا لم تعد أمريكيا التي كانت، في ظل صحوة الشعوب هذه، والعراق الذي كان يحمي ظهر الخليج ذهب بفضلك وفضل حكامك، وسوريا القادمة لن تغفر لك ما فعلت معها، وأيران تنتظر فرصة الإنقضاض عليك لجعل خليجك كله ضاحية من ضواحي الأحواز، فإلى أين المفر يا خلفان؟ تبقى القضية الأهم : من الذي منح هذا الإعرابي الجلف كل هذه النياشين في زمن الهزائم .. من الذي علق على صدره كل أوسمة الشرف هذه في زمن اللاشرف؟ هل نسي هذا الخلفان أن إمارته لا زالت تأكل بثدييها منذ نزول أول بحار نزل رمالها كي يفرغ شبقه وحتى آخر داعرة أوكرانية رفض دستور دبي منحها إستراحة رغم حيضها.

No comments: