Friday, June 22, 2012
مخاطر الإتحاد السعودي البحريني
محمد الوليدي
يعلم الله بأني لست ضد أي إتحاد حقيقي ما بين أي من الدول العربية أو وحدة الدول العربية مجتمعة، لكن ليس في ظل أنظمتها المهترئة الحالية والتي حتما ستكون في إتحادها قوة لصالح أنظمتها وأسيادهم لا الشعوب.
فمنذ أبوق الدول العربية عن محيطها رأينا محاولات لإتحادات وهمية ما كانت لصالح الشعوب قط بل فرضت علينا من الغرب كجامعة الدول العربية ومنظمة دول المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والأخير لم يتفق بعد حتى على توحيد المناهج المدرسية بين دول هذا المجلس.
لكن الأخطر ما يتم تداوله الآن من مخطط لوحدة ما بين السعودية والبحرين، وكأن البحرين نسيت أطماع النظام السعودي التوسعية منذ بداياته، ونسيت أساليب المكر والإحتيال التي تتخذها في سبيل هذا التوسع، فقد بدأ النظام السعودي أول توسع له حين أحتل العينية عندما أستنجد حاكمها بآل سعود من أجل حمايته من الأخطار المحدقة به فأسرعوا له لا كمنجدين بل كمحتلين فما أن سيطروا على العينية حتى قاموا بمحاصرة قصر حاكمها وقتله وضم بلاده لإمارتهم، وحين أستنجد حكام عسير الأدارسة بالملك عبد العزيز آل سعود لحمايتهم من شريف مكة والأئمة في اليمن، كانوا كما قال الشاعر كالمستجير من الرمضاء بالنار، فما أن وقع الملك عبدالعزيز مع الأدارسة معاهدة الحماية وحسن الجوار! عام ١٩٢١ حتى سارع بإحتلالها وضمها للسعودية ووصل به إجبار من هرب من الإدارسة على العودة الى عسير بالقوة حيث أقتضى مع حسن الجوار حسن الضيافة أيضا ولكن على الطريقة السعودية حيث قدمت لهم القهوة المسمومة ليموتوا الواحد بعد الآخر وهل تسمع لهم منذ زمن حسيسا ؟.
وحين ضموا واحات البريمي الإماراتية الى السعودية، ضموها بكبشة خراف دفعت ثمنها شركة أرامكو والتي أشتروا بها ذمة سكان هذا الواحات حيث كانوا يبصمون على عرائض الولاء للنظام السعودي بعد أن تشبع البطون.
والأعجب ولا أعتقد بأن حكام البحرين نسوا ذلك، وهو أن النظام السعودي هو الذي شرد آل خليفة من الزبارة في قطر الى البحرين حيث يحكمون الآن، فإلى أين المفر بعد ذلك .. هذا في حالة أن تنازل النظام السعودي عن حسن الضيافة!.
من حق البحرين أن تحمي نفسها وأن تتحد مع من تشاء، ولكن عليها أن تحسن الإختيار والأفضل أن تتحد مع دول الخليج الأخرى كقطر وعمان والإمارات والكويت، فهي دول قريبة منها وعلى "قدها" ولا تملك أطماعا في دول الجوار مثل السعودية، مع أن جميع الدول الخليجية بما فيها السعودية هي محميات أمريكية وتبحث عن من يحميها في ظل قلقها من تقصير أمريكيا معها في الآونة الأخيرة، حيث أضطرت السعودية للإستنجاد بمرتزقة من الأردن من أجل حماية البحرين، إذن ما قيمة هذا الإتحاد السعودي البحريني لو أفترضنا حسن نية النظام السعودي؟
أن أكبر قهر وظلم تعرضت له الشعوب العربية من حكامها أنها لم توفر له الوسائل التي تحمي أنفسها بها من أي عدوان طارئ، لا سامحهم الله من حكام.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment