Tuesday, May 8, 2012

بيت الله الحرام يصبح مصيدة لضيوف الرحمن

بيت الله الحرام يصبح مصيدة لضيوف الرحمن محمد الوليدي بداية لم أر أكبر من جريمة إستخدام بيت الله الحرام كمصيدة لمعارضي النظام السعودي، ولم أر أحط من هكذا نظام يرتكب هذا العمل الخسيس في حق ضيوف الرحمن الذين جاؤوا يتقربون لربهم عز وجل بحج أو عمرة أو زيارة ثم يلاقون هذا المصير. فها هي تتكشف الخطوط العريضة في قضية المحامي المصري والناشط الحقوقي أحمد الجيزاوي مع النظام السعودي الذي حاول زجه في قضية مخدرات وهو قادم مع زوجته لتأدية العمرة وذلك لخلاف سابق معه حين رافع عن مصريين في السعودية، وإنكشاف هذه الخطوط هو بتأكد مطار القاهرة بأن المغدور به لا يحمل أي ممنوعات وأنه وزوجته لا يحملا أكثر من حقيبتين ( كمية المخدرات المعلن عنها تحتاج لبرميل وليس لحقيبتين - واحد وعشرون ألف حبة مخدرة)، تخيلوا معي رجل قانون يحمل هذه الكمية الكبيرة من مطار دولي الى مطار دولي آخر وهو أعرف الناس بالحكم الذي يتلقاه من يحمل هكذا كمية في حالة إنكشافه في الدولة المسافر اليها! ، ثم عودة زوجته دون توجيه أي سؤال واحد لها عن حيثيات حمل زوجها هذه الكمية من المخدرات ولم تتعرض لأي إستجواب من وصولها وحتى خروجها ( شرعا وقانونا لا بد من إستجواب مرافق حامل المخدرات فقد تعين إفادته في التحقيق وقد يكون شريكا، وهذا يدل بأنه وحده المطلوب وأن أمره قد بيت بليل وبغباء مستفحل. من حظ هذا المحامي المصري أن من خطط لتوريطه في هكذا قضية غبي جدا وربما راعي إبل أحمق، أو لعل الله أراد أن يكشف للأمة أي غبن يتعرض له بيته عز وجل الذي وعد أن يكون آمنا لضيوفه جل جلاله. ثم جاءت غضبة الشارع المصري والتي جاءت بعد يقين أن مواطنها وقع ضحية ظلم بيّن، والكارثة أن ردة الفعل السعودية أشعلت المزيد من الغضب وهذا ليس في مصلحة النظام السعودي الذي تكلف كثيرا في سبيل تهدئته في محاكمة حسني مبارك أو وقوفها عن الحد الذي وقفت عنده دون أن تصل الى إنكشاف الأوراق التي لعب بها النظام السعودي ومبارك على مدى عقود مضت. ليست هذه الجريمة سابقة في تصيد معارضي النظام السعودي من ضيوف الرحمن فالمخابرات السعودية وشقيقتها المخابرات الأمريكية سبق وأن أعتقلتا العديد من المطلوبين لديهما وهم بملابس إحرامهم ومنهم من جعلوا ملابس إحرامه كفنا له، كما وسبق وأن أعدم الملك عبد العزيز رسول عز الدين القسام رحمهما الله بتهمة إحداث فوضى في الحج وذلك حين نبه المسلمون ما تتعرض له فلسطين على أيدي الإنجليز واليهود، وفي الثلاثينات طرد الملك عبد العزيز وفد الخليل من مكة بعد أن سبهم وعنفهم وذلك لأن أهالي الخليل طردوا اليهود من مدينتهم!. الوضع يختلف الآن فقد وقع النظام السعودي مع شعب كان للتو قد كسر أصفاده، كما أن هذا النظام السعودي لم يقرأ التاريخ جيدا .. لم يقرأ أن حملة إبراهيم باشا المصرية قد أُجلت أكثر من مرة لكن حين تعرض بيت الله الحرام للخطر طوت هذه الحملة صحاري نجد حتى وصلت الدرعية وأدالتها فوق رؤوس أهلها وأنهت حكم آل سعود لعقود. ما يبقى الآن وهو الذي يجب يناقش بعد هذه الجريمة ومطلوب من كل علماء الأمة أن لا يتركوها تذهب سدى، وهو الى أي مدى أصبحت أهلية النظام السعودي لإدارة ليس بيت الله الحرام بل الحجاز كله.

No comments: