الجمعة, 17 يونيو 2011 11:49
محمد الوليدي
أسباب كثيرة تلك التي قيلت في أسباب طرد محمد دحلان منها ما ذكرتها قيادات فتح وقريب منها ما ذكره دحلان نفسه، وخاض الكتاب والمحللون في هذه الأسباب، ألا أن أحدا منهم لم يذكر السبب الحقيقي لطرده، ومنهم ياسر الزعاترة الذي أتحف الجزيرة. نت بمقال طويل قال فيه كل شيء الا السبب الحقيقي وراء طرده، ويبدو لي عن تعمد فمن مثله يعرف، كما يعرف دحلان نفسه، لكن عذر دحلان أنه ما أراد ان يعترف بإنتصار طارديه عليه، مع أنه لم يخف بغضه الشديد لهم في رسالته التي رد فيها على عباس في قضية الطرد والإحالة للمحاكمة.
الأسباب التي ذكرت هي أن دحلان قذف عباس وأولاده وسرق وقتل، لاحظوا مع أن القتل جاء في المؤخرة وكقضية ثانوية في أسباب الطرد، وقد يسقط لاحقا وربما تكون عقوبته "توبيخ" في القضاء السلطوي، أما قذف عباس وأولاده في المقدمة وأعتبر سببا رئيسيا لا تهاون فيه!، كما لاحظوا أن الخيانة المتلبس بها دحلان من رأسه وحتى أخمص قدميه لم تذكر، فأحمد الله أنهم يؤمنون بكلمة المسيح عليه السلام "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".
بالطبع أكثر محاكميه قتلوا وخانوا وسرقوا، ومنهم من قال أكثر في عباس وأولاده وما قذفوا بالطبع.
ثم لا يعقل التضحية بفرد أشترك معهم في جل المؤامرات والأسرار لأسباب تعتبر تافهة عندهم لو لم تكن هناك أسباب أهم وأخطر.
لقد كان عباس وسلطته ينتظرون ضياعا حقيقيا، فأمريكيا والغرب والصهاينة لديهم ما يشغلهم عنهم الآن، كما أنه أصبح في نظر أمريكيا والغرب غير مكفول الصلاحية، حاله كحال الزعماء العرب الذين أنكشفت أمورهم وبدأت شعوبهم الثورة عليهم، فالغرب يقف الآن مع من لديه رصيد شعبي على الأقل ليحاولوا أخذ المستطاع منه حسب مصالحهم.
كذلك الأنظمة العربية لم يعد يهمها عباس وقد تتخلى عنه كليا، ناهيك أن أهم نظام داعم لعباس قد سقط وهو نظام مبارك، والأنظمة العربية الأخرى لديها ما يشغلها الكثير عنه، فتضرعها الوحيد لباريها " اللهم حوالينا و لا علينا ، اللهم على الآكام و الأجام و الأوديه و منابت الشجر.. اللهم سلم " وحتما ليس لعباس الذي تعتبر الشعوب العربية أي تقرب منه، خيانة.
فالسلطة الفلسطينية تواجه مصيرا أسوأ بكثير من مصير منظمة التحرير الفلسطينية قبل التوقيع على إتفاقيات أوسلو ، وإذا كانت أوسلو هي التي أنقذت جيوب الثوار من الإفلاس على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته، فأن حركة حماس هي التي أنقذت السلطة وقدمت لعباس طود النجاة على طبق من ذهب بموافقتها على المصالحة.
ومحمد دحلان لم يكن سوى النطيحة التي قدمت ككبش فداء على مذبح المصالحة، فقد أشترطت حماس على عباس بعزله ومحاكمته، كأحد أثمان هذه المصالحة، المصالحة التي لم أفهمها بعد، فهل كانت حماس تقاطع الشعب الفلسطيني في الضفة لتصالحه الآن؟ وإذا كان لا، فإن المصالحة تكون مع تلك المجموعة ما غيرها، عباس وصحبه فقط، وهي المجموعة التي تتحكم في الشعب الفلسطيني ورأت منه المآسي تلو المآسي، وإذا كانت المصالحة مع هذه المجموعة، لماذا يتم تحريم التفاوض مع الصهاينة في حين يجوز ذلك مع عملاء الصهاينة .. ثم لماذا يعدم العملاء الصغار ويعطى العملاء الكبار صك البراءة.
ولا أدري هل سيصبحون ملائكة الآن دون محمد دحلان.
يقول أحد الشيوعيين لقد خفت على حماس بعد إستشهاد أسدها الرنتيسي رحمه الله، أما أنا فأخاف عليها الآن أكثر من أي وقت مضى.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment