Sunday, July 10, 2011

ترسيخ الضياع : أحمد جبريل مثالا

الثلاثاء, 14 يونيو 2011 13:59

محمد الوليدي

لم أنس يوم أن قدم لي صديق رسالة من والده كان قد أرسلها له، وقال لي أقرأها ولا تذكر لي السيء فيها.. وبعد أن قرأتها قلت له مزقها أفضل فكلها سوء، لقد بدأها والده بسب الذات الإلهية، وقلت له حينها والدك وجبهته الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، لن تحرر فلسطين، فوالده كان نائب زعيم هذه الجبهة.

تذكرت هذا وأنا أرى زعيم هذه الجبهة يذبح أبناء شعبه في مخيم اليرموك ليرضي النظام السوري المجرم، وقبلها بأيام أستخدمهم كأداة إبتزاز رخيصة لمصلحة النظام السوري الذي يواجه ما يواجهه الآن.

لست ضد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وبأي طريقة، لكني أرفض أن تستخدم "محاولات" عودتهم كأداة بتزاز في يد هذا النظام أو ذاك، ومن المعيب والدناءة أن يزج بهم في هكذا مصير، فاللاجئون الفلسطينون لم يقيموا على أرض سوريا دون أن يقبض النظام السوري الثمن على ذلك، وظل يقبض على مدى فترة طويلة مقابل السيطرة عليهم، فما معنى أن يستشرف الآن ويتذكرهم في ظل ما يواجهه من ظروف.

لكننا نلوم أكثر هذا الذي يدعي النضال في سبيل تحرير فلسطين، أحمد جبريل، والذي ينفذذ مؤامرات النظام السوري بحق أبناء الشعب الفلسطيني على أرض سوريا، ولقد سبق لهذا المأجور أن قصف أبناء شعبه في المخيمات في لبنان ليرضي ولي نعمته آنذاك حافظ الأسد، بل وأودى بحياة إبنه في إحدى مهمات الإرتزاق التي أنشأ منظمته من أجلها، فقد عرفه العالم بندقية للإيجار لدى النظام السوري والأيراني والليبي، أما فلسطين التي يأكل بإسمها فلم ينالها منه سوى ذبح أبنائها وحرفهم عن مهماتهم الوطنية ليرضي هذا الطرف أو ذاك، وهناك من يتحدث عن إرساله ألف فلسطيني الى ليبيا والزج بهم كحطب في نيران حرب إنتحارية قذرة يقودها القذافي من باطن الأرض في محاولة أخيرة لإنقاذ عرشه.

أن مأساة الشعب الفلسطيني أن كثيرا منهم لا زال يضع الآمال بقيادات مكشوفة، أضاعته وشتته في سبيل مصالحها الرخيصة، قيادات أجيرة ومرتزقة، سلاحها للإيجار ومبادئها للإيجار، عبيد لغيرهم، والعبد الذي لا يستطيع تحرير نفسه لا يمكنه تحرير ذرة تراب من فلسطين، وقديما قيل لعنترة: كر يا عنترة، فقال: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلب والصر، فقال له أبوه: كر وأنت حر.

أما فلسطين فلا نصيب لها عندهم، سوى تسجيل إسمها في بياناتهم الثورية وتذويب من يفكر حقا بتحريرها في برك الأسيد، وكأنهم لم يكتفوا بالذي فعله الذين أضاعوا فلسطين، فأستمروا على نهجهم ورسخوا الضياع بأبشع ما يكون.

No comments: