السبت, 12 مارس 2011 09:48
السوط الشرعي على مؤخرة الحلبي
محمد الوليدي
ربما لا يدري المدعو علي الحلبي أنه بمواقفه الأخيرة وإصراره عليها قد ذهب بعيدا بحيث لا يحتاج للمزيد من الردود أو النقاش أكثر مما جرى، فقد أثبت بأنه ليس عالم دين حاول الإجتهاد وفشل، فما يبدو أن الرجل يأكل بدينه وبهذا يكون أسوأ من التي تأكل بثديها، ولا يمكن أن يقنعنا أن أحدا - من الذين لا ضمير لهم - يمكن أن يقف مع مجنون سفاح بغيض دون ثمن، فحال الحلبي إذن كحال المرتزقة من الأفارقة العبيد الذين ألتجأ لهم القذافي في محاولة أخيرة لتركيع هذا الشعب الذي صبر عليه أكثر من أربعين عاما، وعلى هذا لا بد من التحقيق في ثروة هذا الحلبي وتتبع حساباته ومعرفة مصدرها، كما لا بد من إشراكه في جرائم القذافي في شعبه حيث أن الحلبي ممن أعانه بالقول وبإسم الدين، كما يمكن لمواطني الأردن العاملين في ليبيا والذين عانوا الأمرين قبل أن يغادروها مقاضاة هذا الحلبي.
وشعبنا في الأردن الذي أجبر أحد النواب على الإعتذار عن ما بدر منهم من إهانات; عليه عدم ترك من هو أسوأ من هذا النائب بكثير وهو هذا الحلبي الذي أهان الشرع الحنيف حين دلس وخان الأمانة في ما بيّنه الشرع في ظروف كهذه ، كما على إتحاد علماء المسلمين لجم هذا الحلبي والحجر عليه وتحميله الإعانة على دماء الأمة التي تراق الآن; خاصة أنه فعل ما فعل بإسم الدين ..
فبإسم هذا الدين وقف الحلبي مع القذافي الذي تلاعب بكلام الله المنزل، حين شطب كل كلمة "قل" من القرآن الكريم لأنها حسب قوله تخص الرسول صلى الله عليه وسلم ولا داعي لها الآن، وأنكر السنة النبوية وأعتبر أتباعها مشركون وعبدة أصنام، وأن الكعبة آخر أصنام الجاهلية، وأعتبر الشريعة الإسلامية من القوانين الوضعية كقانون نابليون والقوانين اليونانية، وطعن في الأنبياء فقال عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ساعي بريد ودعوته للعرب فقط، وعن يعقوب عليه السلام وعائلته بأنها عائلة منحطة ومنافقة، وأدعى النبوة، حيث قال"وما من نبي إلا ورعى الغنم" للكاتبة الأيطالية ميريلا بيانكو حينما سألته عما اذا رعى الغنم في حياته، وذلك في كتابها "القذافي رسول الصحراء"،
وبدّل القبلة عام ١٩٩٧ فأجبر حجاج ليبيا على الحج الى القدس المحتلة لأنها أولى القبلتين ، ووضع كتابه الأخضر محل الشريعة الإسلامية والذي سماه بالنظرية العالمية الثالثة وقال بأن هذا الكتاب هو "إنجيل العصر الحديث" وأن هذه النظرية "ستجعل لنا دينا" وقال في كتابه الأخضر: أن جمهور كرة القدم أحمق لأنه يكتفي بالتفرج على اللاعبين دون ان يشاركهم اللعب، وقال فيه أيضا " الرجل ذكر والمرأة أنثى والمرأة تحيض والرجل لا يحيض ..." خيبك الله يا حلبي.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع القذافي الذي أستباح دم الشعب الليبي، ما يقرب من ألف ومئتي سجين قتلهم بدم بارد في سجن "ابو سليم" ورفض تسليم جثامينهم لذويهم حتى يومنا هذا، وأعدم كل الليبيين الذين عادوا من الجهاد في أفغانستان، والكثير ممن كشف أن عندهم إنتماء إسلاميا، كما وأمر بتفجير طائرة ليبية قتل فيها مائة وسبعة وخمسون ليبيا عام ١٩٩٢ فوق بنغازي وأمر بحقن أربعمائة طفل بفيروس الأيدز عام ١٩٩٧ فقط كي يلصق تلك التهمتين بالغرب ويقايض بهم ضحايا تفجيره لطائرة لوكربي الذي أجبره الغرب على دفع بلايين الدولارات ثمن حماقته هذه، كما كان وراء قتل وإخفاء وسجن وتشريد مئات الألوف من أبناء الشعب الليبي على مدى أكثر من أربعين عاما.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من ساوى بين المجرم والضحية في قضية فلسطين في مشروعه "إسراطين"، كما دعا صراحة إلى إدخال الكيان الصهيوني لجامعة الدول العربية، ناهيك عن جذوره اليهودية التي أكدها الشيخ عبد الله عزام رحمه الله، وجاك تايلر في كتابه "أوراق الموساد المفقودة"، أيضا مقابلة مع بعض إقربائه اليهود على إحدى محطات التلفزة الصهيونية، ناهيك عن علاقاته الوطيدة مع العديد من الأسر اليهودية كعائلة روكفلر وموشي ديفد زعيم "حركة أبناء الرب" التي يتبرع لها القذافي بسخاء ، وتاجر السلاح يعقوب نمرودي وغيرهم، والساعدي القذافي الذي يتمسح بالدين الآن سبق وأن كشف عن إسمه في صفقة مخدرات مع أحد أبناء عائلة روكفلر، وعلاقة العشق أيضا التي بين سيف الإسلام والممثلة الصهيونية أورلي وينرمان التي حاول الزواج منها، ناهيك عن فضائحهم الأخرى التي بدأت تتكشف عند قرب سقوط نظامهم.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من بذر ثروات الشعب الليبي، مئات البلايين بذرها على مدى أكثر من أربعين عاما والتي لو وزعت على الشعب الليبي بحق لكانوا أغنى شعوب الأرض قاطبة، في حين يعيش أكثر أبناء هذا الشعب في فقر مدقع وكثيرا منهم بلا بيوت ودون بنية تحتية ويفتقدون الحد الأدنى من الرعاية الصحية ، وبذر هذه الثروات في مشاريع غبية كمشروعه النهر العظيم الذي كلف أكثر من ثلاثين بليون دولار و غيرها من المشاريع، بل الأموال التي بددها في ورق كتابه الأخضر تبني بيت لكل من لا بيت له من أبناء الشعب الليبي، أذكر أني طلبت منه نسخة فأرسلوا لي بعشر نسخ، كما بذر هذه الثروات على ملذاته وملذات أسرته، وبذرها في حروب ونزاعات لا جمل ولا ناقة فيها للشعب الليبي في تشاد والنيجر والسودان ومالي والكونجو ودعم الجيش الجمهوري الايرلندي.
في منتصف الثمانينات وصل به بعد خلاف مع الأردن أن يأمر بوضع قنابل على أشكال لعب في بعض مناطق الأردن واعتقد حينذاك قام بإحراق السفارة الأردنية في طرابلس، أعرف أسرة فقدت خمسة من أولادها بسبب إحدى هذه القنابل وهي عائلة أبو جخيدب، كنت صغيرا آنذاك لكني لن أنسى ما حييت رد أم هؤلاء الأطفال المكلومة على قاضي القضاة حين جاء معزيا " أعطاني الله أياهم وأخذهم فلا أعتراض على حكمه"...
سألتك بالله العلي العظيم يا حلبي لو كنت في موضع هذه الأم; أستقف موقفك نفسه من القذافي؟
هذا السفيه يا حلبي لا يستنبط الحكم الشرعي فيه من باب حكم الأئمة وولاة الأمور وخروج البغاة عليهم; بل يستنبط من طريقة تعامل الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع المرتدين، ومن طريقة تعامل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، ومن طريقة تعامل البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع "الحشاشين"..
ولا بارك الله فيك يا حلبي.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment