أبشع من الفاشيست وأحقر من غراتسياني
محمد الوليدي
عندما استمعت لبعض خطاب هذا المجنون معمر القذافي: "دقت ساعة العمل.. دقت ساحة الزحف .. دقت ساعة الانتصار .. لا رجوع .. الى الامام .. الى الأمام .. الى الأمام .. ثورة ..ثورة "،وكأنه ذاهب لفتح روما; خفت من شيء واحد وهو ان يدخل هذا الحقير الجنة، لأنه في الأثر الشريف:"رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل".
اسأل الله عز وجل ان يكون من المخلدين في جهنم هو ومن لف لفيفه.
ما أبشع هذا العالم، كيف ترك سبعة ملايين من البشر تحت كنف مجنون على مدى أكثر من أربعين عاما، أين مؤسساته التي تدعي التحضر والمدنية والتي صمتت كل هذا الوقت من أجل مصالحها الضيقة، في حين كانت تطلب حتى من الطير الطائر شهادة حسن سيرة وسلوك فيما إذا أراد الدخول إلى أراضيها.
ومن أي طينة عُجن دستور جامعة الدول العربية التي احتضنته وطبطبت على ظهره كل هذا الوقت وأتخذته كأحد أساطينها؟ ! ولماذا لا؟
فلا أدري ان كان من قبيل المصادفة أن يكون أول أمين عام لجامعة الدول العربية وأحد أهم الذين وضعوا دستورها عبد الرحمن عزام; قد كوفئ بهذا المنصب من قبل بريطانيا بسبب نجاحه في نكبة الشعب الليبي الأولى، حين أحدث الأنشقاق الأكبر في ثورة الشهيد البطل عمر المختار، والذي لم يكتف بهذا بل استدعى عزام هذا القائد العظيم الى مصر بحجة أنه جمع له سلاحا وأنه لن يسلمه إلا له شخصيا، وعندما وصل القائد عمرالمختار مصر، حاصره عبد الرحمن عزام لأكثرمن أسبوع طالبا منه إلقاء السلاح مدعيا له بأنه كذب عليه في قضية السلاح رأفة بشيخوخته وأنه يريد له أن يعيش ما تبقى من حياته في مصر- مقارب لعرض الفاشيست على هذا القائد العظيم- فرد عليه عمر المختار بأن الأعمار بيد الله وأنه إن كان هناك بقية من عمر فأنه يفضل ان يمضيها في الجهاد،وغادر دون سلاح.
يا شعب مصر أنتم أسيادنا الآن وقادة المرحلة فلا تتركوا ثورتكم تنتهي دون سحق هذه الجامعة التي ولدت حراما وعاشت لقيطة وزانية، فلتمت رجما.
أيضا كيف قبلت به منظمة العالم الإسلامي كل هذا الوقت ، أعلم أن ميلادها لا يختلف كثيرا عن ميلاد جامعة الدول العربية، فهي منظمة كل شيء إلا الإسلامية ، فرجل مجنون حده أن يكون مربطا بالجنازير في مصحة نفسية يصبح حاكما ومؤتمنا على سبعة ملايين نفس لدى هذه المنظمة.
لا تتركوا الشعب الليبي وحيدا، فلقد تضامن الحكام العرب مع بعضهم البعض وحتى مع هذا المجنون تضامنوا، فلماذا لا تتضامن الشعوب مع بعضها البعض، فكيف يظل هذا الشعب الأعزل في مواجهة مجنون مسلح بكل شيء ولن يتورع في إستخدام أي سلاح ضد الشعب ، بل أحضر لهم مرتزقة أفارقة من أكلة لحوم البشر! من أجل سحق هذا الشعب الذي صبرعليه صبر أيوب، لقد أثبت بأنه أبشع من الفاشيست وأحقر من غراتسياني الشهير بدمويته في قمع الشعب الليبي حين كان يناضل ضد الفاشيست في العشرينات والثلاثينات، وكانت حكمته عبارة ميكافيللي في كتاب الأمير "كي يحتفظ الأمير بهيبته عليه ألا يعبأ بعار القسوة".
وقد سبق لهذا المجنون أنه رفض تسليم أشلاء ألف ومئتي شهيد الى ذويهم وهم الشهداء الذين أمر بقتلهم بدم بارد في سجن أبو سليم عام ١٩٩٦.
لا تتركوا الشعب الليبي وحيدا ولا تخذلوه حتى لا يسجل التاريخ عليكم أنكم خذلتموه مرتين، فلم ير في المرة الأولى سوى التآمر من أمثال عبد الرحمن عزام وبعض الأنظمة العربية آنذاك، حيث تُركوا يموتون جوعا وعطشا في الصحاري بعد ان نفذ سلاحهم في حربهم الطويلة مع الفاشيست.
لا تتركوا الشعب الليبي وحيدا في مواجهة هذا المجنون المسلح بكل شيء إلا العقل ولن يتورع عن إرتكاب أي جريمة قبل ان ينتحر.
اللهم فأشهد بأني قد بلغت.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment