الجمعة, 29 أبريل 2011 11:47
محمد الوليدي
من منا لم يذهل وهو يشاهد المقابلة التي أجرتها قناة المحور الفضائية مع أحد أبطال الأمة; أيمن محمد حسن، هذا البطل الذي حرر سيناء بحق وجزء من النقب لمدة ساعات عام ١٩٩٠ولقن الصهاينة درسا لن ينسوه، وفضح زيف الكذبة الكبرى "جيش إسرائيل الذي لا يقهر"، حين صرع كل من واجهه حتى قتل واحد وعشرون ضابطا وجنديا صهيونيا وجرح مثلهم، فعل ذلك ببندقية وستمائة رصاصة، لم يملك مدفعا ولا دبابة ولا غطاء جوي، كان راجلا على قدميه والتي أرفع من هامات كثيرا من جنرلات العرب، ومع ذلك حتى قدميه أنذرهما: " عند وصولي للحدود الاسرائيليه ارتعشت رجلي اليسرى كلمتها قلتلها هتثبتي معايا اثبتي والا هقطعك ونطقت الشهاده ".
وحين عاد من عمليته البطولية منحه حسني مبارك وساما; حكم بالسجن لعشر سنوات مع أشغال شاقة، وربما شاء قتله لولا الخوف من تكرار فضيحة قتل البطل الشهيد سليمان خاطر، ولم يكتف مبارك بسجنه بل لاحقه بعد السجن عبر مخابراته بتضييق كل السبل في طريقه من أجل عيش كريم و لحمل هذا البطل على الإتجار بالمخدرات من أجل تشويه سمعته، لكن هذا البطل أبى وفضل شغف العيش على أن يلوث تاريخه الناصع بالطهارة والعزة والكرامة، فعمل سباكا.
كان بودي لو رأيتك أن أقبل يدك وجبينك وأقول لك: يحق لك أن تأخذ الجزية من كل عواصم العرب ولا منّة من أحد عليك.
ليس هذا البطل وحده من عانى الجحود، فحتى أسرة سليمان خاطر عانت الجحود بعد أستشهاده، أيضا أسرة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز لا نستبعد أنها لاقت نفس المصير خاصة إذا ما عرفنا أن قاتل هذا البطل وهو صلاح سالم ترفع بعد جريمته من صاغ الى أرفع المناصب في مصر.
ليس في مصر وحدها يلاقي الأبطال هذا المصير، فخالد أبو أصبع أحد أبطال العملية الشهيرة التي قادتها دلال المغربي، أنتهى به المطاف بائعا متجولا للمثلجات ومن ثم سائق سيارة أجرة.
ناهيك عن أبطال الأردن; البطل أحمد الدقامسه والذي لا زال خلف القضبان في وطنه، كذلك البطل سلطان العجلوني فحتى الآن معاناته لم تنتهي وإن أطلق سراحه.
بعد مضي فترة على إنتهاء الثورة الجزائرية، أراد أحد الباحثين مقابلة رموز الثورة الجزائرية الذين شغلوا العالم ببطولاتهم وقتها، فذهب هذا الباحث لمسؤول جزائري على معرفة بهم، وطلب مقابلتهم، فبشره المسؤول بأن خمسة منهم يتواجدون في مكان واحد لحسن حظه،
وكم كانت صدمة الباحث حين أخذه المسؤول لسوق الخضار وأخذ يشير إلى عرباتهم واحدا .. واحدا...
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment