نزار قباني يخاطب جموع الثوار في سوريا
يا أهل الشام
يا احفاد العظمة وسليمان الحلبي
يا احفاد عز الدين القسام
يا شعبا وإن أغمض عينيه قليلا
لكنه لا ينام
يا شعبا وإن أنحنى قليلا
لا يرضى إلا وأن تكون
خطوته الأخيرة فوق الغمام
لم يبق شيئا لهذا الشعوبي
لهذا الدموي
لهذا السادي
جوعكم نصف قرن
وما اعطاكم سوى الكلام
أكل أكبادكم نصف قرن
تحت جنح الظلام
باعكم بالمجان
وباع الجولان
ولا زال يقبض بالتقسيط
ثمن الأسكندرون
باع الإرث الأموي
وفسيفساء الكنائس في ماردين
ومآذن أنطاكية ودموع العاصي
وسجادة المسجد الأموي
طعن الوجه السوري الجميل
وتركه ينزف على موائد اللئام
أنتم من غير التاريخ
وأنتم من رفع الراية الأموية
وأنتم من دفن التتار
أنتم الذين من أجل صرخة أمرأة
أدلتم عمورية
كيف تصرخ آلاف النساء في درعا
وحلب وحمص وبانياس
ويترك لوحده هذا الغلام
يا أسياد المرحلة
ما من عصر إلا ويزينه الشام
وما من موقعة إلا ويرفع رايتها الشام
وما من نصر إلا ويؤزره الشام
وما من ضيم إلا وينتخي له الشام
فكيف بعد هذا التاريخ يُضام
كيف يستأسد عليه صبيا جبان
كيف يسرقه من هذا العنفوان
من هذا السمو ويرقد بسلام؟
Thursday, April 28, 2011
النصيريون يستفردون بالشعب السوري
الثلاثاء, 26 أبريل 2011
محمد الوليدي
الشعب السوري يواجه الآن مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه بدأها بعد صبر طويل، وما أخطر التراجع عنها أو التراخي، لأن ذلك سيقود للإنتقام وبأسوأ ما كان من قبل هذه الطغمة النصيرية الحاكمة التي ما رقبت يوما في هذا الشعب ذمة ولا ضميرا.
وكي لا تتكرر مجزرة العصر; مجزرة "حماة" التي شنق فيها النصيرون مدينة مسلمة عام ١٩٨٢ والعرب تتفرج .. كي لا تتكرر في مدينة أو قرية أخرى، على الشعب السوري أن يقوم قومة رجل واحد ويضربوا هذه الطغمة الحاكمة، فحينها سيعطون الفرصة لخروج المسلمين من العرب والأكراد والمسيحيين وبقية شرفاء سوريا من المؤسسات العسكرية والأمنية كي ينهار هذا النظام تماما، لتبدأ ساعة الحساب ليس من النظام وحده بل من النصييريين ككل.
لأنهم أثبتوا أن مقامهم على أرض سوريا هو غاية الخطر على الشعب السوري، بعد أن تكرر غدرهم في كل زمان منذ ظهور نحلتهم، فغدروا بالمسلمين وطعنوهم من الخلف بوقوفهم مع الحملات الصليبية، وغدروا برجال الدولة العثمانية والذين عاملوهم بحسن نية إعتقادا بأن هذه الفرقة على الإسلام، وغدروا بالأكراد في سوريا، وغدروا بالشعب السوري حين تعاونوا مع الفرنسيين عندما أحتلوا سوريا، وها هي لا زالت تقبض على أعناق الشعب السوري بدعم من الصهاينة والغرب على مدى نصف قرن والذين صنعوا منهم أبطالا على ورق للضحك على ذقون العرب، الذين صدقوا هذه الكذبة الكبرى، وبهذا ثبّتوهم على صدور الشعب السوري، حتى قرر الشعب السوري أخيرا إزالتهم، لأنهم دوما كانوا خنجرا في خاصرة الشعب السوري.
أما وقوف أيران مع هذه الطغمة الحاكمة ضد الشعب السوري فحتما ستخسرها بقية تعاطف معها في العالم العربي.
كما لا يمكن لأيران أن تجعل من أحداث البحرين وموقف السعودية منها، حجة لها في الوقوف مع نصيري سوريا ضد أهل السنة فيها، فالنظام السعودي معني بحماية كل الأنظمة العربية من شعوبها سنة كانوا أو شيعة، بما فيها النظام الليبي الذي تعاديه عداء شديدا، وكل هذا حتى لا يجرفه تيار الثورات هو الآخر.
فالنظام السعودي يعنيه بقاء حكم النصيريين في سوريا والذي تم تطويعهم منذ عشرات السنين ليدوروا في الفلك السعودي، ناهيك عن مصاهرتهم للنصيريين، فالملك السعودي عبد الله متزوج من نصيرية وهو عديل رفعت الآسد والذي يفتش له عن دور هو الآخر في سوريا الآن، بدلا من أن يحاكم على إرتكاب جرائم إبادة بحق الشعب السوري.
فالحكام العرب لا يفرقون بين سنة وشيعة حين يتعلق الأمر بعروشهم، وليت أيران تعامل السنة فيها كما يعامل الحكام العرب الشيعة في بلدانهم.
لكن ما يفعله النصيريون مع الشعب السوري يفوق كل وصف، ظلم لا مثيل له، قتل وسجن الموت أرحم منه، وإنتهاك كل محرم، ونهب بلا حدود للشعب السوري، هذا هو تاريخ هذه النحلة على مدى نصف قرن تحكمت فيه بالشعب السوري.
فحتى الصهاينة لم يفعلوا مع الشعب الفلسطيني مثل ما فعله النصيربون مع الشعب السوري، حتى أن المجرم الصهيوني شارون قال" أنا لم أفعل مع الفلسطينيين مثل ما فعل حافظ أسد مع حماة"
وبالطبع لم يفعل هذا المجرم مثل ما فعله النصيريون في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومنها مخيم تل الزعتر حين حاصروه لأشهر حتى مات العديد من أبناء المخيم جوعا وعطشا، بل وضعوا قناصتهم قرب آبار المياه لمن تسوله نفسه للحصول على شربة ماء، وحتى مذبحة صبرا وشاتيلا كان لهم فيها دور، ألم يكن حبيب شرتوني قاتل بشير الجميل، مخابرات سورية والذي أعطى العذر للكتائب والصهاينة لإرتكاب هذه المذابح.
ولكن يظل ما فعلوه في حماة الأشد سوادا في تاريخهم الدموي، ذبحوا المسلمين في المساجد، وكانوا يحرقون لحى الشيوخ بالنار ثم يضرمون النيران فيهم، قتلوا أسر بأكملها مع أن تعليمات سن القتل لديهم ما بين الخامسة عشر عاما والخامسة والسبعين عاما، وإمعانا في السادية كانوا يدفنون الجرحى وهم أحياء دون أن يمنحوهم رصاصة الرحمة، وكانوا يغتصبون النساء والفتيات أمام ذويهن، وحتى الأطفال والذكور ما نجوا من الإغتصاب من قبل هذه الفرقة الشاذة، لقد أغلقوا حماه وأستباحوها بالكامل، تماما مثل ما فعل فيها إخوتهم القرامطة عام ٩٠٤م، ومع ذلك لم يعرف حتى الآن ما جرى فيها تماما، أو كم ضحاياها مع أن هناك إحصائية تقول بأنهم يبلغون أكثر من ثلاثين الف شهيدا.
وقد يجري الآن ما جرى في حماة، فمن يدري، لا وسائل إعلام مسموح بها، ولا أحد يجرؤ على قول الحقيقة من الداخل، فكل شيء في يد هذه الفرقة النصيرية من وسائل إعلام ومؤسسات عسكرية وأمنية وأخيرا فرق الموت التي باتت تعرف بفرق "الشبيحة" التي تجوب شوارع سوريا لإرهاب الشعب السوري.
أنني على يقين أنهم هذه المرة سجلوا نهايتهم بأيديهم بغباء مستفحل، ولتكن لهم في "الحشاشين" عبرة، عندما أبادهم البطل صلاح الدين الأيوبي، ولتكن لهم عبرة في القرامطة الذين أبادهم الخليفة العباسي المكتفي بسبب مجازرهم في حماة أيضا.
محمد الوليدي
الشعب السوري يواجه الآن مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه بدأها بعد صبر طويل، وما أخطر التراجع عنها أو التراخي، لأن ذلك سيقود للإنتقام وبأسوأ ما كان من قبل هذه الطغمة النصيرية الحاكمة التي ما رقبت يوما في هذا الشعب ذمة ولا ضميرا.
وكي لا تتكرر مجزرة العصر; مجزرة "حماة" التي شنق فيها النصيرون مدينة مسلمة عام ١٩٨٢ والعرب تتفرج .. كي لا تتكرر في مدينة أو قرية أخرى، على الشعب السوري أن يقوم قومة رجل واحد ويضربوا هذه الطغمة الحاكمة، فحينها سيعطون الفرصة لخروج المسلمين من العرب والأكراد والمسيحيين وبقية شرفاء سوريا من المؤسسات العسكرية والأمنية كي ينهار هذا النظام تماما، لتبدأ ساعة الحساب ليس من النظام وحده بل من النصييريين ككل.
لأنهم أثبتوا أن مقامهم على أرض سوريا هو غاية الخطر على الشعب السوري، بعد أن تكرر غدرهم في كل زمان منذ ظهور نحلتهم، فغدروا بالمسلمين وطعنوهم من الخلف بوقوفهم مع الحملات الصليبية، وغدروا برجال الدولة العثمانية والذين عاملوهم بحسن نية إعتقادا بأن هذه الفرقة على الإسلام، وغدروا بالأكراد في سوريا، وغدروا بالشعب السوري حين تعاونوا مع الفرنسيين عندما أحتلوا سوريا، وها هي لا زالت تقبض على أعناق الشعب السوري بدعم من الصهاينة والغرب على مدى نصف قرن والذين صنعوا منهم أبطالا على ورق للضحك على ذقون العرب، الذين صدقوا هذه الكذبة الكبرى، وبهذا ثبّتوهم على صدور الشعب السوري، حتى قرر الشعب السوري أخيرا إزالتهم، لأنهم دوما كانوا خنجرا في خاصرة الشعب السوري.
أما وقوف أيران مع هذه الطغمة الحاكمة ضد الشعب السوري فحتما ستخسرها بقية تعاطف معها في العالم العربي.
كما لا يمكن لأيران أن تجعل من أحداث البحرين وموقف السعودية منها، حجة لها في الوقوف مع نصيري سوريا ضد أهل السنة فيها، فالنظام السعودي معني بحماية كل الأنظمة العربية من شعوبها سنة كانوا أو شيعة، بما فيها النظام الليبي الذي تعاديه عداء شديدا، وكل هذا حتى لا يجرفه تيار الثورات هو الآخر.
فالنظام السعودي يعنيه بقاء حكم النصيريين في سوريا والذي تم تطويعهم منذ عشرات السنين ليدوروا في الفلك السعودي، ناهيك عن مصاهرتهم للنصيريين، فالملك السعودي عبد الله متزوج من نصيرية وهو عديل رفعت الآسد والذي يفتش له عن دور هو الآخر في سوريا الآن، بدلا من أن يحاكم على إرتكاب جرائم إبادة بحق الشعب السوري.
فالحكام العرب لا يفرقون بين سنة وشيعة حين يتعلق الأمر بعروشهم، وليت أيران تعامل السنة فيها كما يعامل الحكام العرب الشيعة في بلدانهم.
لكن ما يفعله النصيريون مع الشعب السوري يفوق كل وصف، ظلم لا مثيل له، قتل وسجن الموت أرحم منه، وإنتهاك كل محرم، ونهب بلا حدود للشعب السوري، هذا هو تاريخ هذه النحلة على مدى نصف قرن تحكمت فيه بالشعب السوري.
فحتى الصهاينة لم يفعلوا مع الشعب الفلسطيني مثل ما فعله النصيربون مع الشعب السوري، حتى أن المجرم الصهيوني شارون قال" أنا لم أفعل مع الفلسطينيين مثل ما فعل حافظ أسد مع حماة"
وبالطبع لم يفعل هذا المجرم مثل ما فعله النصيريون في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومنها مخيم تل الزعتر حين حاصروه لأشهر حتى مات العديد من أبناء المخيم جوعا وعطشا، بل وضعوا قناصتهم قرب آبار المياه لمن تسوله نفسه للحصول على شربة ماء، وحتى مذبحة صبرا وشاتيلا كان لهم فيها دور، ألم يكن حبيب شرتوني قاتل بشير الجميل، مخابرات سورية والذي أعطى العذر للكتائب والصهاينة لإرتكاب هذه المذابح.
ولكن يظل ما فعلوه في حماة الأشد سوادا في تاريخهم الدموي، ذبحوا المسلمين في المساجد، وكانوا يحرقون لحى الشيوخ بالنار ثم يضرمون النيران فيهم، قتلوا أسر بأكملها مع أن تعليمات سن القتل لديهم ما بين الخامسة عشر عاما والخامسة والسبعين عاما، وإمعانا في السادية كانوا يدفنون الجرحى وهم أحياء دون أن يمنحوهم رصاصة الرحمة، وكانوا يغتصبون النساء والفتيات أمام ذويهن، وحتى الأطفال والذكور ما نجوا من الإغتصاب من قبل هذه الفرقة الشاذة، لقد أغلقوا حماه وأستباحوها بالكامل، تماما مثل ما فعل فيها إخوتهم القرامطة عام ٩٠٤م، ومع ذلك لم يعرف حتى الآن ما جرى فيها تماما، أو كم ضحاياها مع أن هناك إحصائية تقول بأنهم يبلغون أكثر من ثلاثين الف شهيدا.
وقد يجري الآن ما جرى في حماة، فمن يدري، لا وسائل إعلام مسموح بها، ولا أحد يجرؤ على قول الحقيقة من الداخل، فكل شيء في يد هذه الفرقة النصيرية من وسائل إعلام ومؤسسات عسكرية وأمنية وأخيرا فرق الموت التي باتت تعرف بفرق "الشبيحة" التي تجوب شوارع سوريا لإرهاب الشعب السوري.
أنني على يقين أنهم هذه المرة سجلوا نهايتهم بأيديهم بغباء مستفحل، ولتكن لهم في "الحشاشين" عبرة، عندما أبادهم البطل صلاح الدين الأيوبي، ولتكن لهم عبرة في القرامطة الذين أبادهم الخليفة العباسي المكتفي بسبب مجازرهم في حماة أيضا.
ستُهدم الكعبة على أيديكم يا أئمة الحرم
الأحد, 24 أبريل 2011 13:00
محمد الوليدي
ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن هدم الكعبة وارد آخر الزمان وأنه سيسبقه إستحلال بيت الله الحرام من قبل أهله ..
وها هو يُستحل وأي إستحلال بعد وضعه في خدمة أعداء الأمة وعزله عن قضياها وهمومها.
في أثناء محرقة غزة كان عبد الرحمن السديس أحد أئمة الحرم يلقي خطبة الجمعة عن هذه المحرقة وكأنه الناطق الرسمي بإسم بانكي مون.
وها هو أحد أئمة الحرم صالح بن محمد آل طالب يلقي خطبة الجمعة الفائتة عن آداب النوم ، وكأني به يريد تنويم الأمة بعد أن أستيقظت بعد سبات الطويل، يخطب في الناس عن آداب النوم والأمة تغلي والدماء تسيل في كل مكان، والنصيريون يذبحون الشعب السوري ويلاحقونهم حتى وهم يشيعون شهدائهم، ولم تسلم منهم حتى المساجد، أعتدوا حتى على قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه يا أمام الحرم، وأنت تخطب في الناس عن آداب النوم لا بارك الله فيك.
عاصمة الأمويين يستبيحها العليون الآن، أرسلوا بقطعانهم الى كل مدن الشام، تقتل وتنتهك كل الحرمات، لم يكفهم ذبح الشعب السوري وقتله ببطء ونهبه وإنتهاك عرضه على مدى أكثر من خمسة أربعين عاما منذ حكم صلاح جديد وحتى هذا الغلام، تركوه منهارا بعد أن كان أكثر الشعوب العربية إشتعالا حين يتعلق الأمر بقضية من قضايا الأمة، فلقد سجل التاريخ بأنه لا يوجد شعب على الأطلاق انفجر كإنفجار الشعب السوري بعد إحتلال فلسطين، ولأجل هذا فتشوا عن إحدى أبشع الفرق الباطنية التي ما صار لها شأنا منذ ظهورها إلا بعد تبني الفرنسيين لها بعد إحتلال سوريا بعد أن تبينت فرنسا مدى حقدها على الإسلام وأهله، وتركوهم يتحكمون بمصير الشعب السوري، بعد أن مكنوهم من كل وسائل القوة والسيطرة مع ما تجمع لديها من خبث ودهاء، وأمام الحرم يخطب في الناس عن آداب النوم...
أين ذهب الحجازيون .. أين ذهب أشراف مكة .. منبر جدكم صلى الله عليه وسلم يستحل بسذاجة لا مثيل لها، وكأني بكم لا تدرون.
حينما رفضتم حكم آل سعود، عاهدوكم على تنفيذ ثلاث شروط; فقبلتم بهم، عاهدوكم على المحافظة على الشريعة لإسلامية، وأن يحكموا بالعدل، وأن لا تكون ملكية مطلقة في الحجاز حيث يتم الخضوع للرأي العام الإسلامي.
وأخلفوا العهد معكم لأن عهدهم الحقيقي كان مع بريطانيا ثم مع أمريكيا.
فهل من الشريعة الإسلامية أن يضعوا مجرما همجيا قتل أنسان من أجل زجاجة خمر; أميرا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشاري بن عبد العزيز، وهل من الشريعة أن لا يعلن الجهاد سوى مرة واحدة حين طلب ذلك وليام كيسي مدير المخابرات الأمريكية أثناء غزو الروس لأفغانستان، وهل من العدل أن تسجن حرة من حرائر الحجاز بسبب قصيدة في حين يقبع أحد أكبر عملاء الصهيونية واللصوص وهو زين العابدين بن علي في قصر وفي الحجاز.
ثم أين الخضوع لرأي العالم الإسلامي في حين يطرد النظام السعودي وفدا هنديا أصر على الدعوة للجهاد من أجل تحرير فلسطين من خلال منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هل تعلمون يا أهل الحجاز أن النظام السعودي سمح للمخابرات الأمريكية بفتح مكتب سري لها في مكة بناء على نصيحة من القذر بندر بن سلطان، ويرمزون لها في أضابيرهم بروما العرب، وهل تعلمون أنهم سمحوا بفتح محفل ماسوني في المدينة المقدسة، ولكن شاء الله أن لا يدوم فقد كُشف وأغلق، لكن ظل محفلا آخر وعلى بعد سبعين كيلو مترا عن مكة وهو محفل البحر الأخمر ٧٠٧ في جدة، وللعلم فأن الماسونية لا يمكن أن تفتح أي فرع لها في أي بلد دون أخذ إذن من أعلى سلطة.
فماذا تبقى ؟ ووالله لتسألون عن صمتكم ورضاكم ومتابعتكم وتذكروا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع ..." والله المستعان.
محمد الوليدي
ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن هدم الكعبة وارد آخر الزمان وأنه سيسبقه إستحلال بيت الله الحرام من قبل أهله ..
وها هو يُستحل وأي إستحلال بعد وضعه في خدمة أعداء الأمة وعزله عن قضياها وهمومها.
في أثناء محرقة غزة كان عبد الرحمن السديس أحد أئمة الحرم يلقي خطبة الجمعة عن هذه المحرقة وكأنه الناطق الرسمي بإسم بانكي مون.
وها هو أحد أئمة الحرم صالح بن محمد آل طالب يلقي خطبة الجمعة الفائتة عن آداب النوم ، وكأني به يريد تنويم الأمة بعد أن أستيقظت بعد سبات الطويل، يخطب في الناس عن آداب النوم والأمة تغلي والدماء تسيل في كل مكان، والنصيريون يذبحون الشعب السوري ويلاحقونهم حتى وهم يشيعون شهدائهم، ولم تسلم منهم حتى المساجد، أعتدوا حتى على قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه يا أمام الحرم، وأنت تخطب في الناس عن آداب النوم لا بارك الله فيك.
عاصمة الأمويين يستبيحها العليون الآن، أرسلوا بقطعانهم الى كل مدن الشام، تقتل وتنتهك كل الحرمات، لم يكفهم ذبح الشعب السوري وقتله ببطء ونهبه وإنتهاك عرضه على مدى أكثر من خمسة أربعين عاما منذ حكم صلاح جديد وحتى هذا الغلام، تركوه منهارا بعد أن كان أكثر الشعوب العربية إشتعالا حين يتعلق الأمر بقضية من قضايا الأمة، فلقد سجل التاريخ بأنه لا يوجد شعب على الأطلاق انفجر كإنفجار الشعب السوري بعد إحتلال فلسطين، ولأجل هذا فتشوا عن إحدى أبشع الفرق الباطنية التي ما صار لها شأنا منذ ظهورها إلا بعد تبني الفرنسيين لها بعد إحتلال سوريا بعد أن تبينت فرنسا مدى حقدها على الإسلام وأهله، وتركوهم يتحكمون بمصير الشعب السوري، بعد أن مكنوهم من كل وسائل القوة والسيطرة مع ما تجمع لديها من خبث ودهاء، وأمام الحرم يخطب في الناس عن آداب النوم...
أين ذهب الحجازيون .. أين ذهب أشراف مكة .. منبر جدكم صلى الله عليه وسلم يستحل بسذاجة لا مثيل لها، وكأني بكم لا تدرون.
حينما رفضتم حكم آل سعود، عاهدوكم على تنفيذ ثلاث شروط; فقبلتم بهم، عاهدوكم على المحافظة على الشريعة لإسلامية، وأن يحكموا بالعدل، وأن لا تكون ملكية مطلقة في الحجاز حيث يتم الخضوع للرأي العام الإسلامي.
وأخلفوا العهد معكم لأن عهدهم الحقيقي كان مع بريطانيا ثم مع أمريكيا.
فهل من الشريعة الإسلامية أن يضعوا مجرما همجيا قتل أنسان من أجل زجاجة خمر; أميرا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشاري بن عبد العزيز، وهل من الشريعة أن لا يعلن الجهاد سوى مرة واحدة حين طلب ذلك وليام كيسي مدير المخابرات الأمريكية أثناء غزو الروس لأفغانستان، وهل من العدل أن تسجن حرة من حرائر الحجاز بسبب قصيدة في حين يقبع أحد أكبر عملاء الصهيونية واللصوص وهو زين العابدين بن علي في قصر وفي الحجاز.
ثم أين الخضوع لرأي العالم الإسلامي في حين يطرد النظام السعودي وفدا هنديا أصر على الدعوة للجهاد من أجل تحرير فلسطين من خلال منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هل تعلمون يا أهل الحجاز أن النظام السعودي سمح للمخابرات الأمريكية بفتح مكتب سري لها في مكة بناء على نصيحة من القذر بندر بن سلطان، ويرمزون لها في أضابيرهم بروما العرب، وهل تعلمون أنهم سمحوا بفتح محفل ماسوني في المدينة المقدسة، ولكن شاء الله أن لا يدوم فقد كُشف وأغلق، لكن ظل محفلا آخر وعلى بعد سبعين كيلو مترا عن مكة وهو محفل البحر الأخمر ٧٠٧ في جدة، وللعلم فأن الماسونية لا يمكن أن تفتح أي فرع لها في أي بلد دون أخذ إذن من أعلى سلطة.
فماذا تبقى ؟ ووالله لتسألون عن صمتكم ورضاكم ومتابعتكم وتذكروا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع ..." والله المستعان.
ما الذي يخشاه النظام السعودي من محاكمة مبارك..
الخميس, 14 أبريل 2011 15:08
محمد الوليدي
لا أحد يستطيع أن يعرف مدى الجهد الذي بذله النظام السعودي من أجل وأد الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك، ولا أحد أيضا بوسعه ان يعرف مدى الخسارة التي خسرها النظام السعودي بسقوطه، فلم يترك هذا النظام وسيلة إلا وأستخدمها من أجل حمايته من السقوط، وحين سقط حاول إفلاته من العقاب ويد العدالة، وهدد الإدارة الأمريكية تهديدا حقيقيا من أجل إنقاذ مبارك من السقوط ومن المحاكمة فيما بعد، بل حديث أوباما عن خطورة إعلان النظام السعودي الجهاد من مكة; تجعلني أن لا أستبعد أن هذا النظام هدد بهذا الإعلان من أجل حماية مبارك، هذا الإعلان الذي يعد أهم نقاط الإتفاق التاريخي بين النظام السعودي مع بريطانيا ومع أمريكيا فيما بعد: ( قيدوا منبر رسولكم وأبعدوا شره عنا ولكم منا الحماية).
كما هدد النظام السعودي المجلس العسكري المصري والشعب المصري بقطع المساعدات ورغبه بالرشاوى تلو الرشاوى ولا زال.
وحين قررت مصر الثورة محاكمة مبارك، دفع النظام السعودي وعبر محطته "العربية" مبارك الى إعلان براءة مالية عنه وعن أسرته من أية أموال في الخارج، إعلان أحمق على طريقة تعامل النظام السعودي مع شعبه الذي غمموه عقودا من الزمن، وكأنه غير موجه لشعب مصر الواعي لما يدور حوله، ومع أن هذا الإعلان الأحمق هو ضد مبارك قبل غيره لأن الشعب المصري فهم الحقيقة منه بأنه بهذا الإعلان قد تخلص من هذه الإموال والتي يُقال أنها تبلغ أكثر من ستمائة مليار دولار، تخلص منها لأقرب جهة إليه وهي بالطبع النظام السعودي الذي يدير أموره الآن في كل كبيرة وصغيرة، وهذه الأموال هي التي يعرض بفتاتها النظام السعودي الرشاوى تلو الرشاوى من أجل عدم محاكمة مبارك.
وحاول النظام السعودي أخذ مبارك لديهم لكنه رفض، وكأني به يقول: لم تحموني فعلي وعلى أعدائي، مع أنه فهم بأن الأسرار التي بينهما قد تدفعهم لقتله ودفنها للأبد.
وها هو يحاكم الآن، وعلى يقين بأنهم يحاولون التدخل في سير محاكمته، وها ثمة حديث عن زيارة لمصر من قبل الملك السعودي عبد الله، فيها وعود "طيبة" لشعب مصر.
عندما سُئل النظام السعودي لماذا كل هذه الإستماتة في الدفاع عن مبارك، كانت الإجابة: "وقف معنا في حرب الخليج" الله أكبر! وهل يعقل أنكم تحفظون الجميل لهذا الحد؟ مبارك الصباح أستضافكم سنينا وساعدكم بالمال والرجال والأنجليز! حتى أستعدتم الرياض وما أسترحتم حتى أرسلتم بجيوشكم لتستبيح دولته وشعبه، والأدريسي سلمكم عسير على طبق من ذهب، فشردتموه ومن تبقى من أسرته وضعتم لهم السم في القهوة وقتلتموهم، تاريخ قبيح لا مجال له هنا، ولكن إن كان حسني مبارك وقف معكم في حرب الخليج فقد وقف ضد مصر على مدى سبعة وثلاثين عاما منذ أن كان نائبا للسادات.
مصر لم تعد مصر مبارك ولا السادات، التي كان يتحكم فيها إعرابي تافه راش بأموال قبيلته ومرتش بحماية خيمته البالية التي دمر الدنيا لتظل قائمة.
أنها مصر الثورة .. مصر الحضارة التي نهضت وقررت أن تقتص من كل الجناة الذين أجرموا في حقها، فمن كان يتخيل أن مبارك سيقف أمام محقق ويقول له المحقق": .. أنت الآن مواطن مصرى عادي....إني أتكلم معك بمنتهى الاحترام فعليك الالتزام بالإجابة على الأسئلة فقط "
ما أعظمك يا مصر وما أكبرك والويل لكل جان في حقك.
لقد أخرج النظام السعودي مصر خارج طور التاريخ وخارج مكانتها الحقيقية وجعل منها ذليلة مستكينة، قرارها في يد غيرها، بعد أن أفسد هذا النظام حكام مصر، السادات كانوا يدفعون له منذ عام ١٩٥٥ومبارك منذ عام ١٩٧٥، وتم ربط الأثنين مع المخابرات الأمريكية وبالتحديد على يد مدير المخابرات السعودية وفي نفس الوقت مدير عمليات المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط، كمال أدهم نسيب الملك فيصل وخال تركي وسعود الفيصل، وكمال أدهم هو بطل فضيحة بنك الإعتماد والتجارة الذي نهب من خلاله مئات الملايين من الدولارات من أموال العامة لصالح عمليات المخابرات الأمريكية والمخابرات السعودية ولا فرق، ثم تركه ينهار، وكمال أدهم هو الذي جعل من السادات ومبارك ومن في دائرتهم، تجار أسلحة وعبيد لدى المخابرات الأمريكية ياخذون ب"القطعة" وحسب المقابلة، حتى أنزل بهم دركا لا يستطيعون الخروج منه وأنزلوا مصر معهم، فقد كان النظام السعودي يخاف مصر، لقد ذاق المرارة من جمال عبد الناصر، كما أنهم لم ينسوا أن مصر هي التي أدالت دولتهم الأولى عام ١٨١٨ على يد إبراهيم باشا.
قضايا خطيرة جدا وكثيرة تلك التي يخشى النظام السعودي أن يتم التحقيق مع مبارك فيها والتي للنظام السعودي دور فيها; من بين تلك القضايا وقوفه مع كامب ديفد وحمايته لهذا الإتفاق فيما بعد مقابل أموال دفعت له، فإتفاق كامب ديفد; سعودي-مصري- صهيوني، وكمال أدهم هو الذي وضع خطوطه الأولى مع السادات، ودعمه الملك خالد والأمير-الملك فيما بعد- فهد، ولكن بشكل سري حسب ما تعهدوا به لجيمي كارتر وذكر ذلك في مذكراته.
ومن تلك القضايا موقفه من حرب الخليج، فبعد أن تم حل كل شيء سلميا، أبت أمريكيا إلا إحتلال العراق والسيطرة على نفطه فوفرت لها سادية الملك فهد وطمع مبارك ما تريد على حساب دم أهل العراق.
ومنها موقفه من تسليم أخصب أراضي مصر بأرخص ما يكون لفاسدين حوله ورجال أعمال أكثر فسادا من خارج مصر على حساب مزارعي مصر الذين حرموهم من زراعة هذه الأراضي مما أدى إلى تجويع الشعب المصري، ناهيك عن مشاريع أخرى حرموا منها هذا الشعب العظيم الذي صبر عليهم صبر أيوب والذي يستحقها دون غيره، ومن بين هؤلاء الفاسدين الوليد بن طلال والذي تعهد بدفع أربع مليارات دولار حتى لا يُحاكم مبارك، والذي سارع عندما بدأت محاكمة مبارك بالتنازل رسميا لدى النائب العام د. عبد المجيد محمود عن مئة ألف فدان كان يمتلكها مما يدل على أنه أمتلكها بطرق غير قانونية، طبعا التنازل مشروط بعدم اللجوء إلى التحكيم الدولي وفي هذا عرض لرشوة بالطبع.
أيضا قضية الغاز المصري الذي يصدر للكيان الصهيوني، لقد فضح أول وزير للنفط السعودي بأن السعودية قد صدرت نفط للكيان الصهيوني سرا، فهل ما جرى من تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني كان بالنيابة عن النظام السعودي؟
ومنها موقفه من محرقة غزة التي مول النظام السعودي الكيان الصهيوني فيها بأربعة بلايين دولار كهدية وداع لبوش، بالطبع دفع لمبارك الكثير مقابل دوره في المحرقة.
ومنها موقف مبارك من الحرب على الإرهاب، ومعلوم أن النظام السعودي من يمول هذه الحرب بالنيابة عن أمريكيا في العالم العربي،
ولاحظنا كيف جعل مبارك من مصر مستباحة للمخابرات الأمريكية; لها غرف تحقيق وسجون، وقد وصلت بالمحققين في سجن غوانتاناموا أن يهددوا المتهمين بتحويلهم لمصر إن لم يعترفوا فحينها يعترفون!.
وقضايا أخرى عديدة تعرفها مصر لأنها سجلت جرحا غائرا على جبينها، لكنها ها هي تداوي الجراح وتنهض لتقتص من كل الذين جنوا في حقها، فمصر أكبر من السادات وأكبر من مبارك وأكبر من النظام السعودي.
محمد الوليدي
لا أحد يستطيع أن يعرف مدى الجهد الذي بذله النظام السعودي من أجل وأد الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك، ولا أحد أيضا بوسعه ان يعرف مدى الخسارة التي خسرها النظام السعودي بسقوطه، فلم يترك هذا النظام وسيلة إلا وأستخدمها من أجل حمايته من السقوط، وحين سقط حاول إفلاته من العقاب ويد العدالة، وهدد الإدارة الأمريكية تهديدا حقيقيا من أجل إنقاذ مبارك من السقوط ومن المحاكمة فيما بعد، بل حديث أوباما عن خطورة إعلان النظام السعودي الجهاد من مكة; تجعلني أن لا أستبعد أن هذا النظام هدد بهذا الإعلان من أجل حماية مبارك، هذا الإعلان الذي يعد أهم نقاط الإتفاق التاريخي بين النظام السعودي مع بريطانيا ومع أمريكيا فيما بعد: ( قيدوا منبر رسولكم وأبعدوا شره عنا ولكم منا الحماية).
كما هدد النظام السعودي المجلس العسكري المصري والشعب المصري بقطع المساعدات ورغبه بالرشاوى تلو الرشاوى ولا زال.
وحين قررت مصر الثورة محاكمة مبارك، دفع النظام السعودي وعبر محطته "العربية" مبارك الى إعلان براءة مالية عنه وعن أسرته من أية أموال في الخارج، إعلان أحمق على طريقة تعامل النظام السعودي مع شعبه الذي غمموه عقودا من الزمن، وكأنه غير موجه لشعب مصر الواعي لما يدور حوله، ومع أن هذا الإعلان الأحمق هو ضد مبارك قبل غيره لأن الشعب المصري فهم الحقيقة منه بأنه بهذا الإعلان قد تخلص من هذه الإموال والتي يُقال أنها تبلغ أكثر من ستمائة مليار دولار، تخلص منها لأقرب جهة إليه وهي بالطبع النظام السعودي الذي يدير أموره الآن في كل كبيرة وصغيرة، وهذه الأموال هي التي يعرض بفتاتها النظام السعودي الرشاوى تلو الرشاوى من أجل عدم محاكمة مبارك.
وحاول النظام السعودي أخذ مبارك لديهم لكنه رفض، وكأني به يقول: لم تحموني فعلي وعلى أعدائي، مع أنه فهم بأن الأسرار التي بينهما قد تدفعهم لقتله ودفنها للأبد.
وها هو يحاكم الآن، وعلى يقين بأنهم يحاولون التدخل في سير محاكمته، وها ثمة حديث عن زيارة لمصر من قبل الملك السعودي عبد الله، فيها وعود "طيبة" لشعب مصر.
عندما سُئل النظام السعودي لماذا كل هذه الإستماتة في الدفاع عن مبارك، كانت الإجابة: "وقف معنا في حرب الخليج" الله أكبر! وهل يعقل أنكم تحفظون الجميل لهذا الحد؟ مبارك الصباح أستضافكم سنينا وساعدكم بالمال والرجال والأنجليز! حتى أستعدتم الرياض وما أسترحتم حتى أرسلتم بجيوشكم لتستبيح دولته وشعبه، والأدريسي سلمكم عسير على طبق من ذهب، فشردتموه ومن تبقى من أسرته وضعتم لهم السم في القهوة وقتلتموهم، تاريخ قبيح لا مجال له هنا، ولكن إن كان حسني مبارك وقف معكم في حرب الخليج فقد وقف ضد مصر على مدى سبعة وثلاثين عاما منذ أن كان نائبا للسادات.
مصر لم تعد مصر مبارك ولا السادات، التي كان يتحكم فيها إعرابي تافه راش بأموال قبيلته ومرتش بحماية خيمته البالية التي دمر الدنيا لتظل قائمة.
أنها مصر الثورة .. مصر الحضارة التي نهضت وقررت أن تقتص من كل الجناة الذين أجرموا في حقها، فمن كان يتخيل أن مبارك سيقف أمام محقق ويقول له المحقق": .. أنت الآن مواطن مصرى عادي....إني أتكلم معك بمنتهى الاحترام فعليك الالتزام بالإجابة على الأسئلة فقط "
ما أعظمك يا مصر وما أكبرك والويل لكل جان في حقك.
لقد أخرج النظام السعودي مصر خارج طور التاريخ وخارج مكانتها الحقيقية وجعل منها ذليلة مستكينة، قرارها في يد غيرها، بعد أن أفسد هذا النظام حكام مصر، السادات كانوا يدفعون له منذ عام ١٩٥٥ومبارك منذ عام ١٩٧٥، وتم ربط الأثنين مع المخابرات الأمريكية وبالتحديد على يد مدير المخابرات السعودية وفي نفس الوقت مدير عمليات المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط، كمال أدهم نسيب الملك فيصل وخال تركي وسعود الفيصل، وكمال أدهم هو بطل فضيحة بنك الإعتماد والتجارة الذي نهب من خلاله مئات الملايين من الدولارات من أموال العامة لصالح عمليات المخابرات الأمريكية والمخابرات السعودية ولا فرق، ثم تركه ينهار، وكمال أدهم هو الذي جعل من السادات ومبارك ومن في دائرتهم، تجار أسلحة وعبيد لدى المخابرات الأمريكية ياخذون ب"القطعة" وحسب المقابلة، حتى أنزل بهم دركا لا يستطيعون الخروج منه وأنزلوا مصر معهم، فقد كان النظام السعودي يخاف مصر، لقد ذاق المرارة من جمال عبد الناصر، كما أنهم لم ينسوا أن مصر هي التي أدالت دولتهم الأولى عام ١٨١٨ على يد إبراهيم باشا.
قضايا خطيرة جدا وكثيرة تلك التي يخشى النظام السعودي أن يتم التحقيق مع مبارك فيها والتي للنظام السعودي دور فيها; من بين تلك القضايا وقوفه مع كامب ديفد وحمايته لهذا الإتفاق فيما بعد مقابل أموال دفعت له، فإتفاق كامب ديفد; سعودي-مصري- صهيوني، وكمال أدهم هو الذي وضع خطوطه الأولى مع السادات، ودعمه الملك خالد والأمير-الملك فيما بعد- فهد، ولكن بشكل سري حسب ما تعهدوا به لجيمي كارتر وذكر ذلك في مذكراته.
ومن تلك القضايا موقفه من حرب الخليج، فبعد أن تم حل كل شيء سلميا، أبت أمريكيا إلا إحتلال العراق والسيطرة على نفطه فوفرت لها سادية الملك فهد وطمع مبارك ما تريد على حساب دم أهل العراق.
ومنها موقفه من تسليم أخصب أراضي مصر بأرخص ما يكون لفاسدين حوله ورجال أعمال أكثر فسادا من خارج مصر على حساب مزارعي مصر الذين حرموهم من زراعة هذه الأراضي مما أدى إلى تجويع الشعب المصري، ناهيك عن مشاريع أخرى حرموا منها هذا الشعب العظيم الذي صبر عليهم صبر أيوب والذي يستحقها دون غيره، ومن بين هؤلاء الفاسدين الوليد بن طلال والذي تعهد بدفع أربع مليارات دولار حتى لا يُحاكم مبارك، والذي سارع عندما بدأت محاكمة مبارك بالتنازل رسميا لدى النائب العام د. عبد المجيد محمود عن مئة ألف فدان كان يمتلكها مما يدل على أنه أمتلكها بطرق غير قانونية، طبعا التنازل مشروط بعدم اللجوء إلى التحكيم الدولي وفي هذا عرض لرشوة بالطبع.
أيضا قضية الغاز المصري الذي يصدر للكيان الصهيوني، لقد فضح أول وزير للنفط السعودي بأن السعودية قد صدرت نفط للكيان الصهيوني سرا، فهل ما جرى من تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني كان بالنيابة عن النظام السعودي؟
ومنها موقفه من محرقة غزة التي مول النظام السعودي الكيان الصهيوني فيها بأربعة بلايين دولار كهدية وداع لبوش، بالطبع دفع لمبارك الكثير مقابل دوره في المحرقة.
ومنها موقف مبارك من الحرب على الإرهاب، ومعلوم أن النظام السعودي من يمول هذه الحرب بالنيابة عن أمريكيا في العالم العربي،
ولاحظنا كيف جعل مبارك من مصر مستباحة للمخابرات الأمريكية; لها غرف تحقيق وسجون، وقد وصلت بالمحققين في سجن غوانتاناموا أن يهددوا المتهمين بتحويلهم لمصر إن لم يعترفوا فحينها يعترفون!.
وقضايا أخرى عديدة تعرفها مصر لأنها سجلت جرحا غائرا على جبينها، لكنها ها هي تداوي الجراح وتنهض لتقتص من كل الذين جنوا في حقها، فمصر أكبر من السادات وأكبر من مبارك وأكبر من النظام السعودي.
السعودية: مجيرة أم جائرة ؟
الاثنين, 11 أبريل 2011 15:19
محمد الوليدي
قيل الكثير عن "إستجارة" النظام السعودي لرئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي، ونشرت الصحف السعودية صفحات مطولة تمتدح فيها النظام السعودي وتفتخر بهذه "الإستجارة" و"إستجارات" أخرى مضت، إلا أن أحدا لم يقل حتى الآن السبب الحقيقي وراء هذه "الإستجارات" التي يتجمل بها النظام السعودي على هذا أو ذاك.
النظام السعودي قال كلمته فيها، سعود الفيصل قال: استضفنا بن علي عملاً بالعرف العربي بأن "المستجير يجار" و"ليست المرة الأولى التي تجير فيها المملكة مستجيراً"، وتحدث عن شروط وضوابط "بقاء المستجير"!!، و"استضافة بن علي لا تمس الشعب التونسي"!! .
ولا أدري والله كيف استضافة بن علي لا تمس الشعب التونسي!!
سألتك بالله لو أن تونس أستجارت قاتل أبيك، فما كنت فاعل؟
بالطبع في هذا تسفيه للعقل العربي وإستغباء لا حدود له خاصة لمن قرأ التاريخ الحقيقي لهذه الإستجارات، والتي سنتعرض لبعضها فيما يأتي، ولكن إن كانت كل هذه النخوة عند النظام السعودي وكل هذا التمسك بالعرف والتقاليد العربية الأصيلة، فلماذا لم نرها حين تشرد قادة حماس في العالم العربي ولم يجدوا سوى سوريا مجيرا، ولماذا لم نرها حين تشرد الشيخ وجدي غنيم من بلد الى بلد حتى أضطر أن يقيم تحت حماية قبيلة يمنية، وأين النخوة السعودية عن آلاف الفلسطينيين الذين ظلوا لسنوات في مخيمات على الحدود العراقية، مات الكثير منهم مرضا وقهرا وهم ينتظرون دولة عربية تقبل بهم، ناهيك أن ما جرى لهم كان نتيجة سياسات سعودية بلهاء، وجاءت النخوة من الهند والبرازيل وتشيلي التي قبلت بأكثرهم وليست من السعودية.
القضية ليست عرفا ولا تقاليد ولا حتى دين، فإذا سألنا سؤال الشيخ البريء "إن كنتم تقطعون يد الهندي والباكستاني من أجل مئة ريال فلماذا تجيرون رجلا سرق مئة مليار دولار؟" حتما لا جواب.
لكن الجواب هنا، فزين العابدين مرتبط بالمخابرات الأمريكية وفي نفس الوقت مرتبط بالنظام السعودي كأحد المدفوع لهم في العالم العربي، وحين رفضته دول الغرب، كان من الطبيعي أن يعتقله الشعب التونسي ويحاكمه، أو أن يلجأ الى ليبيا، وكلا الخيارين أحلاهما مر على النظام السعودي، فإذا حوكم من قبل الشعب التونسي فحينها سيكشف عن حقيقة الدعم السعودي له وحجم الأموال التي دفعت له في قضايا مختلفة وخطيرة كانت نتائجها مدمرة على الشعب التونسي على مدى أكثر من عشرين عاما، فعهدة تونس ألقتها المخابرات الأمريكية على عاتق النظام السعودي منذ أن أشتركا معا في مخططات الاطاحة بنظام القذافي في السابق، حيث كانا يتعاونان سرا مع زين العابدين بن علي من على الأراضي التونسية كتدريب معارضة القذافي وتسليحهم، كما تعاون النظام السعودي مع زين العابدين بن علي في مراقبة المنظمات الفلسطينية بل والإشتراك في إغتيال بعض أفرادها، أيضا تعاون النظام السعودي مع زين العابدين بن علي في الحرب على "الأرهاب" والذي جعل حتى الصلاة في المسجد من ضمن منظومة "الإرهاب"، أيضا فتح زين العابدين بن علي تونس للقاءات سرية بين صهاينة وعرب ومن بينهم سعوديون بالطبع بتشجيع سعودي، في عام ٢٠٠٥ دعا زين العابدين رئيس الوزراء الصهيوني لزيارة تونس، بل وفي إجتماعات عرب مع عرب بهدف التآمر على الأمة، كما جعل زين العابدين من تونس بيت دعارة كبير لأمراء سعوديين، وطبعا في ظل أخلاقيات كهذه لا بد وأن يكون هناك ثمة سرية يخشى النظام السعودي من إنكشافها، وغيرها من الفضائح ناهيك عن محاولات النظام السعودي المتكررة من أجل وأد الثورة التونسية التي أطاحت بأحد أكبر حلفائهم.
إذن القضية لم تكن إستجارة ولا ما يحزنون، بل أنني على يقين أنهم يتمنون موته اليوم قبل غدا لتدفن تلك الفضائح معه، وربما نسمع بموته قريبا إن أصر الشعب التونسي على محاكمته.
في عام ١٩٤١ أصر الملك عبد العزيز آل سعود على إحضارالزعيم العراقي رشيد عالي الكيلاني حيث أعطاه اللجوء بعد فشل ثورته ضد الأنجليز، وما جرى هذا بالطبع لسواد عينيه، فالحقيقة تقول أن عبد العزيز آل سعود غدر بهذا المناضل حين وعده بمساعدته في الثورة مقابل ربطه مع أدولف هتلر وهو ما فعله على أتم وجه، لأن عبد العزيز كان يخاف من فوز هتلر في الحرب العالمية الثانية وأراد أن يضمن له الولاء سرا دون علم بريطانيا، وحين طلب رشيد عالي الكيلاني من الملك عبد العزيز ان يفي بوعده أثناء حصار الأنجليز له، وجه له عبد العزيز هذه الرسالة الصادمة بعد أن ضمن فوز الحلفاء:" ما عندنا لك الا انك تسمع من الأنجليز في ما يطلبوه منك".. وهكذا هزم هذا الزعيم، ولكن خوفا من إعتقاله وإفشاء ذاك السر الخطير أحضره عبد العزيز عنده و"أجاره"!!، وما ترك حتى شاخ.
وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي عرض الملك عبد العزيز على القادة الفلسطينيين الذين يأتون للحج أو العمرة أو المساعدة البقاء في السعودية مقابل أموال وتسهيلات "لإنقاذهم من خطر مقارعة الأنجليز"، رسول المجاهد عز الدين القسام عرض عليه البقاء في السعودية وحين رفض حوكم بتهمة تعكير صفو الحجاج وأعدم، البطل عبد القادر الحسيني كاد أن يلقى نفس المصير أثناء تأديته العمره، فقد عرض عليه البقاء وحين رفض أرسل له الملك عبد العزيز إبنه وزير الدفاع آنذاك منصور بن عبد العزيز ليقنعه بالبقاء ولم يتخلص منهم إلا حين وعدهم بعودة قريبة!، وما عاد الى الأبد فقد أستشهد بطلا في حرب ١٩٤٨.
وفي الأربعينات لجأ محمد الدين القادياني عميل المخابرات البريطانية وأحد قادة القاديانيين الى السعودية وسمح له الملك عبد العزيز بالأقامة في مكة بعد أن طرد من العديد من الدول آخرها كانت يوغسلافيا لقذارة نشاطاته، وحين كشف أمره أهل مكه هربه الملك عبد العزيز سرا من السعودية.
وفي عام ١٩٨٠ لجأ الرئيس السابق عيدي أمين الى السعودية بعد محاولات متككرة من السعودية لإحضاره عندها، ولهذا قصة طويلة مع النظام السعودي منذ أن كان ضابطا في الجيش الأوغندي، حيث أستخدمه الصهاينه في إيصال الأسلحة التي غنموها من العرب في حرب ١٩٦٧ إلى جنوب السودان، ولأن النظام السعودي له نفس المصلحة في دعم الجنوب السوداني المسيحي ضد مسلميه والذي كان يدعم حركة الأنكاثا وجون قرنق وجوزيف لاقو- وجوزيف لاقو هذا هو الذي وجه رسالة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني أيشكول بعد حرب ١٩٦٧:"سيدي نهنئكم على فوزكم على العرب فأنتم شعب الله المختار"
وكانت من ضمن هدايا النظام السعودي للجنوب أربعمائة صاروخ "تو" المضاد للدبابات،وأزداد التعاون حين صار عيدي أمين رئيسا خاصة في دعم وتدريب وتسليح عصابات الجنوب، تاريخ مقرف لا يريد النظام السعودي ان يكشف من قبل رجل يعرف كل شيء عنه خاصة وأنه صار بلا عرش، ولا أدري عما إذا كان يدري عيدي أمين أن الذي دعم الجيش التانزاني في خلعه هي المخابرات الأمريكية وبتمويل سعودي بعد أن أخذ يتقرب للروس ولليبيا وبعد أن طرد الصهاينة من أوغندا، ولكي يحفظ السر والعيش والملح "أجاروه"!،ومع ذلك ظل يحاول إستعادة عرشه حتى توفي بمرض إلتهاب المجاري البولية عام ٢٠٠٣ في أحد المستشفيات السعودية، وكان يمكن لأي طبيب أوغندي فاشل معالجته منه.
وبعد مذابح حماة في سوريا التي أرتكبها رفعت الأسد والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من عشرين ألف مسلم - ثمة إحصائيات حديثة تقول بأن العدد أكثر بكثير - لا يوجد دليل على تعاون سعودي في تلك المذابح ولكن ظل رفعت الأسد من ضمن قائمة المدفوع لهم سعوديا منذ ما قبل المذابح وحتى يومنا هذا، يملك قصرا وأعمال في ماربيا منطقة آل سعود في أسبانيا، وكان مقربا جدا للملك فهد، بعد المذابح طلبت من العديد من الأخوان المسلمين في سوريا الأقامة بالسعودية، ربما لأخلاء الساحة للنظام السوري آنذاك لتطبيق ما يريده آل سعود في لبنان، وقد تحول أخوان مسلمي سوريا في السعودية الى أشبه ما يكونوا برهائن حتى يومنا هذا بل أن تفصيلات عنهم ترسل دوريا للحكومة السورية في فترة من الفترات، ونفس الشيء حصل مع أخوان مسلمي مصر في السعودية والذين قبلتهم السعودية في فترة حكم عبد الناصر وتعاونت معهم ولكن بعد مجي صديق النظام السعودي السادات صاروا مجرد رهائن.
و"أجار" النظام السعودي محمد البدر حاكم اليمن بعد خلعه عام ١٩٦٢، بالطبع أجارته لتمكنه من إستعادة عرشه الذي دعمته بكل ما تستطيع من مال وسلاح وحتى بطيارين صهاينه، لكنها فشلت وغادر الإمام الى بريطانيا حيث مات هناك.
كما أستقبل النظام السعودي نواز شريف وكان رجلهم في الباكستان ورجل أمريكيا، لكن حين وجدوا من هو أنشط منهم في تفعيل سياستهم في المنطقة، أختاروا برويز مشرف، ومن أجل أخلاء الساحة له سحبوا شريف عندهم ومنعوه من المغادرة لفترة طويلة، حتى أنهم حددوا الإستجارة بعشرة سنوات!!، كشفت إحدى وثائق ويكيليكس أن الملك عبدالله أرسل بعدة تقارير للحكومة الأمريكية عن حالة الضيف المُجار، ولا أدري ان كان قد فعل هذا عملا بعرف عربي أصيل ما.
محمد الوليدي
قيل الكثير عن "إستجارة" النظام السعودي لرئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي، ونشرت الصحف السعودية صفحات مطولة تمتدح فيها النظام السعودي وتفتخر بهذه "الإستجارة" و"إستجارات" أخرى مضت، إلا أن أحدا لم يقل حتى الآن السبب الحقيقي وراء هذه "الإستجارات" التي يتجمل بها النظام السعودي على هذا أو ذاك.
النظام السعودي قال كلمته فيها، سعود الفيصل قال: استضفنا بن علي عملاً بالعرف العربي بأن "المستجير يجار" و"ليست المرة الأولى التي تجير فيها المملكة مستجيراً"، وتحدث عن شروط وضوابط "بقاء المستجير"!!، و"استضافة بن علي لا تمس الشعب التونسي"!! .
ولا أدري والله كيف استضافة بن علي لا تمس الشعب التونسي!!
سألتك بالله لو أن تونس أستجارت قاتل أبيك، فما كنت فاعل؟
بالطبع في هذا تسفيه للعقل العربي وإستغباء لا حدود له خاصة لمن قرأ التاريخ الحقيقي لهذه الإستجارات، والتي سنتعرض لبعضها فيما يأتي، ولكن إن كانت كل هذه النخوة عند النظام السعودي وكل هذا التمسك بالعرف والتقاليد العربية الأصيلة، فلماذا لم نرها حين تشرد قادة حماس في العالم العربي ولم يجدوا سوى سوريا مجيرا، ولماذا لم نرها حين تشرد الشيخ وجدي غنيم من بلد الى بلد حتى أضطر أن يقيم تحت حماية قبيلة يمنية، وأين النخوة السعودية عن آلاف الفلسطينيين الذين ظلوا لسنوات في مخيمات على الحدود العراقية، مات الكثير منهم مرضا وقهرا وهم ينتظرون دولة عربية تقبل بهم، ناهيك أن ما جرى لهم كان نتيجة سياسات سعودية بلهاء، وجاءت النخوة من الهند والبرازيل وتشيلي التي قبلت بأكثرهم وليست من السعودية.
القضية ليست عرفا ولا تقاليد ولا حتى دين، فإذا سألنا سؤال الشيخ البريء "إن كنتم تقطعون يد الهندي والباكستاني من أجل مئة ريال فلماذا تجيرون رجلا سرق مئة مليار دولار؟" حتما لا جواب.
لكن الجواب هنا، فزين العابدين مرتبط بالمخابرات الأمريكية وفي نفس الوقت مرتبط بالنظام السعودي كأحد المدفوع لهم في العالم العربي، وحين رفضته دول الغرب، كان من الطبيعي أن يعتقله الشعب التونسي ويحاكمه، أو أن يلجأ الى ليبيا، وكلا الخيارين أحلاهما مر على النظام السعودي، فإذا حوكم من قبل الشعب التونسي فحينها سيكشف عن حقيقة الدعم السعودي له وحجم الأموال التي دفعت له في قضايا مختلفة وخطيرة كانت نتائجها مدمرة على الشعب التونسي على مدى أكثر من عشرين عاما، فعهدة تونس ألقتها المخابرات الأمريكية على عاتق النظام السعودي منذ أن أشتركا معا في مخططات الاطاحة بنظام القذافي في السابق، حيث كانا يتعاونان سرا مع زين العابدين بن علي من على الأراضي التونسية كتدريب معارضة القذافي وتسليحهم، كما تعاون النظام السعودي مع زين العابدين بن علي في مراقبة المنظمات الفلسطينية بل والإشتراك في إغتيال بعض أفرادها، أيضا تعاون النظام السعودي مع زين العابدين بن علي في الحرب على "الأرهاب" والذي جعل حتى الصلاة في المسجد من ضمن منظومة "الإرهاب"، أيضا فتح زين العابدين بن علي تونس للقاءات سرية بين صهاينة وعرب ومن بينهم سعوديون بالطبع بتشجيع سعودي، في عام ٢٠٠٥ دعا زين العابدين رئيس الوزراء الصهيوني لزيارة تونس، بل وفي إجتماعات عرب مع عرب بهدف التآمر على الأمة، كما جعل زين العابدين من تونس بيت دعارة كبير لأمراء سعوديين، وطبعا في ظل أخلاقيات كهذه لا بد وأن يكون هناك ثمة سرية يخشى النظام السعودي من إنكشافها، وغيرها من الفضائح ناهيك عن محاولات النظام السعودي المتكررة من أجل وأد الثورة التونسية التي أطاحت بأحد أكبر حلفائهم.
إذن القضية لم تكن إستجارة ولا ما يحزنون، بل أنني على يقين أنهم يتمنون موته اليوم قبل غدا لتدفن تلك الفضائح معه، وربما نسمع بموته قريبا إن أصر الشعب التونسي على محاكمته.
في عام ١٩٤١ أصر الملك عبد العزيز آل سعود على إحضارالزعيم العراقي رشيد عالي الكيلاني حيث أعطاه اللجوء بعد فشل ثورته ضد الأنجليز، وما جرى هذا بالطبع لسواد عينيه، فالحقيقة تقول أن عبد العزيز آل سعود غدر بهذا المناضل حين وعده بمساعدته في الثورة مقابل ربطه مع أدولف هتلر وهو ما فعله على أتم وجه، لأن عبد العزيز كان يخاف من فوز هتلر في الحرب العالمية الثانية وأراد أن يضمن له الولاء سرا دون علم بريطانيا، وحين طلب رشيد عالي الكيلاني من الملك عبد العزيز ان يفي بوعده أثناء حصار الأنجليز له، وجه له عبد العزيز هذه الرسالة الصادمة بعد أن ضمن فوز الحلفاء:" ما عندنا لك الا انك تسمع من الأنجليز في ما يطلبوه منك".. وهكذا هزم هذا الزعيم، ولكن خوفا من إعتقاله وإفشاء ذاك السر الخطير أحضره عبد العزيز عنده و"أجاره"!!، وما ترك حتى شاخ.
وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي عرض الملك عبد العزيز على القادة الفلسطينيين الذين يأتون للحج أو العمرة أو المساعدة البقاء في السعودية مقابل أموال وتسهيلات "لإنقاذهم من خطر مقارعة الأنجليز"، رسول المجاهد عز الدين القسام عرض عليه البقاء في السعودية وحين رفض حوكم بتهمة تعكير صفو الحجاج وأعدم، البطل عبد القادر الحسيني كاد أن يلقى نفس المصير أثناء تأديته العمره، فقد عرض عليه البقاء وحين رفض أرسل له الملك عبد العزيز إبنه وزير الدفاع آنذاك منصور بن عبد العزيز ليقنعه بالبقاء ولم يتخلص منهم إلا حين وعدهم بعودة قريبة!، وما عاد الى الأبد فقد أستشهد بطلا في حرب ١٩٤٨.
وفي الأربعينات لجأ محمد الدين القادياني عميل المخابرات البريطانية وأحد قادة القاديانيين الى السعودية وسمح له الملك عبد العزيز بالأقامة في مكة بعد أن طرد من العديد من الدول آخرها كانت يوغسلافيا لقذارة نشاطاته، وحين كشف أمره أهل مكه هربه الملك عبد العزيز سرا من السعودية.
وفي عام ١٩٨٠ لجأ الرئيس السابق عيدي أمين الى السعودية بعد محاولات متككرة من السعودية لإحضاره عندها، ولهذا قصة طويلة مع النظام السعودي منذ أن كان ضابطا في الجيش الأوغندي، حيث أستخدمه الصهاينه في إيصال الأسلحة التي غنموها من العرب في حرب ١٩٦٧ إلى جنوب السودان، ولأن النظام السعودي له نفس المصلحة في دعم الجنوب السوداني المسيحي ضد مسلميه والذي كان يدعم حركة الأنكاثا وجون قرنق وجوزيف لاقو- وجوزيف لاقو هذا هو الذي وجه رسالة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني أيشكول بعد حرب ١٩٦٧:"سيدي نهنئكم على فوزكم على العرب فأنتم شعب الله المختار"
وكانت من ضمن هدايا النظام السعودي للجنوب أربعمائة صاروخ "تو" المضاد للدبابات،وأزداد التعاون حين صار عيدي أمين رئيسا خاصة في دعم وتدريب وتسليح عصابات الجنوب، تاريخ مقرف لا يريد النظام السعودي ان يكشف من قبل رجل يعرف كل شيء عنه خاصة وأنه صار بلا عرش، ولا أدري عما إذا كان يدري عيدي أمين أن الذي دعم الجيش التانزاني في خلعه هي المخابرات الأمريكية وبتمويل سعودي بعد أن أخذ يتقرب للروس ولليبيا وبعد أن طرد الصهاينة من أوغندا، ولكي يحفظ السر والعيش والملح "أجاروه"!،ومع ذلك ظل يحاول إستعادة عرشه حتى توفي بمرض إلتهاب المجاري البولية عام ٢٠٠٣ في أحد المستشفيات السعودية، وكان يمكن لأي طبيب أوغندي فاشل معالجته منه.
وبعد مذابح حماة في سوريا التي أرتكبها رفعت الأسد والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من عشرين ألف مسلم - ثمة إحصائيات حديثة تقول بأن العدد أكثر بكثير - لا يوجد دليل على تعاون سعودي في تلك المذابح ولكن ظل رفعت الأسد من ضمن قائمة المدفوع لهم سعوديا منذ ما قبل المذابح وحتى يومنا هذا، يملك قصرا وأعمال في ماربيا منطقة آل سعود في أسبانيا، وكان مقربا جدا للملك فهد، بعد المذابح طلبت من العديد من الأخوان المسلمين في سوريا الأقامة بالسعودية، ربما لأخلاء الساحة للنظام السوري آنذاك لتطبيق ما يريده آل سعود في لبنان، وقد تحول أخوان مسلمي سوريا في السعودية الى أشبه ما يكونوا برهائن حتى يومنا هذا بل أن تفصيلات عنهم ترسل دوريا للحكومة السورية في فترة من الفترات، ونفس الشيء حصل مع أخوان مسلمي مصر في السعودية والذين قبلتهم السعودية في فترة حكم عبد الناصر وتعاونت معهم ولكن بعد مجي صديق النظام السعودي السادات صاروا مجرد رهائن.
و"أجار" النظام السعودي محمد البدر حاكم اليمن بعد خلعه عام ١٩٦٢، بالطبع أجارته لتمكنه من إستعادة عرشه الذي دعمته بكل ما تستطيع من مال وسلاح وحتى بطيارين صهاينه، لكنها فشلت وغادر الإمام الى بريطانيا حيث مات هناك.
كما أستقبل النظام السعودي نواز شريف وكان رجلهم في الباكستان ورجل أمريكيا، لكن حين وجدوا من هو أنشط منهم في تفعيل سياستهم في المنطقة، أختاروا برويز مشرف، ومن أجل أخلاء الساحة له سحبوا شريف عندهم ومنعوه من المغادرة لفترة طويلة، حتى أنهم حددوا الإستجارة بعشرة سنوات!!، كشفت إحدى وثائق ويكيليكس أن الملك عبدالله أرسل بعدة تقارير للحكومة الأمريكية عن حالة الضيف المُجار، ولا أدري ان كان قد فعل هذا عملا بعرف عربي أصيل ما.
اليمن الحزين في عهد الشاويش صالح
لأحد, 27 مارس 2011 12:41
اليمن الحزين في عهد الشاويش صالح
محمد الوليدي
هل هو هذا مقدور اليمن أن يظل حزينا ويظل رهن الفقر والتخلف؟ وكأنه حُسِد على تسميته باليمن السعيد فما أن ينتهي من حكم جاهل متسلط حتى يقع في براثين من هو أشد تسلطا وجهلا.
فما أسوأ من طالعه حين حكمه الشاويش علي عبد الله صالح بكل ما أوتي من أساليب المكر والدجل والخبث.
ولد لأسرة زيدية فقيرة مفككة قرب صنعاء عام ١٩٤٢، وبعد طلاق والديه زادت مصائبه فأستخدمه بعض أقاربه في رعي أغنامهم بعد أن فشل حتى في التعليم الإبتدائي، وكان يحلم بحذاء لقدميه الحافيتين وأن يأكل ويلبس مثل بقية أقرانه ولأجل هذا السبب لا غيره دخل الجيش، قبل عدة سنوات عثرت إحدى المستشفيات الغربية التي أجرى فيها فحصا طبيا على مسمار قديم في إحدى قدميه.
وما أن دخل الجيش حتى بلغ فيه أرفع الدرجات، بعد أن وجد فيه ضالته وأكثر، حتى وصل لأن يحكم اليمن(الشمالي آنذاك) عام ١٩٧٨.
وفي سني حكمه عانى اليمنيون المزيد من التخلف والأمية والفقر والفساد والذي سبق وأن عانوه في عهد الأئمة الذين سبق وأن حكموا اليمن، لكن هذا الشاويش أراهم ما لم يروه من قبل، فعاملهم تماما كقطيع من الأغنام مستخلصا العبر من مهنته الأولى مع حقد دفين بسبب طفولته التي لم يعشها، فأنتقم من الشعب اليمني شر إنتقام فزاده فوق جهله جهلا وفقره فقرا وتخلفه تخلفا وأخّرهم عن ركب التحضر والمدنية ماضيا على سنة سابقيه وبأساليب أبشع، بعد أن كان الشعب اليمني سادة العرب علما وأدبا وحضارة، بل هم من أوجد علم الإجتماع فالعالِم العربي الوحيد بين العلماء المسلمين كان يمنيا وهو "إبن خلدون".
وساعد على نشر الرذيلة فاتحا أبواب "السياحة" -سياحة الرذيلة- على مصراعيها للجيران وغيرهم، كما ساعد على نشر المخدرات والخمور والقات لإبقاء الشعب اليمني منحلا مخدرا لا حول له ولا قوة، فقدم المزيد من مساحات الأراضي الخصبة لزراعة القات، ولم يعترض على قطع أشجار البن الذي يشتهر به اليمن وزرع القات بدلا منه، وحين توالت النداءات عليه لإيقاف هذه العادة القبيحة، كان رده "دعوا الناس تأكل القات وتسب الحكومة وتنام!".
أما تهريب المخدرات والخمور فهو منتشر على نطاق واسع ودون تقييد لغاية في نفس يعقوب، ومزحته في إحدى وثائق "ويكيليكس" لم تبتعد عن الحقيقة حين قال بأنه لا يعترض على تهريب الويسكي ان كانت نوعيته جيدة.
وكي يسيطر على أوضاع اليمن كما يشاء سلم جل المناصب العسكرية والمدنية الهامة لإبنائه ولإخوته وأبناء إخوته وأنسبائه وأقربائه وكل من ضمن إخلاصهم والإنتفاع منهم.
فأختص لنفسه قيادة الجيش وأجهزته القضائية، وسلم قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة لإبنه أحمد يمتلك العديد من الشركات النفطية والسياحية والزراعية ويعمل في تجارة وتهريب الأسلحة، أما سلاح الجو فسلمه لأخيه (من أمه) محمد صالح الأحمر يمتلك شركة الحاشدي النفطية وشركات أخرى، أما إدارة مكتب القائد الأعلى ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة فسلمها لأخ آخر له يدعى علي صالح الأحمر، وأخ آخر له يعد أهم ذراع له في السابق يدعى علي محسن الأحمر وهو قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى في اليمن، حاول علي عبد الله صالح قتله كما ورد في إحدى وثائق "ويكيليكس" وذلك أثناء قتاله مع الحوثيين حين قدم للطيران السعودي معلومات كاذبه بأن مقر أخيه محسن الأحمر هو قاعدة للحوثيين!! أنشق عنه مؤخرا- يمتلك شركات نفطية ، وإبن الأخير محمد علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشرقية (حضرموت) وأحد ناهبيها أنضم مؤخرا للثورة.
يحيى محمد عبد الله صالح، رئيس أركان قوات الأمن المركزي، إبن أحد أخوة صالح، طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، عمار محمد عبد الله صالح قائد قوات الأمن الوطني.
وغيرهم الكثر من أقربائة وأنسبائه مما لا يتسع المجال لذكرهم أو ذكر ممتلكاتهم، فلا تكاد توجد شركة ناجحة في اليمن ألا وتجدهم أما ملاكا فيها أو شركاء بدعوى (الحماية) وعلى رأسهم الرئيس نفسه علي عبد الله صالح.
رغم الثروات الطائلة التي نهبها علي عبد الله صالح، إلا أنه لم يكتفي ولا اعتقد أن مثله يكتفي، فما من شيء إلا وله ثمن عنده، وإن لم يكن له ثمن لجعل له ثمنا، ومن يقرأ تاريخ فساده لتيقن بأنه حتى لو سلّم عليه أحدهم لطلب منه ثمن رد السلام.
فلا زال يقبض أموالا طائلة من الحكومة السعودية مقابل صمته عن قضية عسير اليمنية التي أحتلتها السعودية عام ١٩٣٠، وحين كان يريد المزيد من الأموال يفتعل القلاقل على تلك الحدود، فتدفع له حين ذلك السعودية ما يريد.
كما قبض أموالا طائلة من الحكومة السعودية مقابل إيقاف أربعين شركة نفطية من التنقيب عن النفط في أراض يمنية لا تريد السعودية أن يتم أي تنقيب عن النفط فيها، والمضحك المبكي أنه نفسه علي عبد الله صالح شريك رسمي في شركة إستشارية للتنقيب عن النفط وهي التي تدير هذه الشركات وتوجهها الى أماكن التنقيب.
وفي إطار الحرب على "الإرهاب" دخل على الخط بقوة من أجل الحصول على المزيد من الأموال، وأقنع أمريكيا والسعودية بأن لديه المفتاح السحري للسيطرة على "الإرهاب"، لكنه في الوقت الذي أقنعهم فيه بأن أخطر الأرهابيين عنده; طلب منهم المال حتى لا يخرج الأمر من يده، فأنهالت الأموال عليه من قبل الحكومتين الأمريكية والسعودية، في إحدى الدفعات، قدمت له أمريكيا أكثر من مليار دولار، ربما دون أن تدري أمريكيا بأنه هو الذي يصنع الإرهاب أو يسهل له للتكسب من محاربته المزعومة، مع أن أمريكيا أستطاعت أن تكشف بأن أحد أخوة علي عبد الله صالح وهو علي محسن الأحمر قد تعاون مع الذين نفذوا الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" أو على الأقل يعرف بالهجوم مسبقا، وعلى يقين بأنه إن كان يعرف فأن علي عبد الله صالح يعرف قبله.
أما خيبة النظام السعودي فقد وردت بمرارة على لسان الأمير محمد بن نايف حين قال حسب إحدى وثائق "ويكيليكس" بأن الأموال التي ندفعها لعلي عبد الله صالح لمحاربة الأرهاب تذهب لحساباته في سويسرا.
لقد جعل من اليمن مستباحة بالكامل للقوات الأمريكية والمخابرات الأمريكية تقتل فيها من تشاء وتعتقل فيها من تشاء " لقد أعطيناكم بابا مفتوحا لمحاربة الإرهاب" كما قال لجون برنان نائب مستشار أوباما للأمن الوطني، ولا شيء مقابل ذلك سوى " المال وطائرات هيلوكبتر وسيارات بصفارات إنذار!.." ولا ادري ماعلاقة هذه السيارات المخصصة للمواكب بالحرب على الإرهاب، لقد ذكرني ببعض القبائل اليمنية التي كانت تخطف عمال الشركات الأجنبية ثم تطالب بعدد من "ليلى علوي" كفدية مقابل إطلاق سراحهم، وكانت هذه الشركات تضطرب قاطعة الأمل من عودة مخطوفيها لغرابة تنفيذ هذه الطلبات بل وإستحالتها، لكنها تتنفس الصعداء حين تعرف أن ليلى علوي هذه مقصود بها سيارة "لاند كروزر".
وفي حربه مع الحوثيين حاول إدخال عدة أطراف فيها ونجح في ذلك وما كان هذا إلا للتكسب من هذه الحرب وكسب الكثير بالطبع، وبلغ من خبثه حين أشتدت عليه الضغوط لإيقافها أن يرسل بتاجر سلاح في مهمة إيقاف هذه الحرب!.
وحتى الموساد الإسرائيلي ناله نصيب من كرم علي عبد الله صالح، فقد سمح ليهود اليمن بزيارة اليمن متى شاؤوا وأغلب هؤلاء بالطبع من الموساد، وأعتبرهم "يمنيون يعيشون في الخارج"، وأثناء حريق غزة شدد على حراسة الموانئ اليمنية بطلب أمريكي، خوفا من تهريب أي أسلحة لغزة.
وحين طلبت منه الحكومة الأمريكية أستقبال أبناء شعبه من سجناء غونتمالو طلب ١١ مليون دولار مقابل ذلك! ناهيك عن فضائحه الأخرى وأكاذيبه العديدة التي عجت بها وثائق "ويكيليكس" والتي يمكن للقارئ الإطلاع عليها بسهولة.
لا بد من خلع هذا الرجل حالا ومحاكمته على جرائمه التي أرتكبها في حق الشعب اليمني وإعادة ما نهبه ونهبته أسرته، فالصمت عليه خيانة والتفاوض معه إثم وحربه جهاد.
اليمن الحزين في عهد الشاويش صالح
محمد الوليدي
هل هو هذا مقدور اليمن أن يظل حزينا ويظل رهن الفقر والتخلف؟ وكأنه حُسِد على تسميته باليمن السعيد فما أن ينتهي من حكم جاهل متسلط حتى يقع في براثين من هو أشد تسلطا وجهلا.
فما أسوأ من طالعه حين حكمه الشاويش علي عبد الله صالح بكل ما أوتي من أساليب المكر والدجل والخبث.
ولد لأسرة زيدية فقيرة مفككة قرب صنعاء عام ١٩٤٢، وبعد طلاق والديه زادت مصائبه فأستخدمه بعض أقاربه في رعي أغنامهم بعد أن فشل حتى في التعليم الإبتدائي، وكان يحلم بحذاء لقدميه الحافيتين وأن يأكل ويلبس مثل بقية أقرانه ولأجل هذا السبب لا غيره دخل الجيش، قبل عدة سنوات عثرت إحدى المستشفيات الغربية التي أجرى فيها فحصا طبيا على مسمار قديم في إحدى قدميه.
وما أن دخل الجيش حتى بلغ فيه أرفع الدرجات، بعد أن وجد فيه ضالته وأكثر، حتى وصل لأن يحكم اليمن(الشمالي آنذاك) عام ١٩٧٨.
وفي سني حكمه عانى اليمنيون المزيد من التخلف والأمية والفقر والفساد والذي سبق وأن عانوه في عهد الأئمة الذين سبق وأن حكموا اليمن، لكن هذا الشاويش أراهم ما لم يروه من قبل، فعاملهم تماما كقطيع من الأغنام مستخلصا العبر من مهنته الأولى مع حقد دفين بسبب طفولته التي لم يعشها، فأنتقم من الشعب اليمني شر إنتقام فزاده فوق جهله جهلا وفقره فقرا وتخلفه تخلفا وأخّرهم عن ركب التحضر والمدنية ماضيا على سنة سابقيه وبأساليب أبشع، بعد أن كان الشعب اليمني سادة العرب علما وأدبا وحضارة، بل هم من أوجد علم الإجتماع فالعالِم العربي الوحيد بين العلماء المسلمين كان يمنيا وهو "إبن خلدون".
وساعد على نشر الرذيلة فاتحا أبواب "السياحة" -سياحة الرذيلة- على مصراعيها للجيران وغيرهم، كما ساعد على نشر المخدرات والخمور والقات لإبقاء الشعب اليمني منحلا مخدرا لا حول له ولا قوة، فقدم المزيد من مساحات الأراضي الخصبة لزراعة القات، ولم يعترض على قطع أشجار البن الذي يشتهر به اليمن وزرع القات بدلا منه، وحين توالت النداءات عليه لإيقاف هذه العادة القبيحة، كان رده "دعوا الناس تأكل القات وتسب الحكومة وتنام!".
أما تهريب المخدرات والخمور فهو منتشر على نطاق واسع ودون تقييد لغاية في نفس يعقوب، ومزحته في إحدى وثائق "ويكيليكس" لم تبتعد عن الحقيقة حين قال بأنه لا يعترض على تهريب الويسكي ان كانت نوعيته جيدة.
وكي يسيطر على أوضاع اليمن كما يشاء سلم جل المناصب العسكرية والمدنية الهامة لإبنائه ولإخوته وأبناء إخوته وأنسبائه وأقربائه وكل من ضمن إخلاصهم والإنتفاع منهم.
فأختص لنفسه قيادة الجيش وأجهزته القضائية، وسلم قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة لإبنه أحمد يمتلك العديد من الشركات النفطية والسياحية والزراعية ويعمل في تجارة وتهريب الأسلحة، أما سلاح الجو فسلمه لأخيه (من أمه) محمد صالح الأحمر يمتلك شركة الحاشدي النفطية وشركات أخرى، أما إدارة مكتب القائد الأعلى ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة فسلمها لأخ آخر له يدعى علي صالح الأحمر، وأخ آخر له يعد أهم ذراع له في السابق يدعى علي محسن الأحمر وهو قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى في اليمن، حاول علي عبد الله صالح قتله كما ورد في إحدى وثائق "ويكيليكس" وذلك أثناء قتاله مع الحوثيين حين قدم للطيران السعودي معلومات كاذبه بأن مقر أخيه محسن الأحمر هو قاعدة للحوثيين!! أنشق عنه مؤخرا- يمتلك شركات نفطية ، وإبن الأخير محمد علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشرقية (حضرموت) وأحد ناهبيها أنضم مؤخرا للثورة.
يحيى محمد عبد الله صالح، رئيس أركان قوات الأمن المركزي، إبن أحد أخوة صالح، طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، عمار محمد عبد الله صالح قائد قوات الأمن الوطني.
وغيرهم الكثر من أقربائة وأنسبائه مما لا يتسع المجال لذكرهم أو ذكر ممتلكاتهم، فلا تكاد توجد شركة ناجحة في اليمن ألا وتجدهم أما ملاكا فيها أو شركاء بدعوى (الحماية) وعلى رأسهم الرئيس نفسه علي عبد الله صالح.
رغم الثروات الطائلة التي نهبها علي عبد الله صالح، إلا أنه لم يكتفي ولا اعتقد أن مثله يكتفي، فما من شيء إلا وله ثمن عنده، وإن لم يكن له ثمن لجعل له ثمنا، ومن يقرأ تاريخ فساده لتيقن بأنه حتى لو سلّم عليه أحدهم لطلب منه ثمن رد السلام.
فلا زال يقبض أموالا طائلة من الحكومة السعودية مقابل صمته عن قضية عسير اليمنية التي أحتلتها السعودية عام ١٩٣٠، وحين كان يريد المزيد من الأموال يفتعل القلاقل على تلك الحدود، فتدفع له حين ذلك السعودية ما يريد.
كما قبض أموالا طائلة من الحكومة السعودية مقابل إيقاف أربعين شركة نفطية من التنقيب عن النفط في أراض يمنية لا تريد السعودية أن يتم أي تنقيب عن النفط فيها، والمضحك المبكي أنه نفسه علي عبد الله صالح شريك رسمي في شركة إستشارية للتنقيب عن النفط وهي التي تدير هذه الشركات وتوجهها الى أماكن التنقيب.
وفي إطار الحرب على "الإرهاب" دخل على الخط بقوة من أجل الحصول على المزيد من الأموال، وأقنع أمريكيا والسعودية بأن لديه المفتاح السحري للسيطرة على "الإرهاب"، لكنه في الوقت الذي أقنعهم فيه بأن أخطر الأرهابيين عنده; طلب منهم المال حتى لا يخرج الأمر من يده، فأنهالت الأموال عليه من قبل الحكومتين الأمريكية والسعودية، في إحدى الدفعات، قدمت له أمريكيا أكثر من مليار دولار، ربما دون أن تدري أمريكيا بأنه هو الذي يصنع الإرهاب أو يسهل له للتكسب من محاربته المزعومة، مع أن أمريكيا أستطاعت أن تكشف بأن أحد أخوة علي عبد الله صالح وهو علي محسن الأحمر قد تعاون مع الذين نفذوا الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" أو على الأقل يعرف بالهجوم مسبقا، وعلى يقين بأنه إن كان يعرف فأن علي عبد الله صالح يعرف قبله.
أما خيبة النظام السعودي فقد وردت بمرارة على لسان الأمير محمد بن نايف حين قال حسب إحدى وثائق "ويكيليكس" بأن الأموال التي ندفعها لعلي عبد الله صالح لمحاربة الأرهاب تذهب لحساباته في سويسرا.
لقد جعل من اليمن مستباحة بالكامل للقوات الأمريكية والمخابرات الأمريكية تقتل فيها من تشاء وتعتقل فيها من تشاء " لقد أعطيناكم بابا مفتوحا لمحاربة الإرهاب" كما قال لجون برنان نائب مستشار أوباما للأمن الوطني، ولا شيء مقابل ذلك سوى " المال وطائرات هيلوكبتر وسيارات بصفارات إنذار!.." ولا ادري ماعلاقة هذه السيارات المخصصة للمواكب بالحرب على الإرهاب، لقد ذكرني ببعض القبائل اليمنية التي كانت تخطف عمال الشركات الأجنبية ثم تطالب بعدد من "ليلى علوي" كفدية مقابل إطلاق سراحهم، وكانت هذه الشركات تضطرب قاطعة الأمل من عودة مخطوفيها لغرابة تنفيذ هذه الطلبات بل وإستحالتها، لكنها تتنفس الصعداء حين تعرف أن ليلى علوي هذه مقصود بها سيارة "لاند كروزر".
وفي حربه مع الحوثيين حاول إدخال عدة أطراف فيها ونجح في ذلك وما كان هذا إلا للتكسب من هذه الحرب وكسب الكثير بالطبع، وبلغ من خبثه حين أشتدت عليه الضغوط لإيقافها أن يرسل بتاجر سلاح في مهمة إيقاف هذه الحرب!.
وحتى الموساد الإسرائيلي ناله نصيب من كرم علي عبد الله صالح، فقد سمح ليهود اليمن بزيارة اليمن متى شاؤوا وأغلب هؤلاء بالطبع من الموساد، وأعتبرهم "يمنيون يعيشون في الخارج"، وأثناء حريق غزة شدد على حراسة الموانئ اليمنية بطلب أمريكي، خوفا من تهريب أي أسلحة لغزة.
وحين طلبت منه الحكومة الأمريكية أستقبال أبناء شعبه من سجناء غونتمالو طلب ١١ مليون دولار مقابل ذلك! ناهيك عن فضائحه الأخرى وأكاذيبه العديدة التي عجت بها وثائق "ويكيليكس" والتي يمكن للقارئ الإطلاع عليها بسهولة.
لا بد من خلع هذا الرجل حالا ومحاكمته على جرائمه التي أرتكبها في حق الشعب اليمني وإعادة ما نهبه ونهبته أسرته، فالصمت عليه خيانة والتفاوض معه إثم وحربه جهاد.
السوط الشرعي على مؤخرة الحلبي
السبت, 12 مارس 2011 09:48
السوط الشرعي على مؤخرة الحلبي
محمد الوليدي
ربما لا يدري المدعو علي الحلبي أنه بمواقفه الأخيرة وإصراره عليها قد ذهب بعيدا بحيث لا يحتاج للمزيد من الردود أو النقاش أكثر مما جرى، فقد أثبت بأنه ليس عالم دين حاول الإجتهاد وفشل، فما يبدو أن الرجل يأكل بدينه وبهذا يكون أسوأ من التي تأكل بثديها، ولا يمكن أن يقنعنا أن أحدا - من الذين لا ضمير لهم - يمكن أن يقف مع مجنون سفاح بغيض دون ثمن، فحال الحلبي إذن كحال المرتزقة من الأفارقة العبيد الذين ألتجأ لهم القذافي في محاولة أخيرة لتركيع هذا الشعب الذي صبر عليه أكثر من أربعين عاما، وعلى هذا لا بد من التحقيق في ثروة هذا الحلبي وتتبع حساباته ومعرفة مصدرها، كما لا بد من إشراكه في جرائم القذافي في شعبه حيث أن الحلبي ممن أعانه بالقول وبإسم الدين، كما يمكن لمواطني الأردن العاملين في ليبيا والذين عانوا الأمرين قبل أن يغادروها مقاضاة هذا الحلبي.
وشعبنا في الأردن الذي أجبر أحد النواب على الإعتذار عن ما بدر منهم من إهانات; عليه عدم ترك من هو أسوأ من هذا النائب بكثير وهو هذا الحلبي الذي أهان الشرع الحنيف حين دلس وخان الأمانة في ما بيّنه الشرع في ظروف كهذه ، كما على إتحاد علماء المسلمين لجم هذا الحلبي والحجر عليه وتحميله الإعانة على دماء الأمة التي تراق الآن; خاصة أنه فعل ما فعل بإسم الدين ..
فبإسم هذا الدين وقف الحلبي مع القذافي الذي تلاعب بكلام الله المنزل، حين شطب كل كلمة "قل" من القرآن الكريم لأنها حسب قوله تخص الرسول صلى الله عليه وسلم ولا داعي لها الآن، وأنكر السنة النبوية وأعتبر أتباعها مشركون وعبدة أصنام، وأن الكعبة آخر أصنام الجاهلية، وأعتبر الشريعة الإسلامية من القوانين الوضعية كقانون نابليون والقوانين اليونانية، وطعن في الأنبياء فقال عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ساعي بريد ودعوته للعرب فقط، وعن يعقوب عليه السلام وعائلته بأنها عائلة منحطة ومنافقة، وأدعى النبوة، حيث قال"وما من نبي إلا ورعى الغنم" للكاتبة الأيطالية ميريلا بيانكو حينما سألته عما اذا رعى الغنم في حياته، وذلك في كتابها "القذافي رسول الصحراء"،
وبدّل القبلة عام ١٩٩٧ فأجبر حجاج ليبيا على الحج الى القدس المحتلة لأنها أولى القبلتين ، ووضع كتابه الأخضر محل الشريعة الإسلامية والذي سماه بالنظرية العالمية الثالثة وقال بأن هذا الكتاب هو "إنجيل العصر الحديث" وأن هذه النظرية "ستجعل لنا دينا" وقال في كتابه الأخضر: أن جمهور كرة القدم أحمق لأنه يكتفي بالتفرج على اللاعبين دون ان يشاركهم اللعب، وقال فيه أيضا " الرجل ذكر والمرأة أنثى والمرأة تحيض والرجل لا يحيض ..." خيبك الله يا حلبي.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع القذافي الذي أستباح دم الشعب الليبي، ما يقرب من ألف ومئتي سجين قتلهم بدم بارد في سجن "ابو سليم" ورفض تسليم جثامينهم لذويهم حتى يومنا هذا، وأعدم كل الليبيين الذين عادوا من الجهاد في أفغانستان، والكثير ممن كشف أن عندهم إنتماء إسلاميا، كما وأمر بتفجير طائرة ليبية قتل فيها مائة وسبعة وخمسون ليبيا عام ١٩٩٢ فوق بنغازي وأمر بحقن أربعمائة طفل بفيروس الأيدز عام ١٩٩٧ فقط كي يلصق تلك التهمتين بالغرب ويقايض بهم ضحايا تفجيره لطائرة لوكربي الذي أجبره الغرب على دفع بلايين الدولارات ثمن حماقته هذه، كما كان وراء قتل وإخفاء وسجن وتشريد مئات الألوف من أبناء الشعب الليبي على مدى أكثر من أربعين عاما.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من ساوى بين المجرم والضحية في قضية فلسطين في مشروعه "إسراطين"، كما دعا صراحة إلى إدخال الكيان الصهيوني لجامعة الدول العربية، ناهيك عن جذوره اليهودية التي أكدها الشيخ عبد الله عزام رحمه الله، وجاك تايلر في كتابه "أوراق الموساد المفقودة"، أيضا مقابلة مع بعض إقربائه اليهود على إحدى محطات التلفزة الصهيونية، ناهيك عن علاقاته الوطيدة مع العديد من الأسر اليهودية كعائلة روكفلر وموشي ديفد زعيم "حركة أبناء الرب" التي يتبرع لها القذافي بسخاء ، وتاجر السلاح يعقوب نمرودي وغيرهم، والساعدي القذافي الذي يتمسح بالدين الآن سبق وأن كشف عن إسمه في صفقة مخدرات مع أحد أبناء عائلة روكفلر، وعلاقة العشق أيضا التي بين سيف الإسلام والممثلة الصهيونية أورلي وينرمان التي حاول الزواج منها، ناهيك عن فضائحهم الأخرى التي بدأت تتكشف عند قرب سقوط نظامهم.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من بذر ثروات الشعب الليبي، مئات البلايين بذرها على مدى أكثر من أربعين عاما والتي لو وزعت على الشعب الليبي بحق لكانوا أغنى شعوب الأرض قاطبة، في حين يعيش أكثر أبناء هذا الشعب في فقر مدقع وكثيرا منهم بلا بيوت ودون بنية تحتية ويفتقدون الحد الأدنى من الرعاية الصحية ، وبذر هذه الثروات في مشاريع غبية كمشروعه النهر العظيم الذي كلف أكثر من ثلاثين بليون دولار و غيرها من المشاريع، بل الأموال التي بددها في ورق كتابه الأخضر تبني بيت لكل من لا بيت له من أبناء الشعب الليبي، أذكر أني طلبت منه نسخة فأرسلوا لي بعشر نسخ، كما بذر هذه الثروات على ملذاته وملذات أسرته، وبذرها في حروب ونزاعات لا جمل ولا ناقة فيها للشعب الليبي في تشاد والنيجر والسودان ومالي والكونجو ودعم الجيش الجمهوري الايرلندي.
في منتصف الثمانينات وصل به بعد خلاف مع الأردن أن يأمر بوضع قنابل على أشكال لعب في بعض مناطق الأردن واعتقد حينذاك قام بإحراق السفارة الأردنية في طرابلس، أعرف أسرة فقدت خمسة من أولادها بسبب إحدى هذه القنابل وهي عائلة أبو جخيدب، كنت صغيرا آنذاك لكني لن أنسى ما حييت رد أم هؤلاء الأطفال المكلومة على قاضي القضاة حين جاء معزيا " أعطاني الله أياهم وأخذهم فلا أعتراض على حكمه"...
سألتك بالله العلي العظيم يا حلبي لو كنت في موضع هذه الأم; أستقف موقفك نفسه من القذافي؟
هذا السفيه يا حلبي لا يستنبط الحكم الشرعي فيه من باب حكم الأئمة وولاة الأمور وخروج البغاة عليهم; بل يستنبط من طريقة تعامل الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع المرتدين، ومن طريقة تعامل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، ومن طريقة تعامل البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع "الحشاشين"..
ولا بارك الله فيك يا حلبي.
السوط الشرعي على مؤخرة الحلبي
محمد الوليدي
ربما لا يدري المدعو علي الحلبي أنه بمواقفه الأخيرة وإصراره عليها قد ذهب بعيدا بحيث لا يحتاج للمزيد من الردود أو النقاش أكثر مما جرى، فقد أثبت بأنه ليس عالم دين حاول الإجتهاد وفشل، فما يبدو أن الرجل يأكل بدينه وبهذا يكون أسوأ من التي تأكل بثديها، ولا يمكن أن يقنعنا أن أحدا - من الذين لا ضمير لهم - يمكن أن يقف مع مجنون سفاح بغيض دون ثمن، فحال الحلبي إذن كحال المرتزقة من الأفارقة العبيد الذين ألتجأ لهم القذافي في محاولة أخيرة لتركيع هذا الشعب الذي صبر عليه أكثر من أربعين عاما، وعلى هذا لا بد من التحقيق في ثروة هذا الحلبي وتتبع حساباته ومعرفة مصدرها، كما لا بد من إشراكه في جرائم القذافي في شعبه حيث أن الحلبي ممن أعانه بالقول وبإسم الدين، كما يمكن لمواطني الأردن العاملين في ليبيا والذين عانوا الأمرين قبل أن يغادروها مقاضاة هذا الحلبي.
وشعبنا في الأردن الذي أجبر أحد النواب على الإعتذار عن ما بدر منهم من إهانات; عليه عدم ترك من هو أسوأ من هذا النائب بكثير وهو هذا الحلبي الذي أهان الشرع الحنيف حين دلس وخان الأمانة في ما بيّنه الشرع في ظروف كهذه ، كما على إتحاد علماء المسلمين لجم هذا الحلبي والحجر عليه وتحميله الإعانة على دماء الأمة التي تراق الآن; خاصة أنه فعل ما فعل بإسم الدين ..
فبإسم هذا الدين وقف الحلبي مع القذافي الذي تلاعب بكلام الله المنزل، حين شطب كل كلمة "قل" من القرآن الكريم لأنها حسب قوله تخص الرسول صلى الله عليه وسلم ولا داعي لها الآن، وأنكر السنة النبوية وأعتبر أتباعها مشركون وعبدة أصنام، وأن الكعبة آخر أصنام الجاهلية، وأعتبر الشريعة الإسلامية من القوانين الوضعية كقانون نابليون والقوانين اليونانية، وطعن في الأنبياء فقال عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ساعي بريد ودعوته للعرب فقط، وعن يعقوب عليه السلام وعائلته بأنها عائلة منحطة ومنافقة، وأدعى النبوة، حيث قال"وما من نبي إلا ورعى الغنم" للكاتبة الأيطالية ميريلا بيانكو حينما سألته عما اذا رعى الغنم في حياته، وذلك في كتابها "القذافي رسول الصحراء"،
وبدّل القبلة عام ١٩٩٧ فأجبر حجاج ليبيا على الحج الى القدس المحتلة لأنها أولى القبلتين ، ووضع كتابه الأخضر محل الشريعة الإسلامية والذي سماه بالنظرية العالمية الثالثة وقال بأن هذا الكتاب هو "إنجيل العصر الحديث" وأن هذه النظرية "ستجعل لنا دينا" وقال في كتابه الأخضر: أن جمهور كرة القدم أحمق لأنه يكتفي بالتفرج على اللاعبين دون ان يشاركهم اللعب، وقال فيه أيضا " الرجل ذكر والمرأة أنثى والمرأة تحيض والرجل لا يحيض ..." خيبك الله يا حلبي.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع القذافي الذي أستباح دم الشعب الليبي، ما يقرب من ألف ومئتي سجين قتلهم بدم بارد في سجن "ابو سليم" ورفض تسليم جثامينهم لذويهم حتى يومنا هذا، وأعدم كل الليبيين الذين عادوا من الجهاد في أفغانستان، والكثير ممن كشف أن عندهم إنتماء إسلاميا، كما وأمر بتفجير طائرة ليبية قتل فيها مائة وسبعة وخمسون ليبيا عام ١٩٩٢ فوق بنغازي وأمر بحقن أربعمائة طفل بفيروس الأيدز عام ١٩٩٧ فقط كي يلصق تلك التهمتين بالغرب ويقايض بهم ضحايا تفجيره لطائرة لوكربي الذي أجبره الغرب على دفع بلايين الدولارات ثمن حماقته هذه، كما كان وراء قتل وإخفاء وسجن وتشريد مئات الألوف من أبناء الشعب الليبي على مدى أكثر من أربعين عاما.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من ساوى بين المجرم والضحية في قضية فلسطين في مشروعه "إسراطين"، كما دعا صراحة إلى إدخال الكيان الصهيوني لجامعة الدول العربية، ناهيك عن جذوره اليهودية التي أكدها الشيخ عبد الله عزام رحمه الله، وجاك تايلر في كتابه "أوراق الموساد المفقودة"، أيضا مقابلة مع بعض إقربائه اليهود على إحدى محطات التلفزة الصهيونية، ناهيك عن علاقاته الوطيدة مع العديد من الأسر اليهودية كعائلة روكفلر وموشي ديفد زعيم "حركة أبناء الرب" التي يتبرع لها القذافي بسخاء ، وتاجر السلاح يعقوب نمرودي وغيرهم، والساعدي القذافي الذي يتمسح بالدين الآن سبق وأن كشف عن إسمه في صفقة مخدرات مع أحد أبناء عائلة روكفلر، وعلاقة العشق أيضا التي بين سيف الإسلام والممثلة الصهيونية أورلي وينرمان التي حاول الزواج منها، ناهيك عن فضائحهم الأخرى التي بدأت تتكشف عند قرب سقوط نظامهم.
وبإسم الدين يقف الحلبي مع من بذر ثروات الشعب الليبي، مئات البلايين بذرها على مدى أكثر من أربعين عاما والتي لو وزعت على الشعب الليبي بحق لكانوا أغنى شعوب الأرض قاطبة، في حين يعيش أكثر أبناء هذا الشعب في فقر مدقع وكثيرا منهم بلا بيوت ودون بنية تحتية ويفتقدون الحد الأدنى من الرعاية الصحية ، وبذر هذه الثروات في مشاريع غبية كمشروعه النهر العظيم الذي كلف أكثر من ثلاثين بليون دولار و غيرها من المشاريع، بل الأموال التي بددها في ورق كتابه الأخضر تبني بيت لكل من لا بيت له من أبناء الشعب الليبي، أذكر أني طلبت منه نسخة فأرسلوا لي بعشر نسخ، كما بذر هذه الثروات على ملذاته وملذات أسرته، وبذرها في حروب ونزاعات لا جمل ولا ناقة فيها للشعب الليبي في تشاد والنيجر والسودان ومالي والكونجو ودعم الجيش الجمهوري الايرلندي.
في منتصف الثمانينات وصل به بعد خلاف مع الأردن أن يأمر بوضع قنابل على أشكال لعب في بعض مناطق الأردن واعتقد حينذاك قام بإحراق السفارة الأردنية في طرابلس، أعرف أسرة فقدت خمسة من أولادها بسبب إحدى هذه القنابل وهي عائلة أبو جخيدب، كنت صغيرا آنذاك لكني لن أنسى ما حييت رد أم هؤلاء الأطفال المكلومة على قاضي القضاة حين جاء معزيا " أعطاني الله أياهم وأخذهم فلا أعتراض على حكمه"...
سألتك بالله العلي العظيم يا حلبي لو كنت في موضع هذه الأم; أستقف موقفك نفسه من القذافي؟
هذا السفيه يا حلبي لا يستنبط الحكم الشرعي فيه من باب حكم الأئمة وولاة الأمور وخروج البغاة عليهم; بل يستنبط من طريقة تعامل الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع المرتدين، ومن طريقة تعامل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، ومن طريقة تعامل البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع "الحشاشين"..
ولا بارك الله فيك يا حلبي.
Subscribe to:
Posts (Atom)