Friday, June 22, 2012
حتى لا تكون الإمارات العربية زنجبار أخرى
محمد الوليدي
التاريخ العربي مليء بتجارب الدول التي سقطت وأصبحت نسيا منسيا بسبب ظلم حكامها وهمجيتهم، وكم من سقوط جر كوارث ودمار ومذابح للرعية فيها والذين لا ذنب لهم سوى صمتهم على ظلم الحاكم وجبروته.
فقد أسقط المغول بغداد وذبحوا أهلها بسبب حماقات وظلم وإستهتار آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله أو المستهتر بالله، والذي كان يلهو حتى وجيش هولاكو يحاصر بغداد، وسقطت الأندلس بسبب فسق وخيانة وظلم ملوك الطوائف وتخلفهم حين قسموا الأندلس لإقطاعيات تقاسموا حكمها فيما بينهم.
وكي لا نبتعد كثيرا دعنا نلقي نظرة على عصرنا هذا ومن الخليج العربي والذي ينتمي له حكام الإمارات العربية، فلا عجب أن ثاني وثالث أكبر مذبحة أرتكبت بحق المسلمين في التاريخ العربي كانت نتيجة حماقة وظلم الحاكم; الثانية كانت مذبحة المغول بحق أهل بغداد والثالثة كانت بحق العرب في زنجبار على يد التانزانيين عام ١٩٦٤ والتي كانت تحكم من قبل السلطان العماني وكأنها مزرعة عبيد تحت صولجانه، وفي عام ١٩٢٥أحتلت إيران ثاني أكبر دولة خليجية بعد السعودية وهي الأحواز أو عربستان وحملت حاكمها الشيخ خزعل وهو سكران الى طهران ثم قتلته المخابرات الإيرانية خنقا فيما بعد، وكان أول من بنى المحافل الماسونية في الخليج العربي وأحد أسوأ حكامهم شذوذا، ومن ثم نكبت إيران سكان هذه المنطقة وسلبت حقوقهم وأفقرتهم رغم أن سبعين في المائة من النفط الإيراني المصدر يستخرج من هذه المنطقة العربية.
ثم أحتلت أيران جزر الإمارات الثلاث في ظل صمت مخز من قبل حكامها أو كلام فارغ لا فائدة فيه من باب "أوسعتهم شتما وأودوا بكل الإبل"، حتى أن ولي عهد رأس الخيمة الشيخ خالد القاسمي حين قام بمحاولات جدية من أجل إنقاذ الجزر أتحد حكام الإمارات وعلى رأسهم الشيخ زايد نفسه ليس من إنقاذ هذه الجزر بل أتحدوا من أجل عزل هذا الشيخ عن ولاية العهد وجاؤوا بمن يسايرهم في كل شيء.
وإذا نظرنا لظروف الدول التي سقطت قبل سقوطها نجد أن الأمر متشابها تماما لما يجري في لإمارات العربية إن لم يكن اسوأ في الإمارات، فقد فسق حكامها وشذوا وظلموا بلا حدود، أمنوا السفهاء على أمن البشر وأعراضهم، وحكموا بإستهتار واضح ومفضوح من أجل إرضاء سادتهم الغرب، فحاربوا الإسلام وأهله وسجنوا الدعاة والعلماء وسحبوا جنسياتهم وحاربوا الناس في أرزاقهم ونهبوا أموالهم ومن يعترض فالسجن أو الطرد مصيره، وحولوا الدولة سوقا لتجارة السلاح والمخدرات والأعراض، حتى القراصنة الصوماليون شاركوهم في غسيل الأموال من خطف السفن حين رأوا أنها تجارة تدر الملايين من الدولارات، أما العرب الذين خدموا دولتهم لسنين طويلة قاموا بطردهم وتشتيت أسرهم فلم يرحموا السوريين في بلادهم والشعب السوري يتعرض للإبادة في سوريا ولم يرحموا الفلسطينيين من غزة في بلادهم في نفس الوقت الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة لمحرقة من قبل الصهاينة، ولا زال مسلسل الطرد قائما، ووصل بهم التعاون مع الصهاينة في قتل قائد فلسطيني وتمويل عمليات أمنية داخل فلسطين لصالح الصهاينة، لقد أبتلي أهل الإمارات بعصابة من أولاد لم يكن حتى والدهم يأمن جانبهم فحين أختار الشيخ زايد أحد أولاده على أمنه وهو ناصر بن زايد عثر عليه في إحدى نوبات الحراسة لوالده مغشيا عليه بسبب جرعة مخدرات زائدة ( قتل مؤخرا في حادث طائرة مع صديق وعشيقة بريطانية له حيث أتهمت أم القتيل في يوم العزاء أن محمد بن زايد هو قاتل أبنها )، فلم يكن لهم خيرا حتى في من أنجبهم فكيف يكون لهم خيرا فيمن يتحكمون فيهم.
وما يدمي القلب أن هناك أن هناك العديد من الفضائح المخزية لحكام الإمارات والتي تكفي لدثر أي أسرة حكم لو هناك قضاء عادل حقيقي (محامي إيراني يدعى حبيب الملا من يستغفلهم ويدير شؤونهم القضائية على طريقة قراقوش) وهذه الفضائح هي بعض ما اشتملت عليها القضية المرفوعة من قبل رجل الأعمال بسام النابلسي على الشيخ عيسى بن زايد، لقد سمح لي بالإطلاع على بعضها مع التعهد بعدم نشر أي منها، مع أنها غير صالحة للنشر لبشاعة ما فيها; فسق وفجور بلا حدود وزنا وزنا محارم وسحاق، يعلم الله أنني ذهلت رغم أنني سبق وأن أطلعت على آلاف الوثائق التي تخص بعض الأسر الحاكمة العربية، حيث أنني رجوت صاحب القضية أن لا يمكّن الإعلام الغربي من الإطلاع على هذه الفضائح، مع أن وثيقة سرية خطيرة كشفتها ويكيليكس تطلب فيها هيلاري كلينتون من سفارتها في أبو ظبي في جمع كل معلومة كبرت أو صغرت عن الشيخ عيسى بن زايد وحتى من لهم علاقة به، وثيقة تشي بطرف من الإبتزاز الأمريكي المفضوح الذي لا يستثنوا منه حتى الأصدقاء.
الإمارات العربية تخاف الربيع العربي وليست كل الدول العربية قد تحلم بهذا الربيع فأني أرى في أفق هذه الدولة زنجبار أخرى بسبب حماقات حكامها، أرى أهلها يبادون كما أبيد أهل زنجبار إن لم يأخذوا على أيدي حكامهم أو يغيروهم، فحكام هذه الدولة التي يجمعها إتحاد كاذب بين مجموعة من الإمارات الصغيرة (إحداها كانت مجمعا لإسطبلات خيول الإنجليز) لن يكون بوسعهم حماية هذا الشعب بل سيكونوا أول الهاربين في حالة وقوع أي خطر، ولتكن لهم عبرة في بعض حكام دول الخليج الأخرى حين كانوا يهربون من صدى صيحة عليهم.
مخاطر الإتحاد السعودي البحريني
محمد الوليدي
يعلم الله بأني لست ضد أي إتحاد حقيقي ما بين أي من الدول العربية أو وحدة الدول العربية مجتمعة، لكن ليس في ظل أنظمتها المهترئة الحالية والتي حتما ستكون في إتحادها قوة لصالح أنظمتها وأسيادهم لا الشعوب.
فمنذ أبوق الدول العربية عن محيطها رأينا محاولات لإتحادات وهمية ما كانت لصالح الشعوب قط بل فرضت علينا من الغرب كجامعة الدول العربية ومنظمة دول المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والأخير لم يتفق بعد حتى على توحيد المناهج المدرسية بين دول هذا المجلس.
لكن الأخطر ما يتم تداوله الآن من مخطط لوحدة ما بين السعودية والبحرين، وكأن البحرين نسيت أطماع النظام السعودي التوسعية منذ بداياته، ونسيت أساليب المكر والإحتيال التي تتخذها في سبيل هذا التوسع، فقد بدأ النظام السعودي أول توسع له حين أحتل العينية عندما أستنجد حاكمها بآل سعود من أجل حمايته من الأخطار المحدقة به فأسرعوا له لا كمنجدين بل كمحتلين فما أن سيطروا على العينية حتى قاموا بمحاصرة قصر حاكمها وقتله وضم بلاده لإمارتهم، وحين أستنجد حكام عسير الأدارسة بالملك عبد العزيز آل سعود لحمايتهم من شريف مكة والأئمة في اليمن، كانوا كما قال الشاعر كالمستجير من الرمضاء بالنار، فما أن وقع الملك عبدالعزيز مع الأدارسة معاهدة الحماية وحسن الجوار! عام ١٩٢١ حتى سارع بإحتلالها وضمها للسعودية ووصل به إجبار من هرب من الإدارسة على العودة الى عسير بالقوة حيث أقتضى مع حسن الجوار حسن الضيافة أيضا ولكن على الطريقة السعودية حيث قدمت لهم القهوة المسمومة ليموتوا الواحد بعد الآخر وهل تسمع لهم منذ زمن حسيسا ؟.
وحين ضموا واحات البريمي الإماراتية الى السعودية، ضموها بكبشة خراف دفعت ثمنها شركة أرامكو والتي أشتروا بها ذمة سكان هذا الواحات حيث كانوا يبصمون على عرائض الولاء للنظام السعودي بعد أن تشبع البطون.
والأعجب ولا أعتقد بأن حكام البحرين نسوا ذلك، وهو أن النظام السعودي هو الذي شرد آل خليفة من الزبارة في قطر الى البحرين حيث يحكمون الآن، فإلى أين المفر بعد ذلك .. هذا في حالة أن تنازل النظام السعودي عن حسن الضيافة!.
من حق البحرين أن تحمي نفسها وأن تتحد مع من تشاء، ولكن عليها أن تحسن الإختيار والأفضل أن تتحد مع دول الخليج الأخرى كقطر وعمان والإمارات والكويت، فهي دول قريبة منها وعلى "قدها" ولا تملك أطماعا في دول الجوار مثل السعودية، مع أن جميع الدول الخليجية بما فيها السعودية هي محميات أمريكية وتبحث عن من يحميها في ظل قلقها من تقصير أمريكيا معها في الآونة الأخيرة، حيث أضطرت السعودية للإستنجاد بمرتزقة من الأردن من أجل حماية البحرين، إذن ما قيمة هذا الإتحاد السعودي البحريني لو أفترضنا حسن نية النظام السعودي؟
أن أكبر قهر وظلم تعرضت له الشعوب العربية من حكامها أنها لم توفر له الوسائل التي تحمي أنفسها بها من أي عدوان طارئ، لا سامحهم الله من حكام.
إجرام إماراتي تخطى كل الحدود
محمد الوليدي
2012/05/09
لا يمكن تخيل مدى حجم الجريمة والفضيحة التي كشفها التلفزيون السويدي عن تعرض أمريكي مسلم من أصل سوداني لتعذيب وحشي من قبل الأمن الإماراتي بإوامر أمريكية على مدى أكثر من مئة يوم، تم تعذيبه فيها بكل همجية ليلا ونهارا، لا لسبب إلا لأنه رفض أن يكون جاسوسا للإف بي آي والتجسس على أحد أئمة المساجد في أمريكيا، جريمة تخرج النظام الإمارتي عن نطاق الأمة وتضعها في صف الأعداء وتخرجها من دين الأمة وتضعها في بوتقة العبودية والذل والإسترزاق لدى أمريكيا، جريمة تكشف الى أي مدى منحط وذليل وخياني وصل اليه حكام الإمارات، وهذا يؤيد تماما ما ذهبنا اليه في السابق من أن جهاز الأمن الإماراتي قد تورط وأشترك مع الموساد الصهيوني في إغتيال المجاهد الفلسطيني محمود المبحوح، لذا على حركة حماس وحالا ان تتقدم بطلب رسمي للإنتربول من أجل إلقاء القبض على ضاحي خلفان الذي تشير دلائل عديدة لتورطه في دم هذا المجاهد مع الموساد الصهيوني، فلتقم حماس بهذا وإلا تكون قد فرطت بدم هذا المجاهد، كما أن مثل هذا الطلب سيكشف مصداقية جهاز الإنتربول والذي لطالما كان في خدمة أعداء الأمة.
لقد ذهب حكام الإمارات بعيدا في عدائهم للأمة وأصبحوا يشكلون خطرا عليها، فلم يوفروا شعبهم حين سجنوا وعذبوا الدعاة والعلماء منهم ولا نستبعد أنه يتم ذلك بطلب أمريكي أيضا، بل هناك ثمة إشارات الى أن من يعد اللوائح القانونية ضد هؤلاء العلماء والدعاة هو محامي إيراني في الإمارات يدعى الدكتور حبيب الملا! ولم يوفروا أيضا الوافدين لبلادهم، ناهيك أن شرورهم تخطت كل الحدود في تمويلهم عمليات قذرة لصالح أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وفلسطين، وكم من المحزن والمخزي أن هولندا عندما أطلعت على العرض الذي قدم لها بخصوص تمويل عمليات أمنية خاصة في الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع الكيان الصهيوني، قامت برفض هذا العرض وقالت أن شرف الدولة الهولندية يرفض القيام بإعمال كهذه!، لكن الإمارات وافقت حالا أن تحل بديلا عنها، فقد كان شرف قادتها واسعا وكيف لا وهي تحكم من قبل مجموعة من الشواذ والمدمنين.
نعم، شواذ ومدمنون ويستحقون الحجر عليهم أو إعادتهم الى مأرب من حيث جاؤوا، فشعب الإمارات الطيب ضاق بهم ذرعا، فما أن مات والدهم حتى بدأت خلافاتهم وشنوا حملات تخوين بين بعضهم البعض أدت في النهاية الى قتل بعضهم في حوادث طيران وهمية، وبعضهم لا يستطيع الخروج من الإمارات كالشيخ فلاح بن زايد بسبب القضايا المرفوعة عليه في قضايا لواط في سويسرا، أيضا الشيخ عيسى بن زايد وهو شاذ وسادي آخر والذي برأه قضاء الزور الإماراتي مؤخرا رغم شريط فاضح بث له وهو يعذب أفغانيا بكل سادية، وأدعوا أن الشيخ كان مخدرا دون أن يدري،كما أن القادم أعظم حيث ثمة من يتفاوض مع أحد ضحايا هذا الشيخ وهو رجل الإعمال النابلسي من أجل الحصول على كافة الأشرطة التي تفضح هذا الشيخ وجهاز أمنه من أجل كشف الطابق كله، ولا أدري فيما لو كشفت لقطات تتعلق بمجموعة من السودانيين وهم يُجرون في الأصفاد كعبيد القرون الوسطى على يد أفراد من رجال الأمن الإماراتي من قصر الشيخ عيسى بن زايد الى صحراء الرعب والعذاب حيث يرتكب فيهم هذا الشيخ السادي حفلة تعذيب جماعي بحقهم، ولا أدري حين كشف ذلك هل سيقول قضاء الزور الإماراتي أن رجال الأمن والشيخ خُدروا دون علمهم.. قد يحدث أي شيء لكن لا أعتقد أن الشعب السوداني سيلزم الصمت بعد هذه الجريمة.
قطاع طرق أبتلي بهم أطيب شعوب الخليج .. نسأل الله عز وجل أن يريحهم من هذا البلاء.
Subscribe to:
Posts (Atom)